أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها للقرار الأخير للبنك المركزي الأوروبي بخفض نسبة سعر الفائدة، ولإحداث لجنة في روسيا لمحاربة ظاهرة كراهية الأجانب، وللأزمة السورية وقضية التجسس الأمريكي على البلدان الأوروبية. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة الاحتفال بالذكرى المائوية للحرب العالمية الأولى. وتحت عنوان ''هولاند، كما في حرب 14''، تساءلت صحيفة (لوسوار) عما إذا كان خطاب هولاند محاولة لرأب الصدع في الحزب الاشتراكي الذي مر مؤخرا بأزمات عميقة أثرت على شعبيته، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي اغتنم الفرصة للدعوة إلى وحدة الفرنسيين من خلال مقارنته بين حرب 14- 18 وبين الوضع الحالي، وهو الأمر الذي لم يرق للجميع. ومن جهتها، كتبت (لا ليبر بلجيك) أن هولاند يريد أن يعطي بعدا معاصرا لإحياء ذكرى مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى، حيث دعا مواطنيه إلى الاستفادة من هذه الذكرى ورص الصفوف من أجل بناء فرنسا موحدة، لا تستثني أحدا. وفي إسبانيا، أشادت الصحف بقرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدل سعر فائدته الرئيسي إلى 0,25 في المائة. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (إلباييس) إن "البنك المركزي الأوروبي خفض معدل سعر فائدته الرئيسي إلى 0,25 في المائة للمرة الأولى في تاريخه"، مضيفة أنه كان لهذا القرار وقع إيجابي على الفاعلين الاقتصاديين والأسواق المالية. واعتبرت اليومية أن البنك المركزي الأوروبي يسعى، من خلال هذا الإجراء، إلى تفادي خطر الانكماش واستعادة ثقة الأسواق، مشيرة إلى ترحيب الأسواق المالية بهذا القرار التاريخي. وبدورها، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن عدة مؤشرات سجلت ارتفاعا ملموسا بعد أن كانت تسعى قبل إعلان البنك الأوروبي للحفاظ على التوازن فقط، مشيرة إلى أن سوق السندات رحب، أيضا، بهذا القرار، الذي سيسمح للمستثمرين بتحمل مزيد من المخاطر. وأضافت اليومية أن البنك المركزي الأوروبي، برئاسة الإيطالي ماريو دراغي، أبان مرة أخرى عن قدرته على أن يصبح خلاقا جدا من أجل دعم الانتعاش الهش في منطقة الأورو. وفي روسيا، أشارت صحيفة (رسيسكايا غازيتا) إلى أن روسيا بادرت إلى اقتراح عقد لقاء غير رسمي بين المعارضة والحكومة السورية في موسكو، مستحضرة ما قاله نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف، الذي شارك في اللقاء الثلاثي الأخير الذي جمع (الاممالمتحدة، روسيا، الولاياتالمتحدة)، عن ارتباط تحديد موعد عقد مؤتمر جنيف 2 بمدى تمكن الولاياتالمتحدة من توحيد رأي فصائل المعارضة بشأن المؤتمر. أما صحيفة (ازفيستيا) فتحدثت عن إحداث لجنة لمكافحة كراهية الأجانب في موسكو من أجل محاربة صعود المشاعر القومية في المجتمع الروسي، مضيفة أن اللجنة تعتزم تنظيم ندوات وموائد مستديرة ومعارض ومسابقات وتجمعات، وأيضا إحداث منصب أمين المظالم لحقوق المهاجرين ووكالة حكومية خاصة بمكافحة كراهية الأجانب والتمييز ضد الأجانب. وفي ألمانيا، ركزت الصحف على المشروع الذي قدمته كل من ألمانياوالبرازيل للأمم المتحدة على خلفية فضيحة التجسس، وعلى قرار البنك المركزي الأوروبي تخفيض سعر الفائدة، وأيضا على نتائج الدراسة التي أجريت مؤخرا في ألمانيا وأبانت عن ارتفاع عدد النساء اللواتي لم ينجبن أطفالا. وبخصوص مشروع القرار الألماني-البرازيلي، أشارت الصحف إلى أنه لم يتم تقديمه للأمم المتحدة إلا بعد الكشف عن مراقبة الولاياتالمتحدة للاتصالات وجميع البيانات في ألمانياوالبرازيل وعدد من الدول الأخرى، مسجلة أنه يروم الدفاع عن الحق في احترام خصوصية الاتصالات للمواطنين عبر الإنترنت باعتبارها حقا مشروعا "أساسيا لحماية حرية التعبير". واستحضرت الصحف ما عبر عنه مندوب ألمانيا السفير بيتر فيتيغ من أمل في أن يساعد القرار على إثارة نقاش قد يسفر عن إجراءات ملموسة لحماية الخصوصية في المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت، فيما سجل مندوب البرازيل، أنطونيو دي أجيار باتريوتا، أن المشروع يروم وضع حد لمراقبة البيانات الشخصية من جانب الحكومات. ومن جهة أخرى، علقت الصحف على قرار البنك المركزي الأوروبي المفاجئ خفض سعر الفائدة إلى أدنى مستوى قياسي جديد عند 25ر0 في المائة كردة فعل تجاه الهبوط المفاجئ في التضخم. وأبرزت (فرانكفوتر أليغماينه تسايتونغ) أن قرار رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، وأغلبية أعضاء المجلس في تخفيض سعر الفائدة يروم دعم التعافي الضعيف لاقتصاد منطقة الأورو، خاصة بالنسبة لجنوب أوروبا. أما (زود دويتشه تسايتونغ) فاعتبرت تخفيض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي "خطوة ذكية"، بينما رأت (تورينغيشه لاندتسايتونغ) أنه لا يصب في صالح أوروبا، خاصة في ظل الانخفاض المستمر لسعر الفائدة والضخ المتواصل لكميات من الأموال ذات الفائدة المنخفضة في السوق، ما يعطي الفرصة للمضاربين في بورصة الأسهم بالبلدان المثقلة بالديون في الجنوب ويضر بالتالي باقتصاديات متينة كالاقتصاد الألماني. كما تناولت الصحف بالنقاش نتائج دراسة حديثة في ألمانيا أنجزها مكتب الإحصاء الاتحادي، أظهرت أن واحدة من كل خمس نساء من 40 إلى 44 سنة ليس لديهن أطفال. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على الحدث غير المسبوق الذي عاشه البرلمان البريطاني أمس الخميس، حين تم الاستماع إلى توضيحات رؤساء ثلاثة أجهزة استخبارات وطنية، في جلسة علنية، تنعقد لأول مرة، وذلك في إطار تداعيات تسريب إدوارد سنودن العميل السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي لوثائق سرية خطيرة. ونقلت صحيفة (الديلي تلغراف) عن مدير جهاز الاستخبارات الخارجية (ام آي 6)، جون سواريز، تأكيده على أن الوثائق التي كشف عنها إدوارد سنودن تسببت في أضرار كبيرة للجهاز وهددت حياة عملائه، وكانت مصدر سعادة كبيرة لخصوم المملكة المتحدة، ولاسيما تنظيم القاعدة. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الغارديان) أن القنوات التلفزيونية البريطانية نقلت، لأول في تاريخها، وقائع جلسة الاستماع البرلمانية لقادة أجهزة الاستخبارات المحلية. ونقلت الصحيفة عن مدير جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5)، أندرو باركر، نفيه خرق الأجهزة الأمنية السرية البريطانية لقيم ومبادئ الحرية والديمقراطية، مدافعا في السياق ذاته بشدة عن برامج التنصت والمراقبة الالكترونية. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (الاندبندنت) أن رؤساء الثلاثة أجهزة استخبارات البريطانية حرصوا جميعهم على تحميل إدوارد سنودن مسؤولية كل مخاطر ناجمة عن تسريب وثائق أمنية سرية، مشددين على أن هذه التسريبات شكلت تهديدا حقيقيا للأمن القومي للمملكة المتحدة وحليفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذا مست تعاونهما المشترك في مجال محاربة الإرهاب. وأبرزت الصحيفة، في هذا السياق، الهجوم العنيف الذي شنه إيان لوبان مدير مركز الاتصالات الحكومية (وكالة الأمن القومي البريطانية)، الأخت الشقيقة لوكالة الأمن القومي الأمريكية، والذي حمل بشدة على العميل السابق للاستخبارات الأمريكية سنودن، مؤكدا أنه قدم مساعدة ثمينة للإرهابيين.