توصل تحالف اليسار الجذري سيريزا، صباح اليوم الاثنين، الى اتفاق صباح اليوم الإثنين إلى اتفاق مع الحزب القومي اليميني الصغير "اليونانيون المستقلون"، لتشكيل حكومته، وذلك بعد اكتساح الانتخابات البرلمانية اليونانية ليوم الأحد بحصوله على 149 مقعدا من أصل 300.. تشكيل الحكومة اليونانية المقبلة يوازيه خوف من طرف دول الاتحاد الاوريوبي من عدم احترام التعهدات التي قطعتها اليونان على مستوى الاصلاحات الاقتصادية والتقشف في الميزانية...
وفي هذا الاطار اكد المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها تتوقع من الحكومة اليونانية المقبلة احترام هذه التعهدات، حيث صرح شتيفن زايبرت في مؤتمر صحافي "بالنسبة الينا من المهم ان ترمي اجراءات الحكومة الجديدة الى مواصلة الانتعاش الاقتصادي اليوناني، ما يعني احترام التعهدات المقطوعة"، وذلك غداة فوز حزب سيريزا اليساري الراديكالي، الرافض لسياسة التقشف، في الانتخابات التشريعية اليونانية.
ولم يتمكن سيريزا من الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان اليوناني ذي الغرفة الواحدة، ورغم خلافاته العقائدية مع "اليونانيون المستقلون" الذي تأسس في العام 2012 إثر انشقاق في صفوف الديمقراطية الجديدة المحافظ، لرئيس الوزراء الخارج أنطونيس سامرانس، غير أنهما يتفقان على رفض سياسة التقشف والإملاءات الاوربية.
وقال بانوس كامينوس زعيم "اليونانيون المستقلون" للصحافيين عقب لقائه مع زعيم سيريزا أليكسيس تزيبراس "في الوقت الحالي اصبح للبلد حكومته، واليونانيون المستقلون سيصوتون بالثقة لرئيس الوزراء اليكسيس تزيبراس"، لكنه لم يقدم مزيدا من التوضيحات.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء اليونانية عن كامينوس قوله قبيل اجتماعه بتزيبراس، "إن تشكيل الحكومة الجديدة سيتقدم بخطى سريعة، والنتائج المتوقعة إيجابية".
ونقلت الوكالة عن مصادر من حزب سيريزا قولها إن اتفاقا على تشكيل الحكومة مع حزب "اليونانيون المستقلون" سيتم الإعلان عنه على الارجح اليوم الإثنين.
ووفقا للنتائج الرسمية غير النهائية للانتخابات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية اليونانية صباح اليوم بعد فرز 80ر99 في المائة من الاصوات، فقد حصل سيريزا على 34ر36 في المائة من الاصوات أي 149 مقعدا من اصل 300 ،وبذلك يكون قاب قوسين من الأغلبية المطلقة.
وحصل حزب "اليونانيون المستقلون" على 13 مقعدا.
ولحزب "الديمقراطيون المستقلون" مواقف مختلفة مع سيريزا بالخصوص حول المهاجرين السريين الذي يؤكد ضرورة التعامل معهم بصرامة، والعلاقات بين الكنيسة والدولة التي يدافع على تقويتها في بلد محافظ ما تزال الاواصر الدينية فيه قوية.
لكن الحزبين متفقان على رفض سياسة التقشف التي تطبقها اليونان منذ العام 2010 في مقابل حصولها على حزمة قروض من 240 مليار اورو من الترويكا (البنك المركزي الاوربي والاتحاد الاوربي وصندوق النقد الدولي) للحيلولة دون انهيارها الاقتصادي.
وفي آخر خطاب له قبل إغلاق الحملة الانتخابية الجمعة الماضي، قال بانوس كامينوس "ان مخطط الانقاذ الاوربي جعل اليونان مستعمرة وفقر شعبها ولن نقبل ان نستجدي ميركيل .. سنبقى واقفين".
كما يتبنى الحزب نفس خطاب سيريزا في ضرورة التشطيب على جزء كبير من مديونية اليونان الثقيلة والتي تفوق 320 مليار أورو أي أزيد من 177 في المائة من الناتج الداخلي الخام للبلاد حتى يتمكن الاقتصاد اليوناني من الوقوف على قدميه.
وكان المتحدث باسم الحزب بانوس سكورليت قد صرح قبل الانتخابات ان "على اوروبا الا تخاف من احزاب مثل سيريزا، ان كانت ستخاف من احد عليها ان تخاف من نفسها. واشير هنا الى استراتيجية السياسات التقشفية المتطرفة المهيمنة والتي تفرضها القوة الرئيسية في اوروبا وهي المانيا".