أولت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم السبت اهتماما بالغا لتطورات الازمة اليونانية عشية الاستفتاء على مقترحات دائني هذا البلد ، وفي ظل التكهنات حول ما إذا كان اليونان سيبقى ضمن منطقة الاورو أو سينسحب . ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) في افتتاحيتها أن خطورة الاستفتاء في اليونان تكمن في إمكانية تقديمه لإجابة غامضة ستؤدي إلى تفسيرات متضاربة ، خاصة إذا فازت "لا" بالأغلبية. واعتبرت الصحيفة أنه سواء فاز أنصار '' نعم '' أو '' لا '' ، فليس للحكومة اليونانية وشركائها الأوروبيين أي خيار سوى الجلوس على طاولة المفاوضات ، وبسرعة ، لإيجاد حل من شأنه أن يبقي اليونان في منطقة الاورو. وحسب الصحيفة فإنه من غير المعقول أن يستمر انسداد الأفق الى أن يتسبب في حدوث كارثة . وفي نفس السياق ، أكدت صحيفة ( لادينيير أور) أنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء، يتعين على أوروبا أن تجد حلا قابلا للتطبيق لمساعدة هذا البلد وخاصة أن الأزمة المتفاقمة ستجعل أوروبا تقدم دعما إضافيا بقيمة 36 مليار أورو لأثينا. وحذرت الصحيفة من أن نتائج الاستفتاء ليوم الاحد ، ستكون لها انعكاسات خطيرة على مستقبل الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه يتعين إيجاد توافق بين اليونانيين والدائنين ، باعتبار أن اليونان الذي يحتاج إلى المال لن يمكن أن يحصل عليه إلا من الأوروبيين. وفي فرنسا اهتمت الصحف بشكل واسع بالوضع الاقتصادي باليونان عشية الاستفتاء على مقترحات دائني هذا البلد. واعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن استحقاق الاحد الذي دعا اليه على عجل الوزير الاول اليوناني اليكسيس تزيبراس ، سيكون استفتاء من اجل قول نعم او لا لبقاء اليونان في منطقة الاورو. وأشارت الصحيفة الى ان قرابة عشرة ملايين ناخب يوناني بإمكانهم تقرير مصير بلادهم، وبالتالي التأثير في مصير بلدان منطقة الاورو ال19 او حتى مصير بلدان الاتحاد الأوروبي ال28 . من جهتها، كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان اروبا لا تحب الاستفتاء ، وانها على خطأ، معتبرة انه كيفما كانت الشروط التي سيجري فيها تزيبراس استشارته، فان شركاءه الاروبيين سيفقدون الكثير اذا ما انتقصوا من اهمية هذا التصويت الشعبي . وقالت الصحيفة إن مسألة صلاحية هذه الاستشارة تظل قضية ثانوية، ذلك ان السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يتعين التوصل الى اتفاق ام لا ، هل يتعين بذل جهود من أجل التقريب بين المواقف بهدف الابقاء على اليونان في أروبا. وأكدت الصحيفة انه ليس هناك من طريقة للخروج من هذه المتاهة، سوى التفاوض ثم التفاوض ، والتفاوض كيفما كانت نتيجة استفتاء الاحد. من جانبها ، كتبت صحيفة (لوموند) ان اقتصاد اليونان عاد بالفعل الى مستواه لما قبل الاورو ، موضحة ان الناتج الداخلي الخام بالنسبة لكل مواطن يوناني انخفض الى24564 دولار (22145 يورو) سنة 2014 أي تقريبا نفس مستوى سنة 1999، بعد ان ارتفع الى33018 دولار (29765 يورو) سنة 2007 ، وهو ما يعني تراجعا ب15 سنة الى الوراء حسب احد الخبراء. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة (المساجيرو) أن المظاهرتين المنظمتين في أثينا ، قبل 48 ساعة في الاستفتاء ، تقدمان صورة بلد منقسم ويعاني من انعدام اليقين. وبغض النظر ، تقول الصحيفة ، عن عدد المشاركين في هذه المظاهرة أو تلك لدعم ''نعم"' أو ''لا''، فالمهم هو عدد الأصوات المدلى بها يوم الأحد لفائدة هذا الطرف أو ذاك. وحسب الصحيفة ، فإن الأجواء في الساحتين حيث تنظم المظاهرتان كانت جد متوترة ، وتعطي الانطباع بأننا عشية يوم " ستغير التاريخ" ، مشيرة إلى أنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء " لا شيء سيكون كما كان من قبل". أما صحيفة (لا ريبوبليكا)، فتطرقت الى موقف إيطاليا من الأزمة اليونانية، حيث أكدت أن رئيس الوزراء ماتيو رينزي، كان يفضل استمرار الحوار مع أثينا قبل أن تختار الحكومة اليونانية تنظيم الاستفتاء ، لكنه غير موقفه وانحاز الى المعارضين لحكومة سيريزا عندما علم بأن الاستفتاء سينظم ولا مفر من ذلك. وأضافت الصحيفة ، أنه بالنسبة لإيطاليا ، مهما كانت نتائج الاستفتاء ، فإن '' التضحية اليونانية ''، يجب أن تجعل أوروبا تتخلى عن سياسة التقشف التي أثبتت قصورها. وفي سويسرا ، كتبت ( لاتريبيون دو جنيف) تحت عنوان "معسكران متعارضان يتعبآن " عن بروز " كل أولئك الذين يشعرون بأن ليس لديهم شيئا يخسروه، و كذلك أولئك الثائرين ضد الدائنين الذين يتدخلون في شؤون بلادهم بشكل غير ديمقراطي. أما صحيفة ( لوتون ) ، فاعتبرت أن الاقتصاد اليوناني تراجع إلى مستواه ما قبل الاورو، وأنه لا يمكن لأي إحصاءات الكشف عن حجم التضحيات التي قدمها اليونانيون منذ سنوات. وأضافت الصحيفة أن الأزمة المالية في اليونان ولدت وضعا متفجرا، تفاقم بسبب سياسات التقشف التي يطالب بها الدائنون الرئيسيون مشيرة الى أنه على الرغم من التضحيات المؤلمة، لم ينتعش الاقتصاد كما هو متوقع، على عكس ما لوحظ في إسبانيا وأيرلندا على سبيل المثال. وبالنسبة لصحيفة ( 24 أور) ، فإن خروج اليونان من منطقة الاورو ليس حتميا " لأنه سيكون هناك المزيد من المفاوضات" مبرزة أن الأوروبيين سبق أن دعموا بشكل كبير بنوكا وبلدانا عانت من الأزمة الاقتصادية العالمية . و اعتبرت الصحيفة، أنه من الضروري حاليا التفكير في بدائل عن توفير السيولة من قبل البنك المركزي الأوروبي. وفي السويد ، تناولت صحيفة (داجنز نيهيتر) الخطاب الناري الذي ألقاه تسيبراس، في ميدان سينتاغما في أثينا الذي دعا فيه مواطنيه الى التصويت ب'' لا '' ، في الوقت الذي كان يعقد تجمع أخر لأنصار '' نعم ''. وأوضحت الصحيفة أن تسيبراس ، قال إن مواطنيه ، الذين يستحقون "حياة كريمة '' ، يجب أن يقاوموا '' الابتزاز ''، مشيرة الى أن أنصار 'لا' يشككون مع ذلك في إمكانية الاستفادة من خطة للإنقاذ في حالة الفوز. من جانبها، لاحظت صحيفة ( سفنسكا داغبلاديت) أن فوز "لا" قد يعني نهاية الدعم الذي يقدمه البنك المركزي الأوروبي ، مضيفة أن انعدام اليقين لا يزال يلقي بضلاله على مستقبل البنوك اليونانية على المدى القريب . و نقلت الصحيفة عن خبير اقتصادي ، أنه في غياب دعم البنك المركزي الأوروبي، بعض البنوك سوف تختفي في حين ستضطر أخرى للاندماج في ما بينها مشيرة الى أن بقاء العديد من البنوك اليونانية يعتمد على دعم البنك المركزي الأوروبي. وفي ألمانيا ركزت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها على الاستفتاء المزمع إجراؤه في اليونان يوم غد الأحد ، مشيرة إلى أن اليونانيين سيقولون كلمتهم بشأن التقشف وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها الدائنون الدوليون. واعتبرت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) في مقال حول الموضوع أن "القرار حاليا بيد اليونانيين لتحديد ما إذا كانوا يرغبون في بقاء بلادهم كعضو في منطقة الأورو أو العودة إلى عملتها السابقة الدراخما" مشيرة إلى أن هناك من يعتقد أن نتيجة استطلاع الرأي في هذا الاستفتاء لن تنجح في حل الأزمة، لكن بالمقابل هناك الكثير من اليونانيين يرغبون فقط في وقف قرار التقشف الذي اتخذ في بروكسيل. من جانبها أبرزت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أن اليونانيين إذا صوتوا بالسلب في الاستفتاء فهذا يعني منطقيا تأييدهم لخروج بلادهم من منطقة الأورو، ومع ذلك، ترى الصحيفة أنه مهما كانت نتائج الاستفتاء يتعين على الاتحاد الأوروبي محاولة إجراء مفاوضات جادة مع اليونان. بالنسبة لصحيفة (راينشه بوست ) فاعتبرت أن رئيس الوزراء تسيبراس ووزير ماليته فاروفاكيس قد يكونا في غاية السعادة، لأن الاستفتاء قد يمهد الطريق للإصلاحات المطلوبة دون أن تحسب على الحكومة أي تنازلات. أما صحيفة " بيلد " فنقلت عن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله قوله بأن فشل المفاوضات مع حكومة أثينا كان متوقعا لأنه ليس لديها أي استعداد لتنفيذ الاصلاحات، مشيرا إلى أن ذلك كان واضحا قبل حتى انتخاب الحكومة الحالية . وبخصوص الاستفتاء قال الوزير للصحيفة، إن اليونانيين هم من سيحدد ما إذا كانت بلادهم ستستمر في اعتماد الأورو أو تستغني عنه إلا أنه جدد تأكيده أن أوروبا رغم ذلك لن تتخلى عن المواطنين في اليونان. ووفق صحيفة (مونشنر ميركور ) فإن التصويت بنعم في الاستفتاء سيكون له تأثير قوي ، وسيعيد الثقة المفقودة وبشكل تدريجي بين اليونان وشركائها وسيعطي مجالا أكبر للتفاوض حول مقترحات الاصلاح. وفي النرويج، لا تزال الصحف مهتمة بالتطورات المتسارعة في اليونان جراء الأزمة المالية والاقتصادية التي تعرفها البلاد، إذ نقلت صحيفة (في غي) إلى أخبار تتساءل حول مدى إمكانيات توفير البنوك اليونانية مدخرات الأشخاص، مشيرة إلى نفي وزير المالية عزم البنوك سحب أموال العملاء. وذكرت بتصريح رئيسة جمعية البنوك اليونانية لوكا كاتسيلي بأن البنوك تتوفر على سيولة بنحو مليار أورو إلى غاية الاثنين المقبل، لكنها اعترفت بأن ما دون ذلك يبقى رهينا بقرارات البنك المركزي الأوربي. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى استمرار ما سمته ب"المأساة اليونانية" من خلال أعمال شغب في العاصمة أثينا. وأبرزت المشاكل التي تعترض التعويضات عن التقاعد واليأس الذي بدأ يظهر على متقاعدي البلاد، والذي جاء بعد التدابير المالية المتخذة مؤخرا، والتي أثرت على وضعيتهم الاجتماعية. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى الشعور بالقلق الذي حمل العديد من اليونانيين إلى التظاهر حاملين علم بلادهم وعلم الاتحاد الأوروبي، موضحة أن هؤلاء الأشخاص تجمعوا لقول رأيهم قبل الاستفتاء الذي ينظم غدا الأحد حول خطة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان من الأزمة المالية التي تعرفها.