أولت الصحف الأروبية الصادرة، اليوم الأربعاء، أبرز اهتماماتها للنزاع بأوكرانيا في أفق قمة حاسمة تعقد اليوم بمينسك من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بهذا البلد ، وللاجتماع المرتقب اليوم بين وزراء المالية بمنطقة الأورو بخصوص قضية ديون اليونان . فبخصوص الأزمة الأوكرانية، كتبت صحيفة (لافونير) البلجيكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ترك يوم الاثنين الماضي الباب مواربا بخصوص تسليم أسلحة لكييف من أجل الدفاع عن نفسها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا وذلك قبل يومين من قمة حاسمة من أجل السلام في أروبا تحت إشراف برلين وباريس. وأضافت أنه على الرغم من أن الأمريكيين والأوربيين يبدون مختلفين حول الموقف الذي يتعين اتخاذه ضد روسيا، فإن الرئيس أوباما أكد أنه سيستمر في التشجيع على حل دبلوماسي للنزاع، مشيرا إلى أن هدف الحكومة الأمريكية ليس تسليح كييف لمواصلة عملياتها، لكن ببساطة من أجل الدفاع عن نفسها . من جهتها، قالت صحيفة (لوسوار) إنه إذا فشلت قمة الفرصة الأخيرة فلا يعني ذلك أن الدبلوماسية لن تعاود جهودها ، مشيرة إلى أن تهديد وحدة الغرب بين من يناصر مواصلة الضغط على بوتين، ومن يدافع عن حل مع زعيم الكرملين سيشكل خطرا كبيرا. في ذات السياق، ركزت الصحف الاسبانية اهتمامها حول تصاعد العنف في شرق أوكرانيا، بتزامن مع قمة اليوم الأربعاء بمينسك، بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهكذا كتبت (إلباييس) أن المواجهة العسكرية تقوض التوقيع على خطة سلام خلال اجتماع مينسك بين الزعيمين الأوروبيين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الأوكراني بترو بوروشنكو. وأضافت اليومية أن صندوق النقد الدولي، في هذ السياق الحربي، يعد برنامج دعم لكييف، مضيفة أن حكومة بوروشينكو تنتظر التوقيع على الاتفاق من أجل بدء مفاوضات مع الدائنين من القطاع الخاص. من جهتها أوردت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "تفاقم الصراع في شرق أوكرانيا قبيل موعد مينسك"، أن الانفصاليين الموالين لروسيا شنوا هجوما ضد كراماتورسك "ردت عليه كييف بهجوم ضد ماريوبول". وفي سياق متصل، أوضحت (إلموندو) أنه بعد وقف إطلاق نار وشيك بين المتمردين والقوات الحكومية، استأنف الطرفان العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا، مضيفة أن اجتماع مينسك سيركز على وضع خطة سلام لحل هذا الصراع. أما صحيفة (أ بي سي)، فذكرت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اغتنام فرصة القمة لإنهاء العنف المتصاعد في أوكرانيا. وأضافت أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو أكد أن بلاده لا تنوي إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب لتمتد لكل البلد. في نفس السياق ، كتبت صحيفة (مسكوفسكي كمسموليتس) الروسية أن الرئيس بوتين يأمل في أن يلتقي اليوم في مينسك مع رؤساء فرنساوأوكرانيا بترو بوروشينكو وهولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أجل بحث تسوية الأزمة الأوكرانية على صيغة "نورماندي " وإيجاد حل لهذا الصراع ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن. من ناحية أخرى، واصلت الصحف الروسية اهتمامها بالزيارة التي قام بها الرئيس الروسي إلى مصر والتي توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات أبرزها إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة في مصر. ونقلت الصحف الروسية عن بوتين خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي عقب مراسم توقيع الاتفاقيات قوله، إن توقيع الاتفاقية بين روسيا ومصر في مجال الطاقة الذرية لا يتعلق فقط بإنشاء محطة كهروذرية وإنما فعليا سيصل إلى استحداث قطاع ذري في مصر في حال تم الاتفاق بشكل نهائي بين البلدين. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) بأن زيارة بوتين إلى مصر كانت خطوة كبيرة لإحياء العلاقات الروسية المصرية ورفعتها الى مستوى سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي أكد في تصريحاته الصحيفة ،على رغبة روسيا في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين ،مشيرة الى أن المراقبين الأجانب يعتقدون بأن أهداف الزيارة أكبر من هذا بكثير، حيث يريد الكرملين استغلال الخلافات بين الولاياتالمتحدة والرئيس المصري في إضعاف الدور الأمريكي في المنطقة وتعزيز العلاقات مع مصر لترتفع الى مستواها الذي كان خلال في خمسينات وستينات القرن الماضي. وأضافوا أن موسكو مستعدة لبلوغ هذه الأهداف لشراء كميات أكبر من الخضر والفواكه المصرية وتخفيض سعر القمح المباع الى مصر وتوريد الأسلحة اليها. وفي فرنسا ركزت صحيفة (لوفيغارو) على اللقاء المرتقب مساء اليوم الأربعاء بمنسك بين الرؤساء الروسي فلادمير بوتين والاوكراني بيترو بوروشينكو والفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، معتبرة أن الأمر يتعلق بإحدى الفرص الأخيرة لإيجاد مخرج للنزاع في أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن اللقاء سيعيد النقاش حول اتفاقات مينسك الموقعة في الخامس من شتنبر 2014 ، والتي لم يتم احترامها ، وخاصة التوصل سريعا الى وقف لإطلاق النار من أجل وضع حد للمعارك التي قتل خلالها أزيد من 5500 شخص بشرق أوكرانيا منذ عشرة أشهر. وأكدت الصحيفة أن حظوظ نجاح اللقاء ضعيفة ذلك أنه حتى لو توصلت البلدان الأربعة التي تفاوض بمينسك الى مشروع للسلام فإن تنفيذه على أرض الواقع سيشكل بداية سيئة. من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالاجتماع المرتقب اليوم الاربعاء بين وزراء المالية بمنطقة الأورو بخصوص قضية ديون اليونان التي عليها التفاوض من أجل الخروج من كماشة الدائنين الأروبيين. وأضافت الصحيفة أن حكومة اليكسي تزيبراس كانت تود التوفر على مزيد من الوقت من أجل اقتراح مذكرة بديلة لتلك التي فرضتها الترويكا (اللجنة الأروبية ، البنك المركزي الأروبي، صندوق النقد الدولي). وقالت الصحيفة إن صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأروبي ، يرغبان على عكس اللجنة الأروبية ، ليس فقط أن تواصل اليونان إصلاحاتها بل أن تتبنى إجراءات تقشفية جديدة من اجل التوصل الى تحقيق فائض أولي في الميزانية (خارج أداء فوائد الدين) بمعدل 4،5 في المائة من الناتج الداخلي الخام حتى تستطيع الوفاء بديونها في الوقت المحدد . وفي اليونان ركزت الصحف على حصول الحكومة الجديدة على الثقة عقب ثلاثة أيام من المناقشات في البرلمان وذلك ب162 صوتا من أصل 300 . ونقلت "كاثيمينيري" عن اليكسيس تزيبراس قوله قبل التصويت إن حكومته ستسعى إلى إنهاء نمط حكم البلاد الذي كان سائدا خلال السنوات ال40 الأخيرة وقاد الى حدوث الأزمة الاقتصادية، والكارثة التي حلت بالبلاد منذ خمس سنوات والمتمثلة في سياسة التقشف والإملاءات الاوربية. "تو فيا" نقلت عن انطونيس سامارانس رئيس الوزراء السابق قوله خلال جلسة المناقشات البرلمانية إن الحكومة الجديدة تقود البلاد الى مواجهات مع الاتحاد الاوربي، مضيفا ان وضع اليونان لا تحسد عليه لأنها تقف لوحدها في مواجهة كامل بلدان الاتحاد الاوربي. وقال إن القادم هو الأسوأ في ظل إصرار الحكومة على المواجهة مع شركائها. "تا نيا" نقلت عن نائب وزير الخارجية اليوناني اليوم أن روسيا والصين عرضتا على اليونان دعما اقتصاديا رغم أن أثينا لم تطلبه. وقال نيكوس كونتيس "نحن لم نطلب تلك المساعدات .. إنها على الطاولة. ونحن نناقشها".