اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص بالأزمة اليونانية والدعوة لتشكيل حكومة لمنطقة الأورو، وسياسة اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، وسعي القوميين الكتالونيين للانفصال عن إسبانيا، ومحاكمة حسن هبري، ثم العلاقات الأمريكية الكوبية. ففي إسبانيا تطرقت الصحف لتصريحات رئيس حكومة جهة كتالونيا أرتور ماس، نهاية الأسبوع ببرشلونة، حول الانتخابات الجهوية المقررة يوم 27 شتنبر المقبل، ومشروع استقلال هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا، وهي الخطة التي رفضتها الحكومة المركزية بمدريد. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "ماس يحذر من أن التصويت ضده يعني التصويت ضد كاتالونيا"، مشيرة إلى أن تصريحات القومي الكتالوني تحيل على الانتخابات الجهوية المزمع إجراؤها يوم 27 شتنبر القادم، مضيفة أن ماس حذر في كلمته من أن "عدم ركوب قطار استقلال كتالونيا سيؤدي إلى طريق مسدود" وأنه "إذا لم نستغل هذه الفرصة، فإن مدريد ستسحقنا دون رحمة. من جهتها أوردت (إلموندو) تحت عنوان "ماس يلجأ للشعبوية في مخططه الاستقلالي"، أن أرتور ماس، وبعد تأكده من انضمام حزب اليسار الجمهوري الكتالوني بزعامة أوريول جونكيراس للقائمة الموحدة لانتخابات 27 شتنبر المقبل، لا يريد تحقيق النتيجة ذاتها التي حصل عليها في انتخابات 2012 والتي خسر فيها الأغلبية و12 مقعدا في البرلمان المحلي. أما صحيفة (أ بي سي) فنشرت مقابلة مع وزير العدل الإسباني، رافائيل كاتالا، قال فيها، على الخصوص، إن الحزب الشعبي (الحاكم) "لن يتفاوض حول السيادة الوطنية ولا حول وحدة إسبانيا"، في إشارة إلى الخطة السيادية لأرتور ماس، مشيرة إلى أن هذا الأخير حذر، وعلى بعد شهرين من الانتخابات الجهوية المقررة بكتالونيا، من أنه إذا لم يتمكن من الفوز في انتخابات 27 شتنبر القادم، فإن الدولة (الإسبانية) "ستتعامل بلا رحمة" مع هذه القضية. وفي سياق متصل، لاحظت (لا راثون) أن الزعيم الكتالوني واصل في كلمته أمس الأحد نهجه التكتيكي الذي سلكه منذ نونبر الماضي من أجل إخراج قائمة موحدة للانتخابات الجهوية القادمة، مشيرة إلى أن ماس دعا، أيضا، ناخبي حزب بوديموس الراديكالي والمترددين والفيدراليين إلى التصويت، أيضا، في هذه الانتخابات. وفي فرنسا اهتمت الصحف بمحاكمة الديكتاتور التشادي السابق حسن هبري، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان هذه المحاكمة تشكل منعطفا ضمن مسار التصدي للإفلات من العقاب، وتتويجا لأزيد من عشرين سنة من تعبئة المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الانسان والمعارك القانونية والضغوط الدبلوماسية، مشيرة الى انها المرة الاولى التي يمثل فيها طاغية مخلوع بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب والتعذيب، امام محكمة افريقية بدكار. واضافت ان هذه المحاكمة كان بالامكان ان تتم في بلجيكا التي كانت قد فتحت مسطرة سنة 2005، أو امام محكمة سينغالية بمقتضى الاختصاص العالمي، مبرزة ان حسين هبري سيحاكم من قبل محكمة للاتحاد الافريقي في وقت لم تستطع فيه محكمة لاهاي تنفيذ اوامر التوقيف. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) انها المرة الاولى التي سيقدم فيها قائد افريقي الحساب بشأن جرائمه امام القضاء بقارته. وفي ألمانيا ركزت الصحف الصادرة اليوم في تعليقاتها على النقاش الذي عاد إلى الواجهة حول سياسة اللجوء إثر الهجمات على مساكن لاستقبال اللاجئين في ألمانيا خاصة عن طريق إضرام النار فيها. واعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أنه يتعين وقف مسلسل الكراهية وحماية الأشخاص المعنيين في جميع الأحوال وبقوة القانون. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فانتقدت التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء بافاريا هورست زيهوفر حول سياسة اللجوء مشيرة إلى أن هذا الأخير وصف قضية اللاجئين في أوروبا ب"المتفجرة " مطالبا بوضع إجراءات صارمة لتقليصها. وأشارت الصحيفة إلى أن زيهوفر زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي حليف حزب ميركل، عبر عن رغبته في الحد من "العدد الهائل " من طالبي اللجوء ، معلنا تذمره من الكم الكبير من الشكاوى التي يتلقاها من السياسيين المحليين ، بشكل يومي حول طالبي اللجوء، معتبرة أن الاعتداءات المتكررة على مساكن اللاجئين تعيد إلى أحداث وقعت منذ سنوات خلت في ألمانيا لكن على السياسيين ، وفق الصحيفة ، ألا يؤججوا الشعور بالعداء نحو اللاجئين بتصريحاتهم. من جهتها اعتبرت صحيفة (زودفيست بريسة ) أن " البلد برمته سيتغير على إثر الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يأتون إليها " مشيرة إلى أن هذا الواقع يتحمل فيه السياسيون المسؤولية. أما صحيفة ( فورتسهايمر تسايتونغ) فترى ضرورة إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض اللاجئين وأيضا قضية إدماج المهاجرين بطرق ملائمة معتبرة أن لا شيء إطلاقا يبرر الهجوم الشنيع على اللاجئين لأنه هجوم على " مجتمعنا المدني وقيمنا ". وفي تعليقها على الأحداث، لاحظت صحيفة (دي فيلت ) أن النقاش الجاري حول أوضاع اللاجئين في ألماني ، أعادته دموع اللاجئة الفلسطينية ريم التي تحدثت عن وضع عائلتها الغامض منذ أربع سنوات أمام كاميرات التلفزيون مع المستشارة أنغيلا ميركل. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، إذ أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدةالأمريكية وكوبا وصلت إلى مرحلة جديدة بالإعلان عن إعادة فتح واشنطن سفارتها في هافانا. واعتبرت الصحيفة أن التطورات الأخيرة تذيب الجليد بين البلدين الذين كانت بينهما عداوة منذ فترة طويلة، وذلك بعد أن أدركت الولايات المتحدة أن محاولة تغيير النظام في هافانا لم تنجح. من جهتها، أشارت صحيفة (في غي) إلى إحالة الإدارة الأمريكية الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني إلى الكونغرس، مضيفة أن أمام أعضائه 60 يوما لمراجعته، مشيرة إلى بدء فترة مكثفة من الضغط على كل من المؤيدين والمعارضين للاتفاق الذي وقع مؤخرا بين إيران والقوى الست الكبرى، ومبرزة الضغط الذي تمارسه إسرائيل على المشرعين الأمريكيين من أجل رفض الاتفاق الذي يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية مقابل إلغاء العقوبات. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى حرائق الغابات التي اندلعت مؤخرا في كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية، والتي تنضاف إلى أخرى ما جعلها تسجل رقما قياسيا في عدد حرائق الغابات بالبلاد، مضيفة أن الحرائق كانت أكثر حدة خلال السنة الجارية في كاليفورنيا بسبب الجفاف، حيث تعاني الولايات الغربية الأمريكية للعام الرابع على التوالي. وفي السويد، تناولت الصحف مجموعة من المواضيع المختلفة، من بينها، اقتراح الرئيس الفرنسي تشكيل حكومة لمنطقة الأورو والوضع في اليونان. وأوردت صحيفة (سفنسكا داغبلاديث)، في هذا الصدد، دعوة الرئيس الفرنسي إلى تشكيل حكومة لمنطقة الأورو، مشيرة إلى أن هولاند أعاد طرح فكرة كان رئيس المفوضية الأوروبية السابق جاك ديلور قد طرحها فيما مضى. وفي ما يتعلق بالوضع في اليونان، كتبت (داجنز نيهيتر) أن البنوك اليونانية ستفتح أبوابها اليوم الاثنين بعد إغلاق استمر ثلاثة أسابيع، مشيرة إلى أن مراقبة الرساميل أدت إلى خسائر قاربت 3 مليار أورو. وأضافت أنه مقابل الحصول على حزمة مساعدات ثالثة، ستدخل التغييرات على الضريبة على القيمة المضافة حيز التنفيذ ابتداء من اليوم الاثنين وستشمل عددا من السلع والخدمات، مؤكدة أن هذه الإجراءات تندرج في إطار حزمة الإصلاحات التي يتعين على اليونان قبولها للحصول على مساعدات جديدة. إلى جانب ذلك، عادت الصحف السويدية إلى فوز يوهانا لارسون في دوري باشتاد لكرة المضرب، مشيرة إلى أن هذا هو اللقب الأول للارسون (26 عاما) بعد فوزها في المباراة النهائية على الألمانية منا بارثل. وفي سويسرا، اهتمت الصحف بآخر التطورات في اليونان، حيث دشنت الحكومة المعدلة لرئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية المكلفة، وذات المخاطر العالية سياسيا. فتحت عنوان "اليونان تحبس أنفاسها"، كتبت صحيفة (لوتان) أن تسيبراس اختار تعليق المواجهة مع الدائنين والمعارضة من أجل البقاء على رأس الحكومة، مبرزة أنه "مع ذلك، قد يزداد الشرخ داخل الفريق البرلماني لسيريزا الذي لم يعد رئيس الوزراء يتوفر فيه على الأغلبية". من جهتها كتبت صحيفة (لا تريبون دي جنيف) أن أثينا تتوقع أسبوعا عالي المخاطر لاقتصادها يتراوخ بين إعادة فتح البنوك والصدمة الضريبية، وكذا بالنسبة لمستقبل أليكسيس تسيبراس، محذرة من أن البلاد لن تستطيع التقشف أكثر مخافة هروب مكثف للثروات مما قد يؤثر على البنوك، ومبرزة أن بروكسل طالبت بالتصويت، يوم الأربعاء، على مزيد من الإصلاحات، وأن "تسيبراس يسعى لجعل ذلك اختبارا حاسما والاستقالة إذا ما زادت الانشقاقات". من جهتها تطرقت (24 أور) إلى "التكلفة العالية" للقيود التي تخنق الاقتصاد اليوناني، موضحة أن مراقبة الرساميل كلفت البلاد 3 مليار أورو خارج قطاع السياحة، متسائلة حول قدرة الفريق الجديد لتسيبراس، الذي انتخب في يناير الماضي على أساس وعد بإنهاء التقشف، والكفاح من أجل اتفاق مع بروكسيل عادل اجتماعيا. وفي هولندا، تركز اهتمام الصحف، أيضا، حول الأزمة اليونانية، إذ كتبت (دي فولكس كرانت) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتبرت أنه من الممكن برمجة خفض الفائدة التي يدفعها اليونان، مشيرة إلى أنه ستتم معالجة الأمر في حال انتهاء دراسة مشروع الإنقاذ الجديد للبلاد. وأضافت أن ألمانيا بدت حاسمة وصارمة في المفاوضات مع اليونان قبل إبرام اتفاق نهائي في بروكسل، الذي لم يتم، مع ذلك، الترحيب به من قبل جميع الطبقة السياسية الألمانية. وفي سياق متصل ذكرت (أ دي) أن اقتراح "غريكست" المؤقت الذي تقدم به وزير المالية أثار جدلا داخل ألمانيا، مضيفة أن وزير الاقتصاد الألماني اعتبر أنه من غير المعقول تقديم هذه التوصية كمبادرة ألمانية. من جانبها أوردت (إن إر سي) تصريحات وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس الذي قال إن الاصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها أثينا للخروج من الأزمة ستمنى بالفشل، معتبرا أن برنامج الإصلاحات المفروض على بلده سيكون "أكبر كارثة في الإدارة الماكرو اقتصادية في تاريخ البلاد". وفي إيطاليا، خصصت أغلب الصحف تعاليقها للخطة التي أعلن عنها رئيس الحكومة، ماتيو رينزي، للخفض من العبء الضريبي على الايطاليين في مقابل الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات. واعتبرت (لا ريبوبليكا) أن رينزي أعلن عن "خطة ضريبية طموحة" خلال الجمع العام للحزب الديمقراطي، ونقلت عن رئيس المجلس الإيطالي قوله "إنه ميثاق أقترحه على الإيطاليين، فإذا ما واصلنا الإصلاحات، سنكون قادرين على خفض الضرائب ب50 مليار أورو في خمس سنوات". من جهتها كتبت (لا كورييري ديلا سيرا) أن "وعود" رينزي بخفض الضرائب لازالت تثير ردود فعل داخل حزبه وخارجه، مشيرة إلى أن الكثيرين يرون في ذلك إعادة لإصدار "الميثاق الشهير مع الايطاليين" الذي كان قد اقترحه برلسكوني سنة 2001. وفي سياق متصل تطرقت (المساجيرو) ل "نقط القوة" في هذا المخطط، التي تشمل إعفاء من الضريبة عن الإقامة الرئيسية بنحو 400 أورو عن كل إقامة، مشيرة إلى أن أكبر المستفيدين من هذا الاجراء سيكونون أصحاب المنازل في روما وتورينو حيث تتراوح هذه الضريبة ما بين 391 و403 أورو.