الجزائر تواصل اللعب على المكشوف ولا تخفي احتضانها لأنشطة البوليزاريو سواء القادمين من مخيمات تندوف أو انفصاليي الداخل بالأقاليم الجنوبية. فكما عهدت كل سنة استقبلت من جديد منذ السبت المنصرم سبعين من انفصاليي الداخل بدعوي المشاركة في الطبعة الخامسة من الجامعة الصيفية التي تحتضنها مدينة بومرداس الجزائرية في الفترة ما بين 3 إلى غاية 23 من الشهر الجاري. وفد انفصاليي الداخل وصل مساء السبت المنصرم الى ولاية بومرداس الجزائرية ويضم 70 عنصرا يدعون أنهم «ناشطون في مجال حقوق الإنسان». حضورهم بمثابة تحد للوحدة الترابية خاصة أن الجامعة الصيفية تعمد الإنفصاليون تسميتها ب «جامعة أكديم إيزيك» في استفزاز جديد لمشاعر ضحايا أعمال الشغب بمدينة العيون خاصة من شهداء الواجب من قوات الأمن والدرك والقوات المساعدة، واختير لها شعار «سياسة التوسع و تصدير المخدرات المغربية عائق أمام تحقيق حلم الشعوب» سعيا لتشويه سمعة المغرب. على غرار السنوات المنصرمة خصصت الجزائر الدعم المالي واللوجستكي الكافي لاستقبال من 500 انفصالي منهم قيادة جبهة البوليزايرو، وتكلف ما يسمي «اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي » اليت يترأسها المدعو «السعيد العياشي» بمصاريف التنقل والمبيت للجميع، لكن عكس السنوات المنصرمة لم يشهد افتتاح الجامعة اقبالا من قبل أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر والأساتذة جامعيين، ولا حتى أعضاء ورؤساء أحزاب سياسية جزائرية وسلطات ولاية بومرداس، ولم يحضر اللقاء سوى ممثل وزير الطاقة و المناجم و مؤسسة سوناطراك و سفير جمهورية جنوب إفريقيا بالجزائر و القائم بأعمال سفارة زمبابوي فقط. اللقاء الذي تحتضنه الجزائر، الهدف منه تأطير انفصاليي الداخل وتهييئهم كما السنوات المنصرمة في كيفية اختلاق أعمال الشغب والتظاهر وكذا تلقي تدريبات في كيفية مواجهة القوات العمومية، وكيفية التعامل الاعلامي مع الأحداث واستغلالها لاتهام السلطات المغربية بانتهاك حقوق الانسان. ذلك ما يتضح من العناوين التي ستناقش هلال الندوات وهي « المقاومة السلمية الصحراوية، دبلوماسية المقاومة مبادئها، أسسها و آلياتها، الدفاع عن الموارد الطبيعية الوطنية، الدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي في حماية موارده، حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، التحولات الكبرى و مستقبل القضية الصحراوية، صناعة الرأي العام و الدفاع عن القضية الصحراوية (الإعلام و وسائل الاتصال الحديثة)، التحولات العربية و تداعياتها على القضية الصحراوية، دور المنظمات الإقليمية في ترقية حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير- حالة الاتحاد الإفريقي-، دور مراكز البحث و التفكير في ترقية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره». جامعة بومرداس التي تجمع انفصاليي مخيمات تندوف وانفصاليي الداخل تعد أحد أماكن التحضير لأعمال الشغب بالأقاليم الجنوبية، وقد سبق لوزير الداخلية السابق امحند العنصر أن أكد بأن أحداث التخريب التي طالت السنة المنصرمة عددا من الأقاليم الصحراوية في الأيام الأخيرة لم تكن مفاجئة ولا عفوية، بل كانت أفعالا مُدبَّرة ومًخططا لها سلفا من طرف جهات خارجية في إشارة إلى الجزائر عبر جبهة البوليساريو وأفاد الوزير حينها بأن خطة الجهات التخريبية تتجلى في إثارة الشغب والظهور باحتجاجات ترفع الاعلام والشعارات، واستدعاء شخصيات ومنظمات حقوقية لحضور هذه الاحتجاجات، وتصوير المظاهرات ليتم تسويقها فيما بعد، مردفا بأن ما حدث لم يكن تظاهرات سلمية بقدر ما كان يدخل في سياق الإجرام. كما سبق أن فض ح التمويل المباشر للجزائر للانفصاليين بعد تسريب وثيقة كشفت أن الاستخبارات الجزائرية أبلغت نظيرتها في البوليساريو أنها وافقت على رصد الدعم المالي المطلوب لتمويل احتجاجات كافة المرتزقة المكلفين بإثارة الفوضى في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتحريض على ارتكاب أعمال الشغب في الشارع، وتنظيم مظاهرات احتجاجية في الأحياء والأزقة الآمنة في الأقاليم الصحراوية. كل ذلك في تنسيق تام ومحكم بينها وبين انفصاليي الداخل وعناصر قيادية في البوليساريو تقيم بالجزائر وتندوف، كما تنسق هذه العناصر مع عناصر من الاستخبارات الجزائرية المكلفة بملف زعزعة استقرار المغرب والتشويش عليه.