واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، تركيزها على الوضع في اليونان، عشية الاستفتاء الذي دعت حكومة أثينا بقيادة الكسيس تسيبراس إلى تنظيمه يوم الأحد المقبل. ففي فرنسا، كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الرئيس فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، لم يعودا على نفس الخط، إذ يرغب هولاند في التوصل سريعا إلى اتفاق في وقت ترفض فيه ميركل التفاوض قبل استفتاء الخامس من يوليوز حول مقترحات دائني اليونان. وأضافت الصحيفة أن الرئيس هولاند يرى أن هناك وقتا كافيا للتفاوض، فيما تؤكد ميركل بوضوح أن ألمانيا لا يمكنها قبل الاستفتاء مناقشة أي طلب للمساعدة لفائدة اليونان. وأشارت الصحيفة إلى أن فرنساوألمانيا لا يتقاسمان نفس التحليل بشأن المخاطر المحتملة لخروج اليونان من منطقة الأورو، مبرزة أن الرئيس فرانسوا هولاند يبدو أكثر تفهما بشأن تجنب اعتماد الصرامة إزاء اليونان، أما المستشارة انجيلا ميركل فتعتبر أن احترام القواعد الأوروبية المشتركة اكتسى على الدوام أهمية أساسية. وفي موضوع آخر، كشفت صحيفة (ليبراسيون) عن وثائق جديدة لوكالة الأمن القومي الأمريكية، تشير إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعرضت هي الأخرى على غرار آخر ثلاثة رؤساء فرنسيين للتجسس من قبل الاستخبارات الأمريكية. وأكدت الصحيفة أن التنصت الهاتفي هم ميركل ومستشارها في الشؤون الأوروبية، وأربع وزارات ألمانية، والبنك المركزي الأوروبي، مضيفة أن هذه الوثائق تبرهن مرة أخرى على تجسس الولاياتالمتحدةالأمريكية على حلفائها. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوموند) إن الصين حددت سقفا لانبعاث ثاني أوكسيد الكربون في أفق 2030 ، وذلك كمساهمة رسمية في الجهود الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في اليونان، عشية الاستفتاء الذي دعت حكومة أثينا بقيادة الكسيس تسيبراس إلى تنظيمه يوم الأحد المقبل. فتحت عنوان "تسيبراس جعل اليونانيين رهينة لابتزاز الاتحاد الأوروبي"، كتبت (أ بي سي) أنه في الوقت الذي يحاول فيه نحو مليوني متقاعد سحب أموالهم من البنوك اليونانية، دعا رئيس الوزراء للتصويت ب"لا " بكثافة، من أجل أوروبا "حيث الأغنياء يؤدون بدلا من الموظفين والمتقاعدين". وأوردت اليومية، في هذا الصدد، تصريحات رئيس مجموعة الأورو، دونالد توسك، الذي قال إن أوروبا ترغب في مساعدة اليونان، "لكنه لا يمكنها أن تساعد شخصا رغما عنه". أما (إلباييس) فكتبت أن الكسيس تسيبراس مصر على مواجهته مع أوروبا بخصوص الاستفتاء المقرر يوم الأحد القادم، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء اليوناني أكد أمس الأربعاء عقد هذه الاستشارة، كسلاح للتفاوض، بعد قبول شروط أوروبا لإنقاذ ثالث. ومن جهتها، أشارت (إلموندو) إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي أعربت عن نيتها عدم التفاوض مع اليونان قبل الاستفتاء، أبرزت حق اليونانيين في تقرير مستقبلهم، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية، التي وصفت الاستشارة ب"ضغط غير مقبول"، تدعم موقف الحكومة الألمانية بشأن الأزمة اليونانية. وفي سياق متصل، ذكرت (لا راثون) أن "تسيبراس يرغب في اتفاق مع الاستفتاء في الوقت الذي رفضت فيه أوروبا ذلك"، مشيرة إلى أن مجموعة الأورو، التي انتقدت الدعوة لهذه الاستشارة، أكدت أنه لن تكون هناك مفاوضات مع الحكومة اليونانية، لكون صلاحية البرنامج السابق انتهت. وفي ألمانيا، واصلت الصحف تسليط الضوء على الملف اليوناني والموقف الذي عبرت عنه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أكدت أن بلادها غير مستعدة للتفاوض على اتفاق جديد للدعم المالي لليونان قبل إجراء استفتاء اليونانيين المقرر يوم الأحد المقبل. وكتبت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ)، في تعليقها على خطاب المستشارة ميركل في "البوندستاغ "، أن المستشارة تحدثت "ببرودة دم" وشددت على أنها ستنتظر نتائج الاستفتاء قبل إجراء محادثات جديدة بعد أن نفد الوقت المحدد لأثينا . ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن اليونان على حافة الانهيار ولن تستطيع دفع ديونها بل إنها أصبحت في مستوى إفلاس دول العالم الثالث إذ حتى المتقاعدين لم يتوصلوا بمستحقاتهم. ومن جهتها، تحدثت صحيفة (أوسبروغر أليغماينه) بشأن احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو، مشيرة إلى أن "المصالح الجيو-سياسية لأوروبا والاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي تقتضي الحفاظ على اليونان كعضو بمنطقة الأورو، إلا أن خروجها المحتمل لن ينسف منطقة الأورو أو يفشل المشروع الأوروبي". أما صحيفة (دي فيلت) فقد أشادت بوحدة موقف الحكومة الألمانية وسياسيتها تجاه الملف اليوناني، معتبرة أن قوة التحالف ظهرت في العديد من القضايا والمشاريع التي تعتزم الحكومة تنفيذها وأيضا في القضايا التي تشكل تهديدا لأوروبا، مشيرة إلى أن ميركل ونائبها سيغمار غابرييل، اتخذا نفس الاتجاه في معالجة الأزمة اليونانية. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذه الأزمة عززت التماسك وسمعة الائتلاف الكبير في ألمانيا. ووفق صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ)، فإن العديد من القادة السياسيين الأوروبيين، غير راضين عن اختيار رئيس الوزراء تسيبراس يوم الأحد للاستفتاء على مقترحات الإصلاح. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة التي ستقوم بها الحكومة اليونانية "متأخرة جدا"، معتبرة أنها فوتت عليها العديد من الفرص واستنفذت كل الوقت لحل أزمتها بسبب "خيارات غبية، وأيضا بسبب الغطرسة". وفي النرويج، اهتمت الصحف المحلية بالعديد من المواضيع الدولية، من ضمنها الهجمات المسلحة في جزيرة سيناء المصرية، والوضعية الاقتصادية في اليونان. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (في غي) إلى مقتل العديد من المدنيين ورجال الشرطة والجنود ومسلحين في الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" في سيناء المصرية. واعتبرت الصحيفة أن المهاجمين ينتمون لأكبر جماعة متطرفة في تاريخ مصر والتي نفذت سلسلة من الهجمات المنسقة ضد مواقع عسكرية في شبه جزيرة سيناء باستهداف 15 نقطة تفتيش والقيام بثلاثة تفجيرات انتحارية. ونقلت عن مصادر أمنية تأكيدها على أن أكثر من 300 مسلح مجهزون بأسلحة ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات شاركوا في هذه الهجمات. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) مجددا إلى الأزمة الاقتصادية والمالية اليونانية، مشيرة إلى حالات أشخاص يعانون من الوضع الحالي وينظرون بتشاؤم إلى مستقبل البلاد الاقتصادي. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تقارير تظهر أن مليون شخص في اليونان يمكن أن يفقدوا وظائفهم إذا استمرت الأزمة الحالية على ما هي عليه بدون حل. وأضافت أن قطاع التوزيع في اليونان يدق ناقوس الخطر، ولاسيما مع خطر انهيار نحو 650 شركة بالبلاد، مبرزة أن الأزمة الحالية بدأت تظهر بشكل جلي مع الخصاص في السيولة المالية بالبنوك والتي تجلت في التوجه الكبير للأشخاص لسحب أموالهم.