أولت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا اهتمامها بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة البولونية على خلفية الجدال الذي أحدثه بعد أن اعتبرت مخالفة للممارسة الديمقراطية في البلاد ، وبتداعيات مشكل الهجرة واللجوء في ألمانيا ، وبإعلان وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال عن استرجاع 15 الف سيارة من نوع رونو من اجل ضبط محركاتها قبل عرضها للبيع. ففي بلجيكا، ذكرت صحيفة (لاليبر بلجيك) أن الوزيرة الأولى البولونية، التي تدخلت أمس الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي لتسليط الضوء على القرارات الأخيرة المثيرة للجدل التي أقدمت عليها حكومتها، حاولت التخفيف من حدة الخلاف الذي نشب جراء هذه القرارات بين بلدها والاتحاد الأوروبي. واشارت الجريدة إلى أن الوزيرة الأولى لا يبدو أنها مستعدة للتراجع عن خياراتها، حيث أكدت أن الديمقراطية ودولة القانون لا تتعرضان للتهديد في بولونيا. أما جريدة (لافونير) فقد أعربت عن انشغالها بخصوص الإصلاحات التي أطلقتها الحكومة البولونية، منذ وصول حزب القانون والعدالة المحافظ إلى السلطة في أكتوبر. وأضافت أن هذه الإصلاحات دفعت المفوضية الأوروبية إلى إطلاق تحقيق أولي يهم بالخصوص إصلاح المحكمة الدستورية في بولونيا، كأول خطوة لمسطرة أوروبية تستعمل لأول مرة بهدف ضمان حماية دولة القانون من التهديد في بلد عضو في الاتحاد الأوروبي. من جانبها، اعتبرت (لوسوار) أن الديمقراطية لا يجب أن تخضع لدكتاتورية الأغلبية والتي تعتبر مدة بقائها في السلطة محدودة وفق مفهوم الديمقراطية. وفي فرنسا اهتمت الصحف بإعلان وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال ان مصنع السيارات الفرنسي رونو سيسترجع 15 الف سيارة من اجل ضبط محركاتها قبل عرضها للبيع. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) انه منذ بداية قضية رونو وجدت سيغولين رويال نفسها بين المطرقة والسندان، أي بين واجب الشفافية ازاء المواطنين حول قضايا الصحة العمومية ، والصحة الاقتصادية لمجموعة رونو التي تعتبر الدولة المساهم الرئيسي فيها ، مضيفة انه بعد الاشارة بالبنان الى المصنع الفرنسي والحديث عن علامات اخرى خارجية معنية ، تعمل الوزيرة على تهدئة الامور باظهار ثقتها وقدرتها على تسوية هذا المشكل بصفة نهائية. واعتبرت الصحيفة ان "الاسوأ في هذه القضية هو ان رونو كانت على علم بما يبدو خللا من وجهة نظرنا"، مشيرة الى انه اذا كان المصنع على علم بهذه المسألة فلان القانون يبيح له بيع سيارات تتوفر على المعايير المطلوبة التي لا يتم احترامها في النهاية. من جهتها ذكرت صحيفة (لوموند) ان المصنع الفرنسي سيقدم في نهاية مارس تقريرا يتضمن التحسينات التي سيدخلها في نظامه ضد التلوث، وسيقوم بالاصلاحات الضرورية على سياراته المستقبلية ، وعلى العديد من سياراته التي سبق تسويقها. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) انه ليس بالتأكيد ، الوقت المناسب لمواجهة مثل هذه المشاكل التي يعاني منها المصنعون من حين لاخر، مبرزة ضرورة محاولة استعادة الثقة. وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بموضوع الجهادي البريطاني محمد إيموازي الملقب ب "جون الجهادي" ، وبحظر النقاب في المؤسسات التعليمية البريطانية و كذلك بالهجوم الذي تعرضت له جامعة باكستانية على يد مسلحين. صحيفة "الغارديان" أشارت الى تأكيد جماعة الدولة الإسلامية الإرهابية مصرع البريطاني "جون الجهادي"، الذي قتل في نونبر 2015 في غارة جوية على معقل الجماعة في الرقة في شرق سوريا. وكان الجيش الامريكي قد أعلن في نونبر الماضي عن مقتل " جون الجهادي" ، جلاد الدولة الاسلامية الملثم، الذي ظهر في العديد من أشرطة الفيديو لقطع رؤوس الرهائن الغربيين ، وفق الصحيفة. أما صحيفة "ديلي تلغراف" ، فتطرقت الى موضوع الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية للمدارس التي ترغب في حظر النقاب. ونقلت الصحيفة عن وزير التعليم نيكي مورغان " أنه بإمكان المؤسسات التعليمية ألا تتسامح مع وضع النقاب". وأشارت الى أنه في المملكة المتحدة، لا يمنع الحجاب في المدرسة ، كما أنه من الشائع نسبيا أن نرى الطالبات يرتدين الحجاب، لكن من النادر أن يكون النقاب كاملا. أما بالنسبة لصحيفة "الاندبندنت"، فسلطت الضوء على الهجوم الذي شنه مسلحان ضد إحدى الجامعات في شمال غرب باكستان. وأوضحت الصحيفة أن هذا الهجوم يأتي بعد ما يزيد عن عام من هجوم لطالبان قتل خلاله 141 شخصا في مدرسة في بيشاور، تقع على بعد 50 كلم فقط عن هذه الجامعة. وفي ألمانيا ركزت أغلب الصحف الصادرة اليوم اهتمامها على الرسالة التي وقعها نحو 50 نائبا من الكتلة البرلمانية لتحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والتي يحتجون فيها على سياستها المتعلقة باللجوء. صحيفة (تاغسشبيغل) ترى أن ميركل يبدو أنها أصبحت تتعرض للضغوط على نحو متزايد إذ لا يتوقف الجدل بخصوص هذه القضية حتى من داخل الاتحاد المسيحي وحتى من داخل الحكومة إذ أن وزير النقل الاتحادي الكسندر دوبرينت من الحزب المسيحي الاجتماعي ، دعا المستشارة إلى تغيير سياستها بشأن اللاجئين. وأشارت إلى أن الوزير أكد على ضرورة إيجاد خطة واضحة لمواجهة أزمة اللاجئين التي تشهدها البلاد. من جهتها، كتبت صحيفة ( نوي أوسنايبروكرتسايتونغ) ، أن الذين ينتقدون المستشارة ميركل ويتهمونها بالتقاعس عن العمل ، لم يذكروا لها كل الجهود التي قامت بها من قبل في هذا الإطار كالمفاوضات التي أجرتها مع تركيا ، ومع دول الاتحاد الأوروبي من أجل القبول بنظام الحصة في توزيع اللاجئين والعمل من أجل معالجة أسباب اللجوء في مناطق المنشأ ، وتشديد إجراءات اللجوء ، ووضع المزيد من الموظفين للسهر على إجراءات اللجوء والتسريع بها. وترى الصحيفة أن كل هذا العمل ، يحتاج إلى الكثير من الشجاعة والكثير من الصبر . أما صحيفة (نوي بريسه) ، فأبرزت أن أولئك الذين تحدثوا عن أزمة اللاجئين وانتقدوا سياسة ميركل لأسابيع طويلة ، قالوا نسبة كبيرة من الحقيقة حول أزمة طالبي اللجوء مضيفة أن هناك ربما طرق بسيطة وأسهل لتكون هذه الأزمة تحت السيطرة . وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتشكيل حزب "بوديموس" اليساري المتطرف لفريق برلماني داخل مجلس النواب. وكتبت (لا راثون) أنه قبل تشكيل هذا الفريق أعلن حزب بوديموس تخليه عن طلبه إنشاء أربع فرق برلمانية، وهو الخيار الذي كان قد رفضه الحزب الشعبي، والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني و"سيوددانوس". من جهتها كتبت صحيفة (أ بي سي) أن هذا الفريق، الذي يضم 65 عضوا، تشكل بدعم من الأحزاب الكاتالونية اليسارية، لكن دون دعم حليفه ببلنسية، الذي اختار تشكيل فريقه الخاص. أما (إلموندو)، فأشارت إلى أن النواب المحافظين في رئاسة مجلس الشيوخ، الغرفة العليا بالبرلمان، رفضوا تشكيل حزب بوديموس لفريقين، رغم دعم الاشتراكيين لهذا المطلب. وفي سياق متصل أوردت (إلباييس) أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني أعرب عن استعداده لدعم تشكيل فريقين من حزب بوديموس في مجلس الشيوخ، قائلا أن كتلة اليسار دأبت، منذ اقامة الديمقراطية بإسبانيا، على تشكيل فرق برلمانية مشتركة. في فنلندا، كتبت صحيفة (هلسنكى سانومات) أن عددا من المسؤولين الفنلنديين يخشون من احتمال تسجيل ارتفاع كبير في عدد اللاجئين في البلاد القادمين عبر الحدود الشرقية مع روسيا. وأوضحت الصحيفة، الواسعة الانتشار، أن احتمال تسجيل أعداد كبيرة من اللاجئين عبر الحدود مع روسيا مرتبط بالأزمة الحالية بين روسيا والدول الغربية. وشددت الصحيفة أن وصول وتحرك هؤلاء اللاجئين بأعداد كبيرة نحو فنلندا يتطلب اتخاذ خطوات وترتيبات هامة للسلطات الفنلندية، وكذا مساهمة الحكومة الروسية في ذلك. وأشارت إلى أن ردود فعل العديد من المسؤولين الفنلنديين حول هذا الاحتمال اتسمت ب"الحكمة"، مبرزة أنه "تم التركيز على احترام الاتفاقيات الموقعة بين فنلنداوروسيا، وبين بروكسل وموسكو المتعلقة بمراقبة الحدود، وكذا حول الحوار الثنائي". ومع ذلك، تضيف الصحيفة، يبدو أن السلطات الفنلندية قد تأخذ هذا الاحتمال على محمل الجد. وفي السويد، اعتبرت صحيفة (غوتيبورغ-بوستن) أن النقاش حول التحرشات الجنسية لا يمكن أن يتم تعميمه على كل اللاجئين، في إشارة إلى التحرشات الجنسية التي ارتكبها لاجئون في كولونيا وستوكهولم وأثارت نقاشات عدة في أوروبا. وقالت الصحيفة إن النقاشات الأخيرة التي أثيرت حول الموضوع فتحت المجال أكثر للتطرق إلى مقاربة النوع، وكذا حول الفائزين والخاسرين من هذا النقاش. واعتبرت أن البعض يرى بأن النوع الاجتماعي هو القاسم المشترك بين تلك الأعمال، في حين يعتبر آخرون أن القيم والسياق الثقافي كان عاملا مهما في ارتكاب هذه الأعمال. ويرى كاتب المقال أن ذلك لا يعني بالضرورة أن أغلب الرجال يمارسون العنف ضد المرأة، معتبرا أن التحرشات بالنساء، الشائعة في جميع أنحاء العالم، لا تنطلق من نفس الأسباب، بل إن بعضها يأتي بسبب سياقات اجتماعية وثقافية مختلفة. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (في غي) إلى الوضع المأساوي لأطفال سورية، الذين يعانون جراء الحرب ومن الحصار المفروض على عدد من مناطق البلاد. وأفادت الصحيفة، استنادا إلى إحصائيات لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) بأن 200 ألف طفل في 20 مدينة تحت الحصار في سورية، مشيرة إلى أن المنظمة قدمت مؤخرا العديد من المساعدات لمدن تحت الحصار. وأبرزت الصحيفة أن الأطفال في هذه المدن، وعلى الخصوص مضايا المحاصرة، يعانون من سوء التغذية وتظهر عليهم علامات الصدمة، مضيفة أن العديد من أقارب هؤلاء الأطفال لا يسمح لهم بدخول مدينة مضايا. وذكرت أن المدارس أغلقت أبوابها في وجوه الأطفال ويتم استعمال كراسيها ومكاتبها كحطب للتدفئة، مبرزة أن العديد من الأطفال يموتون جوعا بسبب حصار مضايا من قبل القوات الحكومية السورية.