اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بالمفاوضات التي جرت بين الاتحاد الأوروبي واليونان والاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه أمس الاثنين الذي قد يمكن اليونان من البقاء في منطقة الأورو، إلى جانب جملة من القضايا المحلية والدولية. ففي بلجيكا، اعتبرت افتتاحية صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن التوصل أمس إلى اتفاق بعد 17 ساعة من المفاوضات، مكن اليونان من تجنب الفوضى، وكذا تجنيب أوروبا أزمة كبيرة. ورأت الصحيفة أنه لا ينبغي الركون إلى الوهم، لأنه بعد أن تجنبت اليونان الأسوأ فإنها ستدفع ثمنا باهظا بفرض تدابير جديدة للتقشف والتي سيكون لها تأثير على المدى القصير على اقتصادها الذي يعاني أصلا من الأزمة. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لوسوار) أن الأزمة اليونانية تم تفجيرها في المناقشات العامة الأوروبية، مشيرة إلى أن الاتحاد المتكون من 28 دولة، والذي يريد أن يكون أقوى وأكثر ازدهارا، يتطلب نقلا كبيرا للسيادة. وأضافت أن هذه البلدان لا ينظر إليها فقط باعتبارها اتحادا للعديد من البلدان، بل هي اتحاد نقدي ومتضامن، وأن المسؤولية وتقاسم السيادة يسيران جنبا إلى جنب. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لافونير) أن تداعيات الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأوروبيين ستكون مرتفعة جدا بالنسبة لليونان، التي كانت تخضع لبرنامج للإصلاح أكثر صرامة. وفي فرنسا، كتبت صحيفة (لاكروا) أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين منطقة الأورو وأثينا، مكن بدون شك من تفادي الأسوأ بالنسبة لأوروبا واليونان، مشيرة إلى أنه بالنسبة لأثينا انتهت هذه المغامرة بقبول ما كان مرفوضا بالأمس. وقالت الصحيفة إن هذه الفرصة الأخيرة ستفرض على اليكسيس تزيبراس بذل طاقة أكثر مما بذلته حكومته في محاولة لمقاومة إملاءات شركائها، مضيفة أنه يتعين عليه خوض معركة على جبهة معكوسة من أجل تطبيق سياسة أكثر تقييدا من تلك التي تم رفضها من قبل اليونانيين بنسبة 61 في المائة في استفتاء الخامس من يوليوز. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لوموند) أنه بعد أسبوع من المفاوضات، استطاع الأوروبيون انتزاع تنازلات عديدة من اليونان صباح الاثنين، مشيرة إلى أنه قد يحصل أي طارئ، ذلك أن الاتفاق يجب أن يصادق عليه من قبل البرلمان اليوناني، وكذا المنتخبين الألمان والفنلنديين والهولنديين. ومن جانبها، تساءلت صحيفة (ليبراسون) عما إذا كان هذا الاتفاق سيخرج اليونان من الفقر، مبرزة أن "الأزمات والتوسعات أدت إلى تقديس السيادات". وذكرت الصحيفة بأن أوروبا فقدت في ظرف عشر سنوات خمسين في المائة من دعم الرأي العام، كما تسمم النقاش حول مستقبل النموذج الأوروبي، معتبرة أن المشكل مصدره الحكومات التي تصادر دور شركائها ، عوض اعتماد التوافق مما يعيق كل تطور للمشروع الأوروبي. وفي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة اليونانية وبالاتفاق الذي توصل إليه زعماء منطقة الأورو مع حكومة أثينا والقاضي بتقديم مساعدة ثالثة لليونان بقيمة تقدر ما بين 82 و86 مليار أورو على ثلاث سنوات. فكتبت (تاغسشبيغل) أنه رغم ما ظهر خلال القمة من تباين في المواقف بين المستشارة أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، فإن الشعب اليوناني يعتبره الفائز، بعد هذا الماراطون الشاق الذي توج بالاتفاق على خطة للإنقاذ، مشيرة إلى أن هذا الحل جعل الألمان واليونانيين يستمرون إلى النهاية. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (باديشه تسايتونغ) أن الأزمة لم تنته بعد، رغم التوصل إلى هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن الوضع يحتاج في الوقت الراهن إلى التعامل بكثير من الحكمة إذ أن حكومة تسيبراس مهددة دائما بخطر الإفلاس كما أن الإصلاحات التي تعهدت بها ستحدث " تقلبات جديدة ". أما صحيفة (راينشه بوست)، فأشارت إلى أن على تسيبراس أن يقدم خطة الإصلاحات الأولى التي تعهد بها على برلمان بلاده للمصادقة عليها لكن إذا واجه صعوبات، رغم أن حزبه يتمتع بالأغلبية، تقول الصحيفة، فإن بلاده ستقترب مرة أخرى إلى حافة الهاوية. أما صحيفة (نوي بريسه ) فاعتبرت أن اليونان ستحصل على المال بعد أن تعهدت القيام بإصلاحات "قاسية " فرضتها مؤسسات الترويكا التي مازالت تحكم قبضتها. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (شتراوبينغر تاغبلات) أن أوروبا غير راضية بشكل تام على هذا الاتفاق لكنه منع خروج اليونان من منطقة الأورو، ملاحظة أن الثقة التي تم بناؤها على مر السنين بين اليونان ومجموعة الأورو قد اهتزت في هذه الأزمة، لذلك فإن النتائج التي تم التوصل إليها أمس تعد إنجازا "كبيرا" وكل طرف الآن ينتظر من الآخر أن يفي بوعوده. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الأزمة الاقتصادية والمالية في اليونان، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى أن أوروبا والأسواق تتنفس الصعداء بعد اتفاق القرض الجديد، باعتبار أن اليونانيين محبطين أكثر من أي وقت مضى بسبب الديون. وأبرزت الصحيفة أنه بعد ساعات عدة من المفاوضات، توصلت الأطراف إلى اتفاق حول قرض جديد لليونان، مضيفة أن خمسة أشهر من المفاوضات أدت في النهاية إلى اتفاق يمهد الطريق لقرض طويل الأجل وحلول لمشكلة الديون في اليونان. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن وزير المالية اليوناني السابق، يانيسفاروفاكيس، كان معروفا بكونه الأكثر إثارة للجدل في كل المفاوضات بين اليونان والدائنين للحصول على حزمة من القروض لحل الأزمة اليونانية. واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق الذي توصل إليه يشكل هزيمة كبيرة له، مشيرة إلى تحليلات ترى أنه تمت التضحية به على وجه التحديد لتسهيل المفاوضات. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن الظروف صعبة بالنسبة لمجموعة الأورو، وأن التوصل إلى الاتفاق شكل صعوبة بالنسبة للمجموعة ولليونان. وأضافت أنه رغم التطورات الحالية فإنه من غير الواضح متى تستأنف البنوك اليونانية عملها بعد توقفها في الفترة الماضية. وفي إسبانيا، خصصت الصحف تعاليقها لتوقيع اليونان ومجموعة الأورو، أمس الاثنين ببروكسل، على اتفاق بشأن أزمة ديون هذا البلد تجاه أوروبا. وهكذا كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "اليونان تستسلم، وتقبل انقاذا قاسيا، وستدعو لانتخابات مبكرة"، أن رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، قبل ما اعتبره سابقا "غير مقبول"، أي شروطا أشد قسوة من تلك التي كانت قد اقتراحتها البلدان الدائنة قبل إجراء الاستفتاء حول مسألة الديون. أما صحيفة (إلموند) فأوردت، تحت عنوان "هاوية تسيبراس"، أنه بموجب الاتفاق الجديد، سيتعين على اليونان الحصول على موافقة الدائنين لتغيير القوانين، وسيتوجب عليها نقل 50 مليار أورو في شكل أصول عمومية إلى صندوق تديره الترويكا، وبدء الإصلاحات التي ستهم خصوصا نظام التقاعد والضرائب. ومن جهتها، أشارت صحيفة (إلباييس) إلى أن أزمة سياسية اندلعت في اليونان لتقديم تسيبراس تنازلات لأوروبا، مضيفة أن هذا الأخير واجه معارضة فئة من حزبه، سيريزا، بينهم 30 نائبا على الأقل سيصوتون ضد هذه الاتفاقية، وأن الوزير الأول اليوناني يعتزم إجراء تعديل وزاري لاحتواء الانقسام الذي هز فريقه عقب التوقيع على هذا الاتفاق. وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن أوروبا أنقذت اليونان وأغرقت الاستراتيجية السياسة لتسيبراس "الذي لن يفي بوعوده الانتخابية الشعبوية"، وسيتعين عليه مواجهة الجناح المتطرف داخل حزبه، مشيرة إلى أن مجموعة الأورو اشترطت موافقة البرلمان اليوناني على هذه الاتفاقية قبل منح مبلغ الإنقاذ إلى أثينا. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة (الميساجيرو) أنه بعد الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، فإن تسيبراس سيواجه "معارضة قوية" في اليونان التي ستتلقى 80 مليار أورو من المساعدات مقابل "إصلاحات صعبة" والتي تحول دون خروجها من منطقة الأورو. ومن جهتها، قالت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) إن الأغلبية التي يقودها تسيبراس على وشك الانهيار وأن زير المالية السابق فاروفاكيس انتقد رئيس الوزراء بعد التوقيع على اتفاق مع الدائنين. وحسب الصحيفة، فإن اليونان في نقطة اللاعودة وأنه يجب على البرلمان الموافقة على الإصلاحات المتعلقة بالمعاشات وتلك الخاصة بالضريبة على القيمة المضافة، وهو أمر ضروري لتنفيذ اتفاق المساعدات. وفي سويسرا، اهتمت الصحف المحلية بفرص التوصل إلى خطة للمساعدات الأوروبية الجديدة لليونان، والتي من المنتظر أن تحول دون خروج اليونان من منطقة الأورو. وترى صحيفة (لوتون) أن الشركاء الأوروبيين يقومون بوضع أثينا في اختبار صعب في مقابل وعد بخطة ثالثة للمساعدات بقيمة تصل إلى 86 مليار أورو. وأضافت أنه بدون حدوث انتعاش جذري للدولة، فإن اليونان ستظل تبتلع المليارات دون نتائج، مذكرة بأن الاقتصاد اليوناني يعرف ركودا غير مسبوق ما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي منذ سنة 2011 إلى 25 في المائة. ومن جانبها، أشارت صحيفة (لا تريبين دو جنيف) إلى أنه بعد خمس سنوات من الوعود الكاذبة، يسود انعدام للثقة لدى بعض شركاء اليونان، ومن ضمنهم ألمانيا والبلدان الاسكندنافية.