اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص، بالهجرة السرية وزيارة المستشارة الألمانية إلى روسيا، والانتخبات البلدية والجهوية المقررة بإسبانيا في 24 من الشهر الجاري. ففي إسبانيا، خصصت الصحف تعاليقها وتحليلاتها للتوافقات المحتملة بين الأحزاب السياسية بعد الانتخابات البلدية والجهوية المقررة يوم 24 مايو الجاري. فتحت عنوان "الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني سيمنح حرية البحث عن توافقات مسؤوليهم الجهويين"، كتبت (لا راثون) أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة)، بيدرو سانشيز، يدرك أن الواقع يحول دون وضع استراتيجية انتخابية واحدة لجميع جهات إسبانيا. وأشارت اليومية، في هذا الصدد، إلى أن تشتت المشهد السياسي الحالي بإسبانيا سيجبر الأحزاب على اللجوء إلى توافقات واتفاقات من أجل تشكيل الحكومة إن على المستوى الإقليمي أو المركزي، بعد الانتخابات البلدية والتشريعية المقررة في هذا البلد. ومن جهتها، أوردت (إلباييس) تصريحات زعيم حزب سيودادنوس، ألبرت ريفيرا، الذي لم يستبعد إمكانية "اللجوء لاتفاقات مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والحزب الشعبي، بل ومع بوديموس"، مشددا، مع ذلك، على أنه "لا يؤمن بالحكومات الائتلافية لأنها غير مستقرة". أما (إلموندو) فكتبت أن زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو إغليسياس، استبعد الحزب الشعبي من أي توافقات أو اتفاقات محتملة لحزبه بعد انتخابات 24 مايو الجاري، مشددا على أنه يتعين ألا تكون الاتفاقات التي سيبرمها مسؤولو الحزب "عامة"، وإنما "محددة" في كل جهة. وفي سياق متصل، عادت (أ بي سي) إلى تصريحات زعيم سيودادنوس، ألبرت ريفيرا، الذي أكد أنه في سياق المشهد الانتخابي الإسباني المتميز بغياب أغلبية مطلقة، فإن حزبه "لا يتوفر على مفتاح" في متناول اليد، لكنه قادر على المشاركة في تشكيل هذا المشهد بعد الانتخابات المقبلة. وفي النرويج، اهتمت الصحف النرويجية بإشكالية تدفق الهجرة السرية والمآسي التي يتعرض لها المهاجرون في عرض البحر، حيث أشارت صحيفة (في غي) إلى أنه تم مؤخرا إنقاذ مئات المهاجرين يعتقد أنهم من لاجئي الروهينجا من ميانمار كانوا على متن زوارق أمام ساحل إقليم اتشيه الاندونيسي. وأضافت أن هؤلاء الأشخاص، وهم من ميانمار وبنغلاديش، فروا من أجل حياة أفضل، واعتبرت أنه تم مؤخرا إنقاذ نحو ألفي شخص قبالة سواحل اندونيسيا، من ضمنهم أشخاص من بنغلاديش وأفراد أقلية الروهينجا في ميانمار. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى تعبير مسؤولين اندونيسيين عن خشيتهم من أن يكون هناك المزيد من القوارب في عرض البحر خاصة مع عمليات تهريب البشر النشطة في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن هذا الحادث يأتي بعد يوم واحد من وقوع عدة حوادث مماثلة قبالة سواحل شمال محافظة اتشيه في اندونيسيا. وأكدت أن من بين الأشخاص الذين تم إنقاذهم عشرات النساء والأطفال، وتم نقلهم إلى المستشفى بسبب سوء الحالة الصحية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى مشكل تدفق اللاجئين ومناقشة الاتحاد الأوروبي إعادة توزيع اللاجئين بين دوله، وأن عددا من الدول تعارض نظام الحصص. وذكرت بما جاء على لسان المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، التي تحدثت عن مقترح نظام الحصص، وعن الدعوة إلى إتاحة المزيد من الفرص للمهاجرين ذوي المهارات العالية للانتقال بشكل قانوني إلى دول الاتحاد الأوروبي. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع، كان أبرزها الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل إلى موسكو للاحتفال بالذكرى 70 على انتهاء الحرب العالمية الثانية جنبا إلى جنب مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وذلك بعد يوم واحد من الاستعراض العسكري الذي نظم في روسيا بالمناسبة والذي اعتبر الأكبر من نوعه، إذ قاطعه العديد من الزعماء الغربيين احتجاجا على الموقف الروسي في الأزمة الأوكرانية. وكتبت صحيفة (دي فيلت)، في تعليقها، أن ميركل بهذا الموقف يمكن اعتبارها "سيدة الاعتدال"، لكنها على الرغم من ذلك، لم تفوت الفرصة للتعبير عن أسفها من موقف بوتين حيال الملف الأوكراني ومواصلة استعراض قوته وعدم تنفيذ وقف إطلاق النار في أوكرانيا رغم دخوله رسميا حيز التطبيق في فبراير الماضي. واعتبرت الصحيفة أنه كان منطقيا أن لا تحضر المستشارة إلا بعد يوم من الاستعراض العسكري الذي تباهى به بوتين في موسكو، وفضلت الظهور جنبا إلى جنب معه في احتفال بسيط جدا وفي هدوء عبر وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الزيارة يمكن اعتبارها خطوة مهمة للغرب. ومن جانبها أشادت صحيفة ( نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) بأنغيلا ميركل التي تمكنت من تحقيق التوازن بين النقد الصريح ورعاية الحوار الدبلوماسي، إذ قالت للرئيس الروسي علنا أن الاستمرار في ضم شبه جزيرة القرم "يعد عملا إجراميا" وفي الوقت نفسه انحنت احتراما وتقديرا لضحايا الحرب العالمية الثالثة الروس قائلة "لقد تعلمنا من التجارب المريرة أن نتغلب بالسبل السلمية والدبلوماسية على المواقف الصعبة ونحن الآن بصدد موقف من هذا النوع". واعتبرت الصحيفة أن مثل هذا الحوار بين الألمان والروس مسألة صحية وعلى الساسة الألمان الآخرين نهج نفس الطريق. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فترى أن زيارة ميركل كانت بهدف تأكيد التزام بلادها بتحمل الذنب والمسؤولية تجاه الشعوب التي عانت الحرب في الاتحاد السوفيتي سابقا والتذكير أيضا بالمسؤولية المشتركة تجاه دول أوروبا الوسطى. وأضافت الصحيفة أن المسألة لا ترتبط بضمان السلم والأمن بين أوروبا وروسيا فقط، ولكن هناك مسؤولية مشتركة بين الروس والألمان وحتى بولندا ودول البلطيق وأوكرانيا لتشعر شعوب هذه البلدان بالأمان. وفي روسيا اهتمت الصحف باللقاء الذي جمع أمس الأحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركيل . وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (كوميرسانت ) أن بوتين دعا، في ختام لقائه بالمستشارة الألمانية في موسكو، إلى رفع الحصار عن شرق أوكرانيا والذهاب إلى التعديلات الدستورية بهدف الخروج من الأزمة، وأيضا ضرورة تطبيق القوانين الدولية على جميع النزاعات الدولية ورفض المعايير المزدوجة. ونقلت الصحيفة عن المستشارة الألمانية تأكيدها على ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك كأساس للتسوية السلمية في أوكرانيا، وأيضا ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية. كما نقلت عن المسؤولة الألمانية قولها بأن بلادها تتعاون مع روسيا لحل الأزمة الأوكرانية وملفات دولية عدة، لاسيما الأزمة السورية والملف النووي الإيراني. وفي نفس السياق، أشارت صحيفة (روسيكايا غازيتا) الى أن الرئيس الروسي أكد، خلال ندوة صحفية مشتركة مع المستشارة الألمانية انخيلا ميركل أمس الأحد، بان لدى بلاده وألمانيا وجهات نظر مختلفة تجاه الوضع في أوكرانيا، لكن الجانبين يتوافقان على الحل السلمي وعلى ضرورة تنفيذ اتفاقيات مينسك بالكامل. وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة (ازفيستيا ) عن نائب رئيس لجنة الأمن بمجلس الدوما (البرلمان الروسي) دميتري غورتسف قوله، بأن البرلمان الروسي لا يستبعد إمكانية أن تحيي روسيا التعاون العسكري والتقني مع كوبا وكذلك مركز مخابراتها في لورديس في ضواحي هافانا، الذي تم التخلى عنه في عام 2002. وأضافت الصحيفة أنه في السياق الجيوسياسي الحالي والضغوط الامريكية والعقوبات ضد روسيا، فإن التعاون مع جمهورية كوبا سيمكن من استعادة العلاقات التي كانت قائمة بين البلدين قبل منتصف الثمانينات من القرن الماضي . وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بمخطط الاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجرة المكثفة عبر البحر الابيض المتوسط ، مشيرة الى لأن الاتحاد الأوروبي يريد الحصول على موافقة الأممالمتحدة من اجل القيام بأعمال عسكرية ضد مهربي البشر، كما يرغب في تحديد حصص لبلدان الاستقبال. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي سيحاول، ابتداء من الاثنين، انتزاع قرار من مجلس الأمن يجيز له استخدام القوة على السواحل الليبية من اجل وقف عمليات الهجرة التي يروح ضحيتها مئات الاشخاص كل شهر، مضيفة ان رئيس اللجنة الأوروبية، جان كلود يونكر، يعتزم وضع نظام حصص من اجل التخفيف على ايطاليا ومالطا واليونان من ثقل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء. وقالت الصحيفة إن الأمر يتعلق بنظام مؤقت، مبرزة أن طموح الاتحاد الأوروبي يتمثل في وضع نظام دائم انطلاقا من متم السنة الجارية. ومن جانبها، سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على اجتماع وزراء المالية الأوروبيين المرتقب في بروكسيل اليوم الاثنين، بخصوص مديونية اليونان، معتبرة أن هذا اللقاء قد يسفر عن اتفاق. وأضافت الصحيفة، استنادا إلى مصادر مقربة من المفاوضات، أن هذه الاخيرة تشهد تقدما لكنها لم تنضج بعد بالقدر الذي يتيح صياغة اتفاق خلال اجتماع اليوم . وذكرت الصحيفة ان الاتحاد الأوروبي يأمل مع ذلك في التوصل الى اتفاق مع حكومة اليكسي تسيبراس قبل متم الشهر.