خصصت صحف أوروبا، الصادرة اليوم الجمعة، أبرز تعاليقها لقرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدلات الفائدة الرئيسية لتعزيز الاستثمار، ووجود تنظيم "داعش" الإرهابي بشمال إفريقيا. ففي إسبانيا اهتمت الصحف بقرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدلات الفائدة الرئيسية بغية تعزيز وإنعاش الاستثمار. وكتبت (أ بي سي) تحت عنوان "معدلات ب0 في المائة" أن القطاع المصرفي اهتز بهذا القرار الذي أعلن عنه أمس الخميس رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، وذلك بغية خفض معدل الفائدة الرئيسي من 0,5 إلى 0 في المائة. من جهتها، إشارت (إلموندو)، تحت عنوان "البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة الرئيسي أمام الانكماش الاقتصادي"، إلى أن هذا الاجراء يروم مواجهة الآفاق غير الواعدة لاقتصاد منطقة الأورو. أما صحيفة (إلباييس) فاختارت كعنوان "البنك المركزي الأوروبي يتخذ إجراءات عاجلة لتفادي ركود آخر" في إشارة إلى إعلان رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، أمس، خفض معدل الفائدة الرئيسي إلى 0 في المائة. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (لا راثون) ، أن قرار البنك المركزي الأوروبي يأتي تخوفا من تفجر أزمة اقتصادية جديدة بمنطقة الأورو، مبرزة الآثار التي قد تترتب عن مثل هذه المبادرة على البورصات الأوروبية. وفي ألمانيا ركزت تعليقات الصحف الصادرة اليوم على القرارات التي اتخذها رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، سعيا لإنعاش التضخم في منطقة الأورو ودعم الاقتصاد مع تخفيض إضافي لنسب الفائدة. فكتبت صحيفة (لاندستسايتونغ) أن الاجراءات كانت شديدة على القطاع المالي لأوروبي وليس في صالح المدخرين الصغار الذين سيكون عليهم دفع الفائدة على أموالهم لتكون الزيادة وكأنها عقوبة، مشيرة إلى أن هذا الاجراء ليس إلا نصف القصة إذ أن جميع المواطنين في المنطقة يهمهم الأمر بشكل غير مباشر حيث قريبا سيساهمون من جانبهم في الدفع، لأن صناديق التقاعد، وصناديق الرعاية الصحية ، والتأمين الصحي وكذا شركات التأمين على الحياة لا تزال أمامها دفع المزيد. من جانبها ترى صحيفة (فلينسبورغر تاغبلات) أن رئيس البنك المركزي الأوروبي دراجي يحاول بكل ما أوتي من قوة، الدفع إلى الرفع من حجم التضخم بمنطقة الأورو وتحفيز الاقتصاد أكثر، مشيرة إلى أن أهداف الاجراءات تكمن أيضا في تحفيز البنوك المحلية على تحريك السيولة في العجلة الاقتصادية لتحسين الإقراض والأسعار وأيضا نسب النمو. أما صحيفة (نوردفيست)، فانتقدت هذه الاجراءات مشيرة إلى أن التوقعات الاقتصادية التي رسمها البنك المركزي الأوروبي "أكثر سوادا وتشاؤما". وأضافت الصحيفة أن التضخم المنخفض يعتبر نتيجة طبيعية لضعف سعر العملة وأسعار النفط المنخفضة للغاية. من جهتها اعتبرت صحيفة (مانهايمر مورغن) أن الجانب الإيجابي الوحيد في سياسة دراجي بالبنك المركزي الأوروبي أنه أعلن عن أهداف محددة من أجل الرفع من حجم التضخم، وذلك عبر ضخ 240 مليار أورو إضافية في المؤسسات المالية وتوسيع تعريف السندات المؤهلة لإعادة الشراء لتشمل سندات الاستحقاق الصادرة عن شركات في منطقة الأورو، باستثناء البنوك. وفي بلجيكا، أعربت (لوسوار) عن قلقها من المفاعلات النووية البلجيكية، حيث كتبت في عمود بمناسبة حلول الذكرى الخامسة لحادث المحطة النووية اليابانية فوكوشيما أن بلجيكا "تعيش اليوم حالة من الخوف والشك أكثر من أي وقت مضى بخصوص مفاعلها النووي". وتابعت اليومية أن "غياب الشفافية، أصبح هو القاعدة في هذا القطاع" ببلجيكا. وأشارت إلى أنه بين الحكومات التي تتعاقب، وتصريحات الوزراء المتناقضة، والفاعلين الباحثين عن الربح، فإن القطاع النووي في بلجيكا أصبح أمرا مقلقا. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالتهديد الإرهابي لتنظيم "داعش" في ليبيا، ودعوة الأطباء الداخليين البريطانيين في القطاع العام للحكومة لتسوية نزاعهم مع وزارة الصحة، وقرار البنك المركزي الأوروبي خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى الصفر. وبخصوص التهديد الإرهابي لتنظيم "داعش" في ليبيا أوردت (الغارديان) نتائج تقرير خبراء الأممالمتحدة التي أكدت تعزيز تنظيم "داهش الإرهابي" لوجوده بليبيا، مستفيدا من الفراغ الأمني الذي خلفته الثورة الليبية سنة 2011 ليستقر في هذا البلد حيث يوجد 6000 مقاتل. أما صحيفة (الاندبندنت) فأشارت لدعوة أطباء القطاع العام المقيمين ببرطانيا لحكومة ديفيد كاميرون من أجل التدخل لوقف عقود العمل الجديدة التي ستحرمهم من مكافآت العمل خلال عطل نهاية الأسبوع. وفي سياق آخر تطرقت (الديلي تلغراف) لقرار البنك المركزي الأوروبي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 5 نقاط إلى 0 بالمائة بدءا من 16 مارس الجاري، وذلك في إطار السعي إلى تعزيز النمو والتضخم. وفي فرنسا دقت صحيفة (لوموند) ناقوس الخطر بشأن تقدم التنظيم الارهابي (داعش) بشمال افريقيا معتبرة ان الهجوم الذي تم شنه ضد المدينة التونسية الصغيرة بن كردان على الحدود الليبية،والذي كان منتظرا يعني ان تنظيم الدولة الاسلامية يتحرك على ابواب شرق اروبا. ودعت الصحيفة الى جعل الجبهة التونسية في مواجهة الجهاديين أولوية مطلقة للاتحاد الاروبي، مضيفة ان الغربيين لم يدركوا ان المساعدة الاقتصادية والمالية لتونس كانت تكتسي اولوية في التصدي لداعش. من جهتها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى طموحات وزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون التي يعتريها الشك بشأن ترشيح محتمل للانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2017 ، مشيرة الى ان هذه الطموحات تقلق الاوساط الاشتراكية . واضافت الصحيفة ان ماكرون اقنع ، بشكل خاص اليمين منذ توليه منصب وزير ، مذكرة بأن المواقف الاقتصادية الليبرالية للوزير الاشتراكي، تنسجم مع التوجه اليميني. من جانبها نشرت صحيفة (لوفيغارو) عددا خاصا ، تم تحريره بالكامل من قبل صحافيين ومثقفين وفنانين سوريين يصفون فيه الجحيم الذي يعيشه هذا البلد منذ خمس سنوات. في السويد، كتبت صحيفة (داغنس نيهيتر) أن البنك المركزي الأوروبي قرر فجأة تخفيضا إضافيا لمجمل معدلات الفائدة، بعدما كان خفضها إلى معدلات قياسية منذ أكثر من سنة. واعتبرت الصحيفة أنه أمام اقتصاد لا يزال تحت الضغط، رفع البنك أيضا الحجم الشهري لبرنامج شراء الأسهم في محاولة لإنعاش القروض والتضخم في منطقة الأورو. وتتوقع الصحيفة الليبرالية أن يتبنى البنك المركزي الأوروبي سياسة نقدية أكثر حزما، مشيرة إلى أن دول منطقة الأورو ارتكبت أخطاء كبيرة في تصديها بشكل متأخر للركود الاقتصادي. وأضافت أنه بعد بريطانياوالولاياتالمتحدة، بدأ البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاستثمار والاستهلاك، مشيرة إلى أن الوضع الحالي تسبب في ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو في منطقة الأورو في وقت لا يزال فيه التضخم يسجل أرقاما سلبية. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (هلسنكن سانومات) الفنلندية إلى أنه في حالة لم يحدث أي انفراج خلال قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا، فإن التوصل إلى اتفاق حول ملف الهجرة سيكون بعيد المنال. واعتبرت أن "الشيطان يكمن في التفاصيل" والعديد من عناصر الاتفاق تواجه اعتراضات كبيرة من قبل بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن ضمنها بلدان أوروبا الوسطى والشرقية التي تعارض توزيع حصص اللاجئين. وشددت على أن لهذا الاعتراض أهميته، خاصة أنه يأتي أيضا من المفوضية السامية الأممية لشؤون اللاجئين التي تتساءل عن مدى شرعية هذا الاتفاق في ما يتعلق بإعادة اللاجئين بأعداد كبيرة إلى تركيا وضمان حمايتهم القانونية. وقالت الصحيفة "إذا كانت أوروبا مستعدة لتقديم تنازلات لتركيا، فلأنها تلقت واحدة من أكبر الهزائم في الشرق الأوسط"، إذ لا يزال بشار الأسد في السلطة، وفشلت السياسة الخارجية للاتحاد خلال السنوات الماضية. وفي النرويج، اهتمت صحيفة (داغبلاديت) بالانتخابات الرئاسية الأمريكية والجدل القائم حول التصريحات التي أدلى بها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ضد المسلمين، مبرزة أن هذا الأخير غير موجة النقاش السياسي حينما قال إن المسلمين يكرهون الولاياتالمتحدة. واعتبرت الصحيفة أن دونالد ترامب، وبعد أن كان النقاش في المناظرة التلفزيونية الأخيرة مغايرا لما سبقه، أصدر هذا التصريح الذي أثار جدلا كبيرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكرت بتصريحات سابقة شدد فيها على أنه في حالة فوزه بالرئاسيات سيرسل قوات عسكرية إلى عدد من مناطق العالم، وتأكيد اقتراحه بفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة. واستحضرت الصحيفة انتقادات وجهت لترامب بخصوص عدم تطرقه للتهديدات الحقيقية التي تواجهها البلاد، وكذا مدى حاجة الولاياتالمتحدة إلى المحافظة على علاقاتها الجيدة بالدول الإسلامية للمساهمة في محاربة تنظيم "داعش".