تناولت صحف أوروبا الشرقية الصادرة اليوم الأربعاء العديد من المواضيع أبرزها زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى أوكرانيا ورفض موسكو التعليق على الأنباء حول اعتزام روسيا طرح مسألة نشر تركيا قوة عسكرية شمال العراق في مجلس الأمن وزيارة الرئيس المصري لليونان والارتياح الذي عبرت عنه النمسا بعد الاتفاق في بروكسيل على الضريبة المقترحة للمعاملات المالية واستعداد أنقرة لفرض عقوبات ضد روسيا إذا لزم الأمرذلك. ففي بولونيا ، ركزت الصحف على زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى أوكرانيا والخطاب الذي ألقاه في البرلمان الأوكراني والذي طالب فيه من روسيا بوقف تهديد كييف والسلطات الأوكرانية تسريع الإصلاحات السياسية و الاقتصادية. صحيفة "بولسكا" كتبت أن نائب رئيس الولاياتالمتحدة طالب روسيا بوقف التهديدات ضد أوكرانيا من خلال دعم المتمردين في شرق البلاد، داعيا الجانبين إلى ضرورة تنفيذ بنود اتفاق السلام الذي وقع في مينسك في فبرايرالماضي والتطبيع النهائي للوضع في أوكرانيا. وذكرت الصحيفة أن بايدن حذر من انه اذا استمرت روسيا دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا، فإن العقوبات الغربية ستستمر ولن ترفع في الوقت القريب. وقال المسؤول الامريكي في تصريحات نقلتها الصحيفة أنه "لا يمكن تخفيف العقوبات حتى تفي روسيا بجميع التزاماتها" بموجب اتفاقات مينسك للسلام . و في نفس السياق أشارت صحيفة "لاغازيت جوريديك " أن بايدن طالب من القيادة الأوكرانية إجراء مراجعة للدستور ومنح المزيد من الاستقلالية لمناطق المتمردين واجراء انتخابات محلية في المنطقة. واضافت الصحيفة أن هذه التدابير ستخلق نقاشا ساخنا في أوكرانيا حيث ينظر إليها على أنها وسيلة لإضفاء الشرعية على الانفصالية، وزعزعة استقرار البلاد. وأكد نائب الرئيس الأمريكي، أن الإصلاح الدستوري واللامركزية لن يؤثر على السيادة الأوكرانية، ولكنها خطوة هامة من اجل بناء دولة جديدة قوية وكذلك بالنسبة لمستقبل البلاد في أوروبا. وفي روسيا ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا " أن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف رفض التعليق على الأنباء حول اعتزام روسيا طرح مسألة نشر تركيا قوة عسكرية شمال العراق في مجلس الأمن. وقالت الصحيفة أن مصدرا في الأممالمتحدة كان قد صرح بأن روسيا ستطرح في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي مسألة نشر تركيا قوة عسكرية لها شمال العراق دون موافقة بغداد. وأضافت الصحيفة أن المصدر الأممي نفى صحة المعلومات عن عقد المجلس اجتماعا خاصا لمناقشة هذا الموضوع، موضحا أنه ليس من المخطط اتخاذ قرارات في ختام المشاورات بهذا الشأن. وقالت الصحيفة أن مكتب المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة رفض الإدلاء بأي تعليق رسمي حول هذا الموضوع. صحيفة "فيديموستي " أشارت الى أن تركيا، هددت الثلاثاء، بفرض عقوبات على روسيا "في حال دعت الحاجة لذلك" ولكنها أبقت باب الحوار مفتوحا. وأضافت الصحيفة نقلا عن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان، إن بلاده مستعدة لفرض عقوبات على روسيا "في حال دعت لذلك الحاجة مشيرا الى أنه تمت مناقشة كل الإجراءات المحتملة ضد روسيا خلال الاجتماع الحكومي ليوم الاثنين ". وأشارت الصحيفة الى أن أوغلو استدرك موضحا أن أنقرة مستعدة لأي نوع من المحادثات مع روسيا لكنها لن تقبل أبدا بما وصفها ب"الإملاءات". صحيفة "إزفستيا" قالت أن الخبراء اشاروا الى ان اسقاط تركيا للمقاتلة الروسية "سو-24" كان مخططا له في وقت سابق ،مبرزة أنه حسب رأي القائد السابق لقوات الصواريخ والمضادات الجوية الروسي ، سيرغي خاتيلوف، فإن المخابرات التركية جمعت كل ما يتعلق بمسار الطائرات الحربية الروسية منذ بداية عملياتها العسكرية في سوريا، واختارت اللحظة المناسبة لتوجيه ضربتها. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان وقع مرسوما بشأن فرض عقوبات محددة على تركيا تهم وقف كافة الرحلات الجوية غير المنتظمة (تشارتر) الى تركيا باستثناء الرحلات الخاصة بعودة مواطني روسيا من تركيا. كما انه لن يسمح ابتداء من الأول من يناير المقبل لمواطني تركيا دخول الأراضي الروسية من دون تأشيرات سفر،الى جانب منع استيراد المنتوجات الفلاحية من تركيا. وفي اليونان تناولت الصحف زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لليونان التي استهدفت دفع التعاون بين البلدين في المجال الطاقي والاستثمارات ثم التعاون الثلاثي بين البلدين وقبرص حيث يعقد اليوم الاربعاء الاجتماع الثالث للتعاون المصري اليوناني القبرصي في أثينا. صحيفة (تانيا) ذكرت أن هذا الاجتماع الثلاثي سيركز على القضايا الطاقية وليس موجها ضد تركيا كما تحرص الاطراف الثلاث على التأكيد. ونقلت عن تسيبراس قوله إن زيارة السيسي تدشن لمرحلة جديدة من التعاون سيكون لها وقعها الايجابي على المنطقة بأسرها، وأضاف أن هذا التعاون الجديد خطوة اخرى لجعل اليونان مركزا اقليميا في جنوب شرق المتوسط لطرق نقل الطاقة في المستقبل. وذكرت الصحيفة بالمكنونات الطاقية الكبرى خصوصا من الغاز الطبيعي المكتشف في شرق المتوسط بالقرب من المناطق الاقتصادية الخاصة لكل من مصر واسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية وقبرص. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت انه ليس هناك أي تأخير في حصر حدود المنطقتين الاقتصاديتين الخاصتين لكل من مصر واليونان ونقلت عن تسيبراس قوله انه مصمم على مواصلة استكشاف كل امكانيات التنقيب عن النفط والغاز مع مصر والتعاون معها في مجال الاستثمارات وايضا مشاركة المقاولات اليونانية في المشاريع الجاري تنفيذها قرب قناة السويسالجديدة. وأضافت الصحيفة أن اليونان تعتبر التعاون الثلاثي مع مصر وقبرص عنصر استقرار في محيط اقليمي مضطرب وترى ضرورة ان يضم هذا التعاون محاربة الارهاب، مشيرة الى ان مصر واليونان ستحدثان لجان تنسيق في وزارتي الدفاع والداخلية للتعاون في مجال مكافحة الارهاب بين البلدين. وفي النمسا، أكدت صحيفة " ويرتسشففسبلات" على الارتياح الذي عبر عنه وزير المالية النمساوي هانز شيلينغ على الاتفاق الذي وقع الثلاثاء في بروكسيل من قبل عشرة بلدان بمنطقة اليورو على الضريبة المقترحة للمعاملات المالية، والتي تعتبر خطوة هامة، وحاسمة، في انتظار أن يتم ايجاد حل وسط بشأن القضايا العالقة في الصيف المقبل. وأشارت الصحيفة الى الجهود التي بذلتها النمسا منذ عام 2009 لإنجاز هذا الاتفاق، الذي يهدف إلى إدخال الضرائب العادلة ومحاربة المضاربات وذلك على الرغم من المقاومة في البلاد وداخل الاتحاد الأوروبي. وعلاوة على ذلك،تقول الصحيفة ، فإن الاتفاقية تلزم تسع دول هي ألمانيا وفرنسا و إيطاليا، وبلجيكا، واليونان، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، واسبانيا، مع العلم أن إستونيا التي كانت جزءا من المجموعة، رفضت في اللحظة الأخيرة التوقيع عليها، مشيرة إلى أن إدخال هذه الضريبة يسعى لاسترداد جزء من الأموال التي سخرت خلال الأزمة المالية لإنقاذ البنوك، ومحاربة عمليات المضاربة وتوحيد الأنظمة . من جانبها، ذكرت صحيفة "دي برس" أن النمسا قد هبطت إلى المرتبة 45 في أحدث تصنيف لمؤشر الأداء في مجال التحولات المناخية وذلك بالرغم من الامكانيات في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية . وفي تركيا، ذكرت صحيفة "تودايز زمان" أن أنقرة مستعدة لفرض عقوبات ضد روسيا إذا لزم الأمر ذلك للرد على التدابير الانتقامية التي اتخذتها موسكو بعد اسقاط تركيا للمقاتلة الروسية في 24 نونبرالماضي . ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قوله "أن تركيا ستتخد التدابير الممكنة ضد روسيا وستفرض عقوبات إذا لزم الأمر ذلك مبرزا أن انقرة لا تزال مستعدة للحوار مع موسكو. من جانبها أشارت صحيفة "ديلي الصباح" الى أن رئيس الحكومة التركية أكد على ارادة بلاده عدم تعميق الأزمة الحالية مع روسيا، مشددا على أن التدخل التركي "لم يكن ضد أي بلد " مبرزا أن جميع الاجراءات التي نتخذها لحماية حدودنا وتقديم المساعدة للمدنيين في سوريا"، وانه "على استعداد للقاء الروس ومناقشة جميع القضايا ،ولكننا لن نقبل أبدا الإملاءات ". صحيفة"ستار" اشارت الى أن تركيا لن تجد نفسها في صعوبة عل خلفية هذه الأزمة، مشيرة الى ان الحكومة تستعد لوضع "خطط بديلة" لبيع المنتجات التركية في أسواق أخرى. صحيفة"حريت" ذكرت بأن تركيا لن تشارك في أي مشروع لإعادة النظر في اتفاقية مونترو لعام 1936، التي تنظم حرية الحركة في مضيق الدردنيل والبوسفور الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأسود".