واصلت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء، تعاليقها حول الازمة اليونانية الخانقة في ضوء الاستفتاء الشعبي الذي دعت إليه الحكومة يوم الاحد القادم بخصوص مخطط الدائنين. ففي فرنسا، سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الوضعية الاقتصادية الحرجة التي تجتازها اليونان، مشيرة الى أن أفق خروج اثينا من منطقة الاورو أضحى وشيكا، خاصة بعد توقف المفاوضات بين اليونان ودائنيه. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن خطر انتقال العدوى يظل محدودا، بحسب الاقتصاديين، فإن الاسبوع المالي يبدو صعبا، مشيرة الى أن كل البورصات فتحت الاثنين على انخفاض قوي. وكتبت الصحيفة من ناحية اخرى أن بكين وواشنطن عبرتا عن قلقهما في الآونة الاخيرة، مذكرتان بتشبثهما بوحدة منطقة الأورو. في السياق ذاته، تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عن الأسس التي ارتكز عليها موقف الوزير الاول اليوناني اليكسيس تزيبراس، الذي قرر عرض اقتراحات الدائنين على الشعب اليوناني. ودعت الصحيفة في هذا الاطار الى ترك المواقف الخطابية والعودة الى طاولة المفاوضات، باعتبارها الحل الوحيد الممكن عوض القفز في المجهول بما يتضمنه من مخاطر. من جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالصدمة التي شهدتها البورصات عقب توقف المفاوضات بين اليونان ودائنيه، وخاصة الدعوة الى استفتاء الاحد المقبل، مما أغرق الاسواق الاثنين. وأضافت الصحيفة استنادا الى الخبير الاقتصادي باتريك جاك أنه في الوقت الذي تتفاقم فيه الازمة باليونان، يزداد الخطر وهو ما يعكسه التراجع القوي لمؤشرات البورصة، وارتفاع معدلات الفائدة بالبلدان الهشة، بمنطقة الاورو. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالوضع المالي في اليونان وتعبئة مختلف المسؤولين الأوروبيين لحل هذا الوضع على بعد خمسة أيام من الاستفتاء الذي دعت إليه الحكومة اليونانية. وهكذا، كتبت (إلباييس) أنه يتعين على اليونانيين الاختيار يوم الأحد المقبل بين البقاء في منطقة الأورو أو الفوضى الشاملة، مشيرة إلى أن إغلاق البنوك بالبلاد تأكد أمس الاثنين. وأضافت اليومية أنه في انتظار نتائج هذه الاستشارة، أعلن الكسيس تسيبراس أن المطلوب من الاتحاد الأوروبي هو تمديد برنامج المساعدات لبلده، الذي رفض السبت الماضي. من جهتها، أوردت صحيفة (إلباييس) أنه خلال يوم تخللته العديد من الاجتماعات، أظهر القادة الأوروبيين، أمس الاثنين، وحدة في مواجهة الموقف اليوناني. أما (إلموندو) فكتبت، تحت عنوان "أوروبا تنذر اليونان"، أن بروكسل دعت اليونانيين للتصويت خلال الاستفتاء ب "نعم" على عدم توثيق خروجهم النهائي من منطقة الأورو. وأضافت اليومية الإسبانية أن تسيبراس مصر على موقفه، مؤكدا أن بلاده "ستعيش" مستقلة عن نتائج الاستفتاء. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن الأزمة اليونانية لن تؤثر على إسبانيا، التي اتخذت كافة التدابير لتجنب وضعية مثل التي تشهدها اليونان. وفي ألمانيا، واصلت الصحف الصادرة اليوم تعليقاتها على الأزمة اليونانية التي ما فتئت تتفاقم. فكتبت صحيفة (ساغبروكر تسايتونغ) أن الاستفتاء المزمع تنظيمه في اليونان من قبل رئيس الوزراء تسيبراس وزملاؤه ليس أداة مشروعة ديمقراطيا كونه يسعى للحصول على أصوات المواطنين واستعمالها كغطاء خلفي للازمة، والهروب من تحمل المسؤولية. واعتبرت الصحيفة أنه لو كان لأعضاء حكومة أثينا الشجاعة الكافية لوظفوا هذا الاستفتاء لمعرفة رأي المواطنين حول مستقبلهم السياسي. من جانبها، عبرت صحيفة (راين نيكار- تسايتونغ) عن استيائها من السياسة التفاوضية للحكومة اليونانية، معتبرة أن حكومة أثينا اضحت بالنسبة للجميع مثيرة للاستفزاز، إذ تسعى في كل مرة إلى مزيد من الوقت لتوضيح وجهة نظرها للمانحين وقد يستمر هذا الحال لأكثر من سنة ونصف. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه اللعبة غير الواضحة تهدد اليونانيين بالوقوع في الهاوية. صحيفة (مونشنر ميركور) من جانبها، تؤكد أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونائبها سيغمار غابرييل أبرزا لليونانيين وبوضوح موقف ألمانيا قبل إجراء الاستفتاء الذي ستنظمه حكومتهم رغم كل الاعتراضات، مشيرة إلى أنه سواء أراد حزب سيريزا أوروبا مع عملة الأورو أو الانسحاب منها والعودة إلى عملة دراخما فإن مصير أوروبا سيتم الحسم فيه قريبا جدا. وأشارت صحيفة (أوسبروغر أليغماينة) من جهتها إلى ما عبرت عنه المستشارة الألمانية ميركل اليوم إذ أكدت أن العرض المقدم لليونان من قبل المانحين هو أفضل ما يمكن تقديمه، ملاحظة أن الصبر قد ينفذ ولن يتمكن الدائنون بعد ذلك من تقديم تنازلات والتسامح في المفاوضات مع رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس ووزير ماليته فاروفاكيس. من جانبها، لاحظت صحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) أن رسالة المستشارة الالمانية ميركل وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل كانت واضحة ومفادها أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي متفقان تماما وبقوة على موقف موحد بشأن اليونان. وأضافت الصحيفة، في هذا السياق، أن ملف اليونان لا توجد بشأنه مشاحنات سياسية إذ أن هذا الأمر لم يكن سهلا بالنسبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي سبق وأن انتقد التعامل مع ملف اليونان إلا أنه أصبح الآن يتحمل المسؤولية المشتركة والكاملة مع المستشارة ميركل في سياستها لتدبير الأزمة. وفي النرويج، واصلت الصحف المحلية التطرق إلى الأزمة المالية الخانقة التي تمر منها اليونان، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى تظاهر الآلاف من اليونانيين ضد الشروط الأوروبية الخاصة بديون بلادهم، مبرزة أنهم عبروا عن رفضهم الاستمرار في العيش كما كانوا يعيشون خلال السنوات الخمس الماضية. ونقلت شهادات ليونانيين شرحوا وضعيتهم المالية والمعيشية الصعبة في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي تعرفها بلادهم. وأشار بعضهم إلى أنهم لن يصوتوا من أجل قبول الالتزامات الأوروبية الجديدة الخاصة بالديون على بلادهم، وأن مشاركتهم في التظاهرة التي نظمت أمس الاثنين تأتي لتحديد مستقبلهم والتعبير جميعا عن رأي حاسم حول شروط الاتحاد الأوروبي. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى الأزمة التي خلقها قرار وقف منح النقود إلا عبر الصراف الآلي في اليونان بفعل الأزمة المالية الحالية، مبرزة أن ذلك أدى إلى تغير في طريقة دفع العديد من الرسوم المستحقة خاصة في المجال السياحي عبر بطائق الائتمان التي عوضت بالدفع النقدي المباشر. وأضافت أن هذا الإجراء خلق حالة انتظار كبيرة أمام أجهزة الصراف الآلي خاصة في العاصمة أثينا، لكون نقص السيولة أدى إلى صرف 60 أورو فقط في اليوم الواحد بالنسبة للبطاقة الواحدة. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى عدد من المراحل التي جعلت اليونان تدخل في أزمة مالية خانقة، من بينها "جنون الاقتراض". كما أبرزت الصحيفة المراحل التي أدت إلى هذا الوضع المزري خاصة إخفاء بعض الحقائق حول حجم ديونها، وتنفيذ تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام.