تتجه اسعار النفط الخام نحو الارتفاع الخميس في المبادلات الالكترونية في آسيا في سوق تواجه خفضا في الطلب على الطاقة ينعكس ارتفاعا في المخزونات النفطية الاميركية بحسب بعض المتعاملين. ففي المبادلات الصباحية ارتفع سعر برميل النفط الخفيف تسليم مارس 17 سنتا ليبلغ36.11 دولارا واقترب العقد من ادنى مستوى له في غضون خمس سنوات بحيث بلغ20 .32 دولارا في18 ديسمبر. وزاد برميل النفط برنت المستخرج من بحر الشمال, تسليم مارس 37 سنتا ليبلغ65 .44 دولارا. وقد تراجعت اسعار النفط مرة جديدة الاربعاء في نيويورك بعد تقرير لوزارة الطاقة الاميركية يشير الى ان احتياطي النفط ما زال يتكدس في الولاياتالمتحدة فيما الطلب لا يزال ضعيفا. وفي سوق نيويورك اقفل سعر برميل النفط الخفيف لتسليم مارس على94 .35 دولارا اي بانخفاض61 .1 دولارا قياسا الى سعره عند اقفال الثلاثاء. وواجهت السوق ارتفاعا جديدا من7 .4 مليون برميل في الاحتياطي النفطي الخام اعلنته وزارة الطاقة في تقريرها الاسبوعي. وتجاوز هذا الرقم توقعات السوق. في مقابل ذلك سجلت السوق تراجعا كبيرا في الطلب وخفضت الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها للطلب العالمي باكثر من نصف مليون برميل في اليوم. وباتت تتوقع انخفاضا قياسيا منذ1982 بمليون برميل في اليوم مما يعيد الاستهلاك العالمي الى7 .84 مليون برميل في اليوم. ورجحت الوكالة أن يتراجع الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري بأكثر مما كان متوقعا نتيجة الضعف الكبير في الاقتصاد العالمي. وحذرت الوكالة من أن انخفاض أسعار النفط بأكثر من 100 دولار للبرميل يجبر المنتجين على خفض الإنفاق والإبقاء على النفط تحت الأرض مما يهدد بارتفاع جديد للأسعار عندما ينتعش الطلب. وقدرت الوكالة أن ينخفض الطلب العالمي بمقدار 980 ألف برميل يوميا في عام 2009 إلى 84.7 مليون برميل يوميا، في حين كانت التوقعات السابقة تشير إلى انخفاضه بمقدار 500 ألف برميل يوميا هذا العام. ويعتقد أن الطلب على الخام قد انخفض فعليا بواقع 1.4 مليون برميل حاليا مقارنة بما كان عليه عام 2007 قبل أن ترتفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية وقبل التباطؤ في الاقتصاد العالمي الذي بدأ في خفض الطلب على الطاقة. وقد وصلت أسعار النفط لمستوى 147.27 دولارا للبرميل في يوليوز من العام الماضي لكنها انهارت منذ ذلك الحين إلى ما دون 40 دولارا للبرميل مع التراجع الكبير في الطلب. وعللت الوكالة سبب تعديلها لتوقعات الطلب على النفط بأن صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي عام 2009 إلى 0.5%، مشيرة إلى أن الخفض المستمر والكبير في التوقعات في الأشهر القليلة الماضية يؤكد الضعف الكبير في الاقتصاد العالمي وتباطؤ النشاط الصناعي والاستهلاك مع امتداد أثر الأزمة المالية. ومن شأن التراجع في الطلب أن يبقي على مستوى المخزونات من النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مستوياتها المرتفعة، التي بلغت مخزوناتها بنهاية ديسمبر ما يكفي لتغطية احتياجات 57 يوما بالمقارنة مع 56.4 يوما في نهاية نوفمبر. وأشارت الوكالة إلى أنه في حال نجاح منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تنفيذ تخفيضات الإنتاج فإن المعروض سيكون أقل بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا من الطلب على نفط أوبك في 2009، وهذا من شأنه أن يؤدي لسحب منتظم من المخزونات في أواخر العام ما لم يضعف الطلب بدرجة أكبر أو إذا جاءت إمدادات النفط من خارج أوبك أكبر من المتوقع. وشهدت الأسواق اليوم ارتفاعا طفيفا في أسعار النفط، حيث صعد الخام الأميركي الخفيف للعقود الآجلة تسليم مارس/آذار القادم ب53 سنتا ليصل إلى 38.08 دولارا للبرميل في منتصف النهار في أوروبا وفقا لتعاملات بورصة نيويورك التجارية. وفي لندن ارتفع سعر الخام الأوروبي القياسي مزيج برنت للعقود الآجلة ب54 سنتا ليصل إلى 45.15 دولارا للبرميل.