اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، باستمرار الوضع المتأزم في شرق أوكرانيا وبالمبادرة الفرنسية الألمانية في هذا الشأن، وشد الحبل المتواصل بين الحكومة اليونانية الجديدة والمانحين الأوروبيين. ففي إسبانيا، تطرقت الصحف للوضع في اليونان والخلاف بين هذا البلد وألمانيا، بشأن رفض الحكومة اليونانية الجديدة، بزعامة حزب (سيريزا) المناهض للتقشف، التفاوض مع "الترويكا" بشأن الديون المستحقة على أثينا. وتحت عنوان "ألمانيا تحث اليونان على الواقعية والوفاء بديونه"، كتبت صحيفة (لا راثون) أن وزيري المالية الألماني، فولفغانغ شويبله، واليوناني، يانيس فاروفاكيس، متفقان على أنهما يختلفان بهذا الشأن. وأضافت أن رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، قال، بعد جولة في غرب أوروبا، إن بلاده "لن تقبل مزيدا من الأوامر"، وذلك ردا على قرار رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، قطع التمويل عن اليونان. من جهتها، أوضحت (إلموندو) أن قرار البنك المركزي الأوروبي أثر على بورصة أثينا وتسبب في انخفاض قيمة البنك اليوناني ب10 في المائة، مشيرة إلى أن فاروفاكيس حذر من إذلال بلاده، الأمر الذي "قد يدفع بالنازية". أما (إلباييس) فأوردت أن شويبله أكد، في تصريح له، أن "الوعود الانتخابية على حساب أطراف أخرى ليست واقعية"، مشيرة إلى أن اليونان طلبت مهلة إلى غاية شهر مايو المقبل لوضع مخطط إنقاذ مع "أولويات جديدة". وفي سياق متصل كتبت صحيفة (أ بي سي) أن أثينا "قد تخرج من منطقة الأورو" إذا ما لم تتخل الحكومة الجديدة بزعامة سيريزا عن إجراءاتها "الشعبوية"، مشيرة إلى أن ألمانيا تشترط وفاء اليونان بجميع التزاماته وتعهداته. وفي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على جولة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كل من كييف وموسكو، من أجل إجراء مفاوضات جديدة حول خطة السلام في أوكرانيا، بعد أن تفاقمت الأوضاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. وأشادت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) في تعليقها بهذه المبادرة الألمانية الفرنسية، مشيرة إلى أنه بعد أيام من النقاش حول الإمدادات المحتملة من الأسلحة لأوكرانيا، تأتي الجولة الدبلوماسية كإشارة قوية على أنه لا يمكن التوصل إلى أي حل للأزمة الأوكرانية إلا من خلال المفاوضات. وترى الصحيفة أن هذه الجولة الدبلوماسية تدل على أن الوضع وصل فعلا إلى مرحلة خطيرة. أما صحيفة (لاندستسايتونغ) فاعتبرت أن المبادرة الدبلوماسية الألمانية الفرنسية، رغم أنها تعد نقطة ضوء مهمة في الأزمة الأوكرانية، فهي مهددة بالإخفاق إذ إنه، تقول الصحيفة، ليست هناك بالمقابل أي إشارة أو استعداد واضح لأطراف النزاع على تقديم تنازلات. وأضافت الصحيفة في تحليلها أنه من المحتمل أيضا أن يصاب كل من ميركل وهولاند بخيبة أمل في نهاية المطاف. من جانبها كتبت صحيفة (أوسبورغه أليغماينه) أن هذه الاجتماعات رفيعة المستوى إذا كانت ستنتهي دون تحقيق أي نتيجة تذكر، فمن شأن ذلك أن يؤثر على وضع ميركل وهولاند ويعرضهما إلى فقدان القدرة على نزع فتيل أي صراع داخل أوروبا، على المدى البعيد. ووفق صحيفة (تسايتونغ رينفالتس) فإن رحلة ميركل إلى موسكو يمكن أن تنجح إذا انتزعت تنازلات من الأوكرانيين بمساعدة الولاياتالمتحدة مع تهدئة الوضع في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا)، إذا وافق الرئيس الروسي فلادمير بوتين على نشر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. واهتمت الصحف الأوروبية، من جهة أخرى، بإجراء الحكومة اليونانية الجديدة مفاوضات مع الشركاء الأوروبيين في محاولة للتخفيف من برنامج التقشف المفروض على البلاد من قبل الدائنين، حيث كتبت صحيفة (نوربيرغه تسايتونغ) في تعليق لها أنه بعد المباحثات التي أجراها وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله مع نظيره اليوناني يانيس فاروفاكيس، بدا واضحا أنه ليس أمام أثينا إلا تنظيم بيتها والالتزام بالواجبات المتأخرة عليها، من خلال الضرائب ووضع حد للفساد ولجشع الطبقة الميسورة. وفي روسيا، اهتمت الصحف بالموقف الروسي من الولاياتالمتحدة والدول الغربية حول الأزمة الأوكرانية، مشيرة بهذا الشأن إلى إعلان مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أندريه كيلين، إلى أن وراء محاولات كييف اتهام روسيا بالعدوان ضد أوكرانيا سعي للحصول على تمويل وأسلحة من الدول الغربية. وفي مقابلة مع قناة (روسيا 24) التلفزيونية قال كيلين إن العدوان الحقيقي هو الذي شنته السلطات الأوكرانية ضد منطقة دونباس، عازيا تصاعد العنف الأخير في هذه المنطقة إلى عودة كييف إلى محاولات حل الأزمة مع دونباس بالقوة العسكرية. وفي السياق نفسه تطرفت صحيفة (نيزفيسيميا غازيتا) الى زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الخميس إلى كييف، والتي بحث خلالها مع القيادة الأوكرانية مواصلة الإصلاحات الاقتصادية وتخفيف حدة التوتر في شرق البلاد، مشيرة الى أن كيري أكد أن بلاده لا تبحث عن المواجهة مع روسيا وتتمسك بالحل الدبلوماسي لأزمة دونباس. وقال كيري في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه بالرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو "نحن لا نبحث عن نزاع مع روسيا"، مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده "لا تستطيع إغماض عينيها" عما وصفه بالدعم الذي تقدمه روسيا لأحد طرفي النزاع شرق أوكرانيا. وعن الموضوع نفسه قالت صحيفة (كوميرسانت) إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل اليوم في موسكو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعد لقائهما أمس في كييف الرئيس الأوكراني بيوتر بريشينكو، وذلك من أجل مناقشة التسوية في هذا البلد. واشارت الصحيفة الى أن قادة الدول الثلاث سيناقشون الخطوات التي يمكن القيام بها لوقف الحرب الأهلية الدائرة في جنوب شرق أوكرانيا بأسرع ما يمكن، نظرا لأن الوضع هناك شهد تفاقما خطيرا في الأيام الأخيرة، مما أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا. وفي اليونان، كتبت صحيفة "كاثيمينيري" أن وزير المالية اليونانية يانيس فاروفاكيس يعتزم خلال الاجتماع المقبل لمجموعة الاورو تقديم خارطة طريق حول رؤية بلاده للخروج من سياسة التقشف وبرنامج الانقاذ، معربا عن اعتقاده بامكانية حدوث ذلك بحلول مايو المقبل. ونقلت عن وزير المالية قوله إن اليونان لا تريد المزيد من الاقتراض لكن مزيدا من الوقت للتفاوض مع منطقة الاورو للوصول الى اتفاقيات جديدة وهو ما ترفضه برلين بشكل قاطع وتقول انه على اثينا مواصلة تعاملها مع (الترويكا) وفق البرنامج المسطر سلفا. من جهتها، تناولت صحيفة (تانيا) المظاهرات التي خرجت ليلة الخميس في أثينا وتيسالونيك بعد دعوة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج ضد "الابتزاز" الذي تتعرض له الحكومة اليونانية من جانب البنك المركزي الاوروبي الذي حرم مصارف البلاد من آلية رئيسية للتمويل. ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة لألمانيا ولسياسة التقشف، معبرين عن دعهم للحكومة في مفاوضاتها مع المانحين. وتطرقت (إيثنوس) لقرار البنك المركزي الأوروبي، الأربعاء الماضي، عدم ضخ سيولة للبنوك اليونانية بضمانات سندات الخزينة ابتداء من 11 فبراير الجاري، وقالت انه قرار غير مسبوق وأكيد انه اتخذ بتشاور مع القوى الأوروبية الكبيرة وبالخصوص ألمانيا. كما أن القرار جاء بعد توجيه برلين لتحذير لاثينا بضرورة امتثالها الكامل لبرنامج الإنقاذ المالي الأوروبي الذي أبرمته الحكومات السابقة، فيما ترى الحكومة الجديدة أنها انتخبت على اساس إنهاء برنامج للتقشف ولديها تفويض شعبي من أجل ذلك. أما صحيفة (تانيا) فكتبت تحت عنوان "الأحرار المحاصرون" أن الحكومة اليونانية محاصرة بالصرامة والتشدد الألماني الذي يرفض كل طلبات اليونان. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالتطورات الأخيرة للوضع في اوكرانيا، مشيرة الى ان بعض البلدان الأوروبية تحاول انتزاع اتفاق بين كييف وموسكو. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان فرانسوا هولاند وجون كيري وانغيلا ميركل زاروا الخميس اوكرانيا في محاولة لانتزاع اتفاق بين كييف وموسكو، مذكرة بان باريس وخاصة برلين كانتا وراء المبادرة منذ بداية الازمة باوكرانيا قبل 15 شهرا من اجل محاولة التوصل الى توافقات قبل التراجع عن ذلك امام مزايدات موسكو ونهج سياسة صارمة للعقوبات تجاه روسيا. واعتبرت الصحيفة ان هذه المهمة الجديدة للوساطة تكتسي اهمية بالغة بالنظر الى ان واشنطن تعتزم ارسال اسلحة متطورة من اجل تمكين السلطات الاوكرانية الاصلاحية الموالية لأوروبا من الدفاع عن نفسها بفعالية ضد الانفصاليين. من جهتها وصفت صحيفة (ليبراسيون) ب"المذهلة" مبادرة هولاند وميركل التي تحاول ايقاف الآلة الجهنمية التي تهدد مستقبل اوكرانيا وتزعزع استقرار كل اوروبا ، مشيرة الى ان مبادرة هولاند وميركل يجب الا تفاجىء بوتين بل يمكن ان تساعده على ادراك حجم القلق الذي يشكله النزاع باوروبا. واضافت الصحيفة ان هولاند وميركل ساهما بزيارتهما لكيف وموسكو في توضيح الرؤية لاوروبا على الرغم من انها ليست جميعها موحدة وراءهما، مبرزة ان التضامن في مجال الامن يمر دوما عبر حلف (الناتو) بزعامة الولاياتالمتحدة، التي تأخذ بعين الاعتبار القلق الوجودي لبولونيا ودول البلطيق. من جانبها اهتمت صحيفة (لوموند) بموقف فرنسا بشأن عدد من الملفات الدولية وخاصة الازمة الاوكرانية، معتبرة ان الامر يتعلق باستراتيجية لتمكين فرنسا من التموقع في الخط الاول . واضافت الصحيفة ان الرئيس هولاند يتباحث يوميا مع المستشارة الالمانية منذ عدة اسابيع حول الازمة الاوكرانية. وفي السويد واصلت الصحف تعليقاتها حول الوضع في أوكرانيا، إذ كتبت (داغينس نيهيتر) أن "الصراع الدامي في أوكرانيا يزداد ضراوة بينما يحاول زعماء العالم التوصل لحل دبلوماسي"، مشيرة إلى ارتفاع أصوات جديدة مطالبة بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة. وأضافت اليومية أن الكريملين رد على هذا الاحتمال بالتحذير من أن العلاقات الدبلوماسية "ستتضرر كثيرا"، مؤكدة على أن المعارك ازدادت ضراوة في دونيتسك بين القوات الأوكرانية والمتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا. من جهتها أوردت (افتونبلاديت) أن الولاياتالمتحدة، التي تفكر جديا في توريد أسلحة للقوات الأوكرانية، دعت الرئيس الروسي لإيجاد حل سلمي للنزاع، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لكييف حيث ناقش الوضع مع الرئيس بترو بوروشينكو. أما (سفينسكا داجبلاديت) فأكدت أن (الناتو) قرر، عقب أحداث أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، إحداث ستة مراكز قيادة وقوة من 5000 رجل بأوروبا الشرقية ك"رد على العدوان الروسي على أوكرانيا"، مبرزة أثر ذلك على منطقة بحر البلطيق، بعد تكثيف موسكو لوجودها العسكري بالمنطقة. وفي بلجيكا تطرقت الصحف لقرار البنك المركزي الأوروبي حرمان البنوك اليونانية من أحد مصادر تمويلها، وهو ما قد يؤدي إلى خنق مالي للدولة اليونانية. وكتبت (لا ليبر بلجيك)، تحت عنوان "انقلاب محفوف بالمخاطر"، أن البنك المركزي الأوروبي، بحرمانه البنوك اليونانية من مصادر التمويل، خلخل الأمور وأظهر الخط الأحمر الذي يتعين على المسؤولين اليونانيين الجدد عدم تجاوزه، وكذا بلدان أوروبية أخرى تعاني أزمة مالية. وأضافت أنه إذا كان البنك الأوروبي مستعدا لفعل الكثير من أجل نمو القارة، فإنه لن يتغاضى عن عدم وفاء الحكومات بالتزاماتها، وهو ما يرى فيه البعض دعما لسياسية ألمانيا المتشددة بشأن ديون اليونان. وتحت عنوان "تسيبراس يواجه خياراته"، كتبت (لوسوار) أن البنك المركزي الأوروبي، بوقفه السيولة عن البنوك اليونانية، ليس لا دكتاتوريا ولا إنسانيا لأن عقده بهذا الخصوص واضح، أي أنه بمقدوره قرض اليونان إذا ما احترمت الشروط، وفي حال العكس سيوقف البنك تمويله. وأضافت أن البنك الأوروبي ألقى بالكرة في مرمى الحكومة اليونانية، التي سيتعين عليها الحسم في المعضلة التي تواجهها، إما بالبقاء في منطقة الأورو وقبول التوافقات (التنازل عن تخفيف عبء الديون، وإعادة النظر في الميزانية)، أو رفض ذلك والخروج من منطقة الأورو. وفي بولونيا، اهتمت الصحف بالمبادرة الدبلوماسية الفرنسية الألمانية بقيادة الرئيس هولاند والمستشارة ميركل لدى كييف وموسكو لإيجاد حل سياسي للصراع في شرق أوكرانيا. وكتبت (لاغازيت إليكتورال) أن المبادرة الدبلوماسية للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية تأتي في وقت زادت فيه حدة المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الأوكرانيين المدعومين من الكرملين، مما يجعل شبح حرب مفتوحة بين الجانبين تخيم على المنطقة. واعتبرت، بعد أن وصفت زيارة هولاند وميركل لكييف وموسكو ب"المفاجئة"، أن هذه المبادرة تحمل الأمل على اعتبار أن الزعيمين أعدا خطة سلام سيعرضانها على الرئيسين الأوكراني والروسي على أمل قبولها لإعطاء دفعة جديدة لعملية السلام التي توقفت منذ توقيع اتفاقيات مينسك. وفي سياق متصل كتب (بولسكا) أن المبادرة الفرنسية الألمانية تحيي الأمل في التوصل لتسوية سياسية للصراع في شرق أوكرانيا، ومنع حرب واسعة النطاق بالمنطقة، مشيدة برفض أغلبية أعضاء حلف الأطلسي إرسال أسلحة إلى أوكرانيا بطلب من رئيس هذه الأخيرة بترو بوروشنكو. وأضافت اليومية أن الولاياتالمتحدة، التي كانت تدرس احتمال إرسال أسلحة إلى القوات الأوكرانية، قررت التريث بعد رفض باريس وبرلين هذا الأمر، مشيرة إلى أن أي قوة لا ترغب، اليوم، في مواجهة مباشرة مع روسيا، قد تكون لها آثار وخيمة على أوروبا.