اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة بعدد من المواضيع، في مقدمتها قضية تجسس الوكالة الأمريكية على ألمانيا، والتطورات التي شهدها ملف الأزمة اليونانية، وانهيار البورصة بالصين، وذكرى مذبحة سريبرنيتشا التي ذهب ضحيتها الآلاف من المسلمين. ففي ألمانيا، تصدرت قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على شخصيات ومؤسسات ألمانية عناوين الصحف، حيث كتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أن التنصت على دولة صديقة أمر غير مقبول وأنه قد حان الوقت لاتخاذ قرار ووضع حد لهذا السلوك المثير، واصفة ردود فعل حكومة المستشارة ميركل بهذا الخصوص ب"المتواضعة". واعتبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن ما تم الكشف عنه من أسرار جديدة حول تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية يظهر فعلا أن "لا شيء ولا أحد يوجد في مأمن"، مشيرة إلى أن "هذه العمليات لا يمكن تحملها، وعلى الحكومة الاتحادية ألا تتسامح مع الولاياتالمتحدة في هذا الأمر، وفي المقابل على واشنطن أن تفهم أن ألمانيا لن تقدم لوائح بيانات وفق رغبتها. وسجلت الصحيفة أن التحالف الألماني الأمريكي ضروري وأن التعاون بين الأجهزة الأمنية مهم إذ أن البلدين في حاجة إلى بعضهما البعض لكن يتعين أن يقف هذا التعاون عند التصدي للإرهابيين وللتهديدات الإرهابية وفق الصحيفة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (دي فيلت) إلى أن موقع ويكيليكس نشر معلومات كثيرة حول التنصت الأمريكي وقائمة للهواتف التي رصدها، دلت على أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت منذ تسعينيات القرن الماضي تقوم بنشاط التجسس على الحكومة الاتحادية، مشيرة إلى أنه لم يتضح بعد من أين وكيف حصلت على هذا الكم الهائل من البيانات. وأضافت الصحيفة أن الوثائق بالتأكيد ليست سوى غيض من فيض وسيكون من السذاجة طرح فكرة إبرام اتفاق "وقف التجسس" مع دولة عظمى كالولاياتالمتحدة وجعلها تقدم تنازلات. وعلى صعيد آخر، اهتمت الصحف باستقالة مؤسس حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المناوئ للأورو، بيرند لوكه، من الحزب الذي أسسه في سنة 2013 بعد أن مني بهزيمة في الجمع العام الأخير وتم استبعاده من رئاسة الحزب على المستوى الاتحادي. وكتبت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن لوكه وقع ضحية استراتيجيته الخاصة التي مكنته من دخول البرلمان الأوروبي وتحالفه مع الشعبويين اليمينيين، مشيرة إلى أن لوكه، أستاذ الاقتصاد، اعتقد أن كل أولئك الذين انضموا لحزبه يحملون نفس أفكاره ومعتقداته لكنه أخطأ الحساب. وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة اليونانية، حيث كتبت صحيفة (لوسوار) أن "المسألة تمت وتوصلت منطقة الأورو مساء الخميس، في الوقت المناسب، بمقترحات جديدة من الإصلاحات التي وعدت بها اليونان التي تأمل في الحصول على حزمة مساعدات ثالثة والبقاء في منطقة الأورو". وتساءلت الصحيفة "وماذا الآن ¿"، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن هذا البرنامج المقترح إذا كان مقنعا، فإن القادة الأوروبيين سيعطون الانطلاقة الرسمية للمفاوضات حول برنامج المساعدات الجديد الأحد المقبل في قمة خاصة في بروكسل موسعة تضم 28 بلدا من الاتحاد الأوروبي، وفي حال لم يكن مقنعا فإن الاجتماع قد يتحول إلى قمة أزمة وبدء خروج اليونان من منطقة العملة الموحدة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لاديرنيير أور) أن بدء العد التنازلي للحفاظ على أو خروج اليونان من منطقة الأورو، قد انطلق إذ سيتجه إما نحو خروج اليونان أو إيجاد حل للأزمة. وتوقفت صحيفة (لافونير) عند بعض المقترحات اليونانية التي أرسلتها أثينا مساء الخميس للدائنين، مبرزة أنها تشمل الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة وإصلاحات لنظام التقاعد والوظيفة العمومية من أجل زيادة الإيرادات الحكومية، مقابل الحصول على مساعدات مالية على مدى ثلاث سنوات. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بانهيار البورصة بالصين، وبآخر تطورات الأزمة اليونانية وانعكاساتها على انتعاشة الاقتصاد الأوروبي. وكتبت صحيفة (لوموند) أن الصين تشهد هبوطا في اقتصادها بقوة أكثر مما كان متوقعا وأزمة عقارية خانقة، فيما يخشى الغرب من تأثيرات الاضطرابات التي تشهدها بورصتا شنغهاي وشينزن على النمو. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت الصدمة المالية المقبلة لن تأتي من أثينا، بل من شنغهاي، موضحة انه في الوقت الذي تتجه فيه عيون الأوروبيين إلى اليونان، هناك خطر آخر محدق بسوق الأسهم الصينية، مما قد يتسبب في تفاقم تباطؤ النمو بهذا البلد، ويضعف شركاءه التجاريين الأسيويين والأمريكيين والأوروبيين على حد سواء، مشيرة إلى أن انهيار البورصة الصينية ستكون له لا محالة تداعيات على المصداقية المالية لهذا البلد. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) أنه في غضون ثلاثة أسابيع تراجعت قيمة الأسهم المدرجة في بورصة شنغهاي بنسبة ثلاثين في المائةº أي ما قيمته ثلاثة مليارات دولار تكون قد تبخرت، مما يظهر حجم الذعر الذي يجتاح الأسواق المالية لثاني اقتصاد في العالم. وأضافت (لاكروا) أن هذا الوضع يشكل مصدر قلق، مشيرة إلى أن الصين تجتاز مرحلة دقيقة، على الرغم من تباشير نمو جيد بحسب المعايير الأوروبية. ومن جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بآخر تطورات الأزمة اليونانية، مبرزة، في هذا الصدد، أن الضغط يزداد على المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، من أجل تقديم دعم قوي لاتفاق من أجل إنقاذ هذا البلد من إفلاس وشيك من خلال الحصول على قروض عاجلة. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بقبول حكومة أثينا لخطة الإنقاذ التي اقترحتها مجموعة الأورو بعد عدة أسابيع من التوتر بين الطرفين. وهكذا كتبت (إلبايس)، تحت عنوان "أثينا تقبل الخطة الأوروبية مع تنازلات إضافية ممكنة"، أن الحكومة اليونانية أرسلت أمس الخميس إلى بروكسل بهذا الاقتراح مصحوبا بكل التفاصيل بغية التوصل إلى اتفاق مع الدائنين حول إنقاذ ثالث. وأضافت اليومية أن رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، الذي وافق "تقريبا على جميع" شروط العرض الأوروبي الأخير، دعا إلى عقد جلسة للبرلمان لمناقشة اقتراح مجموعة الأورو. ومن جهتها، أوردت صحيفة (أ بي سي) أن تسيبراس وافق على خفض أكثر صرامة في الميزانيات مما كان قد طالب به الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن الحكومة اليونانية تسعى لتوفير 13 مليار أورو لتنفيذ هذه الإصلاحات الصارمة. وتابعت اليومية أنه في مقابل هذه التنازلات، طلبت الحكومة اليونانية من الاتحاد الأوروبي مبلغا ماليا بقيمة 53,5 مليار أورو من أجل تغطية التزامات ديونها إلى غاية متم 2018. وفي سياق متصل، كتبت (لا راثون) أن اليونان اقترح إصلاح منظومة الضرائب والمعاشات للحصول على 52 مليار أورو، مشيرة إلى أن الحكومة اليونانية تخطط لرفع الضريبة على القيمة المضافة من 5ر6 في المائة إلى 13 في المائة على الفنادق والسلع الفاخرة، ومن 13 في المائة إلى 23 في المائة على المطاعم. وتحت عنوان "خفض مقابل التخفيف"، كتبت (إلموندو) أن إغلاق البنوك اليونانية قد يؤدي إلى تراجع معدل نمو اقتصاد البلاد إلى ناقص 3 في المائة، وهو الأمر الذي دفع حكومة تسيبراس للسعي إلى اتفاق مع البلدان الدائنة مقابل تقديم إصلاحات أعمق وبتكلفة اجتماعية تتراوح ما بين 10 و13 مليار أورو، بدلا من 8 مليار المقترحة قبل استفتاء الأحد الماضي. وفي هولندا، أشارت صحيفة (دي فولكس كرانت)، في نفس الموضوع تحت عنوان "تقديم خطة الإصلاح اليونانية الجديدة إلى بروكسل"، إلى أن الحكومة اليونانية قدمت اقتراحا جديدا للاتحاد الأوروبي على بعد ساعتين من انتهاء المهلة الممنوحة لأثينا لتقديم خطة إصلاحات واضحة، مبرزة أن لقاء تقرر يوم الأحد المقبل لتقييم الاقتراح اليوناني وتجنب إفلاس البلاد. وذكرت الصحيفة أن اليونان تواجه نقصا في السيولة، مشيرة إلى تفاصيل الاقتراح الجديد الذي قدمه رئيس حكومة أثينا تسيبراس، والتي تأمل بالمقابل أن يمكنها إجراء إصلاحات من الحصول على قرض من صندوق الإنقاذ الأوروبي للثلاث سنوات المقبلة لتسديد ديونها. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إين إر سي) أن الدائنين لأثينا حثوها يوم الثلاثاء الماضي على تقديم مقترحات جديدة وملموسة إذا أرادت الخروج من الأزمة المالية والتوصل إلى برنامج جديد للمساعدات، مشيرة إلى أن الدائنين سيدرسون الإصلاحات المقترحة أمس الخميس يومي السبت والأحد المقبلين بمشاركة 28 رئيس دولة وحكومة من أوروبا. أما صحيفة (أ دي) فأكدت أن تقييم اللجنة الثلاثية بشأن الخطة الجديدة لليونان ستكون حاسمة، مضيفة أنها ستكون الفرصة الأخيرة لأثينا، وأنه لم يتم بعد استبعاد خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي، خاصة إذا كانت المقترحات المقدمة الخميس لا تتلاءم مع شروط الدائنين والدول الأوروبية. وفي السويد، كتبت صحيفة (داجنز نيهيتر) أن أثينا قدمت مقترحات جديدة للإصلاح تنص على الزيادة في الضرائب، خاصة في قطاع المطاعم، مشيرة إلى أن "مصير هذا البلد يمكن أن يتحدد في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يوم الأحد المقبل". وذكرت الصحيفة أن هذه المقترحات تهدف إلى ادخار ما يقرب من 13 مليار أورو، وبيع الأسهم المملوكة للدولة اليونانية في شركة الاتصالات (أوتي). وأضافت الصحيفة أن أثينا تريد تمويلا بقيمة 5ر53 مليار أورو لتغطية التزاماتها من القروض مقابل هذه الإصلاحات التي يتعين أن يوافق عليها أولا البرلمان اليوناني. ومن جانبها، أشارت (افتونبلاديت) إلى أن الحكومة اليونانية ترغب، من خلال هذه المقترحات، في خصخصة بعض المطارات والموانئ والزيادة في قيمة الضرائب، خاصة الضريبة على القيمة المضافة على المطاعم والفنادق. وذكرت الصحيفة أنه جاء الآن دور المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي للنظر في هذه الإصلاحات والتقرير في ما إذا كان سيتم تمكين اليونان من برنامج طارئ أم لا. وفي النرويج ، اهتمت الصحف، على الخصوص، بذكرى مذبحة سريبرنيتشا التي ذهب ضحيتها آلاف المسلمين في البوسنة والهرسك. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (في غي) أنه بعد مرور 20 سنة على هذه الإبادة الجماعية، فإن البوسنيين لا يزالون ينتظرون دفن أحبائهم. ونقلت عن بعض المسلمين في البوسنة والهرسك تأكيدهم على أنه لا يجب نسيان مذبحة سريبرينتشا، وهناك احتمالات عدة من بينها العيش سويا، في إشارة للصرب المتهمين بالجريمة، مذكرة بالمذبحة التي اقترفها الصرب في حق رجال ونساء وشباب مسلمي البوسنة في المنطقة خاصة في 11 يوليوز 1995. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) مجددا إلى الأزمة الاقتصادية والمالية في اليونان، مشيرة إلى اقتراح رئيس وزراء هذا البلد الكسيس تسيبراس القيام بتخفيضات في معاشات التقاعد والرفع من الضرائب. وقالت الصحيفة إنه رغم تعبير اليونانيين عن رفضهم في استفتاء الأحد الماضي لمقترحات الاتحاد الأوروبي، فإن الحكومة اليونانية تقدم مقترحا لزيادة الضرائب وخفض النفقات التقاعدية. وأضافت أن اليونان تسعى لتغطية التزامات مبلغ كبير من القروض إلى غاية يونيو 2018 ، معتبرة أن التفاصيل الأولى للخطة اليونانية بدأت تتكشف. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أنه بالرغم من أن تفاصيل المقترح لا تعرف بشكل كبير إلا أن هناك شروطا مسبقة ينبغي القيام بها من أجل إجراء المفاوضات بشأن برنامج القروض اليونانية مع الدائنين في الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي.