أعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي أن دول مجموعة السبع قررت الإثنين عقد قمة في يونيو في بروكسل لن تحضره روسيا. وستكون هذه القمة بديلا لقمة مجموعة الثماني في سوتشي التي ألغيت بعد ضم القرم إلى روسيا. واتخذ قادة مجموعة السبع هذا القرار خلال اجتماع في لاهاي عقد بناء على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما احتجاجا على التدخل الروسي في القرم. ولم تتم المصادقة على قرار إخراج موسكو نهائيا من مجموعة الثماني. وعلق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إلغاء قمة مجموعة الثماني "قد يكون أكثر الخطوات دلالة لأنه يثبت أن كل هذه الدول لا توافق على ضم القرم الذي بات أمرا واقعا". كذلك، توعد الغربيون موسكو بعقوبات أكثر تشددا وخصوصا اقتصادية في حال أظهر الرئيس فلاديمير بوتين مزيدا من التهديد لسيادة الأراضي الاوكرانية. من جانبه، قبيل اجتماع مجموعة السبع، خفف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من وطأة تهديدات الدول الغربية معتبرا أن إخراج موسكو من مجموعة الثماني لن يكون "مأساة كبيرة" بالنسبة إلى بلاده. وأظهر لافروف شيئا من الانفتاح عبر عقده اجتماعا ثنائيا مع نظيره الأوكراني هو الأرفع مستوى بين موسكو وكييف منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. وقد رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه الخطوة. كذلك أكد الوزير الروسي أن ضم القرم إلى روسيا لا ينطوي على "أي سوء نية" لكنه يعكس الرغبة "في حماية الروس الذين يعيشون هناك منذ مئات الأعوام". وقد أعرب كيري تكرارا أمام لافروف عن القلق الأميركي حيال وجود القوات الروسية على الحدود الأوكرانية واحتمال فقدان بعض الجنود الأوكرانيين، وذكره بأن أوباما كان وقع أمرا من شأنه تسهيل "معاقبة قطاعات صناعية محددة إذا واصلت روسيا هذا التصعيد". وفي القرم، هاجمت القوات الروسية الإثنين سفينة أوكرانية، وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أنه سمع إطلاق نار كما شوهدت سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد من السفينة. من جانبه، كرر وزير الخارجية الأوكراني أن بلاده تأمل بتسوية الأزمة الراهنة بالطرق الدبلوماسية وقال إن "موقف الحكومة يقضي باستخدام كل السبل السلمية لتسوية هذا النزاع سلميا. لكننا نجهل خطط روسيا وخطط الرئيس بوتين". وتابع الوزير قبل اجتماعه بلافروف "لهذا السبب نطلب لقاء الروس. نريد أن نعلم بما يفكرون في شأن أوكرانيا". وتزامنت هذه الجهود الدبلوماسية مع قرار كييف سحب جنودها من القرم. وقد وقع الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف مرسوما يلحظ إعادة نشر القوات الموجودة في شبه الجزيرة في جنوبأوكرانيا. وبعدما سيطرت فجرا بالقوة على قاعدة لمشاة البحرية في فيودوسيا، أنهت القوات الروسية سيطرتها على القرم بعد شهر من الإطاحة بالرئيس الاوكراني السابق المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وكان مسؤول في الحلف الاطلسي أعلن الأحد أن الحلف يراقب من كثب الانتشار الكثيف للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية والذي قد يؤدي إلى تدخل لموسكو في شرق أوكرانيا، الأمر الذي سارع الكرملين إلى نفيه. وفي زيارة ذات بعد رمزي، توجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى القرم الاثنين لتفقد المنشات العسكرية ليكون بذلك أرفع مسؤول روسي يزور شبه الجزيرة منذ الاستفتاء الأخير حول ضمها إلى روسيا.