اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم السبت بعدد من المواضيع أبرزها اعتراض المفوضية الاوربية على ميزانية بلجيكا للعام 2015، واعتصام لاجئين سوريين في أثينا للمطالبة بعبورهم لشمال أوربا، وتراجع أسعار النفط بعد قرار أوبيك الإبقاء على إنتاجها دون تخفيض. ففي بلجيكا اهتمت الصحف بميزانية البلاد للعام 2015 والتي كانت محور اعتراض من قبل المفوضية الاوربية التي طالبت سلطات هذا البلد بإدخال التعديلات الضرورية حتى تكون ملائمة مع متطلبات منطقة اليورو. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "سوار" أنه ليس من الغريب ان تتعرض بلجيكا للنقد بجفاء من قبل السلطات الاوربية بالنظر للمستوى العالي من المديونية والعجز التي تسجله ميزانية الدولة . وأشارت الصحيفة في هذا السياق الى وجود عدد من الأمور التي تتضمنها الميزانية من بينها توقعات بتحقيق نمو ضعيف والتحملات الكبيرة بالنسبة لسوق الشغل، مضيفة أنه بمديونية كبيرة ونقص في التنافسية وارتفاع في النفقات العامة تكون بلجيكا في وضع سيء مقارنة ببلدان منطقة اليورو. صحيفة "لاليبر بلجيك" اعتبرت من جهتها أن الأسباب التي دفعت المفوضية الاوربية لمراجعة ميزانية بلجيكا هي ارتفاع العجز في الميزانية ثم الارتفاع المهول في المديونية العمومية وغياب اصلاحات هيكلية للاقتصاد. وفي فرنسا سلطت صحيفة "لوموند" الضوء على المراحل التي قطعتها المعركة ضد وباء إيبولا والحيلولة دون انتشاره مشيرة إلى أن ثلاثة علاجات سيتم تجريبها ابتداء من دجنبر في كل من غينياوليبيريا. وأضافت الصحيفة استنادا إلى أرقام لمنظمة الصحة العالمية، أن فريقا من العلماء سيقود تجربة أولى على المرضى المصابين بالداء الذي أدى حتى الآن الى وفاة 5674 شخصا من ضمن 15 الف و901 حالة بثلاث بلدان بغرب افريقيا هي ليبيريا وسيرايون وغينيا. وأشارت الصحيفة إلى أن النتائج الاولى لن تظهر قبل فصل الربيع لكن الوفيات الناجمة عن المرض قد تسجل انخفاضا. من جهتها اهتمت صحيفة "ليبراسيون" برغبة الحكومة البريطانية الحد من أعداد المهاجرين القادمين من اروبا، وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء دافيد كامرون في خطاب حول الهجرة ألقاه الجمعة، وكان منتظرا منذ أشهر من قبل الجناح اليميني لحزب المحافظين . وأكدت أن الارقام التي نشرت الخميس من قبل المكتب الوطني للاحصاء تبرز الارتفاع الكبير في أعداد المهاجرين من كل الجنسيات ليصل سنة 2014 الى نحو 260 الف مهاجر أي بارتفاع نسبته 39 في المائة مقارنة مع السنة المنصرمة، مشيرة الى أن غالبية هؤلاء المهاجرين مصدرهم اروبا الشرقية وخاصة رومانيا. وقالت إنه عوض اغلاق الحدود يعتزم رئيس الوزراء البريطاني اتخاذ اجراءات غير مشجعة على الهجرة ، مشيرة إلى أن أول إجراء بهذا الخصوص يتمثل في مطالبة المرشحين للهجرة بإثبات توفرهم على عرض عمل قبل دخول البلاد . واهتمت الصحف اليونانية بالاضراب عن الطعام الذي ينفذه عدد من اللاجئين السوريين وسط العاصمة اليونانية أثينا للمطالبة بالسماح لهم بمغادرة اليونان في اتجاه أوربا. وذكرت "كاثيمينيري" أن هؤلاء اللاجئين المعتصمين منذ عشرة أيام في ساحة سنتاغما يعتبرون أنهم لا يرغبون في البقاء في اليونان التي تعاني من أزمة اقتصادية ويطالبون بالتوجه الى بلدان شمال أوربا كألمانيا أو الدول الاستكندنافية. وبدأ اللاجئون السوريون اعتصامهم في 19 نوفمبر الجاري للمطالبة بتحسين ظروف إقامتهم حيث لا يتوفرون على مأوى كما لا توجد فرص للعمل، ونقلت السلطات بعض المضربين عن الطعام الى المستشفيات كما فتحت حوارا معهم. وفي روسيا واصلت الصحف اهتمامها بقرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيك ) بعدم تقليص حجم حصص إنتاج النفط، وابقائها في مستوى 30 مليون برميل يوميا على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة وعن الآثار المترتبة على روسيا نتيجة هذا القرار . وفي هذا السياق نقلت صحيفة "ر ب ك" عن نائب المدير لشؤون الاستثمارات في شركة "اونيفير كابيتال" دميتري الكسندروف قوله انه اذا استمرت نزعة تراجع اسعار النفط وكذلك العقوبات الغربية ضد روسيا فسيتقلص حجم إنتاج النفط في روسيا مع حلول 2014 بمقدار 25 مليون طن في السنة اي خمسة بالمائة من الإنتاج السنوي الحالي. وعن نفس الموضوع كتبت "فيدوموستي" أن أسعار النفط الخام الحالية ستؤدي الى تباطؤ وتيرة نمو إنتاج نفط الطين الصفحي في الولاياتالمتحدة. أما روسيا فستضطر للتخلي عن المشاريع الباهظة التكلفة في مجال إنتاج النفط والغاز - في الجرف القاري وإنتاج النفط الصعب الاستخراج. صحيفة (ازفيستيا) نقلت عن أندريه بوليشوك المحلل في مصرف "رايفايزن بنك" قوله أن بقاء الأسعار بالمستوى الحالي قد يؤثر بشكل أقوى على بعض المشاريع الروسية المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال ومشاريع إنتاج النفط والغاز في منطقة القطب الشمالي. وفي حديث مع صحيفة (روسيسكايا غازيتا) ذكر سيرغي بيكين مدير صندوق تنمية الطاقة ان الأمر بات يتعلق بموضوع - كيف سيكون سلوك سوق النفط ومدى خطورة الوضع بالنسبة لروسيا. بدورها نقلت صحيفة (كوميرسانت) عن الخبراء قولهم أن تحقيق الاستقرار بسرعة في سوق النفط العالمية يتطلب خفض الحصص بحدود 1 مليون برميل يوميا. وأشارت الصحيفة الى أن وكالة الطاقة الدولية لا ترى وجود أي أساس يدعو لانخفاض الاسعار في المدى المتوسط. وترى الصحيفة أن قرار أوبك لن يتمكن الآن من ممارسة التأثير في تنفيذ الميزانية الفدرالية الروسية سنة 2014 لأنها قاربت على الانتهاء. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بمصادقة البرلمان على ميزانية السنة المقبلة بدون ديون ملاحظة أن هذا الأمر لم تتمكن الحكومات الالمانية القيام به منذ 46 سنة ، أي منذ سنة 1969 ، وتسعى الحكومة الحالية لأن تجعل منها حجر أساس في السياسة الألمانية . وذكرت الصحف بأن الحكومة تعتبر اعتماد ميزانية متوازنة بلا ديون بمثابة خطة واقعية رغم تراجع فرص الاقتصاد الألماني بعض الشيء لتحقيق نمو خلال الفترة المقبلة . واعتبرت صحيفة ( شفابيشه تسايتونغ) في تعليقها أن قرار البرلمان الألماني كان " تاريخيا "، مشيرة إلى أن الميزانية تلعب دورا هاما في دعم حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على الرغم من بعض الشكوك في تحقيق التوازن المتوخى ، إلا أن ميزانية 2015 تبقى "إشارة قوية " تقول الصحيفة. من جهتها نقلت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) عن وزير المالية فولفغانغ شويبله قوله أن الحكومة تفي بوعودها، ولا تنفق إلا ما تحصل عليه ومستعدة لمواجهة أية مخاطر محتملة، مشيرة إلى أن موارد الميزانية متعددة تهم على الخصوص الصناديق الاجتماعية والاستثمارات وعائدات الضرائب . وتروم الحكومة من خلال هذه الميزانية عدم الاقتراض لتسديد العجز في الميزانية وأن يبلغ حجم الديون صفرا في السنوات المقبلة وحتى سنة 2018 . من جهة أخرى تناولت الصحف قرار الحكومة الاتحادية التخفيف من العبء عن الولايات والبلديات في ما يتعلق بتكلفة إقامة اللاجئين وتحسين ظروف إقامتهم فكتبت صحيفة (غينرال أنتسايغه) أن على الحكومة تخصيص مليار أورو لمواجهة احتياجات اللاجئين الذين ما فتئ يرتفع عددهم معتبرة أن ألمانيا قادرة على الانفاق ، أما صحيفة (دوناوكوريير) فكتبت في تعليقها أن قرار الحكومة سيكون لصالح اللاجئين وأيضا لصالح ألمانيا كبلد أصبح يتوفر على خبرة هامة في مجال استقبال الاجانب. واهتمت الصحف النرويجية على الخصوص بالوضع الاقتصادي الذي يمكن أن يترتب عن انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية، وكذا الصعوبات التي قد تواجهها الحكومة في إطار السنة المالية 2015. واعتبرت صحيفة "في غي" أن حكومة رئيسة الوزراء إيرنا سولبيرغ ستكون أمام عدة قضايا اقتصادية لمعالجتها خلال السنة المقبلة، والمتمثلة على الخصوص في انخفاض أسعار البترول لدولة من أكبر مصدريه في العالم. كما أشارت إلى تراجع سعر العملة النرويجية في الآونة الأخيرة، وكذا تراجع الأسهم في بورصة أوسلو والتي من المحتمل أن تواجهها الحكومة الحالية في الفترة المقبلة. من جانبها، أبرزت صحيفة "انفتنبوستن" الاختلافات الطارئة بين البلدان المصدرة للبترول حول أسعاره وقرار منظمة "أوبك" الإبقاء على الإنتاج الحالي مما انعكس على الأسعار العالمية. وأشارت إلى الآراء التي تم التعبير عنها في اجتماع المنظمة الأخير بفيينا واختلاف وجهات النظر والتي تصب أغلبها في صالح البلدان المصدرة للنفط على المستوى العالمي. واهتمت الصحف الاسبانية بزيارة رئيس الحكومة ماريانو راخوي، اليوم السبت، لبرشلونة، وهي الأولى بعد تنظيم الاستشارة الرمزية حول استقلال هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "راخوي يحاول تقديم صورة تصالحية بكاتالونيا"، أنه بهذه الزيارة يسعى رئيس الحكومة الإسبانية إلى الجمع بين الدفاع عن الشرعية والرسائل السياسية. وسجلت اليومية، في هذا السياق، أن الحكومة والحزب الشعبي (الحاكم) قررا الذهاب إلى كاتالونيا لممارسة السياسة عبر توجيه رسالة "بناءة" و"ايجابية". من جانبها كتبت (إلموندو) أن راخوي سيتوجه إلى كاتالونيا لأول مرة منذ تنظيم الاستشارة الرمزية حول استقلال هذه الجهة في 9 نونبر، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة يعتزم الاجتماع، حصريا، بأعضاء حزبه بكاتالونيا. أما صحيفة (لا راثون) فأوردت، من جهتها، أن زيارة راخوي إلى برشلونة تروم دعم فرع الحزب الشعبي بكتالونيا، وخاصة الدفاع عن وحدة إسبانيا وعن الدستور. وفي سياق متصل نقلت (أ بي سي) عن الأمينة العامة للحزب الشعبي ماريا دولوريس دي كوسبيدال إشارتها، أمس الجمعة ببرشلونة، إلى أن الحزب الشعبي يراهن على الوطنية في استراتيجيته الجديدة بالنسبة لكاتالونيا.