يبدأ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوف روس، جولته انطلاقا من اليوم الاثنين، وعلى مدى عشرة أيام، بغية إحياء المفاوضات بين الرباط و"جبهة البوليساريو"؛ كما سيكون له لقاء مع قيادات من الجارة الشرقية الجزائر وموريتانيا، بصفتهما "دولتان مراقبتان لعمليات السلام بالصحراء"، وفق تعبير ممثل التنظيم الانفصالي ب"ONU"، أحمد بوخاري، في تصريح لوسائل إعلام جزائرية. ووفق ما أكدته مصادر من داخل الأممالمتحدة، فإنه لم تعرف بعد الطريق التي سيسلكها روس خلال جولته، على أساس أن يلتقي ممثلي ما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، المعروفة اختصارا ب"RASD"، في 27 من الشهر الحالي بمخيمات تندوف، دون إعطاء مزيد من التوضيحات؛ لاسيما أن المغرب قرر عدم السماح للوسيط الأممي بزيارة الأقاليم الجنوبية المغربية. ودعا السفير البريطاني الدائم بالأممالمتحدة، والرئيس الدوري لمجلس الأمن، ماتيو ريكروفت، الأطراف المعنية بنزاع الصحراء إلى التعاون لإيجاد حل عادل للقضية، وعبر عن دعمه مسلسل التسوية ومساعي "كريستوف روس"؛ فيما قال المتحدث باسم الأممالمتحدة، مارتن نيزيركي، إنه "من حق المبعوث الشخصي القيام بزيارة للمناطق الصحراوية"، ردا على تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار. وتبعا للمصادر نفسها، فإن الوسيط الأممي، بعد انتهاء جولته، سيكون أمام موعد بمجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة يوم 8 من شهر دجنبر القادم، لمناقشة قضية الصحراء، وكذا أهم المستجدات المتوصل إليها كخلاصات لزيارته، على أساس أن يقوم بعرض تقرير مفصل أمام الهيأة الأممية، في انتظار التحرك الذي سيبدؤه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالمنطقة، مع بداية سنة 2016. ودعا بان كي مون إلى انخراط الأطراف المعنية بهذا النزاع في مفاوضات جدية، مشيدا بالجهود التي يقوم بها "كريستوف روس" بغية التوصل إلى حل يرضي الأطراف المتنازعة من خلال عقد لقاءات مع مسؤولين بالرباط وتندوف؛ فيما اتهمت الجزائر المملكة المغربية ب"انتهاك حقوق الإنسان" بالأقاليم الجنوبية للمملكة، كما عبرت عن تأييدها "للشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر تنظيم استفتاء". جدير بالذكر أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، كان قد صرح لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" بأن "المملكة المغربية لن تسمح لمبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء، كريستوف روس، بزيارة المنطقة"؛ وأضاف: "ليست لديه أي مهمة يقوم بها بمناطق الصحراء، لأنه عندما يأتي إلى المغرب فإنه يهدف إلى عقد لقاءات مع مسؤولين مغاربة، وكلهم يتواجدون بالعاصمة الرباط".