اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية الصادرة اليوم السبت بالعديد من المواضيع اهمها الحياة اليومية بمدينة الرقة السورية التي اضحت عاصمة تنظيم الدولة الاسلامية وقضية اختلاس كبيرة شغلت الرأي العام الألماني والنقاش الدائر حول العدالة الضريبية والمظاهرات الطلابية التي شهدتها العاصمة أثينا وتأثير هبوط أسعار النفط في الاقتصاد العالمي والاستشارة الرمزية بشأن استقلال كتالونيا. ففي فرنسا سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الحياة اليومية بمدينة الرقة السورية التي اضحت عاصمة تنظيم الدولة الاسلامية، مشيرة بهذا الخصوص الى انشطة الشبكة السرية ل"الصحافيين المواطنين" الذين ينشرون اخبارا حول القمع الذي يمارسه الجهاديون بهذه المنطقة المعزولة عن العالم الخارجي. وأضافت الصحيفة ان هؤلاء المناضلين يسيرون بشكل سري صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الرقة تذبح في صمت" حيث ينشرون فيديوهات لاعدامات وصور لمواقع تم قصفها من قبل الطائرات الامريكية ، وصور مدن هجرها اهلها. من جهتها، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) لمؤتمر مجموعة العشرين الكبار الذي يعقد خلال عطلة نهاية الاسبوع ببريسبان شرق استراليا مشيرة الى ان البلد المضيف فعل كل ما في وسعه من اجل عدم ادراج قضية المناخ في جدول اعمال المؤتمر. وقالت الصحيفة أنه سيتم الاقتصار على تنظيم مائدة مستديرة حول هذا الموضوع مشيرة الى ان استراليا البلد المتطور الذي يتسبب اكثر في انبعاث الغازات الدفيئة بالنسبة للفرد الواحد، لا تعير اهتماما لقضية المناخ. وفي ألمانيا ، اهتمت الصحف بقضية اختلاس كبيرة شغلت الرأي العام الألماني ، بعد أن أصدرت المحكمة أمس في حق الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة "اركاندور" للتجزئة توماس ميدلهوف ، حكما بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إساءة استغلال أموال المجموعة. وأشارت الصحف إلى أن ميدلهوف، الذي كان من أبرز الرؤساء التنفيذيين في ألمانيا ، حكم عليه بتهمة استغلال أموال خاصة بالشركة تصل إلى أكثر من 800 ألف أورو ، أنفق جزءا كبيرا منها على رحلاته الجوية الخاصة. صحيفة (دي فيلت) كتبت في تعليقها أن المشاهير الذين يعتقدون أن القضاء الألماني سيمنحهم مكافأة عندما يمثلون أمام المحاكم ،عليهم إعادة النظر في هذا الاعتقاد مشيرة إلى أن الحكم على ميدلهوف كان في محله ويعكس انتظارات المجتمع. وأشارت الصحيفة أن ميدلهوف الذي كان ضمن كبار المديرين التنفيذيين أثارت قضيته الرأي العام الذي كان ضده معتبرة أن الحكم عليه بتهمة الاختلاس والتهرب الضريبي حركت الأقلام وأثارت تعليقات صحف كثيرة. واعتبرت صحيفة ( فراي بريسه شيمنيتز) أن حكم المحكمة بثلاث سنوات سجنا على توماس ميدلهوف كان ملفتا للنظر، بعد أن توصلت المحكمة بأنه اختلس من أموال المجموعة التي كان على رأسها مشيرة إلى أن ميدلهوف لا يختلف في هذه القضية عن أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونخ السابق الذي حكم عليه في قضية التهرب من دفع ضرائب بقيمة 30 مليون أورو وقضاء عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات ونصف. أما صحيفة ( راينيشه بوست) فكتبت في تعليقها أن مثل هذا الحكم ضد ميدلهولف لا أحد كان يتوقعه ، مضيفة أنه أدين بÜ 27 جريمة لإساءة تدبير أموال المجموعة ، وثلاث جرائم بالتهرب الضريبي خلال السنوات الخمس التي ترأس خلالها (اركاندور) التي تمتلك سلسلة متاجر "كارشتات" الألمانية. صحيفة (كولنر شتات أنتسايغه) كتبت من جانبها أنه لا يتعين الشعور بالأسف على حالة توماس ميدلهولف الذي كان في نظر الكثيرين رجلا عظيما إلا أنه وصل بسبب أخطائه إلى الأسفل، معتبرة أن هذا الأمر أيضا لا يدعو إلى الشماتة لكونه في نهاية المطاف "مأساة إنسانية ". وفي بلجيكا ركزت الصحف اهتمامها على النقاش الدائر حول العدالة الضريبية. وتحت عنوان " الكل متساو أمام الضرائب " اشارت (لا ليبر بلجيك ) الى ان هناك اليوم افتقار إلى العدالة الضريبية، مبرزة في هذ الصدد ان الضرائب على الدخل عن العمل مرتفعة وان المضاربات مستثنية من ذلك. وقالت الصحيفة ان كل الاطراف بمن فيهم رئيس الوزراء سمعت قبل الانتخابات بفرض ضرائب على المضاربات المالية في الإصلاح الضريبي متساءلة في الوقت ذاته عن الاجراءات التي تم اتخاذها في هذا المجال أم أن ذلك كان بهدف إغراء وتوجيه الناخبين. من جانبها، صحيفة ( لوسوار ) ذكرت أن ما يقرب من 3,5 مليون من دافعي الضرائب تدفع الكثير من الضرائب، مشيرة الى أن ذلك يتطلب تصحيحا لخفض العبء الضريبي .وقالت أن الوزير المسؤول عن القطاع على وشك الاعلان عن التدابير التي سيتم اتخاذها ومن بينها خلق هيئة مستقلة ستشرف على التفتيش الضريبي الخاص، وعلى ضريبة الرواتب ورفع سقف الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة. وفي اليونان تناولت الصحف المظاهرات الطلابية التي شهدتها العاصمة أثينا أمس الجمعة على وقع التوترات داخل الجامعات بالتزامن مع الاحتفال الاثنين المقبل بالذكرى السنوية لانتفاضة معهد أثينا للبوليتيكنيك (17 نونبر 1973) ضد الطغمة العسكرية الحاكمة آنذاك. وأوضحت "دو فيما" أن الاحتجاجات جاءت ردا على إعلان مديري جامعة أثينا وجامعة الاقتصاد بأثينا عن إغلاق وقائي للمؤسستين الى غاية يوم الاثنين المقبل خوفا من إقدام الطلبة على الاعتصام داخلهما، وتطويق أبواب الجامعتين من قبل قوى الامن ما أثار غضب الطلبة الذين دخلوا في مواجهات مع قوى الامن. وقالت صحيفة "كاثيميريني" إن الطلبة كانوا يحتجون أيضا على عدد من التغييرات التي تشهدها الجامعات بما في ذلك خطط للتعاقد مع شركات خاصة للحراسة. وأضافت أن عدة إصابات سجلت في صفوف الطلبة الذين لم يسلموا من عنف رجال الأمن الذين ردوا على الحجارة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع. وتحدثت الصحف عن حشد 7000 شرطي تحسبا لذكرى هذه الانتفاضة الطلابية والتي أصبحت عيدا وطنيا بالنسبة للمؤسسات التعليمية في البلاد بما في ذلك المدارس الابتدائية. وفي موضوع آخر تطرقت الصحف لزيارة رئيس حزب تحالف اليسار الجذري (سيريزا) الى مدريد حيث يحضر يوم السبت المؤتمر التأسيسي لحركة "بوديموس" قبل ان يتوجه الى فلورانسا للمشاركة في ندوة لمؤسسة التفكير " تغيير أوربا". وأشارت الى أن تحركات زعيم الحزب والذي تضعه استطلاعات الرأي في مقدمة الاحزاب في حال إجراء انتخابات سابقة لأوانها في اليونان، تهدف الى توحيد قوى اليسار الجذري في اوربا والمنتقدين للسياسات الأوربية، وإقامة جبهة موحدة خصوصا في البلدان التي تعاني من الازمة الاقتصادية والركود. وأضافت الصحف أن زعيم سيريزا سيتوجه أيضا للغرض نفسه الى قبرص وألبانيا وصربيا. وفي سويسرا كتبت (لاتريبيون دي جنيف) ان روسيا رفعت من ضغوطها على فرنسا من اجل تسليم سفينتين حربيتين "ميسترال" وذلك عشية لقاء مرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند. صحيفة (فان تكاترور ) ذكرت أن زعماء مجموعة العشرين يبدؤون اليوم السبت إجتماعاتهم التي من المرجح أن تتم خلالاها مناقشات تهم الاقتصاد العالمي في ظل الخلافات القائمة بين روسيا والغرب. ووفقا للصحيفة، فإن باريس تلعب أيضا دورا في هذا الصراع حيث أرسلت موسكو إنذارا يعطي لباريس مهلة 15 يوما لتسليم السفينة الحربية ميسترال ، مشيرة في هذا الصدد الى ان هذه القضية اصبحت تؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين . صحيفة ( لوتان ) ابرزت التكتيكات الجديدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الدول الآسيوية الكبرى، مشيرة الى ان اوباما أظهر في بكين، رؤيته التي تتمحور حول الشراكة بين الولاياتالمتحدةالامريكية مع الدول الاسيوية . وفي روسيا شكل تأثير هبوط أسعار النفط في الاقتصاد العالمي، موضوعا رئيسيا للصحف الروسية. وجاء في صحيفة (روسيسكايا غازيتا)، أن روسيا تنفذ ميزانيتها هذا العام بفائض 1 تريليون روبل في الوقت الحالي، ونقلت الصحيفة عن سيرغي بيكين مدير صندوق تطوير الطاقة أن منظمة "أوبك" ستعقد جلسة يوم 27 نونبر الجاري º وعلى ما يبدو، فإن سعر النفط يتراجع حاليا بانتظار تلك الجلسة، نظرا لأنه يخطط لعدم تقليص الحصص ،وهذا يعني أن عروض النفط ستستمر بالنمو، بينما لا ينمو الطلب في الوقت الحالي. أما صحيفة (نوفويه إزفيستيا)، فأوردت تعليقا لمدير معهد التحليل الاستراتيجي في شركة الاستشارات المالية والمحاسبية الروسية، قال فيه "عندما تهبط أسعار النفط، فلا يمكن فعل اي شيء وبالمقابل، عندما يهبط سعر البرميل الواحد بمقدار 20 دولارا، كما حدث خريف هذا العام، فإن الميزانية الروسية لم تحصل على 1.4 تريليون روبل ولن يكون هناك أي نمو اقتصادي في العام القادم. وفي نفس السياق اوضحت "موسكوفسكي كومسوموليتس"،أن جلسة "أوبك" قد تعيد تحريك سعر النفط باتجاه العودة للارتفاع. وقد تتخذ الدول المصدرة للنفط خلال جلسة يوم 27 نونبر، قرارا بتقليص حصص الانتاج، ودفع الأسعار نحو الارتفاع بفضل العجز الذي سينشأ. وإذا لم يحدث هذا، فإن الاقتصاد العالمي قد يقف على حافة أزمة مالية جديدة. وحسب توقعات بنك الاستثمار الدولي الأمريكي "جي بي مورغان" / ، فإن أسعار النفط في هذه الحالة /أي إذا لم تقلص دول أوبك الحصص/ ستصل الى ما بين 65و70 دولارا للبرميل، وعندها ستضطر روسيا إلى إنفاق المدخرات من صندوق الاحتياطي وصندوق الرفاه الوطني". وبإسبانيا، عادت الصحف إلى النقاش الدائر حول الاستشارة الرمزية بشأن استقلال كتالونيا، التي عقدت يوم 9 نونبر، ورد فعل المدعي العام تجاه تحدي رئيس حكومة هذه الجهة أرتور ماس. وأوردت صحيفة (إلباييس)، في هذا الصدد، أن المدعي العام للدولة الإسبانية إدواردو طوريس دولسي أشار إلى أن المدعي العام لن يتقدم بشكاية ضد رئيس حكومة كتالونيا أرتور ماس بتهمة العصيان على قرار المحكمة الدستورية تعليق انتخابات 9 نونبر. وأضافت اليومية أن المدعي العام طوريس دولسي أشار، أمس الجمعة، إلى "احتمال" عدم تقديم شكاية ضد أرتور ماس، بعد أسبوع من تأكيده أن النيابة العامة ستلجأ إلى هذا الإجراء، مشيرة إلى أن النيابات العامة بجهة كتالونيا "لم تتفق" بشأن الإجراء الواجب اتخاذه ضد حكومة كتالونيا. من جهتها كتبت (إلموندو) تحت عنوان "لا مونكلوا تذكر المدعين العامين الكتالونيين بأن لهم رئيسا"، في إشارة إلى تصريحات طوريس دولسي، مشيرة إلى أن نائبة رئيس الحكومة المركزية، سوريا ساينز دي سانتاماريا شددت على "ضرورة دفاع المدعين العامين عن الدولة". وأوضحت اليومية أن طوريس دولسي أكد على أنه ليس من "الضروري" نقل المدعي العامل لاستشارة 9 نونبر أمام المحاكم، لافتة إلى أن المدعي العام للدولة يرى أن المحكمة العليا بكتالونيا هي من ينبغي أن يتولى هذا الملف. وفي سياق متصل كتبت صحيفة (لا راثون) أن الحكومة الإسبانية تعتبر أن إجراء استفتاء 9 نونبر حول استقلال كتالونيا "قد يشكل جريمة جنائية"، لأنه نظم رغم تعليقه من قبل المحكمة الدستورية. وأضافت أن طوريس دولسي صرح اليوم أنه ليس من الضروري لجوء الادعاء العام إلى القضاء بخصوص استشارة 9 نوفمبر، مشيرة إلى أن المدعي العام أكد على أن المواطنين تقدموا بشكاية إلى القضاء ضد خطة ماس. أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن نائبة رئيس الحكومة الإسبانية وجهت رسالة تفيد بأن مؤسسة النيابة العامة تتصرف باستقلالية. وأشارت اليومية إلى أن الخلافات بين الجانبين أجلت القرار بشأن وضع شكاية يوم الاثنين المقبل.