قال رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك، إن النزاع بين بلاده وروسيا دخل مرحلة عسكرية، وذلك بعد مقتل جندي أوكراني بنيران جنود روس، وذلك في وقت تصاعدت فيه ردود الفعل الرافضة لانضمام شبه جزيرة القرم لروسيا وسط تهديدات بفرض مزيد من العقوبات على موسكو. ونقلت وسائل إعلام أوكرانية، عن ياتسينيوك قوله، يوم الثلاثاء الأخير، في مقر وزارة الدفاع الأوكرانية، إن النزاع انتقل من المرحلة السياسية إلى المرحلة العسكرية جراء خطأ من جانب روسيا. وجاءت تصريحاته عقب الإعلان عن مقتل جندي أوكراني وإصابة آخر إثر إطلاق نار من قبل جنود من الجيش الروسي على قاعدة عسكرية أوكرانية قرب مدينة سيمفيروبل بالقرم. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في المنطقة فلاديسلاف سيليزنيوف، إن الجندي كان يتولى حراسة هذه الوحدة، لافتا إلى أن جميع الجنود التابعين لهذه الوحدة صودرت أوراقهم، و»تم إبلاغهم أنهم معتقلون». وردا على ذلك، منحت وزارة الدفاع الأوكرانية جنودها في شبه الجزيرة حق استعمال السلاح للدفاع عن أنفسهم. وتأتي هذه التطورات بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أمس معاهدة ضمّ شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا. ولقيت الخطوة الروسية رفضا واسعا من قبل الدول الغربية، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا قادة مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للاجتماع الأسبوع المقبل على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي للرد على تطور الأوضاع في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن واشنطن ستفرض عقوبات جديدة على روسيا بعد دفعة العقوبات الأولى التي أعلنت الاثنين الماضي. وندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقرار ضم روسيا للقرم، ودعا لاستغلال القمة الأوروبية المزمعة يومه الخميس وغدا الجمعة في بروكسل للتوصل لرد أوروبي «قوي ومنسق». وقد قال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، إن مجموعة الثماني قررت تعليق مشاركة روسيا في اجتماعاتها. وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على سرعة منح أوكرانيا أولى دفعات المساعدات المالية التي تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديمها. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أن بريطانيا علقت تعاونها العسكري مع روسيا وألغت مناورة بحرية مشتركة. وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الحوار بين كافة الأطراف، أكد رئيسا المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ورئيس مجلس أوروبا هرمان فان رومبوي في بيان مشترك أن الاتحاد الأوروبي «لا ولن يعترف بضم القرم» من قبل روسيا. وأعلن أوباما الاثنين الماضي، فرض عقوبات على سبعة مسؤولين حكوميين روس، بالإضافة إلى قادة انفصاليين في القرم والرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 21 مسؤولاً أوكرانياًوروسياً، بعد الاستفتاء الذي أجري في جمهورية القرم يوم الأحد الماضي وأسفر عن موافقة غالبية المشاركين على الانضمام لروسيا. في المقابل، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري، أن العقوبات الغربية على موسكو بسبب القرم «غير مقبولة مطلقا». وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن لافروف قال لكيري في مكالمة هاتفية مساء أمس، إن «العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي غير مقبولة مطلقا، ولن تمر من دون عواقب». ولم تكشف الوزارة تفاصيل عن أي خطوات انتقامية يمكن أن تتخذها موسكو. من جانب آخر قال الرئيس الروسي لحشد تحت أسوار الكرملين في الميدان الأحمر، إن منطقة القرم الأوكرانية عادت أخيرا إلى الوطن، وردد الحشد «روسيا بوتين»، وذلك قبل أن ينهي بوتين خطابه في الميدان الأحمر بأن صاح «المجد لروسيا».