اهتمت صحف أوروبا الشرقية الصادرة اليوم الأربعاء على الخصوص بحادث اسقاط الطائرة الروسية "سوخوي-24 " فوق الأراضي السورية من قبل القوات الجوية التركية والتوقعات الديمغرافية في النمسا ومحاصرة آلاف من اللاجئين على الحدود اليونانية المقدونية في ظروف مزرية. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة " كوميرسانت " الروسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله "أن إسقاط المقاتلة "سوخوي 24" فوق سوريا، بمثابة طعنة في الظهر" مبرزا أن هذه الحادثة تتجاوز إطار محاربة الإرهاب ولا أستطيع أن أصف ما حدث اليوم بغير ذلك ". وقالت الصحيفة ، وفقا للرئاسة الروسية أن الطائرة أسقطت فوق الأراضي السورية بصاروخ "جو- جو" أطلق من على متن طائرة "أف-16" تركية، وسقطت فوق الأراضي السورية على بعد 4 كلم من الحدود مع تركيا، وتعرضت للهجوم عندما كانت في الجو على ارتفاع 6 آلاف متر، وعلى بعد 1 كلم من الحدود التركية، وأنها لم تكن لتشكل تهديدا للجمهورية التركية". و في سياق متصل أشارت صحيفة "كمسمولسكايا برافدا" إلى أن بوتين صرح لدى لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في منتجع سوتشي على البحر الأسود ،أن حادث مقاتلة "سوخوي 24" ستكون له تداعيات جدية على طبيعة العلاقات بين موسكووأنقرة ،مشيرة الى أن روسيا كانت تنظر إلى تركيا على الدوام على أنها دولة صديقة وليست مجرد جارة". "روسيسكايا غازيتا" أشارت من جانبها ،الى أن الطائرة الروسية "سوخوي 24" التي أسقطت "كانت تقوم بعملية لمحاربة "الدولة الإسلامية" شمال اللاذقية، مبرزة إن المنطقة جبلية ويتمركز بها المسلحون، معظمهم من مواطني روسيا الاتحادية، والطائرة كانت تقوم بضربات استباقية ضد الإرهابيين الذين قد يعودوا إلى روسيا في أي لحظة". وأضافت أن بوتين، أكد أن روسيا رصدت منذ فترة طويلة الكثير من النفط على أراضي تركيا من الآبار التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، موضحا انه منذ فترة طويلة تم تسجيل أن كميات كبيرة من النفط على الأراضي التركية ،تأتي من الأراضي المسيطر عليها ،ومن هنا يأتي التمويل المالي للتشكيلات المسلحة". وأوضح بوتين، تضيف الصحيفة ، لقد " تعرضت طائراتنا التي تحارب الإرهاب للضربات، وهذا بغض النظر عن أننا وقعنا اتفاقية مع الشركاء الأميركيين حول تجنب الحوادث في الجو، وأن تركيا تعد عضوا في التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية". وفي السياق ذاته ركزت الصحف البولونية على التدهور المفاجئ في العلاقات الروسية التركية بعد اسقاط الطائرة الروسية " سو 24" التي كانت تستعد للقيام بضربات ضد مواقع الإرهابيين في سوريا. صحيفة "ريسبوبليكا" لاحظت أنه بعد عدة تحذيرات رسمية لموسكو من طرف انقرة حول انتهاكات المجال الجوي التركي من قبل الطائرات الروسية لضرب مواقع مواقع "داعش " والمعارضة السورية، فإن حادثا عسكريا بين البلدين وقع بعد اسقاط طائرة روسية تقول أنقرة انها سقطت فوق تركيا لكن موسكو تؤكد إنها سقطت في المجال الجوي السوري . وذكرت الصحيفة أنه خلال النزاع في شرق أوكرانيا، فإن موسكو التي تدعم المتمردين الانفصاليين، لم تتردد في انتهاك المجال الجوي الأوكراني مع الإفلات من العقاب ،وأن روسيا تتظاهر بعدم نية تحريك الامور مع تركيا لكي لا تدخل في صراع مع حلف شمال الأطلسي، مشيرة الى انه لا يستبعد أن توقف موسكو بشكل مفاجئ الغارات الجوية في سوريا. صحيفة " لاغازيت اليكتورال " ركزت على غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشار الى ان إسقاط المقاتلة بمثابة طعنة في الظهر وأن العلاقات بين البلدين ستكون لها "عواقب وخيمة" موضحا أن الطائرة الروسية تمت ملاحقتها من قبل الجيش التركي الذي اسقطها على الحدود السورية. وذكرت الصحيفة أن المقاتلة الروسية "سو 24" أسقطت فوق الأراضي السورية على بعد 4 كلم من الحدود مع تركيا، وتعرضت للهجوم عندما كانت في الجو على ارتفاع 6 آلاف متر، وعلى بعد 1 كلم من الحدود التركية،. وقالت الصحيفة أن روسيا تأسف أيضا كون تركيا طلبت عقد اجتماع استثنائي لمنظمة حلف شمال الأطلسي، الذي تنتمي إليه، بدلا من مناقشة هذه المسألة مباشرة مع موسكو. وفي النمسا، نشرت صحيفة "دير ستاندرد" مقالا عن آخر التوقعات الديمغرافية التي اصدرها مكتب الإحصاء بالنمسا ، والذي يتوقع زيادة قد تصل الى مائة ألف نسمة سنويا في النمسا نظرا لتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين. واشارت الصحيفة ،الى إن المكتب يتوقع ايضا أن يصل عدد سكان النمسا الى تسعة ملايين نسمة في افق عام 2022، مبرزة أن 26 في المائة منهم لم يولدوا في النمسا . الصحيفة الأقتصادية "ويرتسشافتسبلات '' كشفت أن الفاعلين النمساويين المتخصصين في البيع عبر الانترنيت يتوقعون ارتفاعا في عمليات البيع بزيادة قد تصل الى 15 في المائة لاقتراب الاحتفالات باعياد السنة الميلادية . وقالت الصحيفة أن السبب في ذلك راجع بالاساس الى أن التسوق الظاهري اضحى مرتبطا بالخوف الناتج عن الهجمات التي شهدتها مؤخرا العاصمة الفرنسية باريس والتي من شأنها أن تدفع الناس إلى تجنب شوارع التسوق والمتاجر، تقول الصحيفة، مشيرة إلى أن المبيعات خلال هذه الفترة ترتفع عادة بنسبة مابين 50 الى 70 في المائة مقارنة العشرة أشهر الأولى . وفي اليونان ذكرت "تا نيا" أن الآلاف من اللاجئين مازالوا محاصرين على الحدود اليونانية المقدونية منذ خمسة أيام في ظل ظروف مزرية بعد رفض مقدونيا دخول اللاجئين من غير السوريين والعراقيين والأفغان. وأضافت الصحيفة أن مقدونيا تعلل قرارها بكون طالبي اللجوء من غير البلدان الثلاث والذين يفوق عددهم حاليا في المنطقة الاربعة الاف، لا تنطبق عليهم مواصفات اللجوء وبالتالي لن تسمح لهم بالعبور وهو الموقف الذي انتقدته بشدة منظمات الاغاثة العاملة بالمنطقة مطالبة بفتح الحدود في وجههم . صحيفة "كاثيمينيري" ذكرت من جهتها أن الجزر اليونانية سجلت للمرة الاولى منذ غشت الماضي تراجعا حادا في الاعداد اليومية لتدفقات اللاجئين حيث لم يتجاوزوا ال 300 خلال يومين. وأضافت الصحيفة أن أعداد الوافدين وبعد أن كانوا في بعض الاحيان يفوقون ال 5000 يوميا لم يتجاوزوا 120 في جزيرة ليسبوس و100 في جزيرة شيوس و30 في جزيرة ساموس . وأرجعت الصحيفة ذلك الى الظروف المناخية السيئة في بحر إيجة وأيضا تشديد الجانب التركي لعمليات المراقبة بعد الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء اليوناني الى انقرة، مشيرة الى ان قمة الاتحاد الاوربي وتركيا حول الهجرة التي ستعقد نهاية الاسبوع ستعمل على تعزيز التنسيق الاقليمي للحد من أزمة اللاجئين .