أولت أهم الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين ، اهتمامها بالأزمة الخانقة التي يعيشها اليونان في ضوء القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة ومنها الدعوة إلى استفتاء حول مقترحات الدائنين ، وإغلاق البنوك لمدة أسبوع . ففي فرنسا اهتمت الصحف باحتمال خروج أثينا من منطقة الأورو، بعد أن قرر الوزير الأول اليوناني اليكسيس تزيبراس، طرح خطة المساعدة المقترحة من قبل الاتحاد الأروبي على استفتاء شعبي. في هذا الصدد ، ذكرت صحيفة (لوموند) أنه يتعين على اليونانيين الرد بنعم أو لا على اقتراح الاتفاق الذي قدمه دائنو أثينا (صندوق النقد الدولي، اللجنة الأروبية، البنك المركزي الأروبي) في 26 يونيو الجاري، مشيرة إلى أن المفاوضات بين أثينا وشركائها التي استمرت نحو خمسة أشهر لم تفلح في إيجاد اتفاق "إصلاحات مقابل المال" يحظى بقبول الأطراف. وقالت إن رهان تزيبراس خلال الأيام المقبلة يكمن في إقناع الأروبيين بأن الاستفتاء يجري في أفضل الظروف الممكنة. من جهتها ، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن ركود الاقتصاد اليوناني قد يبدأ انطلاقا من غد الاثنين مع الإعلان عن إغلاق الأبناك لتجنب سحب الأموال بشكل مكثف. وأضافت الصحيفة أن البنك المركزي الأروبي الضامن للأورو ، قرر أمس الأحد عدم الرفع من سقف السيولة الاستعجالية الممنوح للأبناك اليونانية من أجل مواجهة ذعر المدخرين. وحذرت الصحيفة من أن انهيار الاقتصاد اليوناني وخروج أثينا من منطقة الأورو سيكون حتميا مساء الأحد خامس يوليوز، إذا ما رفض اليونانيون عبر الاستفتاء العرض النهائي للبلدان الأروبية ال18 الأخرى. من جانبها ، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن زعيم سيريزا رفض بإعلانه عن تنظيم استفتاء، ربط ولايته بالتقشف ، متشبثا بخطه السياسي. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بالوضع المالي في اليونان والتدابير التي اتخذتها الحكومة من أجل حل المشاكل التي تعاني منها البلاد. وهكذا كتبت (إلموندو) أن اليونان تعاني أزمة مالية حادة تتطلب تدخلا طارئا من الدول الأوروبية، مشيرة إلى أنه رغم هذا الوضع المعقد، أعلن البنك المركزي الأوروبي "حفاظه على قروض الطوارئ" لليونان. وبالنسبة لهذه اليومية الإسبانية، فإن إجراء البنك المركزي الأوروبي يبقى غير كاف لتزويد البنوك اليونانية بالسيولة في الوقت الذي يسحب فيه اليونانيون أموالهم بشكل مكثف. من جهتها، أوردت (إلباييس) أن الحكومة اليونانية قررت إغلاق البنوك إلى غاية السابع من يوليوز المقبل، فيما سيقتصر السحب في بعض البنوك على 60 أورو في اليوم الواحد للشخص الواحد، مضيفة أن هذه التدابير تروم تجنب هروب الرساميل إلى غاية تنظيم الاستفتاء. وتابعت اليومية أن أثينا تنتظر القرار الذي ستتخذه باريس وبرلين اليوم الاثنين عقب الاجتماع الطارئ المقرر لوزراء المالية. وفي سياق متصل ، كتبت (أ بي سي) أن ألكسيس تسيبراس أعلن أنه طلب من الاتحاد الأوروبي تمديد خطة المساعدة لمعالجة مشكلة السيولة، وهو الطلب الذي ستناقشه مجموعة الأورو. وعادت اليومية، أيضا، لموقف إسبانيا التي تعتبر أن تنظيم استفتاء يضع حدا لعملية الحوار حول اليونان. وفي ألمانيا ، تطرقت الصحف الصادرة اليوم إلى الأزمة اليونانية التي مازالت مستمرة بسبب تعثر المفاوضات بين حكومة أثينا والجهات الدولية الدائنة إثر تجديد رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس رفضه الشديد للإصلاحات المقترحة. فكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن وزير الاقتصاد ونائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل ، انتقد موقف حكومة أثينا من أزمة الديون وخلافها مع الدائنين. وعبر غابرييل ، في تصريح للصحيفة ، عن شعوره ب"الصدمة" إزاء موقف المسؤولين اليونانيين بعد رفضهم لعرض "جيد للغاية يتضمن كذلك برنامجا ثالثا للمساعدات أو حتى جدولة للديون " ، معتبرا أن مثل هذا العرض "هو كل ما يمكن تقديمه حتى الآن". وأوضح الوزير الألماني ، تضيف الصحيفة ، أن رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس لن يحصل على عرض أفضل بعد الاستفتاء الذي أعلن عنه ، وقال " السيد تسيبراس سيقبل بكل هذه العروض فقط عندما لا تضع أوروبا أية شروط للإصلاحات في اليونان، وهو ما لا يمكن لأوروبا قبوله حتى بعد الاستفتاء" . من جهتها ، عبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) عن خيبة الأمل في الحكومة اليونانية الجديدة التي تولت مهامها لما يقرب من نصف السنة ، لكنها برهنت عن افتقارها للتجربة وإلى الروح الأوروبية ، مشيرة إلى أن الحكومة لم تحاول حل مشكلة الديون التي تعانيها البلاد جنبا إلى جنب مع الحكومات الأوروبية الأخرى ، ولكنها دائما تقف في الاتجاه المعاكس لها. أما صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) ، فكتبت تحت عنوان "المقامر السياسي الأثيني" بأن تسيبراس يحاول دفع المواطنين إلى رفض مقترحات الإصلاحات ويعزز لديهم الشكوك بأنه لا يتحمل المسؤولية السياسية في استمرار الأزمة في البلاد. بالنسبة لصحيفة ( أوغسبورغ أليغماينه) اعتبرت أن الاستفتاء الذي يفكر في إجرائه رئيس الحكومة حول مسألة الديون ، "قد صوت بشأنه المواطن اليوناني منذ فترة طويلة، ليس من خلال استطلاعات الرأي ، ولكن من خلال أجهزة الصراف الآلي ". ووفق صحيفة (ميندنر تاغبلات) ، فإن رئيس الحكومة تسيبراس ووزير ماليته فاروفكيس ، اللذان يديران الأزمة مازال يعتقدان أن الأمور تحت السيطرة رغم محاولات واسعة النطاق لإفهامهما أن ما يفكران فيه يجانب الواقع . وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها اليونان، إذ أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى تأكيد الحكومة اليونانية أن الأبناك في البلاد ستغلق، ابتداء من اليوم الاثنين، لمدة ستة أيام. وأضافت الصحيفة أنه سيتم إغلاق أجهزة الصراف الآلي لبعض الوقت ، لكن ذلك لا ينطبق على السياح وغيرهم من الأجانب. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن اليونان على وشك الانهيار الاقتصادي، خاصة مع توارد الأنباء التي تؤكد أن الأبناك في البلاد ستغلق لعدة أيام ما يطرح أسئلة حول السياحة وقضاء عطلة الصيف في هذا البلد الأوروبي. من جانبها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن عددا من السياح النرويجيين وجدوا صعوبة في سحب أموالهم في اليونان، خاصة أن 60 في المائة من أجهزة الصراف الآلي كانت فارغة أمس الأحد. ونقلت شهادات لأشخاص أكدوا فيها أنهم حاولوا سحب بعض الأموال، لكن لم يجدوا السيولة الكافية لذلك، مبرزة دعوة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس للبنوك بأن تبقى مغلقة اليوم الاثنين.