لم تبتعد حركة "خط الشهيد"، التيار المنشق عن تنظيم "البوليساريو" الانفصالي، عن نغمة المعارضة الشديدة واللاذعة للأخير، الذي اختارت قيادته تنصيب إبراهيم غالي أمينا عاما لها، خلفا للراحل محمد عبد العزيز، الذي وافته المنية نهاية شهر ماي المنصرم؛ إذ وصفت المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد أمس السبت بمخيمات تندوف ب"المسرحية". وقالت الحركة ذاتها، ضمن "بيان خط الشهيد حول المؤتمر 15 للبوليساريو"، إن زعيم البوليساريو الجديد "بيدق من بيادق الجزائر، وشخصيته ضعيفة، ما يجعله يدا طيعة في يد السلطات الجزائرية لخدمة أجندتها ومصالحها"، واصفة إياه ب"زير نساء ضعيف الشخصية"، على أن نظام بوتفليقة "يعرف كل نقاط ضعفه منذ أن كان وزيرا للدفاع، وقضى لديه سنوات طويلة كسفير صحراوي بالعاصمة الجزائرية، وعلى رأسها علاقاته مع النساء والفتيات". التيار الذي يصف نفسه ب"الحركة السياسية الإصلاحية" انتقد بشدة تعمد "بوليساريو" اختيار إبراهيم غالي زعيما انفصاليا بعدما قدمته الأمانة العامة للجبهة مرشحا وحيدا في المؤتمر الاستثنائي، مضيفا: "بدل السماح لأهالينا بالمخيمات باختيار زعيم لهم عبر انتخابات حرة وديمقراطية"، ومتسائلا: "كيف يعقل ألا تستطيع البوليساريو، بعد أربعين سنة، خلق جيل جديد يستطيع قيادتها بدل الحرس القديم، الذي اغتنى من معاناة أهالينا في أرض اللجوء القاحلة جنوب تندوف". وكشف "خط الشهيد" السيرة الذاتية لغالي إبراهيم بالقول إنه جرى تعيينه أمينا عاما يوم 16 ماي 1973، مضيفا: "بعد سنة وشهور أثبت عجزه عن تسيير الجبهة، ونحن ساعتها لسنا سوى 54 مقاتلا ومناضلين قلائل؛ فما بالك باليوم ونحن مؤسسات وجيش وشعب يعاني تحت الخيام؟"، وتابع بأن ما أكد فشله أنه "لم يتم انتخابه في المؤتمر الثاني ضمن قيادة البوليساريو؛ بل كان مجرد عضو في لجنة العلاقات الخارجية". السيرة الأخلاقية لزعيم بوليساريو الجديد كانت حاضرة في بيان "خط الشهيد"، إذ تحدث عن "سوء أخلاقه المبنية على الانحلال الخلقي، والتي يعرفها الجميع بالمخيمات، إذ كانت من ضحاياه عشرات الفتيات الصحراويات بالمخيمات، تم الدفع بهن نحو السجون بسبب حملهن اللاشرعي"، ليضيف البيان: "كان فاشلا في كل شيء، عدا مغامراته النسائية". الملف السيئ للزعيم الانفصالي الجديد، حسب بيان "خط الشهيد"، يتضمن أيضا ما قالت إنه ارتبط بمرحلة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، "والاختطافات والسجون والاغتيالات التي مورست في حق مئات الصحراويين المعارضين لفساد القيادة وتلاعبها بمصير الناس الأبرياء"، موردا أن اسم غالي إبراهيم "ظهر في لائحة الذين نادت المحكمة العليا الإسبانية بضرورة إيقافهم والتحقيق معهم حول جرائم الاختطافات والاعتقالات بالمخيمات الصحراوية جنوب تندوف". وكانت اللجنة التنفيذية لخط الشهيد استبقت انعقاد المؤتمر 15 الاستثنائي لجبهة البوليساريو بإعلان مقاطعتها له، واصفة إياه ب"غير الشرعي"؛ "بل مجرد مسرحية محددة النتائج مسبقا"، حسب تعبيرها، داعية كل الصحراويين إلى مقاطعته، فيما دعت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "إحصاء اللاجئين الصحراويين والسماح لهم باختيار من يقودهم عبر انتخابات حرة وديمقراطية، بعيدا عن وصاية الدولة المضيفة، وبإشراف مراقبين دوليين مستقلين". وتابعت الحركة انتقادها للقيادة الجديدة للجبهة الانفصالية، موجهة فوهة مدفعها صوب الجارة الشرقية الجزائر، بالقول: "جاءت لتفرض علينا بيدقا من بيادقها، كان في السلطة منذ 43 سنة، أي إنه من الحرس القديم"، مضيفة أن الجزائر بذلك "لا تريد حلا لهذا النزاع، بل مواصلة المعاناة تحت الخيام أكثر من أربعين سنة أخرى".