واصلت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بإعدام مجموعة داعش ل21 مواطنا مصريا في ليبيا، وانهيار محادثات بروكسيل بين اليونان والمانحين الأوروبيين، وبالأزمة الأوكرانية عقب توقيع اتفاق مينسك 2. ففي فرنسا خصصت الصحف تعليقاتها لإعدام تنظيم داعش ل21 قبطيا مصريا في ليبيا، حيث كتبت صحيفة (لوموند) أن هذا التنظيم يشهد منذ يناير توسعا سريعا يقوم على عدد من الهجمات ومنها تلك التي استهدفت فندق كورينثيا بطرابلس والتي أدت إلى مقتل ما بين 9 و12 شخصا ،فضلا عن إبرازها لمظاهر القوة ضمن رغبة واضحة لتدويل أعمالها . ولاحظت الصحيفة أنها المرة الثانية بعد هجوم كورينثيا التي يبرر فيها تنظيم الدولة الاسلامية هذا العمل بربطه بتنظيم القاعدة فيما يعتبر التنظيمان متنافسين بل عدوين في العراق وسوريا. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) إن الغربيين لا يزالون يؤدون ثمن تدخلاتهم خلال الأعوام الأخيرة سواء تعلق الامر بتدخل أمريكيا في العراق او حلف الناتو في ليبيا، مشيرة إلى أن أي عمل عسكري لن يكون له معنى ولا يمكنه حل أي نزاع ما لم يكن مرفوقا بحل سياسي .واعتبرت في هذا الصدد ان حالة ليبيا تشكل نموذجا صارخا. من جانبها أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن ظهور (داعش) على الساحة الليبية غير من الامور في هذا البلد، مبرزة أن الحرب الدائرة في ليبيا لا يمكن تلخيصها في مجرد مواجهة بين إسلاميين وخصومهم. وأضافت الصحيفة أن الضغط يتزايد في اتجاه تدخل عسكري دولي ضد الجهاديين بليبيا الذين أعلنوا امس مسؤوليتهم عن اعدام 21 مسيحيا مصريا. وبإسبانيا ركزت الصحف اهتمامها على نتائج المفاوضات بين مجموعة الأورو واليونان حول برنامج المساعدات المالية، والكشف عن وجود أعضاء في مجموعة "إيتا" الانفصالية مطلوبين للقضاء الإسباني بفنزويلا. ومن بين العناوين التي تصدرت صفحات اليوميات الإسبانية تعليقا على فشل المفاوضات بين مجموعة الأورو والحكومة اليونانية "إنذار أخير لليونان لقبول شروط أوروبا"، و"آخر إنذار لليونان"، أو "أوروبا تبعث بآخر إنذار لليونان". وكتبت (إل موندو)، في هذا الصدد، أنه بعد رفض الاقتراح الأوروبي الأول، تم إمهال اليونان أربعة أيام لطلب تمديد برنامجها للمساعدات المالية، معتبرة أن مجموعة الأورو وضعت أمس الاثنين الحكومة اليونانية أمام الباب المسدود، وأكدت على برنامج المساعدات الحالي. وأضافت اليومية أن المفاوضين اليونانيين "المتفائلون" اختاروا، من جهتهم، طريق "الإحباط" ورفضوا بقوة المقترحات الأوروبية. من جهتها كتبت (إل باييس) أن حكومة تسيبراس أضحت، بعد هذه الجولة، في وضع معقد ولم يبق أمامها سوى أربعة أيام (إلى غاية الجمعة المقبل) لطلب تمديد لستة أشهر برنامج المساعدة المالية الممنوحة من قبل أوروبا، التي بدت حازمة وصارمة في المفاوضات. وفي سياق آخر عادت صحيفة (إل موندو) إلى تقارير تشير إلى وجود نحو 20 من أعضاء منظمة "إيتا" الإنفصالية المطلوبين للمحاكم الإسبانية في فنزويلا، مشيرة إلى أن ستة منهم ارتكبوا 22 جريمة قتل. وفي ألمانيا تركزت اهتمامات الصحف على جملة من المواضيع كان أبرزها الانتخابات المحلية بولاية هامبورغ الألمانية والفوز الساحق للحزب الاشتراكي الديمقراطي فيها ، وإعدام 21 مصريا قبطيا من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية " الإرهابي (داعش) في ليبيا . وهكذا كتبت صحيفة ( زودفيست بريسه) في تعليقها أن المزيد من المجموعات المتطرفة ظهرت في بعض المناطق بشمال أفريقيا وتقوم بعملياتها ليس في مناطق نائية بسورية ، ولكن بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط القريبة من الشواطئ الموجودة وجها لوجه مع إيطاليا مشيرة إلى أن ذلك يشكل تهديدا مباشرا لأوروبا مما يسمى ب"الدولة الإسلامية ". من جهتها كتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها على الضربات الجوية التي قام بها الجيش المصري ضد أهداف تنظيم "داعش" داخل ليبيا ، كرد فعل على قتل التنظيم ل21 قبطيا مصريا ، معتبرة أن دخول مصر في الحرب ضد "داعش " يشكل أيضا استجابة نوعا ما لمطالب عبر عنها الغرب منذ مدة طويلة من أجل المواجهة الجماعية للتحدي الهمجي لهذا التنظيم. واعتبرت الصحيفة أنه يتعين بعد هذا "الصراع الأيديولوجي " ، تقديم تفسيرات مستفيضة حول العقيدة الإسلامية لإبراز وبشكل واضح أن الوحشية التي يتعامل بها القتلة والمسيئة لسمعة الإسلام في العالم لا علاقة لها بالدين . وبالنسبة للانتخابات المحلية في هامبورغ علقت صحيفة ( هامبورغر أبندبلات) في تقييمها على الانتخابات أن أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي مكن الحزب من الحصول على نسبة 47 في المائة من أصوات الناخبين بفضل كفاءته الاقتصادية مشيرة إلى أن النسبة تؤهله ليكون عمدة مرة أخرى لهامبورغ كقيمة مضافة للحزب ودفعة له أكثر من أي وقت مضى. من جانبها كتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي ليسار الوسط حصل على نتيجة ستمكنه من الاحتفاظ بالسلطة في هذه الولاية التي تعد واحدة من معاقله التقليدية مشيرة إلى أن شولس ينتظره عمل كبير من أجل حل عدد من القضايا الخلافية من خلال تشريعات جديدة. وأضافت الصحيفة أن هذه القضايا تتعلق أساسا بإجراءات البيئة وحماية المناخ . ومن وجهة نظر صحيفة (برلينر تسايتونغ) فإن شولتس على الرغم من نجاحه لن يكون المرشح المثالي لمنصب المستشارية بالنسبة للحزب الاشتراكي في الانتخابات المقبلة سنة 2017 مشيرة إلى أن له فرص ضئيلة للفوز أمام الكبار خاصة وأنه يتعارض مع أنغيلا ميركل. وشكل موضوع انهيار محادثات بروكسيل بين اليونان والمانحين أبرز اهتمامات الصحف اليونانية التي ركزت جميعها على ضرورة البحث عن توافقات سياسية داخلية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والحفاظ على البلد داخل منطقة الأورو. وكتبت "تو فيما" أنه على تزيبراس وحكومته اتخاذ قرارات مصيرية بعد أن فشل اجتماع بروكسيل، وسعى شركاء اليونان بشكل ملح على تمديد مخطط الانقاذ الحالي رغم جهود تزيبراس الفاشلة للبحث عن حلفاء. وأضافت الصحيفة "إن المفاوضات توجد في نقطة حرجة جدا والوقت قصير ويتعين اتخاذ قرارات مصيرية ولعل أهم شيء هو إبقاء اليونان في منطقة الأورو. وهذه مصلحة قومية. حتى لو كان ذلك الاختيار سيتصادم مع مبادئ ايدليوجة للسياسيين أو لجزء من الرأي العام". وقالت "إن الخذلان الذي يحس به تزيبراس هو عدم قدرته على إحداث تغيير في علاقات الهيمنة في أوربا في الوقت القصير الذي خاض فيه المفاوضات، ولكن ما يتعين حاليا تأمينه هو مسار البلد في اوربا. وأي خيار آخر سيكون له تبعات أكثر تدميرا للبلد والمجتمع". وأكدت الصحيفة أن الخيار الأوربي لليونان يتعين دعمه من قبل كل القوى السياسية بغض النظر عن أي مصالح سياسية وقد حان الوقت للجميع بمن فيهم رئيس الوزراء ليظهر أن هذا الأمر هو الذي يحظى بالاهتمام فوق كل شيء وهو من مصلحة البلد والشعب. صحيفة "كاثيمينيري" كتبت أن عقارب الساعة تدور وأي ساعة تمر يزداد الوضع تعقيدا. وإذا كان الشعب اليوناني قد عبر بشكل كبير عن دعمه للحكومة الجديدة في مفاوضاتها مع الدائنين وفي الوقت عبر عن رغبته بقاء البلاد في منطقة الأورو، فإن اليونان وجدت نفسها أمس لوحدها في مواجهة 18 بلدا في اجتماع منطقة الاورو بروكسيل. وأكدت الصحيفة أن البلد أصبح حقيقة في وضع حرج ويمكن حدوث أية كارثة في أي وقت، مضيفة أن طريقة إدارة الحكومة للمفاوضات يمكن مناقشتها علنا وليس خلف الابواب المغلقة، لكن ما هو مطلوب في الوقت الراهن هو التوصل إلى توافق وطني كبير وتفادي أي انهيار. وحذرت الصحيفة قائلة إن هناك من يريد اليونان خارج منطقة الاورو وهذا مفروغ منه إما لعقابها أو لجعلها عبرة للآخرين. وفي روسيا لازالت الصحف تولي اهتمامها بالازمة الأوكرانية مشيرة إلى أن روسيا أعلنت مرارا أنها ليست طرفا في هذا النزاع وأنها تشجع على الحل السلمي في دونباس مع الحفاظ على حقوق سكان هذه المناطق ومصالحهم القانونية. وفي هذا الصدد ذكرت (روسيسكايا غازيتا) أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين قادة "رباعية النورمندي" ( فرنساوروسيا و ألمانيا و أوكرانيا ) بعد اليوم الأول من وقف إطلاق جنوب شرق أوكرانيا مهد لتحقيق تطبيق خطوات حازمة التدابير التي نص عليها الاتفاق الموقع في مينسك في 12 فبراير الجاري وذلك بالرغم من بعض المناوشات التي تقع من حين لآخر. وأشارت الى أن بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوربي ، تلعب دورا هاما في مراقبة الوضع في شرق أوكرانيا. وفي السياق ذاته قالت صحيفة (فيدوموستي) إن وقف إطلاق النار بين الاطراف المتنازعة في جنوب شرق أوكرانيا يتم على العموم احترامه بالرغم من حدوث بعض الخروقات ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الموقعين على وثيقة منيسك يختلفون في تفسير بعض النقاط التي تم الاتفاق عليها . وقالت الصحيفة أن "القادة اتفقوا بشكل جماعي على السير قدما لتحقيق تطبيق بنود اتفاقية مينسك ومن ضمنها سحب الأسلحة الثقيلة من مناطق التماس والاستمرار في مراقبة احترام وقف إطلاق النار والبدء في الحوار من أجل إجراء انتخابات محلية حسب القوانين الأوكرانية". على صعيد آخر ذكرت صحيفة ( كوميرسانت) بأن محاولات المبعوث الرسمي للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الرامية إلى إقناع أطراف النزاع في اليمن بالجلوس إلى طاولة الحوار ، تستمر لمنع نشوب الحرب الأهلية في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية. وأضافت أنه بعد الانقلاب الذي نفذته حركة "انصار الله" الشيعية، أصبحت الأوضاع في اليمن خارج نطاق السيطرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الانقلابين أعلنوا عن تشكيل مجلس رئاسة مؤقت أغلب أعضائه من الحركة مشيرة إلى أن تغير السلطة في اليمن قد يؤدي الى تقويض موقف المملكة السعودية كقوة اقليمية في المنطقة