نزلت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، بيتر فان والسوم، كالصاعقة على جبهة البوليساريو وحليفيها المعلنين الجزائروجنوب إفريقيا، بعد أن خلص إلى كون «استقلال الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا»، وأنه أحس بالحاجة إلى إعادة التأكيد على هذه الخلاصة المتمثلة في أن استقلال الصحراء الغربية ليس هدفا قابلا للتحقيق». أول ردود الفعل الرافضة لهذا التصريح صدرت عن ممثل دولة جنوب إفريقيا الذي قارن بين الوضع في الصحراء مع ما عليه الحال في فلسطين. أما جبهة البوليساريو، فقد اعتبرت أن تصريح والسوم هو تحيز واضح للجانب المغربي. لكن والسوم برر موقفه، الذي خلص إليه بعد أربع جولات من المفاوضات الشاقة التي أشرف عليها وزيارته للمنطقة، بكون السبب الرئيسي الذي «جعله يجد نفسه أمام مشكل قائم لا يطاق، يتمثل في وضع تجد فيه عدة أطراف، من بينها المؤيدة بشكل غير مشروط لجبهة البوليساريو -في إشارة إلى الجزائر- راحتها، والتي لم تعش هي نفسها داخل المخيمات، ولكنها مقتنعة بأن أولئك الذين يعيشون في هذه المخيمات، ربما يفضلون البقاء هناك بصورة دائمة، بدل الاتجاه نحو حل متفاوض بشأنه، يكون أقل من الاستقلال الكامل». فيما ذكر السفير الأمريكي في الأممالمتحدة، زلماي خليل زادة، أن فكرة فان والسوم «جديرة بأن تؤخذ جديا بعين الاعتبار». وحسب وكالة إيفي الإسبانية للأنباء، فإن التقييم الذي قدمه بيتر فان والسوم للمجلس فاجأ جبهة البوليساريو التي تطالب بالاستقلال، حيث سعت دائما إلى إبقاء ذلك الخيار مفتوحا خلال الأربع جولات من المحادثات التي أجرتها مع المغرب. مصادر مقربة من جبهة البوليساريو كشفت ل«المساء» أن والسوم، بتصريحه ذاك، يكون قد وقع على استقالته من ملف الصحراء، وأنه على الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم على تعيين مبعوث شخصي جديد للإشراف على هذا الملف من جديد. مقابل غضب وحنق البوليساريو، قابل الجانب المغربي موقف المبعوث الشخصي للأمم المتحدة بارتياح كبير، وعلق أحد أعضاء الوفد المغربي المشارك في مفاوضات مانهاست بكون هذا التصريح يعد انتصارا للحق والعدل وأنه يرسم التوجه الذي يجب أن تنكب عليه الجولات القادمة من المفاوضات، كما أنه يعد نداء جديدا للجماعة الأخرى في الضفة الشرقية، حسب تعبير المصدر، لتحكيم العقل والاستجابة للمقترح المغربي. والسوم، خلال تصريحه الذي أزعج البوليساريو، أشار أيضا إلى كون المفاوضات صارت تواجه طريقا مسدودا بالرغم من الاتفاق الحاصل على جولة خامسة».