حذر مستشار في الكرملين من أن روسيا ستخفض اعتمادها الاقتصادي على الولاياتالمتحدة إلى الصفر في حال فرضت واشنطن عقوبات عليها بسبب الوضع في أوكرانيا ما سيؤدي إلى انهيار النظام المالي الأمريكي. وقال سيرغي غلازييف «سنجد وسيلة ليس فقط لخفض اعتمادنا المالي على الولاياتالمتحدة وإنما لجني فوائد كبرى من هذه العقوبات». وأضاف إن «محاولات فرض عقوبات على روسيا ستؤدي إلى انهيار النظام المالي الأمريكي وإنهاء هيمنة الولاياتالمتحدة على النظام المالي العالمي». وسادت حركة هلع في الأسواق المالية الروسية قلقا من تبعات أي عقوبات محتملة قد تفرض على موسكو على اقتصاد روسيا المترنح أصلا. واقفلت بورصة موسكو الجلسة على تراجع كبير تجاوز 10 في المائة، كما تراجع الروبل إلى مستوى قياسي مقابل الأورو والدولار الأمريكي. كذلك لم تبق بورصة نيويورك في منأى عن ذيول الأزمة. وأمس الثلاثاء فتحت بورصة طوكيو على انخفاض. وفي صلة بالأزمة أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر القوات الروسية التي تجري تدريبات عسكرية طارئة منذ الأربعاء الماضي بالعودة إلى قواعدها. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بيسكوف «أن القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصدر الأمر إلى القوات والوحدات المشاركة في التدريبات العسكرية بالعودة إلى قواعدهم». وكان بوتين أمر الأربعاء بعملية تفقد مفاجئة لقوات المناطق العسكرية في الغرب على مقربة من أوكرانيا، وفي الوسط، للتحقق من قدرتها القتالية. وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن العملية «ليست مرتبطة بالأحداث في أوكرانيا». وقد جرت عمليات تفقد عدة من هذا النوع منذ عودة بوتين إلى الكرملين في 2012، آخرها في يوليوز الماضي وشملت القوات في أقصى الشرق الروسي. من جهتها علقت الولاياتالمتحدة تعاونها العسكري مع روسيا قبل وصول وزير خارجيتها جون كيري أمس الثلاثاء إلى كييف لتأكيد دعم بلاده للسلطة الأوكرانية الجديدة التي تواجه إنذارا روسيا في القرم. وأعلن البنتاغون أن الولاياتالمتحدة علقت جميع الصلات العسكرية مع موسكو على إثر التدخل الروسي في منطقة القرم، وذلك بعد أن لوح البيت الأبيض بفرض عقوبات دبلوماسية وأيضا اقتصادية. وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما بلهجة تحذيرية «إن الرسالة التي نريد إيصالها إلى الروس مفادها أنهم في حال مضوا قدما في نهجهم الحالي سنبحث جملة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستعزل روسيا» معتبرا أن هذه الإجراءات سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد الروسي. كذلك عبر مسؤولون عدة في الكونغرس الأمريكي الراغب في دعم كييف في مواجهة روسيا، عن نيتهم في تبني تدابير سريعة لتقديم مساعدات اقتصادية لأوكرانيا قد تتضمن ضمان قروض بمستوى مليار دولار. وقد سبق وتحدث كيري الأسبوع الماضي عن خطة لضمان قرض دولي محتمل بالقيمة نفسها. وفي مؤشر على حرب الأعصاب بين أوكرانياوروسيا، تحدث مسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية عن توجيه إنذار روسي جديد أمس الثلاثاء إلى العسكريين الأوكرانيين للاستسلام وإلا سيتعرضون لهجوم. لكن موسكو أسرعت في النفي معتبرة انه هذيان تام، وقال رئيس البرلمان الروسي إن روسيا لم تحتاج بعد إلى استخدام حقها في شن عملية عسكرية في أوكرانيا. وقد بدأ مجلس الأمن الدولي بطلب من روسيا اجتماعا جديدا هو الثالث منذ أربعة أيام، مخصصا لبحث الأزمة في أوكرانيا. وأكد السفير الروسي في الأممالمتحدة أن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساعدة روسيا العسكرية للدفاع عن الشعب الأوكراني، لاسيما وان أوكرانيا باتت «على شفير الحرب الأهلية». كذلك عبر وزراء خارجية الاتحاد الأوربي الذين عقدوا اجتماعا طارئا عن قلقهم البالغ بحسب الوزير الفرنسي لوران فابيوس. ودعا الوزراء روسيا إلى اتخاذ تدابير سريعة وملموسة لنزع فتيل التصعيد أولها انسحاب االقوات الروسية التي انتشرت في الأيام الأخيرة في القرم إلى أماكن تمركزها الدائمة.