اهتمت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم السبت بالوثائق المسربة حول اتفاقيات لوكسمبورغ مع شركات متعددة الجنسيات تمكنها من التهرب الضريبي ، وبمشروع قرارين سيودعهما اليسار الفرنسي بالبرلمان من اجل تنظيم تصويت حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وبجديد تنظيم الاستفتاء الرمزي في جهة كاطالونيا ، وبالذكرى 25 لسقوط جدار برلين . ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بالمخطط التي تم وضعه للتهرب الضريبي في لوكسمبورج من قبل شركات متعددة الجنسيات . وكتبت صحيفة " لوسوار" أن بعد يومين من الكشف عن 28 ألف وثيقة تم تسريبها بخصوص اتفاقيات ضريبية بين شركات متعددة الجنسيات ودوقية لوكسمبورج ، حان وقت تقييم الحالة ، مشيرة الى أن كلود يونكر يأتي في قلب النقاشات، سواء كرئيس للمفوضية الأوروبية التي تباشر التحقيقات أو كوزير سابق للمالية في لوكسمبورغ لمدة 20 عاما. و أضافت الصحيفة أن أصابع الاتهام موجهة حاليا الى لوكسمبورغ من قبل المجتمع الدولي بأسره ، وأن العديد من الشركات المعنية بالموضوع قد تسحب أموالها لتتوجه نحو مكان أخر جديد أقل مراقبة من حيث الضرائب. وبالنسبة لصحيفة " لافونير" فإن هذا النظام خلف خسائر بالمليارات للعديد من البلدان الأوروبية هي في أمس الحاجة إليها حاليا لاسيما في ظل الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلدان الاوروبية. وقالت الصحيفة " لو أن يونكير ولوكسمبورغ لم يضعا هذا النظام بسرية لما كانت عدد من البلدان الاوربية تعاني اليوم من سياسات التقشف واستنزاف الملايين من الأوروبيين". أما صحيفة '' لا ليبر بلجيك" فكتبت تحت عنوان '' هناك آخرون مثل لوكسمبورغ " ، أنه إذا كانت أصابع الاتهام موجهة حاليا للوكسمبورغ لسياستها المتعلقة بالتهرب الضريبي ، فإنها ليست الدولة الوحيدة التي تمارس هذه السياسة مشيرة الى أن العديد من البلدان الأوروبية مثل المملكة المتحدة وهولندا وايرلندا وبلجيكا وضعت سياسات لجذب الشركات متعددة الجنسيات من خلال السماح لهم بدفع ضرائب أقل. وفي فرنسا اهتمت الصحف بمشروع قرارين سيودعهما اليسار الفرنسي بالبرلمان من اجل تنظيم تصويت حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وكتبت صحيفة (لوموند) ان هذه المبادرة تأتي عقب اعتراف السويد في 30 اكتوبر الماضي بالدولة الفلسطينية، وتصويت غير ملزم بالبرلمان البريطاني في 13 اكتوبر في نفس السياق ، مذكرة بان القيادة الفلسطينية اعلنت عزمها تقديم نص خلال نونبر الجاري الى مجلس الامن من اجل وضع حد للاحتلال الاسرائيلي خلال السنوات الثلاث القادمة. وأضافت الصحيفة انه يتعين على النواب الاشتراكيين الذين ناقشوا الثلاثاء مشروع قرار حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ان يحسموا في هذه القضية خلال اجتماع للفريق البرلماني الاربعاء 12 نونبر ،مشيرة الى ان هذه المبادرة "تبدو بعيدة عن الاجماع". من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان مسلسل السلام لا يعرف سوى اهتزازات تؤثر فيها الانتخابات والاستفزازات من قبل "كل الذين يرون ان مصالحهم مهددة بالسلام" ، مبرزة ان احباط الفلسطينيين الذي يزداد جراء الاستمرار في اقامة المستوطنات الاسرائيلية على ما تبقى من ارضهم لا يمكن ان يؤدي الا الى اندلاع العنف. وأكدت الصحيفة أنه يتعين على الرئيس الفرنسي أن يكون صارما في هذا الملف والاعتراف على وجه السرعة بوجود الدولة الفلسطينية كما وعد بذلك خلال الانتخابات ، مشيرة الى أنه يجب بذل مجهود اكبر من اجل ان تصبح اسرائيل وفلسطين يوما ما دولتان تعيشان جنبا الى جنب في سلام . وفي إسبانيا، وعلى بعد 24 ساعة من الاستفتاء الاستشاري الرمزي حول استقلال جهة كاطالونيا، أوردت الصحف جديد تنظيم هذا التصويت غير الملزم، وتدابير حكومة هذه الجهة من أجل إنجاح هذا الموعد. وكتبت صحيفة (إلباييس) في هذا الصدد، أن رئيس جهة كطالونيا القومي أرتور ماس فوض تنظيم استفتاء غد الأحد 9 نونبر لمجموعات من المتطوعين، مشيرة إلى أن حكومة هذه الجهة وضعت رهن إشارتهم كل الوسائل اللازمة لضمان نجاح التصويت. وأضافت اليومية أن "أرتور ماس قام أمس الجمعة بآخر خطوة له من أجل تفادي قرارات القضاء بتعليق استشارة غد الأحد، وذلك من خلال تفويضه تنظيمها لمجموعات من المتطوعين". أما صحيفة (إلموندو) فكتبت أن أرتور ماس يختبئ وراء الجمعية الوطنية الكتالونية من أجل تنظيم الاستشارة، وتجنب أحكام القضاء بعدم شرعية استفتاء ينظم من قبل حكومة جهة تمثل السلطة العمومية. وأوضحت اليومية أنه، مع ذلك، وفرت حكومة أرتور ماس الخدمات اللوجستية والاتصالات ومكاتب الاقتراع اللازمة لهذه الاستشارة. وبدورها أوردت (أ بي سي) موقف الحكومة المركزية من هذه القضية، مؤكدة أن الحكومة بقيادة المحافظ ماريانو راخوي، اشترطت على ماس عدم إرغام موظفي حكومته على خرق القانون بالمشاركة في تنظيم هذه الاستشارة. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بعدد من المواضيع المحلية والدولية إلا أنها أفردت حيزا هاما من صفحاتها لاحتفال ألمانيا بالذكرى 25 لسقوط جدار برلين الموافق ليوم تاسع نونبر. وكتبت صحيفة (راينيشه بوست) في تعليقها على الحدث ، أن ذكرى سقوط جدار برلين تكتسي أهمية تاريخية بالغة ليس فقط بالنسبة للألمان مشيرة إلى أن مساء يوم تاسع نونبر من سنة 1989 ، كان حدثا مميزا جسد مدى قيمة العيش في الحرية. وذكرت بأنه في ذلك المساء اقتحم مئات الآلاف من الألمان من الجهة الشرقية الحاجز ودموع الفرح تتدفق من عيونهم ليمروا إلى الجهة الغربية معتبرة أن هذه اللحظة كانت بمثابة إعلان عن "ولادة الهوية الألمانية الجديدة ". من جهتها اعتبرت صحيفة (هامبورغه أبندبلات) بهذا الخصوص ، أنه منذ ذلك اليوم تم تحقيق نجاحات متتالية في ألمانيا الشرقية التي شهدت تطورا وسارت على خطى الجهة الغربية من البلاد. أما صحيفة (فرانكنبوست) فترى أن شباب اليوم الذين ترعرعوا في عالم مفتوح ، تقريبا ، بدون حدود فاصلة بفضل الثورة الرقمية، "لا يمكن أن يفهموا قيمة هذه الحرية التي دافع عنها الناس بشكل يومي عند بوابة (براندنبورغ) في برلين قبل سنة 1989 وما قاموا به من محاولات القفز من فوق السور ". صحيفة (مانهايمه مورغن) أشارت في تعليقها إلى أن الوقت قد حان لتقييم العملية الناجحة لإعادة إعمار الجهة الشرقية من ألمانيا خاصة ، تقول الصحيفة ، وأن الكثير ممن عاصروا هذا الانتقال يتجاوز عمرهم 50 سنة قضوا نصف عمرهم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية ، ويسعون لأن يقطعوا نهائيا مع هذا الماضي كما هو الشأن بالنسبة لألمان عاشوا فترة الدكتاتورية ، بحسب الصحيفة. من جهتها كتبت صحيفة (شتوتغارته تسايتونغ) أن بعض الدول قد تحتفل بمناسبات مماثلة لهذا الاحتفال لكن لم يكن فيها جدار ولم تعش لحظات كالتي عاشها الألمان في تاسع نونبر ليلة سقوط هذا الجدار مشيرة إلى أن هذا اليوم قد يكون بالنسبة للألمان أكثر الأيام سعادة على الإطلاق . وفي روسيا ، واصلت الصحف الصادرة اليوم الحديث عن التذبذب في سعر صرف الروبل الذي تسبب في نقص العملات الصعبة كالدولار و اليورو لدى المصارف الروسية. وذكرت صحيفة (اربي كديلي) انه وبعد اعتماد المصرف المركزي الروسي لعدد من الاجراءات بهدف دعم سعر صرف الروبل ودفعه نحو الاستقرار، كانت النتيجة معاكسة تماما. وتسبب استمرار ارتفاع سعر الدولار واليورو مقابل الروبل في ازدياد الطلب على العملة الصعبة نقدا. وقالت الصحيفة إن تدفق الزبائن المستمر والكبير تسبب في نفاذ العملات الصعبة من بعض المصارف الصغيرة. وأخذت المصارف المتوسطة والكبيرة تبيع الدولار واليورو عن طريق الحجز المسبق. وعن نفس الموضوع نقلت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) عن الخبراء اعتقادهم بان الهلع حل، وللأسف الشديد، بين قسم من المواطنين لانهم لا يعرفون ما الذي سيحدث في سوق العملات لاحقا. وقالت الصحيفة إنه لا توجد اسباب كبيرة تدعو للقلق على مصير سعر صرف الروبل ،وان الوضع اليوم يختلف عما كان عليه في 2008. صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) نقلت عن وزير المالية السابق اليكسي كودرين اعتقاده انه لا توجد اسباب واقعية للذعر والهلع و ان سعر الصرف بات قريبا من نقطة الاتزان ولا شك في ان ارسال الروبل الى التعويم لن يؤدي الى سقوطه بشكل حاد".