اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص بالانتخابات البرلمانية اليونانية التي جرت أمس الأحد والتي عرفت فوز تحالف اليسار الجذري (سيريزا)، إلى جانب مواضيع أخرى دولية ومحلية. وفي هذا الصدد، خصصت الصحف البلجيكية حيزا واسعا لانتصار حزب سيريزا اليساري في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي غيرت ملامح المشهد السياسي في اليونان. وكتبت صحيفة (لوسوار) في مقال تحت عنوان " اليونانيون قالوا لا للتقشف"، أن زعيم سيريزا فاز في الرهان الذي خاضه بانتصار واضح على الحكومة وأعلن أنه سيتفاوض مع الدائنين حول حل فعال بالنسبة لليونان وأوروبا. وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع الرئيسي لسيريزا هو التمكن من فتح التفاوض بشأن الدين العام اليوناني الذي لا يريد الشركاء الأوروبيون أن يتحدثوا عنه مادامت اليونان لن تخرج عن خطة المساعدات التي ما تزال معلقة. وتحت عنوان ''انتصار ساحق لسيريزا"، كتبت صحيفة (لاليبر بلجيك) أن الحزب اليساري المتطرف حقق فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية، وبالتالي فهو يتحمل المسؤولية التاريخية عن التوقعات اليونانية الهائلة. كما تساءلت الصحيفة عن الكيفية التي سيتصرف بها دائنو اليونان بعد الفوز الساحق لسيريزا. وفي مقال تحت عنوان "انتصار كبير لليسار الراديكالي"، كتبت صحيفة (لا ديغنيير أور) أن هذا الانتصار يمكن حزب سيريزا، الذي يحارب التقشف بقيادة أليكسيس تسيبراس، من إجراء محادثات قوية مع الدائنين الدوليين لأثينا حول الدين العام وشروط تسديد مليارات الأورو من المساعدات. وفي اليونان، كتبت صحيفة (كاثيمينيري) أن الفوز الكبير لحزب اليسار الجذري سيريزا في انتخابات الأحد رسالة قوية لسائر منطقة الأورو مفادها أن تبني سياسات تقشف طويلة الأمد سيكون لها انعكاسات سياسية واجتماعية مدمرة. وأضافت أن سيريزا أمامه مهمة صعبة تتمثل في إقناع المانحين بمواصلة دعمهم للاقتصاد اليوناني واعتماد مقترحاته لتخفيف المديونية ووقف سياسة التقشف والتي لا تتماشى في غالبيتها مع برنامج التقويم الهيكلي، مؤكدة على ضرورة قبول الطرفين بالحلول الوسط وتقديم تنازلات. وأضافت الصحيفة أن فوز سيريزا يبقى فوزا للقوى المناهضة لسياسة التقشف على القوى الاقتصادية المحافظة والرافضة للتغيير في أوروبا. وكتبت صحيفة (تو فيما) أنه في انتظار النتائج النهائية لمعرفة حجم النصر وما إذا كانت سيريزا قد حصل على 151 مقعدا في البرلمان، سيلتقي زعيمه أليكسيس تزيبراس اليوم مع زعيم حزب "اليونانيون المستقلون" بانوس كامينوس للبحث في إمكانية إقامة تحالفات. وأضافت أن هذا الحزب الصغير يبدو أنه الأقرب إلى سيريزا بالنظر لكونه يتبنى نفس الخطاب الرافض لسياسة التقشف والمناوئ للإملاءات التي تفرضها الترويكا. صحيفة (تا نيا) تناولت الهزيمة النكراء التي حصدها الحزب الاشتراكي العتيد (الباسوك) حيث تراجع إلى الصف السابع ب 13 نائبا فقط و68ر4 في المائة من الاصوات، فيما لم يتمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي أسسه جورج باباندريو رئيس الوزراء الأسبق المنشق مطلع يناير الجاري عن الباسوك من دخول البرلمان إذ لم يتجاوز عتبة ال 3 في المائة المطلوبة. ونقلت الصحيفة عن إيفانجيلوس فينيزيلوس زعيم الباسوك قوله إن ما حصل عليه الحزب ضعيف وغير ذي معنى بالمقارنة مع المجهودات الجبارة التي قام بها في الحكومات المتعاقبة لفائدة البلاد، واتهم جورج باباندريو بتدميره للحزب وإضعافه قبيل الانتخابات بعد انشقاقه وتشكيل حزب جديد لم يستطع الدخول للبرلمان حيث لم تتجاوز الأصوات التي حصل عليها 4ر2 في المائة. ونقلت الصحيفة عن إيفانجيلوس القول إن باباندريو هو المسؤول عن تراجع الحزب الاشتراكي وتقدم حزب النازيين الجدد "الفجر الذهبي" ليحتل مكانة ويحصل على الرتبة الثالثة في الانتخابات التي جرت الأحد. وفي فرنسا، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن عددا قليلا من ناخبي هذا الحزب يؤمنون بمستقبل مشرق، مشيرة إلى أن تصويتهم هو بمثابة رفض لسياسة التقشف الأوروبية. وأضافت الصحيفة أن الناخبين اليونانيين أزاحوا طبقة سياسية فاسدة وغير فاعلة يمثلها حزبان ظلا يتناوبان على حكم البلاد منذ أربعين سنة، وأعربوا عن رفضهم لسياسة تقشفية أوروبية عقابية على الرغم من أن غالبيتهم يرغبون في البقاء بمنطقة الأورو. وقالت إن الناخبين اليونانيين عبروا بوضوح عن إرادتهم في إنهاء نظام سلطة أوليغارشي يعشش فيه الفساد والمحسوبية، وذلك من خلال تصويتهم على حزب يعد بإصلاحات حقيقية للدولة، معربة عن اعتقادها بأنه يتعين على أوروبا التقاط هذه الإشارة لأن اتجاه هذا التصويت لن يقف عند حدود اليونان. من جهتها كتبت صحيفة (لوفيغارو) أنه "من السهل أن نفهم لماذا ارتمى اليونانيون الذين أفقرتهم الأزمة ويشعرون بخيانة قادتهم، ومعاناتهم جراء وحشية أوروبا، في أحضان زعيم شاب من اليسار الراديكالي يعدهم بتغيير قواعد اللعبة". من جانبها تطرقت صحيفة (لوموند) إلى برنامج الإصلاحات الذي تم إطلاقه في هذا البلد، مشيرة إلى انه كيفما كانت الحكومة التي ستنبثق من صناديق الاقتراع، فإن الترويكا (البنك المركزي الاوربي والاتحاد الاوربي وصندوق النقد الدولي) تعتزم إتمام هذا البرنامج كما يتعين أن تلح على قضايا التسريحات الجماعية وإصلاح الضمان الاجتماعي. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم على الخصوص بالانتخابات التشريعية اليونانية التي أفرزت وفق النتائج الأولية، فوز حزب سيريزا المعارض بالمرتبة الأولى بحصوله على نسبة 5ر36 في المائة من الأصوات. واعتبرت صحيفة (نوي بريسة) في تعليقها أن أوروبا من الآن فصاعدا لن تبقى على حالها إذ أن الناخبين في اليونان وجهوا إشارة واضحة بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن فوز اليسار المعارض لسياسة التقشف المفروضة من قبل الترويكا، يبرز أن أغلب اليونانيين مع الحزب وقالوا كلمتهم ضد أي خطة إنقاذ جديدة. من جهتها، عبرت (هيلبرونة شتيمة) عن اعتقادها بأن حزب سيريزا اليساري يتعين عليه تشكيل حكومة ائتلافية لتجنب التهديد المتمثل في إجراء انتخابات جديدة، مشيرة إلى أنه مع ذلك وبدون مساعدات مالية من بروكسيل، فلن يتمكن اليونانيون من التخلص من الضغوطات التي يتعرضون إليها. وبالنسبة لصحيفة (شتوتغارته ناخغيشتن) فإن أليكسيس تسيبراس قدم مزيجا من الوعود لتسوية الأزمة الحالية التي تعيشها اليونان مما أعطى أملا كبيرا للناخبين، مشيرة إلى أنه يتعين على تسيبراس أن ينضم إلى طاولة المفاوضات من أجل الخروج من الأزمة التي تؤرق اليونانيين. أما صحيفة (راينيشن بوست) فكتبت من جانبها أنه من المأمول أن تبقى اليونان في منطقة الأورو، إذ أن خروجها المحتمل ستكون له تداعيات سواء على الأورو أو لدى اليونانيين الذين قد يقعون في مزيد من الفوضى والفقر، مشيرة إلى أن تسيبراس الذي حقق انتصارا في الانتخابات، يدرك كما هو الأمر بالنسبة لشركاء اليونان، أن طريق التفاوض والتعاون يمكن أن يمنح أفضل الفرص للتوصل إلى حل. وبحسب صحيفة (نوربيرغر تسايتونغ) فإن حزب سيريزا إذا ما حقق أغلبية ضعيفة، فعليه أن يجد شريكا سياسيا بعيدا عن أفكار المتطرفين في صفوفه، معتبرة أن إحداث حكومة غير مستقرة سيكون أسوأ أمر يلحق باليونان والاتحاد الأوروبي على حد سواء. وبدورها ، اهتمت الصحف النرويجية بالانتخابات التشريعية التي جرت في اليونان والتي أفرزت فوز حزب سيريزا المعارض بالمرتبة الأولى بحصوله على نسبة 5ر36 في المائة من الأصوات. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن فوز حزب سيريزا في هذه الانتخابات لن يخوله الأغلبية المطلوبة. واعتبرت أن هذا الحزب اليساري أحرز نتائج مبهرة وبنسبة مائوية كبيرة وبالتالي الحصول على عدد كبير من المقاعد في الجمعية الوطنية اليونانية. وأشارت الصحيفة إلى أن العشرة ملايين من الناخبين اليونانيين، الذين يحق لهم التصويت وفق القانون، قالوا كفى من المعاناة التي تسببت فيها السياسات السابقة. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن نتيجة الانتخابات اليونانية تدل على أن أوروبا بدأت في التغير، وأن اليونان رمز للتغيير الذي يجري حاليا في القارة. وأبرزت أن رئيس الحزب الفائز حينما ألقى خطاب الفوز ذكر في أكثر من مرة بوعود حملته الانتخابية، وخاصة مطالبه التي سيضعها أمام الاتحاد الأوروبي لحل أزمة القروض الضخمة المفروضة على اليونان منذ سنة 2010. أما صحيفة (في غي) فقد أشارت إلى أنه رغم فوز سيزيرا في هذه الانتخابات فإنه يفتقر إلى الأغلبية المطلوبة في البرلمان، وأنه يتعين على رئيس الحزب أليكسيس تسيبراس البحث خلال الأيام المقبلة على شريك لتشكيل ائتلاف. وأضافت أن زعيم الحزب أليكسيس تزيبراس أكد أمام أنصاره أن التصويت كان من أجل الكرامة في أوروبا التي تتغير، وأن اليونان تترك وراءها الخوف والمواقف السلطوية والمعاناة. وتطرقت الصحف الإسبانية بدورها إلى انتصار حزب سيريزا في الانتخابات البرلمانية، أمس الأحد باليونان، والذي يدعو لإنهاء التقشف الذي نتج عن إملاءات الاتحاد الأوروبي . وهكذا كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "اليونان يدخل هوة الشعبوية"، أنه بعد فوزه في الانتخابات، أعلن الأمين العام للسيريزا، أليكسيس تسيبراس، أن الاتفاق الذي وقع بين اليونان ومجموعة الأورو حول تدابير التقشف "بات ميتا". من جهتها، قالت (إلموندو) ، في مقال تحت عنوان "اليونان تتحدى الترويكا"، إن تسيبراس أعلن أمس الأحد أن بلده "سيتخلي عن سياسة التقشف"، مشيرة إلى أن ألمانيا هددت بوقف المساعدات الموجهة لأثينا في حال ما لم يحترم هذا البلد التزاماته. أما صحيفة (إلباييس)، فأشارت إلى أن فوز سيريزا يسبق فترة من الحراك داخل أوروبا، مبرزة أن انتصار حزب أقصى اليسار سيتمخض عنه سيناريو معقد للمفاوضات مع أوروبا. وأضافت، من جهة أخرى، أن أحزاب اليسار الإسباني كحزب بوديموس واليسار الموحد، مقتنعة بأن تأثير سيريزا سيصل إلى إسبانيا، مشيرة إلى أن اليسار الإسباني سيحاول الاستفادة من التحول السياسي في اليونان. وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (أ بي سي) تحت عنوان "الشعبوية تسيطر على اليونان"، أن انتصار سيريزا يفتح "مرحلة من الشك وعدم اليقين" في مجموع القارة الأوروبية. وفي روسيا، قالت صحيفة (كوميرسانت) أن نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت أمس الأحد في اليونان أرسلت إشارة قوية إلى أوروبا، والتي ستكون نقطة انطلاق للتغيير في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. وأشارت في هذا السياق إلى أن رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس وزعيم حزب الديمقراطية الجديدة اعترف بالهزيمة في الانتخابات التشريعية، مؤكدا أنه يحترم رغبة الشعب اليوناني التي عبر عنها من خلال صناديق الاقتراع. وذكرت الصحيفة بأن الاستطلاعات الأولية أشارت إلى أن الفارق بين "سيريزا" وحزب "الديمقراطية الجديدة" وصل إلى 16.5 نقطة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يحصد الحزب ما بين 146 إلى 158 مقعدا، علما بأن الاغلبية المطلقة في البرلمان اليوناني تتطلب 151 مقعدا. من جانبها، ذكرت صحيفة (نيزفيسيميا غازيتا) أن رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس وزعيم حزب الديمقراطية الجديدة اعترفا بالهزيمة في الانتخابات التشريعية، مبرزة أن زعيم حزب "سيريزا" اليساري المعارض أليكسيس تسيبراس قال إن "مستقبل اليونان في أوروبا يعتمد على إلغاء سياسة التقشف التي فرضت على اليونان" وأن "الديمقراطية ستعود من جديد لليونان من خلال هذه الانتخابات". وقالت الصحيفة إن الانتخابات البرلمانية جرت وسط مخاوف من أن يؤدي الفوز المحتمل لحزب سيريزا الرافض للتقشف إلى انسحاب اليونان من منطقة الأورو، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات تأتي بعد أن فشل البرلمان خلال ثلاث جولات من التصويت في انتخاب رئيس جديد للبلاد، وفي مثل هذه الحالة يقضي التشريع اليوناني بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة