أعلن أحد نواب وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا تريد الدخول في حرب مع أوكرانيا، موضحا أن الضوء الأخضر الذي منحه البرلمان الروسي من أجل التدخل فيها يهدف قبل كل شيء إلى إظهار جدية نوايا الكرملين. وقال غريغوري كاراسين إن «روسيا لا تريد الحرب مع أوكرانيا»، مضيفا «أنني مقتنع أن أحدا في روسيا لا يريد الحرب». وتابع « نحن ضد استخدام تلك الوسيلة من أجل البحث في العلاقات مع أوكرانيا القريبة منا». وانتقد الدول الغربية التي هددت بإبعاد روسيا عن مجموعة الثمانية. وأوضح كاراسين «نحن ندعم كافة القوى التي تدعو إلى تعزيز علاقاتنا الثنائية سيما أن استقرار أوربا يعتمد على تلك العلاقات». وفي ما يتعلق بقرار مجلس الشيوخ السماح بتدخل القوات الروسية في أوكرانيا، قال كاراسين «نعتقد أن هذا القرار سيعيد العديد من الأشخاص إلى المنطق, وسيبين مدى جدية روسيا الفدرالية». إلى ذلك رفضت فالنتينا ماتفينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي الذي منح الضوء الأخضر لتدخل القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، فكرة الحرب. وقالت «لن يكون هناك حرب بيننا أبدا، أننا شعبان شقيقان». من جهته أعلن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوربا السويسري ديدي بورخالتر في جنيف انه يريد إرسال بعثة إلى أوكرانيا للتحقيق في الأحداث التي شهدها هذا البلد. في حين أعلنت الولاياتالمتحدة أنها طلبت إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوربا فورا إلى أوكرانيا. وقد تم هذا الإعلان خلال اجتماع خاص في فيينا للمنظمة، وقال السفير الأمريكي دانيال باير إن الهدف من هذه المهمة هو محاولة «تأمين حماية حقوق الأقليات» والحرص على احترام وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا. مقابل ذلك أكد وزيرا الخارجية الروسي والصيني سيرغي لافروف ووانغ يي في تطابق وجهات نظرهما بشأن الوضع في أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف ووانغ شددا على تطابق وجهات النظر بشكل كبير حول الوضع في اوكرانيا. والصين وروسيا متحالفتان في عدد من الملفات الدبلوماسية الأخرى في مواجهة الغربيين مثل النزاع في سوريا. وقد منعتا تبني عدة قرارات في مجلس الأمن الدولي تدين الرئيس السوري بشار الأسد. وارتباطا بالأزمة الأوكرانية تحفظ وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على احتمال طرد روسيا من مجموعة الثماني، داعيا بالمقابل إلى العمل على وقف تدهور الوضع في أوكرانيا. وقال شتاينماير إن «إطار مجموعة الثماني هو الإطار الوحيد الذي نستطيع من خلاله التحادث مباشرة مع روسيا، فهل يتوجب علينا بالفعل التضحية بهذا الإطار»؟ وكان كيري حذر روسيا من أنها ستفقد عضويتها في مجموعة الثماني في حال واصلت اجتياحها لشبه جزيرة القرم في جنوبأوكرانيا. وقد فقدت السلطات الأوكرانية الجديدة تقريبا السيطرة على إقليم القرم بعد انتشار قوات روسية وانضمام جل القوات العسكرية الأوكرانية إلى الحكومة المحلية التي تخطط للانفصال. وأعلن جزء كبير من القوات الأوكرانية ولاءه لحكومة إقليم القرم الذي يتمركز فيه أسطول البحر الأسود الروسي، بينما تحاط الثكنات الأوكرانية بقوات روسية. ويحاصر الأسطول الروسي سفنا تابعة للأسطول الأوكراني، وأدى لاحقا قائد سلاح البحرية الأوكراني قسم الولاء لحكومة القرم الموالية لموسكو، وهو ما دفع السلطات بكييف إلى تعيين بديل له واتهامه بالخيانة العظمى. وقد أعلن رئيس برلمان جمهورية القرم المتمتعة بحكم شبه ذاتي فلاديمير قسطنطينوف أن أغلب سكان الإقليم الناطقين بالروسية سيصوتون لصالح إعلان دولة مستقلة، وبالتالي الانفصال عن أوكرانيا في الاستفتاء حول وضع الإقليم والمقرر تنظيمه يوم 30 مارس الحالي. وأوقفت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا مشاركتها في الاجتماعات التمهيدية لقمة الثماني المقرر عقدها في يونيو المقبل في سوتشي في روسيا، احتجاجا على الدور الروسي في أحداث أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي مخاطبا الروس «في القرن الحادي والعشرين، لا يمكنكم أن تتصرفوا ببساطة كما كانت الحال في القرن التاسع عشر عبر اجتياح بلد اخر». وشدد على ان «مجموعة الثماني ودولا أخرى مستعدة للذهاب حتى النهاية بهدف عزل روسيا جراء هذا الاجتياح. إنهم مستعدون لتبني عقوبات، ومستعدون لعزل روسيا اقتصاديا». واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب «التحالف مع مجموعة اللصوص» المرتبطين بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.