ركزت أهم الصحف الاوروبية الصادرة اليوم السبت على الاتفاق الموقع بين أثينا والاتحاد الاوروبي لتمديد المساعدات المالية لليونان لأربعة أشهر، وعلى تطورات الأوضاع في أوكرانيا في ضوء الجدل القائم حول اتفاقية " مينسك 2". ففي فرنسا اهتمت الصحف بالاتفاق المتوقع بين الاتحاد الاوروبي وأثينا من أجل الحفاظ على الوضع المالي لليونان ، مشيرة الى أن ألمانيا تتبنى الصرامة تجاه هذا البلد. وقالت صحيفة (لوموند) في هذا الصدد إن الموقف الصارم جدا لوزير المالية الالماني وولفغانغ شوبل خلق أيضا انقسامات داخل حكومته. وتساءلت الصحيفة عما اذا كان وزير المالية الالماني يريد اخراج اليونان من منطقة الأورو مشيرة الى أن رد فعله القاسي جدا بخصوص الاقتراحات الاخيرة لاثينا، أثرت في كل الاحوال على وحدة قادة منطقة الأورو التي سادت حتى الان في مواجهة اليونان . من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أن هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد تنازلات لاثينا سيتيح ضمان الاستمرار المالي لليونان للأشهر الاربعة المقبلة وبقائها في منطقة الأورو. وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن ديكور المسرحية التي تلعب منذ عدة أيام بين اليونان وبلدان منطقة الأورو ، والذي أدى الى عقد الاجتماع الثالث لوزراء المالية الاوروبيين في غضون عشرة أيام ، أضحى جد محكم. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بدورها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماع وزراء المالية بمنطقة الأورو، أمس الجمعة ببروكسل، من أجل تمديد المساعدات المالية لليونان أربعة أشهر. وكتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "اليونان قبل الإنقاذ"، أن حكومة أثينا "استسلمت وقبلت قواعد مجموعة الأورو التي كان رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس يريد تخطيها". وأشارت اليومية إلى أن "ألمانيا أجبرت حكومة سيريزا الشعبوية والمتطرفة على الامتثال والالتزام بشروط التقشف التي كانت ترفضها خلال الحملة الانتخابية". ومن جهتها كتبت (إيل موندو)، تحت عنوان "اليونان ربحت أربعة أشهر مقابل مزيد من الإصلاحات"، أنه يتعين على حكومة تسيبراس تقديم، بعد غد الاثنين، لائحة التدابير الإصلاحية، مبرزة أن التوصل لاتفاق أمس الجمعة "لبى المطالب المتشددة" لألمانيا. أما (لا راثون) فكتبت أن "شعبوية اليونان استسلمت وقبلت بتمديد الإنقاذ أربعة أشهر"، مبرزة أن مجموعة الأورو توصلت أمس الجمعة ل"اتفاق في آخر لحظة" لتمديد برنامج المساعدة المالية لليونان الذي سينتهي يوم 28 فبراير الجاري، رغم طلب أثينا، في وقت سابق، تمديدا لستة أشهر. وأضافت اليومية أنه "سيتعين على تسيبراس تقديم، بعد غد الاثنين، أجندة للإصلاحات، والالتزام بسداد الديون لجميع الدائنين". المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إيل باييس)، التي كتبت تحت عنوان "ألمانيا تفرض قانونها واليونان تحصل على مساعدة لمدة أربعة أشهر"، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه ببروكسل "يشمل كل ما أرادته برلين واستبق المشاكل بالنسبة لحكومة أثينا". وأوضحت اليومية أنه عقب مفاوضات طويلة، توصلت اليونان والشركاء في منطقة الأورو لاتفاق ينهي بعد نحو شهر من النقاشات، خلافات وكثير من التمثيل، مشيرة إلى أن رئيس مجموعة الأورو يروين ديسيلبلوم أعلن عن ميثاق صارم يجبر اليونان على "سحب كل خطوطها الحمراء علنا، وقبول تمديد للإنقاذ لمدة أربعة أشهر". وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بتوصل اليونان مع شركائها في منطقة الأورو إلى اتفاق يقضي بتمديد برنامج الإنقاذ المالي لمدة أربعة أشهر إضافية إلى نهاية أبريل القادم مقابل التزام حكومة أثينا بمواصلة إصلاحاتها الهيكلة فيما توصلت أثينا إلى اتفاق مع ألمانيا بشأن تمديد برنامج قروض إنقاذ لمدة ستة أشهر. فكتبت صحيفة (نوين الرور تسايتونغ) أن اليونان التي حظيت بقبول لطلبها خضعت إلى حل وسط في أزمتها مع الشركاء والدائنين وذلك كنتيجة للمفاوضات العسيرة التي أجريت مساء أمس والتي كان لها دور في تليين المواقف المتصلبة وأسفرت عن خطة للتسوية . وأضافت أن الحكومة اليونانية كانت تسعى إلى الحصول على المزيد من الضمانات من الدول الأوروبية وبالتالي على المزيد من الوقت لإجراء إصلاحات تفرضها عليها أوروبا مشيرة إلى أن تسوية أمس الجمعة يمكن اعتبارها في نهاية المطاف ب"التاريخية " لكن يبقى الاساس هو أن نرى النتائج وفق الصحيفة. من جهتها عبرت صحيفة (باديشه تسايتونغ) عن اعتقادها بأن هناك العديد من العقبات في طريق اليونان رغم توصلها لاتفاق مع الجهات الدائنة ، الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي ، مشيرة إلى أن الأيام القليلة المقبلة سوف تكشف ما إذا كانت حكومة ألكسيس تيبراس قادرة على تنفيذ وعودها للناخبين أو فقط وضعت خطابا للوصول إلى البرلمان أو تقوم بعكس ما وعدت به في بروكسل. واعتبرت الصحيفة أن أربعة أشهر هي مدة مناسبة وكافية لاختبار ما إذا كانت حكومة تيبراس قادرة على تنفيذ وعودها سواء على مستوى السياسة الداخلية أو الخارجية أو ستدمر الثقة التي بنيت أمس . صحيفة (تورينغ غينرال ) أشارت من جانبها إلى أن حكومة أثينا ستقدم يوم الاثنين المقبل خطة إصلاحات عسيرة لأن اليونان ، وفق الصحيفة ، مثقلة بالمشاكل منها عجز مالي واضح منذ فترة طويلة وإدارة الضرائب مليئة ب"الثقوب كالجبن السويسري" ، وتعاني من تداعيات فساد طويل، إضافة إلى أن العديد من الشركات تفتقر إلى القدرة التنافسية . واعتبرت الصحيفة أن تسيبراس كسب الوقت مرة أخرى ، لكنه سيواصل "لعب البوكر" . ووفق صحيفة (زود كوريير ) فإن المفاوضين اليونانيين حصلوا على مطالب في بروكسل من قبل الجهات المانحة إلا أن على حكومة أثينا أن تذهب بعيدا وتفي بوعودها لأن أي شيء غير ذلك سيكون من المستحيل إقناع أوروبا. وفي اليونان رحبت الصحف بالاتفاق، وقالت إنه انتصار هام للحكومة المنتخبة الجديدة وخطوة أولى في اتجاه تنفيذ وعودها الانتخابية ولو أنها ستبقى تحت المراقبة الشديدة لمنطقة الاورو. صحيفة "تا نيا" قالت ان الطريق لم ينته بعد وبالكاد ستبدأ المفاوضات الماراطونية بداية من الاثنين المقبل حيث سيكون على أثينا تقديم سلة اصلاحاتها الاقتصادية لشركائها في منطقة الاورو وللمانحين من أجل دراستها. وأشارت الى أن مهلة أربعة أشهر من التمويل الأوروبي التي منحت للحكومة الجديدة قصيرة وستكون اختبارا هاما لمعرفة مدى قدرتها على النجاح في هذه المدة القصيرة وتجسيد الاصلاحات التي وعدت بها. وقالت الصحيفة إن هناك نجاحا رمزيا آخر في هذه المفاوضات التي استمرت لاسابيع قبل التتويج باتفاق الجمعة وهي استبدال كلمة (الترويكا) في احالة لدائني اليونان ويتعلق الامر بكل من البنك المركزي الاوربي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الاوربي بكلمة (مؤسسات)، علما أن اليونانيين لم يعدوا يطيقون هذه الكلمة ويعتبرونها أساس بلائهم منذ 2010 اذ منذ دخلت البلاد لتفرض توجهات مالية واقتصادية، انخفضت أجورهم بما بين 30 و50 في المائة في المتوسط وارتفعت البطالة الى 27 في المائة و50 في المائة في أوساط الشباب وارتفع معدل الفقر بنهاية 2014 الى 44 في المائة. صحيفة "كاثيمينيري" تطرقت الى المواقف الاوربية من الاتفاق الجديد ونقلت عن وزير المالية الفرنسي ميشال سابان قوله إن أثينا وافقت في نهاية المطاف على البقاء تحت إشراف الجهات الدائنة "لكن سيكون هناك عمل من طبيعة أخرى. سيكون هناك بالتأكيد عمل سياسي". كما نقلت عن وزير المال الالمانية فولفغانغ شويبله الذي لم يعد يخفي استياءه المتزايد من الحكومة اليونانية اليسارية الراديكالية الجديدة قوله إن "الدخول الى الحكومة هو موعد مع الواقع وفي معظم الأحيان الأمر ليس جميلا كما هو في الحلم". وقالت الصحيفة إن اليونان تعهدت أيضا بعدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب واحترام وعودها بتسديد الأموال لدائنيها. ونقلت عن الوزير اليوناني أن الحكومة ستعفى في المقابل من فرض ضريبة جديدة على القيمة المضافة أو اقتطاعات في رواتب التقاعد أو رفع المزيد من القيود عن سوق العمل. صحيفة "إيثنوس" قالت ان الحكومة اليونانية وعدت بعد نجاح الاتفاق بالتركيز على برنامجها الاصلاحي وتحقيق التفاهمات المتفق عليها مع الاتحاد الاوروبي. ونقلت عن مصدر حكومي أن "الحكومة اليونانية الجديدة ستقدم برنامجها للاصلاحات للمرحلة الانتقالية المقبلة من خلال التركيز على الاصلاحات التي تمثل أرضية تفاهم (مع الاتحاد الاوروبي) أي التصدي للتهرب الضريبي والفساد وإعادة تأسيس الإدارة العامة والرد على الازمة الانسانية". وأضاف أن "الحكومة ستواصل بهدوء عملها مسنودة بالمجتمع اليوناني وسوف تواصل المحادثات حتى التوصل الى اتفاق نهائي هذا الصيف". وفي روسيا ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أنه بعد خروج الجيش الأوكراني من ديبالتيفو ، طلبت السلطات الأوكرانية نشر قوات حفظ السلام في دونباس مشيرة في هذا الصدد إلى أن موسكو استقبلت الخبر ببرودة. وقالت الصحيفة إن المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين صرح بأن كييف تبحث عن افشال الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في مينسك. وأضافت أن الخبراء يعتقدون أن موسكو يمكن أن تدعم نشر قوات حفظ سلام في دونباس، إذا ما كان وجودهم سيساعد على تنفيذ اتفاقات مينسك. صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) قالت إن تقريرا لأعضاء لجنة الشؤون الأوروبية في مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني تم نشره أمس ، أشار الى أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل عام أظهروا سوء فهم كارثي في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية. وأضافت الصحيفة أن التقرير خلص الى أن السياسين الأوربيين لم يدركوا أن فتح المفاوضات بشأن توقيع اتفاق الشراكة مع أوكرانيا، لقي معارضة شديدة من طرف روسيا. وفي سياق متصل أشارت الصحيفة ذاتها الى تخوف بعض الأطراف في الولاياتالمتحدة من زيادة تأثير روسيا في أوروبا ، موضحة أن ناقوس الخطر دق نتيجة ازدياد تأثير سياسة موسكو في بلدان الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن هذا الموقف، يعكس بطبيعة الحال مزاج ساسة واشنطن. لأن انصار تصعيد الأزمة الأوكرانية في الولاياتالمتحدة غير راضين على اتفاقية "مينسك 2" والتعاون بين "رباعية النورماندي" بشأن تنفيذ بنود الاتفاقية ،حيث طلب كل من جون ماكين وليندسي غريم تزويد أوكرانيا بالأسلحة، واتهما مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بعد أن اتفقا في مينسك مع بوتين على وقف اطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة، بتقديم "تنازلات لبوتين".