اهتمت أغلب الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة بانعقاد قمة الحلف الأطلسي على خلفية الصراع بين البلدان الغربية وروسيا بخصوص النزاع في أوكرانيا ، كما تطرقت الى قرار البنك الاوروبي المركزي خفض معدل الفائدة الى 0.5 في المائة وعواقبه على اقتصاديات أوروبا. ففي بلجيكا كتبت صحيفة "لوسوار" أن فلاديمير بوتين وتصرفاته في أوكرانيا كانت في قلب المواضيع التي تم التطرق إليها أمس الخميس في اليوم الاول من قمة رؤساء دول وحكومات 28 دولة أعضاء الحلف الأطلسي، مؤكدة أن القمة أدانت بشدة الانتهاكات الروسية بالرغم من أن هناك محاولات تظهر في الافق لإنهاء الأزمة. وأضافت الصحيفة أنه يجري البحث عن صفقة حقيقية بين كييف والانفصاليين في شرق أوكرانيا والغرب وروسيا للتوصل إلى وقف إطلاق النار خاصة بعد النكسات المتتالية التي تعرض لها الجيش الاوكراني في محاولته لاسترجاع الأقاليم الشرقية، مشيرة إلى أنه إذا ما كان يمكن التعويل على الدعم المعنوي والمالي للحلف الاطلسي فإن هذا الأخير غير مستعد للتدخل عسكريا في المنطقة الى جانب كييف. وتساءلت صحيفة " لاديرنيير أور" هل أن بوتين على استعداد حقا لوضع السلاح في أوكرانيا أو ببساطة يسعى الى ربح الوقت وتجنب المزيد من العقوبات ، ثم ماذا ينتظر الموالون لروسيا من عملية وقف إطلاق النار خاصة وأنهم في وضعية جيدة على أرض المعركة. وأضافت الصحيفة أنه منذ بداية الأزمة في أوكرانياوموسكو تملي شروطها ، وأن بوتين غالبا ما يستبق أحكام خصومه وبالتالي فإن أي تراجع للكرملين اتجاه هذا النزاع سيكون غير مفهوم. وأكدت صحيفة "لا ليبر بلجيك" أن قمة الناتو التي افتتحت أمس الخميس وجهت رسالة إلى موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية حيث أكد زعماء الاطلسي بوضوح لروسيا قرار الحلف بتعزيز علاقاته مع كييف، ليس على أساس العضوية ولكن في إطار التقارب الذي سيتم من خلال الشراكة والتكامل بين أوروبا وأوكرانيا. وفي فرنسا اهتمت الصحف بقرار البنك المركزي الاروبي، تخفيض معدل الفائدة الرئيسي من 0،15 في المائة الى 0،05 في المائة، حيث كتبت صحيفة (لاتريبون) أن هذا القرار يخفض معدل الفائدة بمنطقة الاورو الى أدنى مستوى له في التاريخ، مشيرة الى أن المؤسسة النقدية لفرانكفورت ، تجاوزت توقعات المحللين الذين لم يكونوا يراهنون على هذا المستوى من الانخفاض رغم عدم استبعادهم لهذا الاحتمال. من جهتها قالت صحيفة (لاكروا) إن البنك المركزي الاروبي خلق المفاجأة بإعلانه عددا من التدابير لدعم النشاط الاقتصادي ، مشيرة الى أن رئيس هذه المؤسسة اختار التنبيه بقوة الى مخاطر انكماش الانشطة الاقتصادية بأروبا. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أنه من أجل تجنب الانكماش، تم تخفيض معدل الفائدة الرئيسي للبنك الاروبي ليصل الى أدنى مستوى له في التاريخ ، مضيفة أن رئيس البنك ماريو دراغي لم يجد بعد الوقت الكافي لاستخدام ترسانته النقدية التي قدمها خلال ندوته الصحافية الاخيرة في الخامس من يونيو . وأكدت أن هذا المعدل الذي ظل لأشهر قريبا من الصفر لم يستطع تحقيق اقلاع الآلة الاقتصادية الاروبية. وفي إسبانيا ركزت الصحف بدورها على قرار البنك المركزي الأوروبي القاضي بخفض معدل الفائدة الاساسي الى 0.5 في المائة وعواقبه على الأسواق المالية. وكتبت صحيفة "الباييس" أن البنك المركزي الأوروبي تصرف بشكل حاسم لتجنب ركود اقتصادي جديد في منطقة الاورو ، مشيرة إلى أن ماريو دراغي فاجأ الجميع بإعلانه خفض المعدل الأساسي إلى أدنى مستوياته التاريخية. ووفقا للصحيفة، فقد رحبت الأسواق المالية بهذا القرار، مشيرة إلى أن البورصة الاسبانية سجلت أمس الخميس زيادة بلغت 2 في المائة بعد المؤتمر الصحفي لرئيس البنك المركزي الأوروبي. وذكرت صحيفة " لاراثون" أن ماريو دراغي اتخذ قرارا قويا بخفض معدل الفائدة الى 0.5 في المائة ، وهو رقم قياسي تاريخي، مشيرة إلى أن الإيطالي أعلن أيضا أن البنك المركزي الأوروبي سيستمر في شراء الأصول، وسط توقعات النمو وانخفاض نسبة التضخم في منطقة الاورو. وأوضحت الصحيفة أنه تم اتخاذ هذا الإجراء لتجنب الانكماش المتوقع في المنطقة مضيفة أن بهذا القرار يسعى البنك المركزي الأوروبي أيضا الى ضمان استقرار الأسعار على المدى المتوسط. من جهتها ذكرت صحيفة " الموندو" أن دراغي أعلن أن البنك المركزي الأوروبي سيقوم بشراء مجموعة كبيرة من السندات المغطاة بالاورو التي تصدرها المؤسسات المالية في منطقة الاورو بهدف تشجيع الاستثمار. وفي بولندا تطرقت الصحف ، من جانبها ، الى احتمال الإعلان عن وقف إطلاق النار في أوكرانيا يتزامن مع انعقاد قمة حلف شمال الاطلسي في بلاد الغال متسائلة إذا ما كان الأمر سيضع حدا نهائيا للنزاع بين موسكو وكييف بعد عدة أشهر من القتال. وفي هذا الصدد أظهرت صحيفة " لاغازيت إليكتورال" حذرا بشأن فرص نجاح وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه حتى رئيس أوكرانيا، بترو بوروشينكو الذي تحدث مطولا مع القادة الغربيين على هامش قمة الناتو، يبدو حذرا اتجاه اعلان وقف اطلاق النار الذي سيتم توقيعه يوم الجمعة في مينسك عاصمة بيلاروسيا بعد محادثات عبر الهاتف مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت الصحيفة أنه في حال عدم توقيع اتفاق لوقف لإطلاق النار، فإن روسيا ستواجه جولة أخرى من العقوبات الغربية، مشيرة الى أن بعضها يخص وزير الدفاع الروسي سيرجي شايغو المقرب من الرئيس بوتين. وكتبت صحيفة " ريسبوبليكا" من جانبها، أن القادة الغربيين المشاركين في قمة حلف شمال الأطلسي يفضلون الحكم على الافعال بعد اعلان رئيس الكرملين عن خطة للسلام في أوكرانيا تتضمن سبع نقاط. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكراني تحدث مع باراك أوباما عن خطة السلام الروسية بشئ من الحذر متسائلة عما إذا كانت موسكو مجبرة على اقتراح اتفاق هدنة بسبب الضغوط الغربية وخاصة احتمال انضمام أوكرانيا الى الحلف الأطلسي وهي العضوية التي من شأنها أن تهدد العلاقات بين موسكو وواشنطن، وبين روسيا والاتحاد الأوروبي، حسب تصريح لوزير الدفاع الروسي شايغو نقلته الصحيفة. وفي سويسرا اهتمت الصحف بدورها بالصراع القائم بين الغرب وروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية حيث كتبت صحيفة " لوتون" تحت عنوان "لحظة الحقيقة بالنسبة لحلف الناتو والغرب"، أن الأحداث في أوكرانيا التي يمكن أن تؤدي إلى حرب مع روسيا ثاني قوة نووية في العالم تعتبر شديدة الخطورة. وحسب الصحيفة ، فإنه على البلدان الغربية اتخاذ مواقف حازمة والوقوف بصرامة في وجه الرئيس فلاديمير بوتين. وحسب صحيفة " لا تريبيون دي جنيف"، فإنه من المتوقع أن تعطي قمة الحلف الاطلسي الضوء الأخضر لانشاء قوة للرد السريع مشكلة من عدة آلاف من الجنود لمواجهة "عدوانية" روسيا . أما صحيفة " 24 أور" فاعتبرت أن المحادثات المقررة اليوم الجمعة لابرام اتفاق وقف لاطلاق النار في شرق أوكرانيا تثير موقفا حذرا من قبل السلطات الغربية وكييف. وفي هولندا شكل موضوع قمة الناتو والصراع في أوكرانيا أبرز اهتمام للصحف حيث كتبت صحيفة "دي فولكس كرانت" أن الاعضاء ال 28 في الحلف كانوا حازمين في ما يتعلق بالموقف من روسيا كما هددوا بفرض مزيد من العقوبات على موسكو مع تعزيز الدعم لكييف. وحسب الصحيفة فإن قادة دول حلف شمال الاطلسي أبدوا تشكيكا في نية موسكو المساهمة في نزع فتيل النزاع بين المتمردين والقوات الاوكرانية. في نفس السياق ذكرت صحيفة " إن إر سي" ان تحركات القوات الروسية على الحدود الأوكرانية لا تعكس استعداد موسكو لتحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيرة إلى أن حوالي 20 ألف جندي روسي يتمركزون على الحدود مع دباباتهم وعرباتهم المدرعة. واهتمت صحيفة " أ دي" من جانبها، بالتزام دول الناتو بتشكيل قوة للرد السريع للدفاع عن الحدود الشرقية لأوروبا، مضيفة أن القوة ستتكون من أربعة ألاف فرد ينتمون لعدة بلدان أعضاء في المنظمة. وكشفت الصحيفة أن هولندا وافقت على المساهمة في هذه القوة ب 200 رجل مع أنها تركز على الخيارات السلمية لحل النزاع في أوكرانيا. وفي روسيا سلطت الصحف الضوء على الوعود المتبادلة من جانب رئيس اوكرانيا بيوتر بوروشينكو ورجال المقاومة في شرق البلاد، بوقف اطلاق النار في دونباس. وذكرت الصحف ان الطرفين، اشارا الى الاستعداد لإعلان وقف اطلاق النار بشرط التوصل الى اتفاق سياسي خلال جلسة مجموعة الاتصال اليوم في مينسك/ بمشاركة روسياواوكرانيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا/ التي ستعقد في النصف الاول من هذا اليوم. وقالت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا ) إن الدول الغربية اخذت تتحدث عن الاستعداد لتأجيل فرض عقوبات جديدة ضد روسيا وذلك كرد فعل على خطة الرئيس فلاديمير بوتين السلمية الخاصة بأوكرانيا". وترى الصحيفة" أن مقترحات الرئيس بوتين تدل على أنه لا توجد لدى روسيا أية رغبة في الانخراط في حرب في اوكرانيا وهي تدل ايضا على ان هذه الرغبة تكفي من أجل نزع فتيل التوتر في هذه الازمة". وفي نفس الموضوع كتبت ( فيدوموستي) " إذا تم فعلا الاعلان عن الهدنة في دونباس فهذا سيعني أن الخط الحالي الفعلي للفصل بين الجيش الاوكراني وفصائل الثوار من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين سيتحول الى الحدود الفاصلة التي ستتوقف عندها قوات الجانبين". ونقلت صحيفة ( أربي كديلي ) عن الخبير العسكري الروسي اناتولي تسيغانوك قوله" ستواصل قوات المقاومة القتال حتى بدء المفاوضات. ولكن حتى ان تم اعلان نظام وقف اطلاق النار فلن يكون هناك أي ضمان بأن القوات الاوكرانية المختلفة ستنصاع وتخضع له ، ومن المعروف ان حوالي نصف الجيش فقط يخضع لرئيس اوكرانيا ويجب القول ان بعض قطع الجيش وقطع وزارة الداخلية تخضع لرجال الاعمال وهي عبارة عن كتائب تابعة للاوليغارشيين ، وهناك قسم يخضع لمنظمة "القطاع اليميني" ولذلك ستستمر حتما العمليات القتالية حتى بعد اعلان وقف اطلاق النار. ولن يصبح تحقيق و ضمان وقف إطلاق النار، إذا ما تم التوقيع عليه، ممكنا إلا في ظل رقابة دولية صارمة".