المغرب وفرنسا يوقعان على خطة عمل للتعاون التقني في القضاء    صفقة انتقال مبابي إلى ريال مدريد ستصبح رسمية أوائل الأسبوع المقبل    الشروع رسيما في تسويق منتوجات "الكيف" بصيدليات المغرب    اليابان تشيد بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية وجهود المغرب وتصفها بالجادة وذات مصداقية    600 من أعضاء هيئة التدريس والأطر الإدارية في جامعة تطوان يطالبون بإلغاء اتفاقية مع جامعة إسرائيلية    تدخّل رئيس الحكومة يقرّب "أزمة كليات الطب والصيدلة" من الانفراج    المنتخب الوطني يعتلي صدارة طواف المغرب للدراجات    ميارة يبحث مع سفير إسبانيا بالمغرب سبل الدفع قدما بالتعاون متعدد الأبعاد بين البلدين    غياب طبيب الدماغ والأعصاب يثير احتجاجا بمستشفى تطوان    المغرب يسجل 47 إصابة جديدة ب"كوفيد"    مجلس الأمن يقرر سحب البعثة الأممية من العراق بحلول نهاية العام 2025    الدار البيضاء.. انطلاقة النسخة ال 18 لكأس محمد السادس الدولية للكراطي    جهة الرباط تتصدر إصابات "كورونا" الجديدة    نجم برشلونة السابق في قلب "فضيحة" فساد بسبب السوبر الإسباني    نجم الأولمبي على ردار بنفيكا البرتغالي    استفزاز أم ابتزاز.. أكاديمي يفسر خلفيات "صورة نتنياهو المشينة"    فعاليات سياسية تطالب بإلغاء التطبيع مع إسرائيل بعد واقعة الخريطة المبتورة    دفاع شقيق بودريقة يشكو "تزوير محاضر"    "التجاري وفا بنك" تطلق معرضا للفنون    اليابان تدعم جهود المغرب بملف الصحراء    حزب في تحالف الأحرار يطالب بحل مجلس جماعة تطوان    المعارضة تطالب لقجع بتفاصيل العائدات الضريبة    خبراء يناقشون فرص التمويل لتعزيز تنافسية قطاع تربية الأحياء البحرية بالمغرب    اتحاد طنجة يصارع الزمامرة من أجل البقاء والجيش يواجه بتطوان للاقتراب من اللقب    خطة الركراكي الجديدة لاستغلال القوة الضاربة للمنتخب الوطني    سبعة قتلى وعدد كبير من الجرحى وسط طاقم سفينة تورو روسو    الشروع في إصدار خرائط التنبؤ باندلاع الحرائق الغابوية    فرنسا تلغي مشاركة شركات سلاح إسرائيلية    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    تحفيضات جديدة تهم أسعار بيع أدوية الأمراض السرطانية والسكرية بالمغرب    توقعات بتجاوز 30 مليون مسافر في مطارات المغرب نهاية 2024    الحر الشديد يقتل 14 هنديا خلال يوم واحد في ولاية بيهار    دليل المترشحين للبكالوريا يؤطر إجراء الامتحانات ويتوعد "الغشاشين" بعقوبات صارمة    روسيا تنتقد البيت الأبيض بعد إدانة ترامب    افتتاح مهرجان الفيلم العربي في روتردام    وزير الخارجية الإسرائيلي يهدد بإغلاق القنصلية الإسبانية في القدس    الذهب يتجه لتحقيق المزيد من المكاسب للشهر الرابع على التوالي    وكالة التنمية الرقمية والمرصد الوطني لحقوق الطفل يوحدان جهودهما من أجل بيئة رقمية آمنة    البحرية الملكية تنقذ سفينة شحن بانمية منكوبة    الزيادة في ثمن الخبز رهينة بنتائج اجتماع أرباب المخابز مع القطاعات الحكومية : الحسين أزاز: الحكومة لم تلتزم ببنود الاتفاق مع المهنيين و«القطاع القصديري» يضر بمصالح الجميع    بورصة البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    توديع فوج حجاج إقليم تاوريرت المتوجهين إلى بيت الله الحرام    الأوروغوياني كافاني يعلن اعتزاله اللعب دوليا    تكريمات وجوائز في افتتاح الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي للعود بتطوان    اِصدار جديد لعدنان الصائغ بعنوان "وَمَضَاتُ…كِ"    بشرى الضو تحذر محترفي التفاهة    في ذكرى رحيل القائد ع الرحمان : رجل الرهانات الكبرى    وصول أولى طلائع الحجاج المغاربة إلى المدينة المنورة يتقدمهم حجاج الأقاليم الجنوبية    الإسلام: الأبعاد الأربعة    برنامج الدورة السابعة لمهرجان ابركان للسرد القصصي    الولايات المتحدة.. ثلاثة قتلى على الأقل، بينهم ضابط شرطة، إثر إطلاق نار جماعي في مينيابوليس    المجلس العلمي للفنيدق يكرم طحطح    4 فوائد صحية محتملة للقهوة "رغم أضرارها"    "العلم" تواكب عمل البعثة الطبية المغربية لتقريب خدماتها من الحجاج في مكة والمدينة    عامل المضيق الفنيدق يستقبل الحجاج المتوجهين للديار المقدسة    "ضبط أقل مدة الحمل بين حكم السر والإعلان بالزواج"    «الموسوم الوجيه بأعلام آل الشبيه» : كتاب يتتبع مسار العائلة والزاوية الإدريسية لثلاثة قرون    أول مغربية تقاضي أسترازينيكا تصف الحكم القضائي بالتعويض المالي بالمنصف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يدفع أسعار النفط العالمية نحو الانهيار؟
نشر في المساء يوم 04 - 12 - 2014

قلق، ‬حالة ‬ترقب، ‬ومخاوف ‬متزايدة ‬من ‬انهيار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬ضوء ‬تراجع ‬الطلب ‬العالمي ‬ووفرة ‬المعروض، ‬تلك ‬هي ‬معالم ‬الأجواء ‬التي ‬تسيطر ‬حاليا ‬على ‬مراكز ‬صنع ‬القرار ‬السياسي ‬والاقتصادي ‬في ‬كثير ‬من ‬أنحاء ‬العالم. ‬فمن ‬يدفع ‬إذن ‬أسعار ‬النفط ‬نحو ‬الانهيار؟ ‬وهل ‬يتجه ‬العالم ‬نحو ‬حرب ‬اقتصادية ‬بين ‬دول ‬منظمة ‬الدول ‬المصدرة ‬للنفط (‬أوبك)‬، ‬التي ‬تنافس ‬الآن ‬بعضها ‬البعض ‬للحفاظ ‬على ‬حصصها ‬في ‬السوق ‬وسط ‬وفرة ‬الإمدادات ‬وضعف ‬الطلب؟ ‬وهل ‬للصراع ‬بين ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬والدب ‬الروسي ‬يد ‬في ‬الموضوع؟ ‬أسئلة ‬وغيرها ‬نجيب ‬عنها ‬في ‬هذا ‬الملف.‬
يوم ‬الخميس ‬الماضي، ‬تلقى ‬عالم ‬الاقتصاد ‬والمال ‬صفعة ‬قوية ‬من ‬منظمة ‬الدول ‬المصدرة ‬للنفط (‬أوبك)‬، ‬فالكل ‬كان ‬ينتظر ‬قرار ‬هذه ‬الأخيرة ‬بخفض ‬الإنتاج ‬بعد ‬الهبوط ‬الكبير ‬لأسعار ‬النفط ‬بالسوق ‬الدولية، ‬غير ‬أن ‬المنظمة ‬فضلت ‬التحليق ‬خارج ‬السرب، ‬مقررة ‬عدم ‬خفض ‬إنتاجها، ‬ما ‬أثار ‬العديد ‬من ‬علامات ‬الاستفهام ‬حول ‬هذا ‬القرار، ‬خاصة ‬أنه ‬يسهم ‬في ‬مزيد ‬من ‬الانهيار ‬لأسعار ‬الخام، ‬في ‬ظل ‬زيادة ‬المعروض ‬وقلة ‬الطلب ‬على ‬الذهب ‬الأسود.‬
اأوبكب ‬تصدم ‬العالم ‬وأسعار ‬النفط ‬تتهاوى
مباشرة ‬بعد ‬قرار ‬‮«‬أوبك‮»‬ ‬الحفاظ ‬على ‬مستويات ‬الإنتاج ‬الحالية ‬للنفط، ‬هوت ‬أسعار ‬الخام ‬الأسود ‬بحوالي ‬6.‬5 ‬دولارات ‬للبرميل ‬يوم ‬الخميس ‬المنصرم، ‬ليسجل ‬تقريبا ‬أكبر ‬خسارة ‬يومية ‬منذ ‬عام ‬2011.‬
وقد ‬كان ‬موقف ‬منظمة ‬الدول ‬المصدرة ‬للنفط ‬كافيا ‬ليزيل ‬الستار ‬عن ‬واقع ‬أسواق ‬النفط ‬العالمية، ‬التي ‬لم ‬تعد ‬تعمل ‬وفق ‬آلية ‬العرض ‬والطلب، ‬ووفق ‬معادلة ‬تقول ‬إن ‬المنتجين ‬والمستهلكين ‬شركاء ‬في ‬صناعة ‬السوق، ‬ولكن ‬الواقع ‬أنه، ‬منذ ‬انتهاء ‬عقد ‬السبعينيات ‬من ‬القرن ‬الماضي، ‬تحولت ‬سوق ‬النفط ‬إلى ‬ملعب ‬تتحكم ‬فيه ‬كبريات ‬الدول ‬المستهلكة ‬عبر ‬مخزوناتها ‬الإستراتيجية ‬وعبر ‬تطويرها ‬لتكنولوجيات ‬استهلاك ‬الطاقة، ‬أو ‬سياساتها ‬الداخلية ‬المشجعة ‬على ‬توفير ‬استهلاك ‬الطاقة.‬
وبتشريح ‬خارطة ‬إنتاج ‬النفط ‬في ‬العالم، ‬تستحوذ ‬‮«‬أوبك‮»‬ ‬على ‬حوالي ‬31.‬6 ‬مليون ‬برميل ‬يومياً، ‬وهو ‬يمثل ‬43.‬4 ‬في ‬المائة ‬من ‬حجم ‬الإنتاج ‬العالمي ‬البالغ ‬72.‬8 ‬مليونا. ‬وبذلك، ‬فالنفط ‬يحتل ‬أهمية ‬قصوى ‬لاقتصادات ‬دول ‬‮«‬أوبك‮»‬، ‬التي ‬اكتسبت ‬أهمية ‬دولية ‬بعد ‬عام ‬1973، ‬حيث ‬استخدم ‬النفط ‬العربي ‬ورقة ‬ضغط ‬على ‬الغرب ‬لوقف ‬دعمه ‬لإسرائيل. ‬لكن ‬السؤال ‬الذي ‬يطرح ‬نفسه ‬هو: ‬إذا ‬كان ‬النفط ‬ما ‬زال ‬بهذه ‬الأهمية ‬لدول ‬‮«‬أوبك‮»‬، ‬فلماذا ‬أصرت ‬المنظمة ‬على ‬قرار ‬عدم ‬تخفيض ‬الإنتاج؟
تفيد ‬القراءة ‬المتأنية ‬للوضع ‬الاقتصادي ‬لدول ‬أوبك، ‬البالغ ‬عددها ‬12، ‬بأنها ‬لم ‬تنجح ‬في ‬خلق ‬اقتصادات ‬متنوعة ‬على ‬مدار ‬العقود ‬الماضية، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬عوائد ‬النفط ‬المتدفقة ‬بأسعار ‬مرتفعة ‬في ‬العقد ‬الأخير، ‬أو ‬ما ‬قبله، ‬من ‬فورات ‬نفطية ‬في ‬السبعينيات ‬والثمانينيات.‬
وبالمقابل، ‬تعيش ‬معظم -‬إن ‬لم ‬نقل ‬كل- ‬الدول ‬الأعضاء ‬ب«أوبك‮»‬ ‬حالة ‬من ‬عدم ‬الاستقرار ‬السياسي ‬والأمني، ‬مما ‬يجعلها ‬مضطرة ‬لتصدير ‬النفط ‬مهما ‬كان ‬الثمن ‬من ‬أجل ‬تأمين ‬الاحتياجات ‬الاقتصادية، ‬وكذلك ‬الإنفاق ‬على ‬الأمن ‬والتسليح ‬لمواجهة ‬التحديات ‬التي ‬تعيشها، ‬سواء ‬تعلق ‬الأمر ‬بالصراعات ‬المسلحة (‬ليبيا ‬والعراق ‬ونيجيريا) ‬أو ‬العقوبات ‬الدولية (‬إيران) ‬أو ‬الاضطرابات ‬التي ‬تسبب ‬فيها ‬صعود ‬تنظيم ‬الدولة ‬الإسلامية (‬دول ‬الخليج).‬
الدول ‬المنتجة ‬في ‬الخليج ‬الأكثر ‬تضررا ‬
في ‬تقرير ‬صادر ‬عن ‬صندوق ‬النقد ‬الدولي، ‬أكد ‬خبراء ‬كريستين ‬لاغارد ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬استقرار ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬مستويات ‬تتجاوز ‬100 ‬دولار ‬للبرميل، ‬إذا ‬ما ‬أرادت ‬تفادي ‬عجز ‬في ‬ميزانياتها ‬العامة، ‬فإيران ‬مثلا ‬بحاجة ‬الى ‬سعر ‬130 ‬دولارا ‬للبرميل ‬لتفادي ‬العجز، ‬بينما ‬العراق ‬بحاجة ‬إلى ‬101 ‬دولار، ‬والسعودية ‬إلى ‬104 ‬دولارات، ‬والإمارات ‬إلى ‬81 ‬دولارا. ‬
أما ‬وكالة ‬‮«‬ستاندرد ‬آند ‬بورز‮»‬، ‬فقد ‬أشارت ‬في ‬تقرير ‬حول ‬منطقة ‬الخليج ‬والنفط، ‬إلى ‬أن ‬‮«‬التراجع ‬الأخير ‬في ‬سعر ‬المحروقات، ‬وفي ‬حال ‬استمراره ‬لفترة ‬طويلة، ‬سيكون ‬له ‬تأثير ‬كبير‮»‬، ‬معتبرة ‬أن ‬سلطنة ‬عمان ‬والبحرين ‬سيكونان ‬البلدين ‬الأكثر ‬تأثرا.‬
ويرى ‬بعض ‬الخبراء ‬أن ‬دول ‬الخليج ‬قد ‬لا ‬تواجه ‬مشاكل ‬مالية ‬على ‬المدى ‬القصير، ‬جراء ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط، ‬بسبب ‬امتلاكها ‬احتياطيات ‬مالية ‬جيدة، ‬وأصول ‬مالية ‬يمكن ‬بيعها ‬لسد ‬العجز ‬في ‬الموازنة، ‬لكنهم ‬يجمعون ‬على ‬أن ‬استمرار ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬في ‬المدى ‬المتوسط ‬والطويل ‬ربما ‬يستدعي ‬تخفيض ‬الدعم، ‬الذي ‬تقدمه ‬هذه ‬الدول ‬لقطاعات ‬كثيرة ‬مثل ‬الصحة ‬والتعليم ‬والإسكان، ‬الأمر ‬الذي ‬قد ‬يؤثر ‬على ‬مستوى ‬المعيشة ‬في ‬هذه ‬الدول.‬
غير ‬أنه، ‬بالمقابل، ‬هناك ‬دول ‬عربية ‬أخرى ‬مستوردة ‬للنفط ‬تستفيد ‬من ‬انخفاض ‬أسعاره، ‬مثل ‬المغرب ‬والأردن ‬وتونس، ‬حيث ‬يؤدي ‬انخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬إلى ‬تخفيف ‬الضغوط ‬على ‬موازنات ‬هذه ‬الدول، ‬كما ‬يؤدي ‬إلى ‬تخفيض ‬تكلفة ‬الإنتاج ‬والنقل ‬بالنسبة ‬لكثير ‬من ‬السلع.‬
حيرة ‬في ‬أوربا ‬ومخاوف ‬من ‬الانكماش
يرى ‬باتريك ‬ارتوس، ‬الاقتصادي ‬لدى ‬مؤسسة ‬‮«‬كاتيكسيس‮»‬، ‬أن ‬منطقة ‬الأورو ‬يمكنها ‬بفضل ‬تراجع ‬أسعار ‬النفط ‬‮«‬أن ‬تستفيد ‬من ‬الأثر ‬الإيجابي ‬لتراجع ‬الأورو ‬على ‬صادراتها ‬من ‬دون ‬أن ‬تتأثر ‬بسبب ‬ارتفاع ‬أسعار ‬الواردات‮»‬، ‬وأن ‬تأمل ‬كسب ‬نصف ‬نقطة ‬في ‬ناتجها ‬المحلي ‬الإجمالي ‬خلال ‬سنتين.‬
ويشير ‬معهد ‬‮«‬كوركومنس‮»‬ ‬إلى ‬هبوط ‬فاتورة ‬الطاقة ‬الفرنسية ‬بخمسة ‬مليارات ‬أورو ‬على ‬الأقل ‬خلال ‬2014، ‬موضحا ‬أن ‬الصناعة ‬هي ‬الرابح ‬الرئيسي، ‬ومتوقعا ‬أن ‬تكسب ‬ملياري ‬أورو، ‬أي ‬أكثر ‬من ‬التسهيلات ‬الضريبية ‬الخاصة ‬بتشجيع ‬تنافسية ‬التوظيف، ‬التي ‬تعتمدها ‬الحكومة ‬الفرنسية ‬أساساً ‬للإنعاش ‬الاقتصادي.‬
بالمقابل، ‬يحذر ‬خبراء ‬آخرون ‬من ‬خطر ‬الانكماش، ‬الذي ‬يظل ‬جاثما ‬على ‬منطقة ‬الأورو، ‬جراء ‬انهيار ‬أسعار ‬النفط، ‬حيث ‬تراجع ‬التضخم ‬إلى ‬0.‬3 ‬في ‬المائة ‬في ‬نونبر ‬الماضي. ‬وفي ‬هذا ‬الإطار ‬يسعى ‬البنك ‬المركزي ‬الأوربي ‬للحيلولة ‬دون ‬دخول ‬منطقة ‬الأورو ‬في ‬الانكماش، ‬حيث ‬كتب ‬المحلل ‬لدى ‬مؤسسة ‬‮«‬سي ‬إم ‬سي ‬ماركتس‮»‬ ‬البريطانية، ‬مايكل ‬هيوسون: ‬‮«‬أنا ‬واثق ‬من ‬أن ‬رئيس ‬البنك ‬المركزي ‬الأوربي ‬ماريو ‬دراغي ‬كان ‬يأمل ‬سرا ‬في ‬أن ‬تساعده ‬أوبك ‬بالإعلان ‬عن ‬خفض ‬كبير ‬في ‬الإنتاج‮»‬ ‬يؤدي ‬إلى ‬زيادة ‬أسعار ‬النفط ‬ورفع ‬التضخم ‬في ‬واردات ‬منطقة ‬الأورو.‬
حرب ‬اقتصادية ‬جديدة ‬على ‬موسكو
بين ‬علامات ‬الاستفهام ‬الكبيرة ‬التي ‬طرحها ‬موقف ‬‮«‬أوبك‮»‬، ‬يعتقد ‬بعض ‬الخبراء ‬أن ‬الدب ‬الروسي، ‬الذي ‬سئم ‬طيلة ‬عقود ‬انحصرت ‬فيها ‬تحركاته ‬بين ‬جبال ‬الثلج ‬وبراري ‬روسيا ‬فقط، ‬عاد ‬يصول ‬ويجول ‬مجددا، ‬وصار ‬الشرق ‬الآن ‬أكثر ‬دفئاً ‬له، ‬ما ‬دفع ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬إلى ‬محاولة ‬لجمه ‬من ‬جديد ‬من ‬خلال ‬حرب ‬اقتصادية ‬عن ‬طريق ‬آلية ‬النفط.‬
ويؤكد ‬الخبراء ‬أن ‬القيصر ‬دخل ‬في ‬جولة ‬شرسة ‬جديدة ‬ضد ‬الولايات ‬المتحدة ‬والغرب ‬بعد ‬فرض ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬عقوبات ‬ضد ‬قطاع ‬النفط ‬الروسي، ‬حيث ‬حظرت ‬على ‬روسيا ‬استيراد ‬المعدات ‬الخاصة ‬باستخراج ‬النفط ‬في ‬المناطق ‬الصعبة، ‬فى ‬الوقت ‬الذي ‬كانت ‬تأمل ‬فيه ‬روسيا ‬الحصول ‬على ‬تلك ‬المعدات ‬الضخمة ‬لكي ‬تتمكن ‬من ‬استخراج ‬النفط ‬الإضافي ‬خلال ‬السنوات ‬العشرين ‬القادمة، ‬ليليها ‬بعد ‬ذلك ‬أسلوب ‬دفع ‬أسعار ‬النفط ‬نحو ‬الانهيار، ‬الذي ‬يهدف ‬إلى ‬ضرب ‬الاقتصاد ‬الروسي ‬في ‬مقتل.‬
ويعتبر ‬هؤلاء ‬أن ‬زيادة ‬إنتاج ‬الخام ‬في ‬الولايات ‬المتحدة ‬وكندا ‬يخدم ‬الغرب ‬ويحميه ‬من ‬تهديدات ‬موسكو ‬بخفض ‬الإمدادات ‬كإجراء ‬انتقامي ‬أو ‬تعطل ‬أكبر ‬للإمدادات ‬من ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وذكر ‬البروفيسور ‬بول ‬ستيفنز ‬من ‬معهد ‬تشاتام ‬هاوس ‬للبحوث ‬في ‬لندن ‬أن ‬‮«‬زيادة ‬الإنتاج ‬تفيد ‬الولايات ‬المتحدة ‬بكل ‬تأكيد‮»‬، ‬مشيراً ‬إلى ‬أن ‬‮«‬انخفاض ‬الأسعار ‬يمثل ‬تهديدا ‬بالغا ‬للروس، ‬ولا ‬نعرف ‬إلى ‬أي ‬مدى ‬سيؤثر ‬في ‬سلوكهم ‬في ‬كييف ‬ولكنهم ‬سيشعرون ‬بضغوط ‬على ‬الميزانية ‬بكل ‬تأكيد‮»‬.‬
وانخفضت ‬العملة ‬الروسية، ‬بالفعل، ‬لأقل ‬مستوى ‬أمام ‬الدولار ‬على ‬الإطلاق، ‬جراء ‬تضرر ‬الاقتصاد ‬من ‬عقوبات ‬فرضتها ‬الولايات ‬المتحدة ‬والاتحاد ‬الأوروبي ‬بسبب ‬تورط ‬موسكو ‬في ‬أوكرانيا، ‬ويقود ‬هبوط ‬الروبل ‬لارتفاع ‬سعر ‬عدد ‬كبير ‬من ‬الواردات ‬الروسية ‬من ‬الخضراوات ‬إلى ‬السلع ‬الفاخرة.‬
داعش ‬تبيع ‬النفط ‬بأسعار ‬زهيدة
السوق ‬السوداء ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬عاملا ‬آخر ‬من ‬عوامل ‬انهيار ‬الأسعار، ‬حيث ‬توفر ‬كميات ‬مهمة ‬من ‬النفط ‬بأسعار ‬زهيدة، ‬وخير ‬مثال ‬على ‬ذلك ‬تنظيم ‬‮«‬داعش‮»‬، ‬الذي ‬خلق ‬هذا ‬الأسبوع ‬المفاجأة ‬بقراراته ‬الغريبة، ‬والتي ‬كان ‬آخرها، ‬بيعه ‬للنفط ‬الخام ‬بأسعار ‬لم ‬يعرفها ‬التاريخ، ‬حيث ‬يتم ‬بيع ‬البرميل ‬الواحد ‬بمتوسط ‬سعر ‬يبلغ ‬أقل ‬من ‬18 ‬دولارا ‬فقط.‬
الرقم ‬كشف ‬عنه ‬المرصد ‬السوري ‬لحقوق ‬الإنسان، ‬ونقلته ‬جريدة ‬‮«‬الديلي ‬ميل‮»‬ ‬البريطانية، ‬بعد ‬أن ‬سيطرت ‬‮«‬داعش‮»‬ ‬على ‬كامل ‬حقول ‬النفط، ‬باستثناء ‬آبار ‬حقل ‬الورد ‬النفطي ‬في ‬ريف ‬دير ‬الزور.‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬تراجع ‬أسعار ‬سوق ‬النفط ‬العالمية ‬إلى ‬مستويات ‬قياسية، ‬فإنها ‬تظل ‬بعيدة ‬كل ‬البعد ‬عن ‬الأسعار ‬التي ‬تعرض ‬‮«‬داعش‮»‬ ‬في ‬محاولة ‬لكسب ‬التأييد ‬الشعبي ‬في ‬مناطق ‬نفوذه، ‬وذلك ‬في ‬ظل ‬الأزمة ‬الإنسانية ‬التي ‬يعيشها ‬الشعب ‬السوري ‬في ‬كل ‬المناطق، ‬وخصوصا ‬في ‬مناطق ‬سيطرة ‬تنظيم ‬‮«‬الدولة ‬الإسلامية‮»‬، ‬حسب ‬ما ‬جاء ‬في ‬إفادات ‬المرصد ‬السوري. ‬كما ‬يوزع ‬التنظيم ‬قنينات ‬الغاز ‬بأثمنة ‬بخسة ‬على ‬سكان ‬الشمال ‬السوري ‬والقرى ‬الحدودية ‬مع ‬تركيا.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.