في الصورة الملك محمد السادس أثناء زيارته للأقاليم الصحراوية أكد محمد باهي عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن مؤتمر "البوليساريو" المزمع عقده الأسبوع القادم بتيفاريتي ، يعد "مناورة جديدة" تحاول قيادة البوليساريو تمريرها لإقناع الصحراويين المحتجزين بمخيمات تيندوف بتأجيل حل قضية الصحراء. مؤتمر "البوليساريو" مناورة جديدة "" وقال باهي الخبير في شؤون البوليساريو في تصريح للقناة الفضائية (العربية)، إن الكل يعرف "أن الجزائر هي التي تقف وراء كل هذه المماطلات" التي تعرفها قضية الصحراء. وأضاف أن الخيار العسكري الذي تلوح به البوليساريو من شأنه أن يعيد الوضع في المنطقة إلى نقطة الصفر، مؤكدا أن المفاوضات التي استمرت لفترتين، وستدخل مرحلة ثالثة، ستضع الجبهة أمام مسؤوليات تاريخية من أجل إنقاذ المحتجزين في المخيمات. وأكد أنه "نحن كصحراويين، نعرف، كما يعرف سكان المخيمات والمجندون في جبهة البوليساريو، أن هذه الأخيرة لم يعد بإمكانها خوض أية معارك عسكرية إطلاقا"، مشيرا إلى أن أكثر من عشرة آلاف جندي صحراوي الآن منفيون في موريتانيا وإسبانيا، فضلا عن كون قادة (البوليساريو) كلهم يوجدون في الخارج. وقال إن المغرب تقدم بمبادرة سلمية مفتوحة يطلب من خلالها العودة إلى الشرعية والسلم وعودة اللاجئين إلى ديارهم وأهلهم وتخويل منطقة الصحراء حكما ذاتيا، مع احترام الخصوصية الثقافية للمنطقة . مؤتمر البوليساريو الأسبوع المقبل تحت شعار كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال التام من جهة أخرى رفض قيادي في جبهة البوليساريو التعليق على اعتزام المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء "كوركاس" عقد دورته المقبلة بمدينة "السمارة" بالتزامن مع اليومين الأخيرين من المؤتمر الثاني عشر، الذي ستعقده جبهة البوليساريو في مدينة"تيفاريتي" الأسبوع المقبل، وأكد أن الجبهة غير معنية بأية تحركات لتجمع "كوركاس"، لأن نزاعهم الأصلي مع المغرب وليس معهم. واعتبر عضو وفد جبهة البوليساريو المفاوض "سيدي محمد عمر" في أن المؤتمر المقبل للجبهة سيكون محطة سياسية جديدة لفرض السيادة، وقال: "لم أسمع أولا بأن المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء (كوركاس) سيعقد دورة له في مدينة "السمارة" وليس لدي أي تعليق على ذلك، لأننا لم نعلق على أنشطة هؤلاء لا في الماضي ولا في الحاضر، إذ إن صراعنا الجوهري هو مع المغرب، أما مؤتمرنا فسيكون بحول الله في الأيام من 14 إلى 18 دجنبر في مدينة "تيفاريتي"، وهو ال 12 في مسيرتنا، وهو مؤتمر عادي ويعقد في ظروف عادية، وقد اخترنا له شعار: كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال التام"، على حد تعبيره. وعما إذا كان اختيار هذا الشعار، الذي يعارض تماما مشروع الحكم الذاتي، الذي طرحته الرباط كحل سياسي لمشكلة الصحراء، يمثل خطوة استباقية للجولة الثالثة من المفاوضات مع المغرب المقررة مطلع يناير المقبل، قال الدكتور محمد عمر: "موقف السيادة والاستقلال أعلناه سابقا، وسنؤكد عليه في المؤتمر المقبل،على اعتبار أن المؤتمر سيكون محطة سيتم فيها تقويم العمل السابق ودراسة مشاريع المرحلة المقبلة". وفي الرباط كشفت مصادر إعلامية مطلعة النقاب عن أن الأمانة العامة المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء "كوركاس" قد وجهت الدعوة إلى أعضاء المجلس للمشاركة في الدورة المقبلة، التي تعد الثانية من نوعها في الجنوب بعد أن جرت الدورة الأولى في العيون بحضور مسؤولين حكوميين. ونقلت جريدة "الصباح" اليومية عن مصادر مطلعة في الأمانة العامة ل"كوركاس" أن المجلس الاستشاري دعا إلى دورة جديدة لاستكمال إثارة الملفات، التي ما تزال عالقة والسير في خط مواز لمسار المفاوضات الجارية بين أطراف النزاع، وسيتم مناقشة قضيتين أساسيتين: تتصل الأولى بتفاصيل مفاوضات الحكم الذاتي، الذي يقترحه المغرب حلا نهائيا في الصحراء، أما الثانية فتخص قضية النقل الجوي في المناطق الجنوبية والمشكلات الناجمة عن ارتفاع تكاليف الربط بين شمال المغرب وجنوبه. وينظر مراقبون إلى هذا التزامن بين انعقاد المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليساريو وانعقاد دورة المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء باعتباره انعكاسا لحالة الشد والجذب بين المغرب والبوليساريو ومؤشرا على أن جولات مقبلة من المفاوضات بينهما ستكون شاقة وصعبة، على اعتبار أن حجم التباعد بين الطرفين لا يزال بعيدا. ومن المتوقع أن تستأنف الجولة الثالثة من المفاوضات بين الطرفين في الثامن من يناير المقبل في مدينة مانهاست الأمريكية مجددا، وليس في إحدى العواصم الأوروبية كما كان قد شاع سابق. رفع دعوى بمدريد ضد مسؤولي (البوليساريو) والجيش الجزائري من أجل انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان بتندوف وعلى صعيدآخرأعلن محامو صحراويين ضحايا التعذيب والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) أن الضحايا قرروا متابعة قادة (البوليساريو) وكبار قيادات الجيش الجزائري ، أمام العدالة الاسبانية. وسترفع الدعوى في غضون أسبوع من قبل الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان التي نصبت نفسها كطرف مدني لدى المحكمة الوطنية ، أعلى هيئة قضائية جنائية بإسبانيا ، خاصة وأن عددا كبيرا من هؤلاء الضحايا يحملون جنسية مزدوجة ، مغربية واسبانية. ويوجد الممثل الحالي للبوليساريو باسبانيا، ابراهيم غالي، و"وزير" الاعلام في الجمهورية الصحراوية المزعومة، سيدي احمد بطل، و"وزير" التربية، بشير مصطفى سيد، ضمن المسؤولين الانفصاليين الذين ستتم متابعتهم بتهمة "جرائم حرب والتعذيب والاختفاء القسري والاعتقال غير القانوني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان". وقد اتهم المدعوين خليل سيدي محمد "وزير" المخيمات ، ومحمد خداد، المنسق الحالي مع المينورسو والمدير العام السابق للامن العسكري ومحفوظ علي بايبة، "وزير أول" سابق، بتعذيب أفراد من السكان الصحراويين. كما سيتابع ضباط سامون في الجيش الجزائري، حسب ما صرح به رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان رمضان مسعود خلال ندوة صحفية بمدريد ، بتهمة "التواطؤ" والتستر على هذه الانتهاكات التي ارتكبت على التراب الجزائري، بمشاركة أفراد الأمن العسكري الجزائري الذين كانوا مسؤولين عنهم . وأشار محاميا الضحايا، خوسي مانويل روميرو غونزاليس وكارلوس سانشو دي لا كال، الى وجود شهود عيان ومؤشرات قوية من شأنها أن تدين المتهمين. وصرح المحاميان انهما توجها الى العيون حيث تمكنا من معاينة عدد كبير من الضحايا يحملون آثار تعذيب خطيرة ارتكبها جلادو (البوليساريو) في حق صحراويين وحتى في حق مؤسسي الحركة الانفصالية "لمجرد انهم لا يشاطرونهم وجهات نظرهم". وأدلى ضحايا (البوليساريو)، الذين لا زالوا على قيد الحياة، لممثلي الصحافة الاسبانية ومراسلي الصحافة الدولية المعتمدة بمدريد، بشهادة مؤثرة حول تجربتهم المريرة في السجون التي يديرها البوليساريو على التراب الجزائري . وأعرب حسين بايدة، مناضل صحراوي ينشط في مجال حقوق الانسان وأحد ضحايا البوليساريو، في إشارة الى ابراهيم غالي، عن استنكاره قائلا "انه لظلم كبير أن أرى من اعتقلني وعذبني لمدة ست سنوات في مخيمات تندوف يتنقل بحرية في اسبانيا ويقوم بدعايته كما يشاء دون أن يدفع ثمن جرائمه" . كما قدم ضحايا آخرون، مثل مناضلي حقوق الانسان داهي اغاي وسعداني ماء العينين، ابنة أحد الشخصيات البارزة في البوليساريو، وهو الراحل الوالي شيخ سلامة ، شهادات مؤثرة حول المعاناة والاهانات التي تعرض لها عدد كبير من الصحراويين على يد قادة البوليساريو بتزكية من مسؤولين جزائريين.