بدأت أمس الخميس، قمة دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي يهيمن عليها أجندتها موضوع محاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق وتشكيل تحالف دولي لهذه الغاية، كما يفرض العديد من القضايا والأزمات الدولية نفسها على قمة الأطلسي في ويلز، التي تأتي في ظل التوتر الشديد مع روسيا، المتهمة بالتدخل عسكرياً في أوكرانيا، في وقت يشدد فيه الغربيون الضغط على موسكو مع قرار باريس تعليق تسليمها سفينة حربية من طراز ميسترال. وبعد قطع "داعش" رأس صحافي أمريكي ثان، ستكون مكافحة هذا التنظيم في صلب حفل العشاء، الذي يلتقي حوله رؤساء الدول مساء الخميس، وستعقد اجتماعات على هامش القمة للبحث في تشكيل ائتلاف للتصدي ل"داعش"، استجابة لدعوة الولاياتالمتحدة. وكانت أوكرانيا حيث تدهور الوضع نتيجة مشاركة جنود روس في المعارك إلى جانب الانفصاليين الموالين لموسكو، موضع اجتماع أولي يعقد قبل افتتاح القمة بين الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، وقادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. ويطلع بوروشنكو بهذه المناسبة محاوريه على "تقييمه للوضع على الأرض و(لنتائج) محادثاته مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين"، وفق ما أفاد مصدر حكومي بريطاني. وفيما تعتزم دول الحلف الأطلسي إبداء تصميمها ووحدة صفها في مواجهة روسيا، حاولت موسكو استباق الأمور بعرض خطة تسوية للنزاع في أوكرانيا اعتبرت كييف أنها تهدف إلى "ذر الرماد في العيون"، فيما تلقاها الغربيون وفي طليعتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بكثير من الحذر. وعقد بعد ظهر الخميس، اجتماع للجنة الحلف الأطلسي وأوكرانيا، يتوقع أن يعلن قادة دول الحلف ال28 رسمياً خلاله تضامنهم مع هذا البلد الذي يقع في صلب أخطر أزمة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. ورغم أن الحلف غير ملزم بالدفاع عن أوكرانيا التي ليست من دوله، إلا أن الغربيين وعدوا بدعم جيشها بواسطة برامج تحديث في مجالات اللوجستية والدفاع الإلكتروني والقيادة ورعاية الجنود المصابين. غير أنه ليس من المقرر تسليمها أسلحة رغم دعوات كييف بهذا الصدد. ويصادق القادة الغربيون، اليوم الجمعة، على "خطة تحرك سريع" تسمح بنشر قوات بشكل سريع عند وقوع أزمات. وستكون هذه الخطة بمثابة رد استراتيجي وعسكري من الحلفاء على الأزمات الكثيرة التي تزعزع الاستقرار في محيطهم المباشر، سواء في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. كما ستصادق قمة نيوبورت على سحب قوات الحلف القتالية من أفغانستان بعد انتشار استمر 13 عاما في أطول وأضخم عملية قام بها الحلف في تاريخه.