اهتمت الصحف الصادرة اليوم في أوروبا بعدد من المواضيع المحلية والدولية والإقليمية من ضمنها على الخصوص ، تداعيات اعتداءات كولونيا في ألمانيا ، وتنصيب رئيس جديد لحكومة جهة كاطالونيا ، والجدل القائم في فرنسا الذي أثاره اجراء سحب الجنسية من الارهابيين مزدوجي الجنسية. ففي ألمانيا مازالت تداعيات اعتداءات كولونيا التي استهدفت عددا من النساء في ليلة رأس السنة تثير اهتمام الإعلام الألماني إذ كرست الصحف الصادرة اليوم حيزا هاما للنقاش الدائر حول هذا الموضوع. فكتبت صحيفة (فيسدويتشه أليغماينة تسايتونغ ) أن هذه القضية أثارت ردود فعل متباينة مشيرة إلى أن " الذين كانوا يسعون جاهدين إلى الاعتدال في النقاش حول اللاجئين ، أصبحوا ربما بعد اعتداءات كولونيا ، كما لو أنهم يتحدثون عن كابوس ". وترى الصحيفة أن تجاوزات كثيرة حصلت وتستدعي تقديم "إجابات حاسمة " مذكرة بحالة "الرجل الذي ظهر بفأس في مركز للشرطة بباريس ، والذي عاش ليس كطالب لجوء فقط في منطقة الرور بألمانيا بل كان مجرما ، ودخل السجن عدة مرات ، وربما توفر على عدة جوازات سفر كان يتنقل بها". وأضافت أن " اللاجئين الهاربين من الحرب والاضطهاد هم ضحايا لكنهم ، أصبحوا بعد هذه الاحداث في نهاية المطاف ، في نفس الوعاء مع المجرمين ". من جهتها ترى صحيفة (لاندستيايتونغ ) ، بخصوص اقتراح تشديد القوانين حتى تمكن من ترحيل طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الألماني أن " إثبات قوة القانون وقدرته على تدبير الوضع أمر مهم ، لكن الأمر المهم أيضا هو أن لا يخرج عن أهدافه حتى لا يفقد شخصيته الليبرالية ، وذلك يستدعي اعتماد الحكمة ". أما صحيفة (باديشه تسايتونغ) ، فكتبت في تعليقها " أن الأجواء هذه الأيام بدون شك ساخنة ، إلا أن شيئا واحدا ربما يمكن أن يكون له تأثير أسوأ ، وهو اعتماد سياسة شديدة اللهجة يمكن أن تفشل بسبب تعقيد الوضع ، بدلا من إيجاد حلول بسيطة " . وفي إسبانيا ، شكل تنصيب القومي كارلوس بوتشدمون رئيسا جديدا لحكومة جهة كاطالونيا أبرز اهتمامات الصحف. وأشارت صحيفة (إلباييس) إلى أن تنصيب بوتشدمون تم بفضل أصوات حزب "ترشيح الوحدة الشعبية " (كوب) ، مشيرة إلى أن الرئيس المنتهية ولايته أرثور ماس وزعيم الحزب القومي اليسار الجمهوري الكاطالوني ، أوريول جونكيراس، اختاروا أعضاء الحكومة المقبلة. من جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) أن عملية التصويت على تنصيب الرئيس الجديد لكاطالونيا جرت قبيل وقت قصير من انتهاء المهلة النهائية المنصوص عليها في القانون، مضيفة أن كارلوس بوتشدمون لم يتردد في كشف نزعته الانفصالية خلال هذه الدورة الاستثنائية لبرلمان جهة كاتالونيا. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن كارلوس بوتشدمون التزم في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء برلمان كطالونيا لحظات قبل التصويت عليه، أن يلتزم بتنفيذ مسلسل انفصال كاطالونيا عن بقية إسبانيا خلال 18 شهرا "بشجاعة ودون تعديلات ". وفي سياق متصل أوردت صحيفة (لا راثون) كلمة رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها ، ماريانو راخوي، الذي أكد أن الدولة ستدافع "بقوة" عن وحدة إسبانيا وستتصدى لأي مبادرة تسعى لانتهاك القانون والدستور. وفي سويسرا اهتمت الصحافة اليومية في تعليقاتها هي الأخرى بتنصيب القومي كارلوس بوتشدمون على رأس حكومة جهة كاطالونيا أمس الأحد بعد عدة أشهر من الجمود السياسي. وتحت عنوان "دفعة جديدة لانفصال إقليم كطالونيا "، كتبت صحيفة (لوتان) أن هذه الخطوة ستساهم في تحقيق دفعة قوية لمشروع انفصال جهة كاطالونيا عن إسبانيا ، وهو الأمر الذي تعتبره مدريد غير قانوني. وذكرت الصحيفة أن رئيس حكومة كطالونيا الجديد بوتشدمون ، معروف بتطرفه ودفاعه المستميت عن المشروع الانفصالي لجهة كاطالونيا وبشكل كامل عن اسبانيا. من جانبها كتبت صحيفة (تريبون دي جنيف) أن الانفصاليين يجمعون قوتهم بينما في مدريد فإن الانتخابات التشريعية ليوم 20 ديسمبر افرزت برلمانا منقسما. وترى الصحيفة "أن تحالف الانفصاليين يعتزمون الاستفادة من فراغ السلطة في مدريد " مشيرة إلى أن "التشكيلات الانفصالية تدرك جيدا أنه في حال إجراء انتخابات جديدة فإن مشروعها الانفصالي سيفشل فشلا ذريعا" . أما صحيفة (24 أور) فتساءلت من جانبها عما إذا كان الوضع السياسي في كاطالونيا ستدفع الأطراف الاسبانية إلى العمل على إحداث تحالف مع قاعدة برلمانية واسعة لضمان الاستقرار ومواجهة تحدي استقلال الجهة . وفي فرنسا عادت صحيفة (لوموند) للحديث عن الجدل الذي اثاره اجراء سحب الجنسية من الارهابيين مزدوجي الجنسية، مشيرة الى الانتقادات التي وجهتها وزيرة العدل كريستيان توبيرا لهذا الإجراء ، وهي التي من المفترض أن تدافع عن مشروع القانون المتعلق بالمراجعة الدستورية بشأن هذا الاجراء امام البرلمان. من جهتها نشرت صحيفة (ليبراسيون) وثيقة لعدد من الشخصيات من منتخبين ومثقفين ، تدعو اليسار إلى اختيار مرشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2017 ، مشيرة الى ان مثل هذا الاختيار سيعيد الى النقاش الانتخابي اهميته وقوته الديمقراطية . من جانبها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالاختيار التمهيدي باليمين للرئاسيات ، معتبرة أن برامج المرشحين المحتملين لهذه الانتخابات "منسجمة"، مضيفة أنها المرة الاولى منذ وقت بعيد التي يبدو فيها مسئولو اليمين متفقين حول برنامج ذي توجهات يمينية واضحة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بإلقاء القبض على المشتبه فيه بقتل ممثلة بريطانية واثنين من ابناها ، وبإلغاء 4000 عملية جراحية في المملكة المتحدة بسبب إضراب الأطباء واستفتاء بريطانيا بخصوص استمرارها أو مغادرتها الاتحاد الأوروبي. فكتبت صحيفة (الغارديان)عن اعتقال بغانا القاتل المزعوم للممثلة البريطانية وابنيها ، والذين عثر على جثتهم مؤخرا في لندن. وأضافت الصحيفة أن آرثر سيمبسون كينت مشتبه بقتله صديقته، الممثلة البريطانية بليك سيان ، وابنيها زخاري وآمون، البالغين على التوالي ثماني وأربع سنوات، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف جثث الضحايا الثلاث في حديقة منزلهم. أما صحيفة (الأندباندنت ) فتطرقت إلى الإضراب الذي سينظمه الأطباء العاملين في القطاع الخاص في بريطانيا هذا الأسبوع ، مشيرة إلى أن ذلك سيتسبب في إلغاء 4000 عملية جراحية ويمكن أن يعرض ذلك حياة الآلاف من المرضى للخطر . وأضافت الصحيفة أن الأطباء المقيمون في المملكة المتحدة سيبدؤون يوم 12 يناير ، إضرابا لمدة 48 ساعة احتجاجا على عقد العمل الجديد الذي يرون أنه سيضر بأجورهم. من جهتها كتبت صحيفة (فاينانشل تايمز)، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يأمل في تنظيم الاستفتاء هذا العام بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والتوصل إلى اتفاق مع الشركاء الأوروبيين على إصلاحات الاتحاد الأوروبي الذي تطالب به لندن. في السويد، كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) أنه من الضروري أن تشرح وسائل الإعلام والشرطة ما حدث بالفعل خلال ليلة رأس السنة الجديدة في كولونيا بألمانيا حول مزاعم الاعتداء الجنسي التي تعرضت لها العديد من النساء. واعتبرت هذه الصحيفة، المقربة من الأوساط الليبرالية، أنه لكي "يمكن الحديث بحرية عن الطريقة التي يمكن من خلالها ترتيب حماية أفضل ضد هذا النوع من الجرائم"، ينبغي كشف الحقيقة وعلى سائل الإعلام التقليدية تحمل مسؤولياتها. ويرى كاتب المقال أنه "إذا كان هناك بلد غير قادر على السيطرة على أولئك الذين يعيشون على أراضيه، فإنه يخاطر بإنشاء اقتصاد مواز، وتعزيز استغلال البشر والرفع من نسبة الإجرام". وأشارت الصحيفة إلى أن التقليل من العنف الجنسي منتشر وجذوره عميقة في المجتمع والثقافة، بما في ذلك في أوروبا. وانتقدت الصحيفة ما سمته بالنفاق في النداءات الموجهة في شبكات التواصل الاجتماعية من أجل حماية النساء، مشيرة إلى أن جزءا كبيرا من الرأي العام الأوروبي لا يهتم بصدمة العنف الجنسي، إلا عندما ترتكب من قبل المهاجرين. وفي فنلندا، اهتمت صحيفة (تورون سانومات) بظهور مجموعات "للدفاع الذاتي" في العديد من المدن الفنلندية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف "حماية السكان من المهاجرين"، معتبرة أن هذه الميليشيات لا مكان لها في ظل نظام ديمقراطي. وأكدت أنه "يمكن تبرير هذه المجموعات حينما يتعلق الأمر بحماية الملكية الخاصة في المناطق السكنية"، مبرزة أن استخدام القوة منوط بالشرطة فقط. وذكرت الصحيفة أن هذه الميليشيات، التي لبعض قادتها سوابق في ممارسة العنف، والتي ترغب في حماية السكان من المهاجرين، لا تقوم سوى بزيادة انعدام الأمن، مشيرة إلى أن بعض عناصرها عنصريون. وفي النرويج، استأثرت أحوال الطقس القاسية التي تعرفها البلاد باهتمام الصحف المحلية، ومن ضمنها صحيفة (داغبلاديت) التي أشارت إلى أن الثلوج التي تساقطت بكثرة في الأيام القليلة الماضية أدت إلى اضطرابات في حركة السير في العديد من المناطق خاصة في جنوب البلاد. وأبرزت أن حركة السير في العاصمة أوسلو تضررت بشكل كبير وتم تسجيل تأخيرات عديدة وعلى الخصوص في نهاية الأسبوع بسبب الثلوج القوية التي عرفتها المنطقة، مشيرة إلى أن تم تسجيل تأخير في بعض الرحلات في مطار أوسلو. وأكدت أن هذه الاضطرابات الجوية ستتواصل في الأيام المقبلة، مع استمرار برودة الطقس، معتبرة أن الثلوج الكثيفة خلقت أمس الأحد ظروفا صعبة للعديد من الأشخاص.