تشهد مختلف المدن المغربية، اليوم الجمعة، نفيرا شعبيا متصاعدا دعت إليه هيئات مناهضة للتطبيع، في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني، وخصوصا في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية متواصلة، وسط صمت دولي وتخاذل عربي وإسلامي. وفي إطار فعاليات "جمعة الغضب ال70"، قررت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وقفات مسجدية بعدد من المدن عقب صلاة الجمعة، تحت شعار "غزة تحت النار يا أمة الإسلام"، في حين دعت المبادرة المغربية للدعم والنصرة إلى وقفات احتجاجية أخرى مساء اليوم بعدد من المدن، من بينها مراكش وأصيلة والدارالبيضاء، تنديدا بالمجازر اليومية بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية.
وكانت العاصمة الرباط، قد شهدت مساء الجمعة الماضية بعد صلاة التراويح من شهر رمضان المنصرم، مسيرة حاشدة تلتها وقفة أمام البرلمان بدعوة من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، رفعت خلالها شعارات تندد بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، محملة المسؤولية للقوى الدولية المتواطئة، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب دعمها العسكري والسياسي للاحتلال.
في السياق ذاته، عبّرت المبادرة المغربية للدعم والنصرة، في بلاغ لها، عن استنكارها الشديد للجرائم المرتكبة بحق المدنيين في فلسطين، ونددت بما وصفته ب"التواطؤ الأمريكي الصهيوني"، مطالبة بتحرك شعبي ورسمي واسع لفك الحصار عن غزة، ووقف العدوان.
هذا، وتستعد الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع لتنظيم سلسلة من المسيرات الشعبية يوم الأحد المقبل بعدد من المدن، أبرزها المسيرة التي ستشهدها مدينة مكناس مساء الأحد، انطلاقا من ساحة الهديم ابتداءً من الساعة السادسة، إلى جانب مسيرة موازية بمدينة الدارالبيضاء تنطلق من دار التوزاني في نفس التوقيت. وأعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بدورها عن تنظيم مسيرة وطنية كبرى بالعاصمة الرباط، صباح الأحد، رفضا للتطبيع، ودعما لمقاومة الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة، ووفاء لدماء الشهداء وصمود المدنيين المحاصرين.
وتأتي هذه المسيرات والوقفات الشعبية وسط دعوات متواصلة من مختلف الهيئات المناهضة للتطبيع إلى مواصلة التعبئة والنزول إلى الشارع، تعبيرا عن غضب الشارع المغربي من الجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين، ومطالبة بمواقف رسمية أكثر وضوحا في وجه المجازر والانتهاكات.