افتتحت اليوم الخميس، أشغال قمة الحلف الأطلسي في نيوبورت (المملكة المتحدة) وسط أجواء مطبوعة بالتوتر مع روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، التي تمخضت عنها حرب كلامية بين موسكو وعدد من الدول الغربية التي تدعم كييف في حربها مع الانفصاليين المدعومين من طرف روسيا. وفي هذا السياق اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولاياتالمتحدة بدعم من وصفه ب "الطرف الذي يقرع طبول الحرب في أوكرانيا، وليس أولئك الذين يسعون إلى حل سلمي للخروج من الأزمة". وقال لافروف "نشهد تناميا للخطاب المعادي لروسيا، بالتزامن مع جهود حثيثة تبذل للتوصل إلى حل سياسي، ويمكننا القول إن من يقرع طبول الحرب في كييف، يحظى بدعم نشط في الخارج، وفي هذه الحال، في الولاياتالمتحدة". ومن جهته، وصف نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، الحلف الأطلسي بأنه "مصاب بهستيريا الحرب الباردة". وتتزامن هذه التصريحات للمسؤولين الروسيين مع إعلان الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، الذي دعي لحضور قمة الحلف الأطلسي، أن خطة لوقف إطلاق النار سيتم التوقيع عليها يوم غد الجمعة في مينسك،عاصمة بيلاروسيا، التي ستحتضن اجتماعا يضم ممثلين عن أوكرانياوروسيا، والانفصاليين الأوكرانيين المدعومين من طرف موسكو، ومنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا. ووصف الرئيس الأوكراني الوثيقة التي سيتم التوقيع عليها غدا بأنها "تشكل توطئة تدريجية لخطة السلام الأوكرانية". وقبل انطلاق أشغال قمة الحلف الأطلسي، أجرى الرئيس بروشنكو مباحثات مع قادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، حيث تطرق القادة خلال هذه المباحثات إلى الوضع في شرق أوكرانيا، وخطة تسوية الأزمة التي سبق أن طرحها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء. وقد وصفت كييف الخطة الروسية لوقف إطلاق النار،التي تتضمن سبع نقاط ، بأنها "ذر للرماد في العيون"، في حين اعتبرها الأمين العام للحلف الأطلسي،أندرس راسموسن، بأنها "خطة سلام مزعومة". ويعتزم أعضاء الحلف الأطلسي ال28 تسريع الضغوط على موسكو المتهمة بالتدخل عسكريا في شرق أوكرانيا،كما من المقرر عقد اجتماع للجنة الأطلسي- أوكرانيا الذي سيشكل فرصة لقادة الدول الأعضاء في الحلف لتأكيد تضامنهم مع كييف. من جهة أخرى، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس راسموسن، لدى وصوله إلى نيوبورت أن "قمة الحلف الاطلسي هذه هي إحدى أكثر القمم أهمية في تاريخ الحلف"، مشيرا إلى كون القمة ستتناول ملف أوكرانيا وكذلك ملف تنظيم "الدولة الإسلامية" المتهم بارتكاب جرائم في سوريا والعراق، حيث قال "يتوجب على المجتمع الدولي بكامله وقف تقدم الدولة الاسلامية".