واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، اهتمامها بأزمة الديون اليونانية والجهود التي تبذلها منطقة الأورو لإيجاد حل متفاوض بشأنه بين حكومة أثينا والدائنين الدوليين وبالقمة التي التأمت أمس ببروكسيل دون تحقيق أي تقدم. ففي ألمانيا، شكلت الأزمة اليونانية والقمة الاستثنائية لقادة ووزراء مالية دول الأورو ببروكسيل المحور الأساسي لعناوين أغلب الصحف، مسجلة خيبة أمل مسؤولين أوروبيين من عدم تقديم أثينا لمقترحات محددة في وقت يتم فيه التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل للأزمة في القريب العاجل. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أنه كيفما كانت اقتراحات الإصلاح التي ستضعها اليونان على طاولة المفاوضات، فإن النقاش بشأنها سيكون حامي الوطيس، مستحضرة كنموذج سلوفاكيا ولاتفيا اللتين أصبحتا تحرصان على عدم ارتكاب أي أخطاء قد تغرقهما في أزمة جديدة، بعدما تمكنتا، بفضل حلول جذرية ومساعدات إنقاذ أوروبية، من تجاوز أزمة مالية كانت قد عصفت باقتصادهما. وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لليونان فإن أنغيلا ميركل ستقوم بدور الوسيط بين اليونانيين والشركاء الآخرين في منطقة الأورو ضمن المحاولات الجديدة لاحتواء الأزمة. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) أن عقد القمة الأوروبية الاستثنائية الحالية وبذل جهود كبيرة وإجراء مفاوضات للبحث عن حل كلها أمور تؤكد أن اليونان بلد مهم استراتيجيا. وسجلت صحيفة (راين نيكار- تسايتونغ) أن الأزمة اليونانية تتمثل، من جهة، في رفض حكومة أثينا للإصلاحات التي اقترحها الدائنون، وهو ما يعتبر استمرارا للتحدي الذي عبرت عنه يوم الأحد، ومن جهة أخرى، في وجود تعاطف مع اليونانيين الذين يخشون خروج بلادهم من منطقة الاورو ومن عواقب ذلك على بلادهم وبقية أوروبا. وفي فرنسا، واصلت الصحف أيضا اهتمامها بآخر تطورات الأزمة اليونانية، مبرزة بشكل خاص موقف فرنساوألمانيا من هذه الأزمة. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن الدعم الشعبي الفرنسي لأثينا الذي يشكل استثناء في أوروبا، يستمد جذوره من تأثير الثقافة اليونانية على فرنسا، مشيرة إلى أنه يتعين فهم هذا التكافل وهذا الإرث. واعتبرت (ليبراسيون) أن هذا التكافل والإرث يضع على عاتق الرئيس فرانسوا هولاند، سواء رغب في ذلك أم لا، مهمة خاصة، تتمثل في إيجاد وسيلة من أجل الوفاء للماضي والمستقبل، وإحياء الروابط التاريخية التي تجمع بين باريسوأثينا، والتي تفرض الحفاظ على اليونان بالقارة الأوروبية. ومن جهتها، قالت صحيفة (لوموند) إن اليمين واليسار لا يرغبان في منطقة للأورو لا يحترم أعضاؤها القواعد، مضيفة أن الطابو تم إسقاط القناع عنه. وأشارت الصحيفة إلى أنه يبدو اليوم أن الألمان، الذين كانوا يتساءلون قبل الاستفتاء عن احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو، أصبحوا مقتنعين بأن هذا الخروج أصبح لا مفر منه بل مرغوبا فيه، ملاحظة أن تطور لغة المستشارة أنغيلا ميركل ، يؤكد هذا التوجه. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إنه من الأفضل، في مواجهة اليكسيس تزيبراس، التحكم في الأعصاب، موضحة أن الوزير الأول اليوناني الذي تجاهل النداء العاجل الذي أطلقه فرانسوا هولاند وأنغيلا ميركل، لتقديم مقترحات جدية، أوفد الثلاثاء وزيره الجديد في المالية إلى بروكسيل خالي الوفاضº أي بدون خطة ملموسة بعكس ما كان يأمله نظراؤه الثماني عشر في المجموعة النقدية الأوروبية. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر كاد أن يعصف بجزء هام من أهداف القمة الأوروبية التي تمت الدعوة اليها، ساعات بعد ذلك. وفي بلجيكا، كتبت صحيفة (لوسوار)، في هذا السياق، أنه بعد اختيار '' لا '' من قبل 60 في المائة من اليونانيين في الاستفتاء وهو رقم كبير، وجدت الدول 18 الأخرى العضو في منطقة الأورو نفسها أمام "خيار يبدو صعبا". وأضافت الصحيفة أنه من جانب الأعضاء 18 ، وعلى الرغم من بعض الخلافات بين مختلف الحساسيات حول مسألة التقشف وغيرها من القضايا، فإن لا أحد على استعداد للتضحية بمجموعة من القواعد، أما في الجانب اليوناني، فإن الغالبية العظمى من الشعب أصبحت الآن على قناعة تامة بأن أوروبا وألمانيا ترفضان تخفيف معاناته. وبالنسبة لصحيفة (لاديرنيير أور) يتعين ألا يستمر هذا الوضع إلى الأبد، معتبرة أن الحد الأقصى لإيجاد مخرج لليونان سيكون يوم الأحد المقبل خلال اجتماع قادة دول وحكومات الأعضاء ال 28 للاتحاد الأوروبي، الذي تقرر في قمة غير رسمية لدول منطقة الأورو مساء أمس الثلاثاء. وشددت الصحيفة على ضرورة بذل أثينا، قبل ذلك، لجهود أكبر بغية اقتراح تدابير بحلول يوم الجمعة. أما صحيفة (لا ليبر بلجيك)، فأكدت من جانبها أن القادة الأوروبيين الآن لا يستبعدون أي فرضية، بما في ذلك أحلك السيناريوهاتº والمتمثل في خروج اليونان من الاتحاد النقدي. وأشارت الصحيفة إلى أن سيناريو "خروج اليونان" وضع بالفعل من قبل المفوضية الأوروبية، معتبرة أن هذا الوضع سيكون له تأثير على أوروبا بأكملها على المستويين الجغرافي والسياسي. وفي النرويج، نقلت صحيفة (في غي) تأكيد المسؤول بالمجلس الأوروبي، ثوربيورن ياغلاند، على صعوبة إيجاد حل لليونان من دون إلغاء الديون المفروضة عليه. كما نقلت الصحيفة عن المسؤول قوله إن ما يثير بالفعل هو أن التدابير التقشفية التي تم تنفيذها أدت إلى تدهور الوضع في اليونان، معبرا عن اعتقاده بأن الدائنين قد يذهبون في اتجاه إلغاء الديون. وأكد خبير اقتصادي للصحيفة أن رغبة اليونان في التخفيف من عبء الديون قد تم رفضها من قبل الاتحاد الأوروبي. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن ثوربيورن ياغلاند يرى أن إلغاء ديون اليونان هو الحل المنطقي للوضع الحالي، محذرا من عواقب فصل اليونان عن منطقة الأورو. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تصميم رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، على مواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق مع الدائنين. ونقلت الصحيفة عنه وصفه لأعمال القمة، التي عقدت أمس الثلاثاء ببروكسيل حول احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو، بأنها مرت في "أجواء إيجابية". وفي سويسرا، تساءلت الصحف عما إذا كانت منطقة الأورو قادرة على الخروج من أزمة اليونان. وتحت عنوان "الاتحاد الأوروبي يعطي فرصة أخيرة لأثينا"، كتبت صحيفة (لوطون) أن قمة منطقة الأورو، المزمع عقدها يوم الأحد المقبل، يمكن أن تؤدي إلى انفراج للأزمة عبر برنامج مساعدات ثالث لليونان، مشيرة إلى أن شبح اقتراح "خروج اليونان" من منطقة العملة الموحدة يلوح في الأفق. واعتبرت الصحيفة أنه من شأن خروج اليونان من منطقة الأورو أن "يشكل كارثة رمزية كبيرة في أوروبا التي لن تعود إلى سابق عهدها، أكثر صلابة، وإنما ستواجه نهاية حلم". وبحسب صحيفة (لاتريبون دي جنيف)، فإن آخر أجل لليونان سينتهي متم الأسبوع الجاري، وبعد ذلك ستستعد منطقة الأورو لخروج اليونان. وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال عدم الاتفاق، يمكن للبنك المركزي الأوروبي أن يتخلى عن البنوك اليونانية، مما سيؤدي حتما إلى انهيار النظام المصرفي وإفلاس البلاد. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (24 أور) أن القادة الأوروبيين ال28 سيجتمعون نهاية هذا الأسبوع للحسم في المفاوضات التي استمرت لحوالي ستة أشهر، مضيفة أن العديد من البلدان أكثر من مترددة في تقديم المساعدات لليونان، بعد خطتين للمساعدات بقيمة 240 مليار أورو، وأشهر من المفاوضات الساخنة مع حكومة الكسيس تسيبراس. وفي إسبانيا، كتبت صحيفة (إلباييس) أن "اليونان طلب إنقاذا آخر كبديل نهائي للخروج من منطقة الأورو"، مبرزة أن تقديم هذا الطلب جاء بعد يوم واحد من الرسائل المتناقضة التي بعث بها رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، مشيرة إلى أنه سيتعين على الشركاء الأوروبيين تحديد شروطهم لمنح هذه القروض الجديدة لليونان. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (لا راثون) أن اليونان تدرس خطة إنقاذ أخرى بقيمة 50 مليار أورو دون اقتراح إجراء أي إصلاح في المقابل، مبرزة أن وزير المالية اليوناني الجديد، اقليدس تساكولوتوس، توجه لاجتماع مجموعة الأورو ببروكسل دون تقديم أي عرض، فيما تستنفد البنوك اليونانية سيولتها. أما صحيفة (إلموندو) فعادت لتصريحات رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الذي أكد أن هناك "خطة مفصلة" لمغادرة اليونان لمجموعة الأورو، مبرزا أنه حدد يوم الأحد كأجل للتوصل لاتفاق مع الحكومة اليونانية حول الإنقاذ الثالث. وتحت عنوان "اليونان تسخر من أوروبا "، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن القادة الأوروبيين أعربوا عن "صدمتهم وامتعاضهم " من تصريحات الكسيس تسيبراس، الذي لم يأت بأي اقتراح خلال اجتماع مجموعة الأورو في بروكسل من أجل إنهاء الوضع الحالي. وفي السويد، كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن "رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس ووزير ماليته الجديد جاءا خاليا الوفاض إلى قمة بروكسل "، مشيرة إلى أنه يتوجب على اليونان تقديم مقترحات يوم الخميس المقبل. وذكرت الصحيفة بأن رئيس المفوضية الأوروبية دعا، من جهته، إلى إعطاء فرصة جديدة لأثينا، مشيرة إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيجتمعون يوم الأحد المقبل في قمة جديدة من المنتظر أن تكون حاسمة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) أن اليونان وعدت بتقديم مقترحات جديدة للإصلاح للدائنين، معربة عن اعتقادها بأن أثينا ترغب في برنامج جديد للمساعدة على المدى الطويل. ومن جانبها، نقلت صحيفة (افتونبلاديت) تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، الذي يعتقد أن الأمر يتعلق "ربما بأهم لحظة في تاريخ الاتحاد الأوروبي والأورو". وفي هولندا، كتبت صحيفة (دي فولكس كرانت) أن القادة الأوروبيين حثوا أثينا على اقتراح خطة للخروج من الأزمة في غضون الخمسة أيام المقبلة من أجل الحصول على مساعدات مستعجلة. أما صحيفة (إين إير سي) فأشارت إلى أن قمة يوم الثلاثاء أسفرت عن ثلاث نتائجº عزم رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس طلب برنامج جديد (صندوق الإنقاذ الأوروبي)، وعرض أثينا، في بحر الأيام القادمة، مقترحات جديدة لمجموعة الأورو والمؤسسات الأوروبية، وعقد قمة الأحد المقبل للدول 28 الأعضاء لتقييم العرض اليوناني. أما بالنسبة لصحيفة (أ دي) فسلطت الضوء على غضب رئيس الوزراء الهولندي مارك روت من سير المفاوضات وعدم وجود مقترحات واضحة بالنسبة لليونانيين، مستحضرة دعوته إلى اليونانيين لإظهار جدية وعزما أكبر للخروج من الأزمة وتجنب سيناريو مغادرة منطقة الأورو. وفي إيطاليا، أشارت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) إلى أن اليونان لم تقدم مقترحات مكتوبة في القمة، ما تسبب في استفزاز شركائها الأوروبيين، مسجلة الحاجة إلى أفكار جديدة ونوايا حسنة للتغلب على الصعوبات الناجمة عن الأزمة اليونانية التي جاءت بسبب الترسانة القانونية غير المكتملة للاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (إيلميساجيرو) فاعتبرت أن "خطر حدوث انفجار داخلي في الاتحاد الأوروبي بفعل "ثقل القوميين" أصبح ملموسا ولا يمكن تجاهله".