اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بآثار الاتفاق حول الملف النووي الإيراني على المستويين الدولي والإقليمي، وضغط الهجرة، والأزمة اليونانية، وفتح السفارة الكوبية في واشنطن. ففي إسبانيا، توقفت الصخف عند الاستئناف التاريخي للعلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوكوبا، وفتح هذه الأخيرة لسفارتها أمس الاثنين بواشنطن. وهكذا، كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "علم كوبا يعود إلى قلب الولاياتالمتحدة"، أن إعادة فتح السفارة الكوبية بالعاصمة واشنطن يؤكد "الالتزام المتبادل بإصلاح الضرر" و فتح "ما ظل مغلقا لفترة طويلة" بين البلدين. وأضافت اليومية أن افتتاح سفارة كوبا في العاصمة الأمريكية يميز "حقبة سياسية جديدة" بين البلدين بعد 54 سنة من القطيعة، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي سيزور كوبا في غشت القادم لتدشين سفارة بلاده في هافانا. أما (إلباييس) فكتبت، تحت عنوان "الولاياتالمتحدةوكوبا تواجهان، بعد رفع علميهما، المرحلة الأصعب عقب عودة الدفء بينهما"، أن الأمر استغرق 54 سنة ليستأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية، ويرفع علم كوبا فوق سفارتها بواشنطن، على بعد نحو 3 كلم من البيت الأبيض. وفي سياق متصل، ذكرت (إلموندو)، التي أشارت للمظاهرات المؤيدة والمعادية لكاسترو لدى افتتاح سفارة كوبا بالعاصمة الأمريكية، أنه تم أمس تأكيد افتتاح السفارة الأمريكية بهافانا يوم 14 غشت المقبل بمناسبة الزيارة الرسمية لرئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري لكوبا. وتحت عنوان "كوبا رفعت علمها في واشنطن"، أشارت صحيفة (لا راثون) إلى أن هذا البلد الأمريكي الجنوبي رفع أمس العلم ذي الألوان الثلاثة نفسه الذي كان قد رفع قبل 54 سنة، في عام 1961 بالعاصمة الأمريكية. وأشارت اليومية، من جهة أخرى، إلى أن وزير الشؤون الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، الذي حضر حفل افتتاح سفارة بلاده بالعاصمة الأمريكية، قدم طلبات برفع الحصار المفروض على بلاده واستعادة غوانتانامو. وفي ألمانيا، سلطت أغلب الصحف الضوء على المفاوضات الجارية بشأن توزيع اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نوين أوسنايبروكر تسايتونغ)، في تعليقها، أن الاتحاد الأوروبي يواجه واحدا من أكبر التحديات بخصوص ملف اللاجئين، معتبرة أن على المجتمع الدولي ألا ينسى أن نحو 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يوجدون في حالة فرار من ظروف عيشهم بحثا عن ملاذ آمن. وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقع على عاتقها مسؤولية صعبة بالفعل وعليها التوصل إلى اتفاق حول توزيع حوالي 60 ألف لاجئ في ما بينها. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (برلينغ تاغسشبيغل) أن مشكل اللاجئين في أوروبا لا يمكن أن يعالج إلا من خلال اعتماد نظام الحصص إلا أن العديد من البلدان، تضيف الصحيفة، لا تقبل بهذا الحل وتعتبر أن استقبال المزيد من اللاجئين سيزيد من تفاقم مشكل البطالة لديها ويلحق أضرارا بنظامها الاجتماعي. ووفق صحيفة (هاندلسبلات)، فإنه يتعين على ألمانيا أن تشكل نموذجا يحتذى به، وتنطلق من تجربتها السابقة عندما استقدمت عمالا من الخارج للإسهام في النهوض باقتصادها واعتبرتهم "ضيوفا عليها"، لكنها هذه المرة وإن لم توجه الدعوة لأحد، فهي مدعوة إلى عدم رفض هؤلاء اللاجئين وبذل الجهد للتعامل معهم بما تمليه القيم الأوروبية التي تحث على التضامن والتعامل بإنسانية. أما صحيفة (لودفيغسبورغركرايزتسايتونغ) فانتقدت نهج ألمانيا بهذا الخصوص والتي لم تعتمد حتى الآن مقاربة شاملة للهجرة، مذكرة بأن العديد من الدول تعتمد سياسات هجرة ولجوء مبهمة وبيروقراطية تزيد من مشاعر الاستياء والغضب. وفي فرنسا أولت الصحف اهتمامها لإشكالية الهجرة، وبشكل خاص قضية طلبات اللجوء بأوروبا، حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الأوروبيين يجدون صعوبة في التوافق من أجل التكفل بشكل مشترك بنحو أربعين ألف طالب لجوء، مضيفة أنه بعد أن تم بالكاد إيجاد مخرج للازمة اليونانية، وجدت أوروبا سببا آخر للتمزق. وقالت الصحيفة إن مهاجري ولاجئي حوض البحر الأبيض المتوسط يشكلون تيارا جارفا، أحدث انقساما بين الدول المستقبلة على غرار اليونان وايطاليا المستعدتين للتكفل بحصتيهما، كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا وألمانيا، وتلك الرافضة، بشكل بات مثل اسبانيا وبولونيا. وأشارت الصحيفة إلى أن ايطاليا واليونان حصلتا من الدول الستة والعشرين الأخرى، خلال قمة مثيرة للجدل في يونيو الماضي، على الموافقة طواعية، على استقبال خلال سنتين، أربعين ألف طالب لجوء الذين فروا من الحرب في سوريا، ومن الدكتاتورية في اريتيريا، مضيفة أن الأمر يتعلق بالتزام قادة دول وحكومات أضحى محط شكوك. ومن جهتها، دعت صحيفة (لوموند) إلى ضرورة فعل الكثير من أجل اللاجئين، مبرزة أنه يتعين على أوروبا استقبال مزيد من النازحين، وتقديم مساعدة أكبر للبلدان المجاورة لمناطق الأزمات. وأكدت الصحيفة أن النقاش الحالي داخل الاتحاد الأوروبي بشأن اقتسام مسؤولية استقبال اللاجئين، يعد هاما وضروريا ، مشيرة إلى أنه من الأهمية بمكان مناقشة المسؤوليات الدولية تجاه البلدان الأقل تقدما التي تستقبل حاليا 90 في المائة من الأشخاص النازحين. وخلصت الصحيفة إلى القول بأنه إذا قررت أوروبا الرد من خلال التصدي للمهربين، عوض الانكباب على الأسباب التي تضطر مئات آلاف الأشخاص إلى ركوب المخاطر من أجل الوصول إلى أوروبا، فإنها ستكون قد اعتمدت معالجة سطحية للمشكل. وفي النرويج، اهتمت الصحف بمواضيع محلية ودولية، من بينها التفجير الإجرامي الذي وقع في بلدة سوروتش بجنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود مع مدينة كوباني السورية. وأشارت صحيفة (في غي) إلى توجيه أصابع الاتهام إلى منظمة متطرفة بوقوفها وراء التفجير الانتحاري الذي وقع أمس الاثنين. ونقلت عن رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، تأكيده على أن الأبحاث الأولية تشير إلى أن "تنظيم الدولة" في العراق والشام (داعش) هو المسؤول عن الحادث، مضيفة أنه إذا تأكد ذلك فإنه يعتبر أول هجوم لهذا التنظيم ضد دولة عضو في حلف شمال الأطلسي ما سيدفع تركيا إلى تطوير مجال محاربتها لهذا التنظيم. ومن جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى اتهام تركيا ل"تنظيم الدولة.." في العراق والشام (داعش) بالوقوف وراء هذا الهجوم الذي أودى بحياة نحو 30 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين. كما أوردت تحليلا لأحد الباحثين يشير فيه إلى أنه يبدو، في ضوء الأحداث الجارية في المنطقة، أن هذا التنظيم لا توجد لديه أي حواجز. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى إفادات لشهود عيانº أكدوا فيها أن الحادث وقع حينما كان شباب منتمون لجمعية كردية في طريقهم إلى القرب من كوباني على الحدود السورية، والتي كانت مسرحا لهجمات في السنة الماضية. وأضافت أن هؤلاء الشباب توجهوا للمنطقة من أجل السلام، مشيرة إلى تعبير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الحزن الشديد جراء هذا الهجوم الإرهابي. واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من الحرب في سورية، فإن السلطات التركية كانت ناجحة إلى حد كبير في منع انتشار العنف في تركيا، ولكن مراقبة الحدود شكلت تحديا كبيرا لها، باعتبار أنها مفتوحة على مصراعيها، فضلا عن وصول عدد كبير من المقاتلين الأجانب إلى سورية عبر تركيا. وفي سويسرا، تناولت الصحف تغير موازين القوى دوليا بعد الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، وما ستجنيه القوى العظمى من ذلك، إذ كتبت (لو تون) أن موسكو لا زالت منقسمة بشأن فوائد الاتفاق مع طهران رغم نشاطها خلال المفاوضات كوسيط لا محيد عنه. وأشارت اليومية إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يبدو مستعجلا لتلميع صورته لدى النظام الإيراني، وذلك من خلال بيع طهران أنظمة للدفاع الجوي، وكذا مضاعفة وتيرة المبادلات التجارية عشر مرات. أما (لا تريبيون دي جنيف)، فكتبت أن اتفاق فيينا حول الملف النووي الإيراني لا يمنع البنتاغون من اللجوء للخيار العسكري لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، مضيفة أن واشنطن تدرك قدرات طهران العدوانية وأنشطتها الخبيثة، ما يدفعها لتعزيز شراكتها مع بلدان الخليج. ومن جانبها، أوردت (24 أور) أن الحكومة الإسرائيلية تسعى للحصول على مقابل من الولاياتالمتحدة بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران، وذلك في شكل تعزيز المساعدات العسكرية الأمريكية ومزيد من الضمانات الأمنية. وأشارت اليومية إلى أنه مقابل شكوك الكونغرس الأمريكي والعداء الإسرائيلي، بدا الاتحاد الأوروبي أكثر حماسا، واصفا اتفاق فيينا ب"أفضل خيار ممكن من أجل التوصل لتسوية سلمية للملف النووي". وفي السويد، اهتمت الصحف باستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وقضية توزيع اللاجئين بين بلدان الاتحاد الأوروبي. وكتبت (سفنسكا) و(افتونبلاديت) أنه عقب الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، يسعى الاتحاد الأوروبي لإطلاق مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين. وأضافتا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أيدوا اقتراحا فرنسيا في هذا الاتجاه لإنشاء مجموعة دعم، يكون لبلدان أوروبية والولاياتالمتحدة وروسيا والصين وكذا بلدان عربية دور فيها. وفي ما يتعلق بتوزيع اللاجئين بين بلدان الاتحاد الأوروبي، أوردت (داجنز نيهيتر) أن بلدان الاتحاد لم تتوصل لاتفاق بشأن توزيع 40 ألف لاجئ موجودون في إيطاليا واليونان، مشيرة إلى أن وزراء داخلية هذه البلدان سيحاولون مجددا التوصل لاتفاق بحلول دجنبر القبل، خاصة في ظل استحضار ما قالته المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، بأن عدم التوصل إلى اتفاق من شانه أن يهدد اتفاق شنغن. وأضافت اليومية أن ألمانيا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي استقبل أكبر عدد من اللاجئين داخل أوروبا، مشيرة إلى أنه يتوقع أن يستقبل خلال السنة الجارية نحو 450 ألفا من طالبي اللجوء، وبالتالي أهمية التوصل إلى اتفاق حول توزيع هؤلاء اللاجئين بين بلدان الاتحاد الأوروبي بالنسبة لبرلين. وفي فنلندا، اعتبرت يومية (كوفاليتي) أن أزمة الديون اليونانية أضحت مشكلة بالنسبة لمجمل السياسة الأوروبية لفنلندا، التي ينظر إليها كأحد صقور المفاوضات مع أثينا، مبرزة أن الجناح المتشدد داخل الحزب الفنلندي المناهض لأوروبا (الحاكم) أثر على مواقف الأحزاب السياسية الأخرى بالبلاد. وأضافت اليومية أنه يتعين على الأحزاب السياسية الفنلندية، مع ذلك، توسيع وجهة نظرها لتتجاوز الشعبوية والتكتيكات الانتخابية، وتساءلت عما إذا كانت المواقف المتخذة حول اليونان قد تم التفكير فيها جيدا، مشيرة إلى أن البلد قد يكرس سمعته كعضو "أناني" يسعى إلى تقسيم الاتحاد الأوروبي. أما (هلسنكى سانومات) فأوردت أن البرلمان الفنلندي، الذي تدارس الأسبوع الماضي فتح مفاوضات حول خطة ثالثة للمساعدات، أثار المنطق والعقل رغم ضغوط المناهضين لأوروبا، مبرزة أن حكومة فنلندا تبدو، دون شك، الأكثر تعنتا بشأن الملف اليوناني أكثر مما هي عليه ألمانيا نفسها. وفي إيطاليا، عادت الصحف لخطف أربعة إيطاليين بليبيا يعملون لفائدة شركة إيطالية للصيانة، إذ كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن خطف أربعة من عمال بوناتي تم بالقرب من مجمع الشركة النفطية الإيطالية "إني" في منطقة مليتة غرب طرابلس، بعد عودتهم من تونس. وأضافت اليومية أن أي جهة لم تعلن عن أية مطالب إلى غاية مساء أمس الاثنين، مشيرة إلى أن المستخدمين الأربعة يضطلعون ب"دور رئيسي" في عمل هذا المجمع، وبالتالي ليس من المستبعد أن يكونوا "هدفا تم انتقاؤه بشكل جيد" من قبل الخاطفين. وبدورها، ذكرت (المساجيرو) أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإيطالي، باولو جنتيليني، قال إنه من الصعب إصدار تنبؤات بعد ساعات من الاختطاف"، وأنه لا يستبعد أن تكون للعملية صلة بدعم إيطاليا للحكومة الليبية الجاري تشكيلها، مذكرة بدعوة الوزارة، في فبراير الماضي، للرعايا الإيطاليين بمغادرة ليبيا بسبب "الوضع الأمني الخطير" في هذا البلد. وفي سياق متصل، وصفت (لا ريبوبليكا) خطف أربعة تقنيين ب"كابوس جديد" يجثم على الحكومة الإيطالية، "الغاضبة" من شركة بوناتي لكون هؤلاء المستخدمين كانوا يتنقلون دون حراسة، وأوردت، في المقابل، تصريحات رجال أعمال إيطاليين لا زالوا يعملون بليبيا، أكدوا فيها أن تنقلاتهم تتم تحت حراسة على مدار الساعة وتخضع ل"بروتوكول أمني مشدد".