توالت ردود الفعل في أوروبا بعد فوز حزب "سيريزا" (اليسار الراديكالي) في الانتخابات التشريعية اليونانية أمس الأحد ب 149 مقعدا من أصل 300.لم يصدر أي رد فعل حتى الآن من طرف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل،لكن رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون حذر أن فوز حزب اليسار الراديكالي المناهض لسياسة التقشف في اليونان" سيزيد القلق الاقتصادي في أوروبا". وأضاف في تغريدة له على موقع " تويتر" أن على بلاده أن تتمسك حيال هذا الأمر بخططها للحفاظ على أمنها الاقتصادي".بالمقابل، هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ألكسيس تسيبراس، زعيم حزب "سيريزا" على الفوز وتعهد بالتعاون معه لدعم سياسة النمو في الاستقرار. وجدير بالذكر أن فرانسوا هولاند هو من بين الزعماء الأوروبيين الذين يسعون منذ 2012 إلى إعادة توجيه السياسة الاقتصادية الأوروبية نحو تضامن أكثر بين الدول وتخفيف سياسة التقشف المفروضة من طرف بروكسل، لكن دون أن يتوصل إلى هدفه بسبب معارضة المستشارة أنغيلا ميركل. ودعا الرئيس الفرنسي رئيس الحكومة اليونانية المقبل إلى التعاون الوثيق من أجل استقرار منطقة اليورو والتضامن والمسؤولية التي تمثل حسب رأيه "صميم القيم الأوروبية التي نتقاسمها". ودائما في فرنسا، فوز الحزب الراديكالي اليوناني قد يعطي أملا كبيرا للأحزاب اليسارية مثل الحزب الشيوعي الفرنسي وجبهة اليسار للوصول في يوم ما إلى السلطة، والدليل يظهر بحماسة أنصار الأحزاب اليسارية أثناء متابعتهم أمس الأحد في مقهى قرب مقر الحزب الشيوعي الفرنسي بباريس وقائع الانتخابات في اليونان. وفي إيطاليا، اعتبر وزير الدولة للشؤون الأوروبية ساندرو غوزي، أن فوز "سيريزا" في اليونان يضع أوروبا أمام فرص جديدة لمواصلة التغيير لصالح النمو والاستثمارات ومكافحة البطالة. وعبر جان لوك ميلنشون، زعيم جبهة اليسار، عن فرحته العارمة بفوز ألكسيس تسيبراس في الانتخابات التشريعية باليونان، وقال "اليوم نكتب صفحة جديدة في أوروبا. ربما هناك إمكانية إعادة ترتيب البيت الأوروبي الذي تحول إلى فيدرالية لليبراليين"، مشيرا أن اليونانيين بتصويتهم هذا سيضعون على الطاولة كل المشاكل والعراقيل التي جعلتهم يعيشون في الجحيم". وأضاف بيار لوران زعيم الحزب الشيوعي: كل شيء ممكن اليوم في فرنسا بعد فوز "سيريزا".حتى الحزب الاشتراكي الفرنسي هنأ "سيريزا" بفوز قوى اليسار في اليونان، وبالرغم من أن الحزب الاشتراكي اليوناني "بازوك" مني بخسارة فادحة. حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض، بعد أن هنأ رئيس الحكومة السابق أنتونيو سمراس الذي كان من اليمين عن كل الجهود التي بذلها من أجل إخراج اليونان من الأزمة التي تمر بها منذ 2010، تمنى لحزب "سيريزا" المزيد من النجاحات والتألق في الحياة السياسة اليونانية. نفس الشيء أيضا بالنسبة لحزب الجبهة الوطنية ( اليمين المتطرف) حيث رأى جان ماري لوبان، الرئيس الشرفي للحزب، أن فوز اليسار الراديكالي في اليونان يمثل خسارة لأوروبا.