تركز اهتمام صحف أوروبا، الصادرة اليوم الثلاثاء ، على عدد من المواضيع كان أبرزها النقاش المتواصل على اثر أحداث كولونيا ، وأزمة حكومة بولونيا التي يقودها الحزب القومي المحافظ (القانون والعدالة) مع الاتحاد الأوروبي، وإدانة المفوضية الأوروبية لبلجيكا "لعدم شرعية " نظامها الضريبي، وبوصول المساعدات الانسانية إلى مدينة مضايا السورية ، وتطورات الوضع السياسي في إسبانيا. ففي ألمانيا مازال النقاش الدائر في البلاد على اثر الاعتداءات التي وقعت في كولونيا خلال رأس السنة الميلادية الجديدة ، إذ تطرقت إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها وزير داخلية الحكومة المحلية في ولاية شمال الراين - فستفاليا رالف ييغر لأداء شرطة كولونيا في هذه الليلة. فترى صحيفة (شتوتغارت تسايتونغ) ، أن وزير الداخلية حتى ولو لم تكن لديه المسؤولية المباشرة عن تسيير الشرطة إلا أنه لديه المسؤولية السياسية الكاملة عن أداء الشرطة وأيضا عما يقع في منطقة نفوذه . من جهتها ترى صحيفة (رويتلينغر غينيرال أنتسايغر) ، أن وزير الداخلية ييغر ، وضع نفسه في موقع دفاع ،كما لو كان يحاول إخفاء "البقع السوداء" التي مست مساره ، وحتى لا يبقى دون نجاح يذكر في هذه القضية. أما صحيفة (فيستدويتشه أليغماينه تسايتونغ) ، فاعتبرت أنه لا ينبغي أن توجه كل الاتهامات إلى ضباط الشرطة وبأنهم المسؤولين الوحيدين على وقوع الكوارث مضيفة أنه حتى بالنسبة للنساء فلم توجه لهم أي كلمة اعتذار على الاطلاق نتيجة لما لحق بهم من إذلال في ليلة رأس السنة. صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) من جهتها أشارت إلى المخاوف التي عبر عنها المسئولون حول تركيز طالبي اللجوء واللاجئين الذين تم قبول طلباتهم على المدن الكبرى ، معتبرة أنه عندما يتنافس عدد كبير من الأشخاص في مساحة صغيرة من أجل العيش والحصول على فرصة عمل ، فمن المؤكد ستكون المسألة محبطة وستتسبب في عزل اللاجئين عن الألمان. وفي فرنسا دقت صحيفة (لوموند) ناقوس الخطر بشأن الانحراف السلطوي للحكومة ببولونيا التي يقودها الحزب القومي المحافظ (القانون والعدالة) بزعامة جاروسلاو كاسينسكي، الذي اتخذ سلسلة من الاجراءات المثيرة للجدل، والمتعارضة مع الديمقراطية . وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة الأوروبية، جمعت هيئة المندوبين ال28 من أجل الانكباب على احترام دولة القانون داخل هذا البلد العضو. وأضافت الصحيفة أن خيارات الحكومة البولونية تذكر بتلك التي نهجتها حكومة فيكتور أوربان ، مبرزة أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح ببروز كتلة بلدان تتحدى علنا المسار المشترك للديمقراطيات الأوروبية. من جهتها أوردت صحيفة (ليبراسيون) ردود الفعل ازاء الدعوة التي اطلقتها مجموعة من الشخصيات ، من اجل اجراء انتخابات تمهيدية داخل اليسار في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 بفرنسا ، مشيرة الى انه اذا كان انصار البيئة يبدون متحمسين ، والشيوعيون مهتمون فان هذا الاقتراح لا يحظى بالإجماع داخل الحزب الاشتراكي. في المنحى ذاته اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان الدعوة لإجراء انتخابات تمهيدية يؤكد اذا كانت هناك حاجة الى تأكيد ،وجود مناخ يتسم بعدم الثقة إزاء هولاند داخل معسكره. وفي بلجيكا ، علقت الصحف على إدانة المفوضية الأوروبية لبلجيكا "لعدم شرعية " نظامها الضريبي والفائض من الأرباح التي تحققها. وكتبت (لا ليبر بلجيك) في هذا الصدد تحت عنوان " العدالة الضريبية " أن المقاولات التي استفادت من النظام القائم ببلجيكا عليها إعادة 700 مليون أورو للدولة. وأضافت أن هذا القرار يقلق المقاولات ويحرج الحكومة، لكنه يفتح بالمقابل آفاقا، بحسب الجريدة، التي اعتبرت أنه إذا ما تنازلت الدولة عن 700 مليون أورو عن مداخيلها الضريبية المفروضة على الشركات متعددة الجنسيات، فإنها مطالبة في المستقبل بتخصيص جزء من هذه المداخيل لباقي الشركات، خاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة التي تقوم بالابتكار على المستوى التكنولوجي. من جانبها ، قالت (لاديرنيير أور)، إن هذا القرار لن يرضي جميع أعضاء الحكومة خاصة إذا ما علمنا أن رئيس الوزراء شارل ميشل يقوم حاليا بجولة في الخارج للترويج للنظام الضريبي البلجيكي. من جهتها ، أشادت المعارضة وبعض المنظمات غير الحكومية بهذا القرار معربين عن أملهم في ألا تستأنف بلجيكا هذا القرار وفق الصحيفة. وبالنسبة لصحيفة (لوسوار) فإن السؤال الحقيقي هو هل تسعى أوروبا لوضع حد لهذه الممارسات الضريبية العدوانية ¿ . وأضافت أن الطريقة التي اعتمدتها المفوضية توحي بذلك، غير أن هذه التحذيرات لا يجب أن تنسينا أنه خلال السنوات الأخيرة ، قامت مجموعات عمل أوروبية بتحديث استراتيجيات حقيقية للحفاظ على المعلومات في السجلات الضريبية من قبل الدولة في ظل لا مبالاة السلطات الأوروبية. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بوفاة مغني الروك البريطاني ديفيد بوي ، وبوصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة السورية مضايا . صحيفة (الغارديان) من جهتها ، اهتمت بوفاة المغني ، والموسيقي ، والمنتج ، والممثل البريطاني ديفيد بوي بعد معركة استمرت 18 شهرا ضد السرطان. وذكرت الصحيفة أن بوي ازداد في ثامن يناير 1947 في عائلة متواضعة من بريكستون، وهو حي شعبي في جنوبلندن ، وغادر المدرسة سنة 1969 ليتفرغ للفن والموسيقى مشيرة إلى أنه قضى حياته في تجريب العديد من الأنواع الموسيقية ، مع خوضه لتجارب متكررة في السينما ، والمسرح ، والأزياء والرسم. أما صحيفة (تايمز) ، فكتبت أن نجم الروك العالمي ، الذي تمكن من بيع أكثر من 140 مليون البوم في جميع أنحاء العالم ، أثر في أجيال من الفنانين ، تاركا بصمته على الموسيقى عن طريق ألحانه ، وبمواقفه الغريبة والاستفزازية. من جانبها تحدثت صحيفة (ديلي تلغراف ) عن وصول الشاحنات الأولى المحملة بالغذاء والدواء والبطانيات إلى مدينة مضايا السورية ، المحاصر منذ ستة أشهر من قبل الجيش والتي يعاني سكانها من المجاعة. وأضافت الصحيفة أن وصول المساعدات ترقبها 42 ألف نسمة من سكان مضايا ، التي تقع على بعد 40 كيلومترا غرب دمشق مشيرة إلى أن الصور التي نشرت كانت صادمة تظهر الأطفال الذين يعانون من المجاعة في المدينة مما أثار انتقادات دولية وأجبر النظام على السماح لوصول المساعدات إليها. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بتطورات الوضع السياسي في البلاد بعد تنصيب الرئيس الجديد لحكومة جهة كطالونيا القومي كارلوس بوتشدمون. وكتبت صحيفة (لا راثون) أن تسليم السلط بين الرئيسين السابق، أرثور ماس، والجديد بوتشدمون سيجري اليوم الثلاثاء، بعد توقيع الملك فيليبي السادس على القرار، مشيرة إلى أن زعيم الحزب القومي اليسار الجمهوري، أوريول جونكيراس، سيتولى منصب نائب الرئيس ووزير المالية في الحكومة الجديدة. من جهتها أوردت صحيفة (إلباييس) تصريحات بوتشدمون، الذي وصف تحذيرات رئيس الحكومة الإسبانية ، ماريانو راخوي، ضد مسلسل الاستقلال في جهة كاطالونيا بغير المهمة ، معتبرا أنه لا يتعين على مسؤول لتصريف الأعمال الإدلاء بتصريحات مماثلة. وفي سياق متصل ، ذكرت (إلموندو) أن الحزب الشعبي لا يستبعد تطبيق المادة 155 من الدستور الإسباني التي تسمح بتعليق الحكم الذاتي في جهة من جهات إسبانيا في حال ما تم الإعلان من جانب واحد عن الانفصال من قبل الحكومة الجديدة في كاطالونيا. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ، بيدرو سانشيز، اقترح تشكيل حكومة تضم ، بالإضافة إلى حزبه، حزبي بوديموس وسيوددانوس لمواجهة التحدي الانفصالي في كاطالونيا، مشيرا إلى أن ولاية أخرى للحزب الشعبي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا. في الدنمارك، اعتبرت صحيفة (كريستيلغ داغبلاديت) أن العديد من أعمال العنف التي ارتكبت ضد النساء في ليلة رأس السنة في كولونيا بألمانيا من المرجح أن تؤدي إلى مراجعة سياسة الهجرة في هذا البلد. وقالت الصحيفة إنه "لا يجب أن نضع كل المهاجرين في نفس السلة، ولكن سيكون أيضا من الخطأ أن نغمض أعيننا عن الاختلافات الثقافية والدينية العميقة التي تجعل الاندماج صعبا على كثير من الأشخاص". ويرى كاتب المقال أنه ينبغي الحديث بصراحة في ألمانيا، البلد الذي ينتهج سياسة جدية، وكذلك في الدنمارك وفي جميع أنحاء أوروبا، مضيفا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ذكرت في خطابها بمناسبة حلول السنة الجديد أن "قيمنا وقوانيننا، ونظمنا تطبق على جميع الذين يريدون العيش هنا". واعتبرت الصحيفة أن وعد المستشارة الألمانية في مجال إدماج القادمين الجدد "يخضع لاختبار الواقع". وفي السويد، اهتمت صحيفة (داغينس نيهيتر) بتراجع البورصات الصينية في سياق التراجع العام لأسواق الأسهم في العالم. وذكرت الصحيفة أنه ساد تخوف كبير لدى المستثمرين في خضم تباطؤ الاقتصاد الصيني وهبوط أسعار النفط، مضيفة أن جميع العوامل تبدو مجتمعة لإحياء المخاوف من أزمة اقتصادية كبيرة. ويرى كاتب المقال أن التحدي الذي تواجهه الصين يكمن في تغيير نموذجها الاقتصادي، وعلى الخصوص، من خلال إدخال إصلاحات على أداء البورصة. وأضافت الصحيفة أن المشكلة تكمن أيضا في أن بكين تريد تقريب نظامها لسوق الأسهم من واقع الأسواق العالمية مع الاستمرار في المراقبة، مشيرة إلى أنه تسود لدى المستثمرين شكوك حول صحة ومستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم. واعتبرت أن بكين تختبر وصفات جديدة، في الوقت الذي يطالب فيه المستثمرون بمزيد من الوضوح. ومن جهتها، اهتمت صحف النرويج بانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، إذ أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أنها تقترب من 30 دولارا للبرميل. وذكرت الصحيفة الواسعة الانتشار بانخفاض الأسعار خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 33 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى لها منذ سنة 2004، مشيرة إلى أن مما يفاقم الأزمة أن أسعار النفط تقاس بسعر الدولار الأمريكي الذي يبقى قويا في الوقت الراهن. واعتبرت الصحيفة أن العديد من البنوك الدولية خفضت توقعاتها لأسعار النفط لسنة 2016، مبرزة أن بعضها أكدت أنه لا يوجد أي أساس للاهتمام بسوق النفط، وإنما التغيرات في سعر صرف الدولار وأسواق الأسهم هي التي لها حاليا تأثير على أسعار النفط.