ما زال الغموض و ظلال الشك تكتنف ظروف وفاة الرجل الثاني بجبهة الانفصاليين محفوظ ولد علي بيبا . ففي الوقت الذي أعلنت فيه جبهة البوليساريو رسميا وفاة رئيس ما يسمى بمجلسها الوطني بعد زهاء 24 ساعة من وفاته يوم الجمعة الماضي ، و تكتمت خلال يوم كامل وسائل الاعلام الجزائرية المعتادة على تتبع أي خطوة لقياديي الجبهة الانفصالية عن مجرد التلميح للوفاة ، فجر موقع « الجيريا تايمز» قنبلة خطيرة حين أكد نقلا عن من وصفه بالمسؤول الرفيع أن المخابرات الجزائرية قامت بتصفية ولد علي بيبا على إثر اعتراض رسالة موجهة من طرفه الى مسؤول كبير في الحكومة المغربية مفادها طلب لقاء، و يفصح الموقع عن هوية ضابط في المخابرات الجزائرية هو الرائد عبد الرحمان باعتباره مهندس عملية الاغتيال . و تتقاطع الرواية التي أوردتها «الجيريا تايمز» مع معلومات سابقة تحدثت عن عزم مجموعة من قياديي جبهة البوليساريو فتح قنوات اتصال مع الحكومة المغربية تمهيدا للعودة الجماعية الى المغرب عبر وساطة تقوم بها شخصية صحراوية معروفة في المغرب . وشهدت قيادة الجبهة خلال الأشهر الأخيرة موجة من الخلافات الداخلية المنذرة بالانشقاق خاصة بعد تلكؤ عبد العزيز المراكشي في الاعلان رسميا عن تاريخ المؤتمر المقبل للجبهة الانفصالية وضغطه على محيطه القريب للاستمرار في مقعد الرئاسة الأبدية للتنظيم الانفصالي . وكانت العديد من المصادر قد أكدت استياء و تذمر عبد العزيز المراكشي بعد إعلان الفقيد بيبا لمقربين منه عن عزمه منافسة عبد العزيز المراكشي على منصب قيادة الجبهة علما بأن المراكشي كان قد ناورو تآمر مع قياديين آخرين لازاحة محفوظ من رئاسة الجبهة التي كان المؤهل الوحيد لقيادتها سنة 1976 . وكان عبد العزيز قد وجه خلال اجتماعات حكومته الوهمية بتندوف في الأشهر الأخيرة انتقادات لاذعة لمحفوظ متهما اياه بالتساهل و التخادل في تمثيل الجبهة خلال مفاوضاتها مع المغرب برعاية الأممالمتحدة و تقديمه تنازلات عديدة و هو ما أشر لبداية حرب الزعامة داخل الجبهة . من جهة أخرى أكدت مصادرصحفية أن شقيقين لمحفوظ بيبا بالخارج ما زالا يربطان الاتصال بالمصالح الديبلوماسية للجزائر بغية الحصول على تأشيرة الدخول الى تندوف لحضور جنازة أخيهما دون نتيجة . من جهة أخرى قالت جمعية الصحراء المغربية في خبر وزعته أول أمس أن علي بيبا كان يتمتع بصحة جيدة ، وكان يستعد للالتحاق والعودة الى أرض الوطن خلال شهر رمضان القادم رفقة عائلته الصغيرة ، وأن جميع التحضيرات كانت قد اتخذت لاستقباله بالرباط ، إلا أن المخابرات الجزائري تدخلت على الخط وأفشلت العملية برمتها وهي التي قد تكون قامت بتصفية محمد على بيبا . ويذكر أن هذه الوفاة الغامضة والمشبوهة من حيث الدوافع تعيد الى الأذهان اغتيال القيادي السابق لجبهة البوليساريو الانفصالية والذي اختلف مع رفاق الأمس واستقر في لندن ، وكان يستعد للدخول الى المغرب قبل أن تتدخل المخابرات الجزائرية وتقوم بتصفيته فوق التراب الانجليزي و يتعلق الأمر بالراحل محمد فاضل .