حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس من أن أي تصعيد في الوضع بأوكرانيا، سوف يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية وأوروبية جديدة على موسكو. وفي بيان نشر إثر محادثات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أشار أوباما إلى «حاجة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الشريكة الأخرى إلى الاستعداد للرد على تصعيد روسي» في أوكرانيا من خلال «عقوبات جديدة». وقال الرئيس الأميركي إن «الوضع مقلق في شرق أوكرانيا حيث يواصل انفصاليون موالون للروس وبدعم من موسكو على ما يبدو، شن حملة تخريب واستفزاز منظمة من أجل زعزعة أوكرانيا». ودعا أوباما وميركل مجددا روسيا إلى «سحب جنودها من المنطقة الحدودية» لأوكرانيا، كما تطرقا أيضا إلى إجراء محادثات رباعية تضم الولاياتالمتحدةوروسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، التي يجب أن تعقد الأسبوع المقبل في فيينا أو جنيف. وستكون الأزمة في المنطقة في صلب محادثات خلال اجتماع الجمعية العامة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث يناقش وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية للدول الصناعية الكبرى في العالم حزمة إنقاذ من جانب صندوق النقد الدولي لأوكرانيا على هامش اجتماعات موسعة في واشنطن. وتناول اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يوم الخميس حزمة مقترحة من جانب صندوق النقد الدولي بقيمة تبلغ 18 مليار دولار على مدى عامين للحفاظ على الاقتصاد الأوكراني واقفا على قدميه، فضلا عن تدابير دولية أخرى للمساعدة في إرساء استقرار البلاد بعد شهور من الاضطراب وضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها. وعقد اجتماع مجموعة السبع وسط تجمع لمجموعة الدول ال20 الكبرى للاقتصادات المتقدمة والناشئة قبيل اجتماعات مقررة لصندوق النقد الدولي من الجمعة إلى الأحد. واستعادت مجموعة السبع الصدارة وسط جهود دولية لفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية على تصرفات روسيا تجاه أوكرانيا. وفي السياق ذاته، قال وزير المالية الأوكراني أوليكساندر شلاباك الخميس إن كييف أوفت بكل الشروط للحصول على الشريحة الأولى من حزمة مساعدات مالية من صندوق النقد الدولي. وقال شلاباك للصحفيين على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي إنه موجود بواشنطن للحديث بالتفصيل عن التوقيت والشروط اللازمة للمساعدة الدولية لكييف، مضيفا أن أوكرانيا أوفت بكل الشروط التي حددها صندوق النقد الدولي لإطلاق الشريحة الأولى. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد هدد أول أمس بقطع الغاز عن أوكرانيا، وهو ما قد يسبب أزمة طاقة في غرب أوروبا. وقال بوتين في رسالة بعث بها إلى 18 من القادة الأوروبيين، إن بلاده ستوقف ضخ الغاز إلى أوكرانيا إذا لم تدفع الأخيرة لموسكو قيمة استهلاكها منه في المواعيد المحددة. وحذر من أنه في حالة عدم الدفع في الوقت المحدد, فستنتقل شركة الغاز الوطنية الروسية (غازبروم) إلى نظام الدفع المسبق لتسليم شحنات الغاز، وإذا لم يتم احترام شروط الدفع ستتوقف عمليات الضخ بشكل كامل أو جزئي. وقال مصادر صحفية في كييف إن تهديد بوتين رسالة اقتصادية وسياسية للغرب الذي يحاول مواجهة التحركات الروسية. ويمكن أن يؤدي وقف روسيا ضخ الغاز عبر أوكرانيا إلى أزمة في الغرب الأوروبي الذي يستورد ربع حاجته من الغاز من روسيا على شاكلة أزمتي 2006 و2009. وكانت موسكو رفعت الأسبوع الماضي سعر الغاز الذي تبيعه لأوكرانيا بنسبة 80 بالمائة، وهو ما رأت فيه كييف عدوانا اقتصاديا.