اهتمت الصحف الصادرة في منطقة أمريكا الشمالية بالتداعيات السياسية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقمة قادة منطقة أمريكا الشمالية المقررة هذا الأسبوع في أوتاوا بكندا. وفي هذا الصدد، أبرزت صحيفة (نيويورك تايمز) أن التصويت التاريخي في بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون بداية لتصدع هذه الكتلة القوية التي تضم العديد من الدول التي تعايشت بسلام على مدى عقود، وخلق حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل النظام العالمي الذي وضعته الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بعد الحرب العالمية الثانية. وحسب الصحيفة، فإن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قد يضعف الكتلة الأوروبية، التي تعتبر مرجعا للديمقراطية وأكبر سوق موحدة في العالم، ويقوض التوافقات على الدور الهام للاتحادات في تعزيز الاستقرار . ونقلت (نيويورك تايمز) عن إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف الشمال الأطلسي والرئيس الحالي لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية، قوله إن "بريكزيت لن يعمل، في حد ذاته، على التدمير الكامل للنظام الدولي الحالي"، معتبرة مع ذلك أن مثل هذا الحدث قد "يخلق سابقة خطيرة". على صعيد آخر، ذكرت (دو هيل) أن مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر المقبل هيلاري كلينتون تتقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بواقع خمس نقاط على الصعيد الوطني. وأبرزت الصحيفة، نقلا عن استطلاع للرأي أجرته (وول ستريت جورنال / إن بي سي نيوز) أن كاتبة الدولة السابقة حصلت على 46 بالمئة من نوايا التصويت على المستوى الوطني مقابل 41 بالمئة لقطب العقارات، مذكرة بأنه في شهر ماي الماضي حصلت كلينتون على 46 بالمئة من نوايا التصويت، مقابل 43 بالمئة لترامب. وأوضحت الصحيفة أن دعم كلينتون أقوى بين اللاتينيين (66 بالمئة)، والأمريكيين من أصل إفريقي (87 بالمئة) والنساء (53 بالمئة) في حين أن رجل الأعمال المنحدر من مانهاتن حصل، من جانبه، على دعم 50 بالمئة من الناخبين البيض. بكندا، كتبت (لابريس) أن القادة الثلاثة بمنطقة أمريكا الشمالية، رئيس الوزراء جوستان ترودو والرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو، سيجتمعون في أوتاوا هذا الأسبوع من أجل مواجهة الصدمة الاقتصادية الناجمة عن قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن بريكزيت من شأنها أن تلقي بظلال من العتمة على صورة التعاون والتضامن التي سيحاول ترودو وأوباما وبينا نييتو تسليط الضوء عليها. بدورها، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أنه من غير المرجح أن يقوم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، الذي جعل من أوتاوا أول وجهة لرحلته إلى الخارج قبل سبع سنوات، باتفاقات كبيرة ملزمة خلال القمة في وقت يستعد فيه لتسليم مقاليد البيت الأبيض، مشيرة إلى أن القمة قد تخصص لمتابعة الاتفاق القاري بشأن البيئة والطاقات النظيفة. دوليا، أبرزت (لو جورنال دو مونريال) أن نتيجة الاستفتاء الذي منح الفوز يوم الخميس الماضي في المملكة المتحدة لأنصار مغادرة الاتحاد الأوروبي وأدى إلى حالة من الاضطراب في الاتحاد الأوروبي، لقي ترحيبا قويا في صفوف الشعبويين الأوروبيين. من جهتها، كتبت (لو دوفوار) أن تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي يعتبر بمثابة قنبلة حقيقية، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى الانفجار الرئيسي، فإنها تسببت بالفعل بالعديد من الانفجارات الثانوية، التي قد تؤدي إلى اضطرابات على نطاق واسع. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أنه في الوقت الذي تمر فيه مسلسلات التوحد في العالم من مرحلة السؤال على إثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن على منطقة أمريكا الشمالية تحدي إثبات أمام الانتقادات أن عملية التكامل قد جلبت منافع كبيرة للمكسيك والولاياتالمتحدةوكندا، حسب وزيرة الخارجية المكسيكية كلوديا رويز ماسيو. وأضافت الصحيفة أن الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو سيلتقي اليوم الاثنين بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها إلى كندا مع رئيس الوزراء جوستان ترودو، مشيرة إلى أنه سينضم إليهما الأربعاء المقبل الرئيس الامريكي باراك أوباما لعقد قمة قادة أمريكا الشمالية، وذلك بهدف دفع عملية التكامل في المنطقة. بدورها، أكدت صحيفة (لاخورنادا) أن الأسواق العالمية تبدأ هذا الأسبوع بحالة تأهب قصوى، مشيرة إلى أن العملة الوطنية البيزو افتتحت اليوم الاثنين عملية التداول بين البنوك ب18.94 بيزو للدولار الواحد، كنتيجة لعدم اليقين والتقلب الشديد نتيجة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي سيستمر خلال الأيام المقبلة، حسب محللين ماليين تابعين لمجموعة بنك (بانورطي) و(سانتاندر). وأضافت الصحيفة أنه في إطار المناخ الحالي المتسم بعدم اليقين من المتوقع أن الطلب على الدولار سيزداد، مما قد يؤدي إلى مزيد من تعزيز العملة الأمريكية، وبالتالي، تسجيل ضغط نحو التراجع للعملات في الأسواق الصاعدة بشكل عام. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) في مقال بعنوان "حلم، قناة وبلد" أن عبور سفينة الشحن الصينية (كوسكو شيبينغ بنما) من التوسعة الجديدة حول "مشروع التوسعة إلى حقيقة وفتح المنشآت الجديدة امام التجارة الدولية"، مضيفة أن الصافرة التي أطلقتها الباخرة معلنة انتهاء عبورها من القناة حركت مشاعر الوطنية في الآلاف من البنميين الذين حضروا الاحتفالات. من جانبها، أشارت صحيفة (بنماأمريكا) إلى أن القناة الموسعة ستغير معالم التجارة الدولية بالعالم على اعتبار أنها أهم مشروع بنية تحتية خلال القرن الأخير، كما ستفتح آفاقا جديدة للبنميين، موضحة في هذا الصدد أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا تعهد في خطاب بالمناسبة ب"التدبير الشفاف" لعائدات القناة، وأن يضمن وصولها إلى كافة البنميين ومختلف الأقاليم، وأن يضع من خلالها مخططا وطنيا لتنمية البلد.