اغتنم أكاديميون جزائريون فرصة انعقاد ما يسمى "الجامعة الصيفية" التي تستضيف "أطر" جبهة البوليساريو في مدينة بومرداس الجزائرية، بين 9 و22 غشت الجاري، لينتقدوا قرار المغرب العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، ودعوا جبهة البوليساريو إلى الضغط على المملكة في ملف الصحراء. في هذا الصدد، قال الأكاديمي الجزائري، زهير بوعمار، ضمن فعاليات "الجامعة الصيفية"، إن انضمام الدولة المغربية للإتحاد الإفريقي لن يكون أبدا على حساب مكانة ما سماها "الجمهورية الصحراوية"، مبرزا أن "طلب المغرب الانضمام للمنظمة الإفريقية كان بإيعاز من فرنسا". وزعم بوعمار أن عدم مناقشة رسالة الملك محمد السادس الموجهة إلى قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة بالعاصمة الرواندية كيغالي، "رسالة إلى الدولة المغربية من أجل أن تحترم ميثاق الاتحاد"، مضيفا أن "هذا الموقف شكل صدمة لبعض الدول الفرانكفونية التي تبنت الموقف المغربي". ووسم الأكاديمي الجزائري قرارات الدبلوماسية المغربية ب"الارتباك الفاضح والانفصام السياسي"، شارحا أن "المغرب طلب في وقت مضى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وخرج بمحض إرادته من عمقه الإفريقي، ثم طلب الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي". من جهته أورد أكاديمي جزائري يدعى مكي السعيد أن "استقرار المنطقة يبقى مرهونا بحل النزاع في الصحراء"، داعيا إلى "تمكين شعبها من ممارسة حقه في تقرير المصير بنفسه"، قبل أن يعتبر أن ما سماها "الدولة الصحراوية المستقلة هي حجر الأساس في بناء مغرب عربي موحد". واتهم السعيد المغرب بأنه "يعمل جاهدا من أجل إفشال مخطط السلام بشتى الطرق، من بينها محاولة إلصاق تهمة الإرهاب، وتجارة المخدرات" بما نعته "الشعب الصحراوي"، داعيا المغرب إلى "الانصياع للشرعية الدولية، وإتاحة الحق للصحراويين في تقرير المصير والاستقلال". أما الأكاديمي الجزائري سعود صالح فوصف، بدوره، ضمن محاضرته يوم أمس بمدينة بومرداس، منطقة الصحراء بكونها "آخر مستعمرة في إفريقيا"، لافتا إلى "أهمية مجموعات الضغط، والدور الكبير الذي تلعبه في تغيير القرارات السياسية من خلال ممارسة الضغط بأشكال مختلفة". ودعا صالح ما سماه "الشعب الصحراوي" إلى ضرورة خلق المزيد من الضغط بشتى الطرق، من أجل أن يحمل المجتمع الدولي المملكة المغربية على الانصياع لما نعته الشرعية الدولية، و"تمكين الشعب الصحراوي من حقه في ممارسة تقرير المصير والاستقلال"، وفق تعبيره.