استجابت الأممالمتحدة لموقف المغرب الداعي إلى إبعاد المبعوث الأممي "كرييستوف روس" من ملف النزاع المفتعل في قضية الصحراء، وقررت إلغاء زيارة "روس" إلى الصحراء المغربية كانت مبرمجة قبل نهاية شهر ماي الجاري. فلقد أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة "مارتن نيزيركي"، أن المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء المغربية "كريستوفر روس" -الذي سحب المغرب ثقته منه- لن يزور المنطقة.
وكان "روس" قد أعلن إثر آخر جولة مباحثات غير رسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو حول قضية الصحراء المفتعلة، نيته في زيارة المنطقة خلال النصف الثاني من شهر ماي، وتحدث عن القيام "بزيارة مطولة لأراضي الصحراء المغربية" هي الأولى من نوعها لمبعوث الأممالمتحدة.يأتي هذا بعدما فشل "كريستوفر روس" المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، في مهمته كوسيط من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من قبل جميع الأطراف في قضية الصحراء المغربية، حيث تم "تأزيم" مسلسل البحث عن تسوية و"إغفال" معاناة المحتجزين في مخيمات تيندوف بالجزائر .
وقال ديبلوماسي أممي، إن مسلسل البحث عن تسوية "تأزم أكثر في ظل تدبير روس للملف" مضيفا أن المبعوث الخاص" نجح في رهان الدفع بالمسلسل إلى مأزق بشكل نهائي، بالرغم من التقدم المسجل في هذا الملف خصوصا بفضل المقترح المغربي.وذكر بأن المقترح المغربي المتعلق بحكم ذاتي موسع وصف من طرف مجلس الأمن ب"الجدي والواقعي"، وحظي بتنويه العواصم العالمية الرئيسية في مناسبات عدة .
فمنذ تسلمه للملف سنة 2009 كان الجديد الوحيد الذي أتى به روس هو عقد لقاءات غير رسمية يفترض أن تهيئ لجولة خامسة من المفاوضات والتي "لم تر النور بعد انصرام سنتين". كما سجل مسؤول كبير سابق للأمم المتحدة، فقد توالت هذه الاجتماعات وتشابهت إلى حد يصعب معه تذكر عددها، معبرا عن أسفه لكون الساكنة هي من تدفع ثمنا باهظا لهذا الوضع.فهذه الساكنة التي تستغل بشكل مزدوج، هي من يدفع ضريبة حسابات "سياسية ومركانتيلية".
ففي ظل الإصرار على حرمانها من إحصاء تُمنع هذه الساكنة من التعبير بحرية عن خيارها غير أنها في الوقت نفسه تُستخدم كورقة "تخدم بشكل منتظم أهداف" قيادة "البوليساريو" التي لم تتغير قط، وتشكل مصدر ثروة لها من خلال اختلاس منتظم للمساعدات الإنسانية.