أكد الفاعل الأمازيغي أحمد عصيد على كون مهمة الملكية بالمغرب متمثلة في الحفاظ على التوازنات حتى لا تتعرض هذه المؤسسة للضعف، وجاء ذلك من عصيد ضمن ندوة نظمها فرع الرباط من منظمة التجديد الطلابي الأربعاء الماضي من أجل التداول بشأن "فلسفة التغيير.. بين تحرر الشعوب وأزمة النخب".. وزاد: "الشعب المغربي عليه أن يتوافق على ملكية برلمانية.. و التغيير يجب أن يكون حسب ما يرتضيه الشعب وليس وفق ما يرتضيه الحكام". كما اعتبر عصيد بأن النخب تعاني من مشكلة أنظمة الحكم وليس من مشكلة النخب في حد ذاتها، موردا بأنه من النخب من انغلقت في الجامعات ولا تكترث للشعب ونخب ثانية تصيد تعويضات المنظمات الدولية وهدفها ربح المال إضافة لنخب ثالثة مكونة من مثقفين حزبيين لا يهتمون إلا بالتبعية لأحزابهم حتى يكونوا مجرد باحثين عن المناصب وكذا نخب من مثقفين مستقلين لا تبعية لهم للأحزاب ولا هم منغلقون على الجامعات، وأردف: "هؤلاء يقرؤون المرحلة ويقدمون روحها في الفكر وفي المفاهيم.. وأزمة النخب أساسا شببها النظام في حد ذاته رغم كونها متحملة لمسؤولية جزئية باعتبار الكثير منها قد تخلى عن مبادئه من أجل توافقات هشة"، واسترسل عصيد: "دور النخب يكمن في إعادة القيمة للديمقراطية، لكنها للأسف اصطدمت بالنظام المتحجر الذي لا يريد أن يتغير كما يعقها المجتمع الذي ارتفعت فيه نسبة الأمية". وقال ذات الناشط الأمازيغي إن السلطة تتغذى على خلافات الأطراف المتناحرة، مؤكدا بأنه عندما يعم التناحر تحكم السلطة الشعب بشروطها، وزاد: "يجب أن تعكس المعادلة ونحكم بشروطنا.. فالنظام لا يريد الدمقرطة لأنه يعتبرها مهددة لمصالحه، ويظهر ذلك في استناده على الدساتير الممنوحة.. فالأصل في الدساتير أن يكون هناك تعاقد بين الشعب والنظام، وهذا لا يحدث إلا في الدوال الديمقراطية"، كما اعتبر بأن المغاربة يجب أن يخططوا لمستقبلهم عبر الفاعلين الذين يؤمنون بالديمقراطية، ومن هنا دعا إلى التفكير في آلية تعبئة لإخراج النخب من شرودها وإعادتها للقواعد من أجل مساهمتها في تأطير الشعوب. عصيد اعتبر أيضا بأن الوعي السياسي لا ينتج عن الدراسة والتمدرس بقد ما ينتج عن التأطير باستعمال لغات الجماهير، مؤكدا أن استعمال اللغتين العربية الفصحى والفرنسية قلص من الوعي، وأورد ضمن مداخلته: "من بين الأخطاء التي وقعت نجد تهميش لغات التواصل الجماهيرية واللغات الأم". وضمن ذات الموعد تدخل الحبيب الشوباني، القيادي في حزب العدالة والتنمية، وقال: "على الشباب المطالبة بالتعويض عن البطالة، لأنهم في أخر المطاف نتاج النظام التعليمي والدولة هي التي تتحمل المسؤولية عن عدم توظيفهم، لذا يجب أن تقوم بتعويضهم إلى أن تجد الصيغة الملائمة لذلك"، وتساءلك "ماذا تخسر الدولة عندما تعوض الطلبة وهي التي تبذر أمولا طائلة في العبث". كما تطرق الشوباني لمشاورات لجنة المنوني مع الأحزاب، وأورد: " الهدف من وراء تسريع إنتاج المذكرات والاستماع إلى الأحزاب السياسية هو الخوف من رفع سقف المطالب والتوحد تحتها.." كما دعا الشباب إلى إنتاج تعاقدات تكون "في قلب الصراع اليوم" إضافى إلى التوحد وعدم التفرقة، موردا: " الصراعات وراءها أيادي المخابرات التي تنهج سياسية فرق تسود.. فالطلبة النخبة وسؤال التغيير مطروح عليهم، كما أن الأنظمة الاستبدادية والساحقة تمنع صناعة النخب المتعددة المشارب.. وهذا بارز في منظومة الاستبداد السياسي حيث يستحيل أن تجد نخبة مبدعة، وحتى الفن يفقد المعنى ويكون التطبيل والتزمير للنظام".. هذا قبل أن يردف: "القانون هو التعبير الأسمى عن القوة الحاكمة في النظام الاستبدادي.. فهل تمت نخبة مؤهلة لصناعة القانون اليوم بالمغرب؟ .. فالنخبة اليوم المؤهلة لانتزاع حقوق الشعب هي الشباب وعليهم البحث عمّا هو مشترك فيما بينهم".