اهتمت صحف أوروبا الشرقية الصادرة اليوم الخميس بالعديد من المواضيع أبرزها العلاقات الروسية التركية بعد اسقاط الطائرة الروسية "سو 24" من قبل تركيا والمناقشات المارطونية في البرلمان النمساوي حول ميزانية 2016 وتدهور العلاقات الروسية الأوكرانية وتزويد ولاية رينانيا ويست فاليا الالمانية اليونان بقائمة بأسماء عشرة آلاف يوناني لديهم حسابات بنكية في سويسرا. ففي روسيا ذكرت صحيفة " كوميرسانت " أن وزير الخارجيه الروسي سيرغي لافروف صرح بأن موسكو "لديها شكوك جدية حول ما اذا كان اسقاط الطائرة الروسية "سو 24 "من قبل تركيا " عملا عفويا أو أنه اقرب ما يكون الى عمل استفزازي متعمد" مؤكدا ان بلاده لن "تعلن الحرب" على تركيا، لكنها "ستجري اعادة تقييم جدية" للعلاقات الروسية التركية. وأضافت الصحيفة أن رئيس الدبلوماسية الروسية ، كشف أن نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو اتصل به الأربعاء هاتفيا وقدم التعزية في مقتل العسكريين الروسيين ،معربا عن أسفه لما حدث، وحاول تبرير ما ارتكبه سلاح الجو التركي" . وأوضح "إننا كنا ننتظر إيضاحات من الجانب التركي وعلى أعلى مستوى ، لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا ". صحيفة "روسيسكايا غازيتا " تطرقت بدورها للموضوع نفسه، مشيرة الى أن وزير الخارجية الروسي أوضح في مؤتمر صحفي أن نظيره التركي حاول تبرير الهجوم على القاذفة الروسية ، مبرزا أن سلاح الجو التركي لم يكن يعرف تبعيتها، وادعى بأنها اخترقت الأجواء التركية لمدة 17 ثانية". وأكد الوزير أن وسائل المراقبة الإلكترونية الروسية تظهر بوضوح أن الطائرة الحربية الروسية لم تخترق الأجواء التركية ،مشددا في الوقت ذاته على أنه حتى في حال دخلت طائرة حربية أجنبية فعلا في أجواء دولة لمثل هذه الفترة القصيرة، فإن إطلاق النارعليها وهي فوق أراضي دولة مجاورة، أمر غير مقبول . صحيفة "ترود" قالت أن تصريحات بعض المسؤولين الأتراك تشير الى ان مهاجمة الطائرة الروسية ليس مرتبطا فقط باختراقها الأجواء التركية، بل هو ناتج عن عدم رضا تركيا عن النجاح الذي تحققه غارات الطائرات الروسية. وقالت الصحيفة أن تركيا أبلغت خلال الأيام الأخيرة الجانب الروسي عدة مرات بعدم وجود مواقع لمسلحي "الدولة الإسلامية" في المنطقة القريبة من الحدود بل هناك مواقع للتركمان وغيرهم من المجموعات المعارضة للنظام السوري، وهي تتعرض لهجمات الطائرات الروسية والقوات السورية. واضافت الصحيفة انهم بهذه الصيغة يعبرون عن عدم امكان مشاركتهم بالعمليات العسكرية ضد "الدولة الإسلامية" في هذه المنطقة". وفي النمسا ذكرت صحيفة "دي برس" أن اليوم الثاني من المناقشات المارطونية في البرلمان النمساوي التي خصصت لميزانية 2016 ، تميزت بهجوم شرس من قبل المعارضة ضد وزير العمل والشؤون الاجتماعية وحماية المستهلك، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، رودولف هوند ستورفر ، حيث انتقدت المعارضة الزيادة في معدل البطالة و القصورفي بعض مجالات التغطية الاجتماعية . و قالت الصحيفة أن نواب المعارضة التي تتألف بشكل رئيسي من قبل حزب الحرية (أقصى اليمين) والحزب الليبرالي-نيو نيوس النمسا انتقدوا 'سياسة التراخي' من قبل الحكومة الفدرالية في مجال تدبير تدفقات الهجرة، مشيرة الى أن تزايد عدد طالبي اللجوء يزيد من تأزم وضعيية البطالة في البلاد.ولاحظت الصحيفة أن هذه الجلسة تميزت بالخلافات والانقسامات بين الديمقراطيين الاشتراكيين والمحافظين الذين يشكلون الائتلاف الحاكم، ولا سيما فيما يتعلق بالمعاشات والحد الأدنى للأجور. من جهتها ، قالت صحيفة "كورير" ان هناك تشدد في الرقابة على اللاجئين في القطارات الرابطة بين مدينة سالزبورغ والمدينة الألمانية ميونيخ، موضحة أن هذه العملية الممنوعة التي تقودها الشرطة الألمانية،ستتسبب في اضطرابات في حركة السكك الحديدية. وأوضحت الصحيفة أن هذه الاجراءلات جاءت بعد الهجمات الاخيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس والتهديد الإرهابي المتزايد نحو أوروبا . وفي بولونيا، تناولت الصحف تدهور العلاقات الروسية الأوكرانية وتورط روسيا في سوريا وقرار موسكو وقف شحنات الغاز إلى كييف. و في هذا الصدد كتبت صحيفة "لاغازيت اليكتورال" أن التحالف الغربي مع روسيا بشأن سوريا خلق مخاطر لأوكرانيا التي اصبحت تحتل المرتبة الثانية في المخطط السياسي الغربي وذلك بالرغم من اتفاق مباشر في هذا الموضوع ، و المساعدة التي تقدمها روسيالسوريا مقابل تخلي الغرب عن موقفه تجاه أوكرانيا، مشيرة الى أنه من المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف ينتظر بصبر لان الغرب لا يحتمل وجود أي تقدم في الملف الأوكراني ، في الوقت الذي هو في حاجة إلى مساعدة روسيا في سوريا. صحيفة "لاغازيت جورديك "أشارت، من جانبها، الى أن الولاياتالمتحدة لاتزال مترددة في أي فكرة مفتوحة للتعاون مع موسكو. وابرزت الصحيفة ،أن واشنطن تعتقد أن مشاركة روسيا في الهجوم لمكافحة الإرهاب في سورية لن يشكل سببا كافيا لتمرير ضم شبه جزيرة القرم أو التدخل في شرق أوكرانيا، أو رفع العقوبات. "ريسبوبليكا"أشارت إلى قرار روسيا بوقف جميع شحنات الغاز الى اوكرانيا، مضيفة أن هذا القرار يقلق الاتحاد الأوروبي الذين يخشى عدم توريد الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي . وقالت الصحيفة أن التوتر بين موسكو وكييف بدأ نهاية الأسبوع الماضي بعد تخريب خطوط الكهرباء في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في مارس 2014 ، حيث يتوقع ارتفاع في حدة التوتر بين موسكو وكييف في ظل الحرب في سوريا، حيث تحالفت روسيا مع الولاياتالمتحدة وفرنسا، الدولتين اللتين تدعمان أوكرانيا في نزاعها مع موسكو. وفي اليونان ذكرت "كاثيمينيري" أن ولاية رينانيا ويست فاليا الالمانية زودت اليونان بقائمة بأسماء 10 آلاف يوناني لديهم حسابات بنكية في سويسرا ويعتقد انهم متهربون من أداء الضرائب لمساعدة اثينا في الوفاء بالتزامتها امام المانحين والتغلب على التهرب الضريبي الذي ينخر اقتصادها. وأضافت الصحيفة ان من شأن هذه الخطوة تعزيز الاصلاحات التي تنفذها اليونان في مجال تحصيل الضرائب، مشيرة الى ان الحسابات البنكية المعنية توجد بها مدخرات بقيمة 92ر3 مليار أورو ويعتقد انها جميعها فتحت في ابناك سويسرية من اجل التهرب الضريبي. صحيفة "تا نيا" ذكرت من جهتها ان نقابة العاملين في القطاع الخاص في اليونان دعت الى اضراب عام يوم 3 ديسمبر للاحتجاج على مشاريع الاصلاحات الجديدة التي تعتزم السلطات تنفيذها لتلبية مطالب المانحين على اثر التوقيع في يوليوز الماضي على برنامج انقاذ ثالث لليونان يمنحها 86 مليار اورو في مقابل مزيد من الاصلاحات المالية. وأضافت الصحيفة أن الاصلاحات الجديدة مثار الاحتجاج تتعلق بإصلاح انظمة التقاعد من خلال الرفع من سن التقاعد الى 67 سنة والرفع من مساهمات العاملين والغاء التقاعد النسبي وإدماج مختلف انظمة التقاعد، مشيرة الى ان الاضراب هو الثاني من نوعه بعد الاضراب العام ل 12 نوفمبر الجاري والذي عرف مشاركة واسعة.