شكل موضوع الأزمة اليونانية وتفاقمها، أهم محور ركزت عليه الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، وذلك على خلفية غياب أي مؤشر على احتمال التوصل إلى حل قريب قبيل إجراء استفتاء حول البقاء أو مغادرة اليونان لمنطقة الأورو. ففي فرنسا، واصلت صحيفة (لوموند) الاهتمام بالوضع الاقتصادي في اليونان، مشيرة إلى أن كلا من اثينا وبروكسيل وباريس وبرلين، تؤكد أنها عملت ما بوسعها من أجل تجنب خروج اليونان من منطقة الأورو. وقالت الصحيفة إنه من جانب القادة الأوروبيين لا أحد يرغب في أن تسجل كتب التاريخ أنه كان سببا في خروج اليونان من منطقة الاورو، مضيفة أن مختلف الأطراف (الحكومة اليونانية واللجنة الأوروبية وصندوق النقد الدولي) دخلوا في لعبة التبريرات الذاتية. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) لقضية البيئة، وخاصة مبادرات عدد من المدن عبر العالم الرامية إلى المساهمة في مكافحة التغيرات المناخية. وأكدت الصحيفة، في هذا الصدد، على أهمية المبادرات التي يتم اتخاذها على الصعيد المحلي من أجل إحداث تغيير في السلوكيات في اتجاه تحقيق أكبر قدر من الاحترام للبيئة، في وقت يهتم فيه قادة الدول بأولويات أخرى. وأضافت الصحيفة أن المدن توجد في الصف الأول في مجال التصدي للتغيرات المناخية ذلك أنها ستضم سنة 2050 نحو 75 في المائة من سكان العالم. ومن جانبها، حذرت صحيفة (لوفيغارو) من تسارع تنامي المديونية العمومية بفرنسا، مشيرة إلى أن الدين العمومي الفرنسي ارتفع ب51.6 مليار أورو في الفصل الأول من سنة 2015 ليصل إلى 2100 مليار أوروº أي 97.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأضافت الصحيفة أنه بالإضافة إلى البطالة هناك منحنى آخر لم يستطع فرانسوا هولاند عكسه منذ انتخابه، مبرزة أن الأمر يتعلق بديون فرنسا. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في اليونان بعد انتهاء موعد سداد ديون هذا البلد تجاه صندوق النقد الدولي. وهكذا كتبت (أ بي سي) أن اليونان باتت على قائمة المتخلفين عن سداد ما بذمتهم لصندوق النقد الدولي، مضيفة أن رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، يرهق صبر ووقت مجموعة الأورو، التي رفضت اقتراح أثينا منحها تمديدا آخر وإنقاذا ثالثا دون تنازلات. وبدورها، أكدت (لا راثون) أن أوروبا رفضت منح إنقاذ آخر بقيمة 29,1 مليار أورو لليونان، التي لم تحترم موعد سداد ديونها لصندوق النقد الدولي، مبرزة أن حزب سيريزا (أقصى اليسار) جعل من اليونان أول بلد متقدم يتخلف عن سداد ديونه. أما (إلموندو) فكتبت أن أوروبا هددت بفرض خفض جديد في الميزانيات على اليونان، وأن بروكسل لن تتفاوض مع تسيبراس حول خطة مساعدات جديدة أو إعادة جدولة الديون، مشيرة إلى أن اليونان تواجه وضعا غير مستقر قد يقود لخروج هذا البلد من منطقة الأورو. وفي سياق متصل، أوردت (إلباييس)، تحت عنوان "أوروبا رفضت التفاوض مع أثينا تحت تهديد الاستفتاء"، أن أوروبا أبلغت حكومة تسيبراس أن هناك إمكانية لتقديم تنازلات لإنقاذ ثالث، لكن بعد الاستفتاء الذي دعت إليه الحكومة اليونانية الأحد المقبل. وفي ألمانيا، واصلت الصحف تركيز اهتمامها على الأزمة اليونانية وتفاقم الوضع في هذا البلد مع غياب مؤشرات على احتمال التوصل إلى حل قريب في ظل إجراء استفتاء حول البقاء أو مغادرة اليونان للاتحاد النقدي الأوروبي، وكذا الاعتداءات المتكررة على مراكز استقبال اللاجئين في مختلف مناطق ألمانيا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لاندستسايتونغ) أن الوضع الذي وصلت إليه الاعتداءات على المراكز الخاصة باللاجئين الذين تعتزم الولايات الألمانية استقبالهم "مقلق"، فيما تنتشر مخاوف من تسلل أجانب وسط اللاجئين وطالبي اللجوء يحرضون على العنف. ومن جانبها، عبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) عن قلقها من كون الهجمات الأخيرة على مراكز إيواء اللاجئين لم تثر غضب المجتمع، معتبرة أن غياب التعاطف جاء لكون اللاجئين المتضررين يأتون من مجتمعات مختلفة. أما صحيفة (فولكسشتيمة ) فاعتبرت أن الاعتداءات على هذه المراكز سبب كافي لتكثيف الجهود من أجل مكافحة كراهية الأجانب والتحسيس بعدم الخوف من الآخر الذي يأتي من مناطق مضطربة، والوقوف في وجه التحريض. ومن جهتها، أشارت صحيفة (زودفيست بريسه) إلى نقطة أخرى، معتبرة أن إيجاد حل معقول لطالبي اللجوء على المستوى الأوروبي سيكون إشارة هامة للاجئين إلا أن دول الاتحاد الأوروبي، تقول الصحيفة، لم تجد للأسف حتى الساعة حلا لهذا الوضع. أما بخصوص الأزمة اليونانية، فأجمعت الصحف على أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ينتظرها في الوقت الراهن الكثير من العمل لاحتواء الأزمة. وعبرت، في هذا السياق، صحيفة (راين نيكار تسايتونغ) عن أملها في إيجاد حل مع حكومة أثينا، معبرة عن اعتقادها بأن اليونان توجد على حافة الإفلاس حتى ولو قامت بانتخاب برلمان آخر جديد، ومن المحتمل جدا أن ينتصر حزب سيريزا. أما صحيفة (دي فيلت) فترى أنه ليس غريبا أن يعبر وزراء مالية البرتغال وأوروبا الشرقية وايرلندا عن غضبهم الشديد من وزير المالية اليوناني فاروفاكيس، معربة عن صعوبة الموقف في أوروبا التي أصبحت تشعر بالقلق من هذه الأزمة. وفي النرويج، واصلت الصحف المحلية التطرق إلى الأزمة الاقتصادية والمالية في اليونان وتداعياتها على العلاقة مع الإتحاد الأوروبي، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى وثائق تظهر أهم المقترحات التي نوقشت بين الاتحاد الأوروبي واليونان. وذكرت أن من أهم هذه المقترحات تلك المتعلقة بسن التقاعد الذي تم التأكيد أنه ينبغي أن يرفع إلى 67 عاما في سنة 2022، وكذا إصلاح الضريبة على الشركات وتعبير بلدان الاتحاد الأوروبي عن خشيتها من الآثار السلبية لارتفاع الضريبة على الشركات على الاقتصاد اليوناني. كما همت المواضيع التي نوقشت بين الطرفين الإعفاءات الضريبية والخوصصة لاسيما في المجالات المتعلقة بالموانئ والمطارات وقطاع الطاقة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى تخلف اليونان عن سداد ديون لها لصندوق النقد الدولي. وأضافت الصحيفة أن ذلك قد يقود إلى إفلاس اليونان، مبرزة تحليلات تعتبر أن هذا الوضع يعني أن اليونان لا يمكنها أن تقترض من الآخرين، وتسجيل نقص في الواردات الأساسية. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن الاقتصاد اليوناني يدخل مرحلة جديدة، بعدما استعصى تسديد ديون مفروضة عليه لفائدة صندوق النقد الدولي. وذكرت، نقلا عن مسؤولين أوروبيين، تأكيدهم على أن الوضع الاقتصادي والحالة العامة للبنوك في اليونان يعرف تدهورا كبيرا وأنه ينبغي تغيير الموقف السياسي للحكومة اليونانية.